قوة الرجل يستمدها من ضعف المرأه

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 16:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

يصادف الثامن من اذار يوم المرأه العالمي وقد قطعت المرأه شوطا كبيرا في مساواتها وحقوقها على المستوى العالمي لكنها في مجتمعاتنا العربيه لم تحقق الانجاز المطلوب رغم دخولها القرن الواحد والعشرين وهذا نتيجة عدة عوامل ما زالت تلعب دورا كبيرا في حياتها.
العامل والمورث الديني خصوصا مع المد الاصولي الديني المتزمت الذي يجتاح اقطارنا العربيه وقوة الاسلام السياسي على الساحه العامه وتأثيره على المجتمع بشكل عام والمرأه بشكل خاص.
ان رأي الدين في المرأه انها ناقصه عقل ودين وهي عوره وان شهادتها وحدها لا تكفي وحقها في الميراث اقل من الرجل وان عليها اطاعة زوجها وانها تحتاج لموافقة ولي امرها في السفر وانها بحاجه الى محرم حتي وان تعرضت للموت بدونه وانها نجسه وشيطان وان الرجال قوامون عليها وانها تستحق الضرب اذا دعت الحاجه والقتل دفاعاعن الشرف و و والقائمه تطول اذا اردنا التفصيل.
كل ما ذكر هو ليس بجديد ولم يهبط على المرأه بين ليله وضحاها لكن الجديد هو تراجع وضعف المرأه امام هذا المد الاصولي ومن هنا يستمد الرجل قوته .انه يستمدها من تراجعها وضعفها وتقديم التنازلات فهي تشارك في اذلال نفسها ومهانتها.
ان اقتناع المرأه بأن الموروث الديني والتعاليم الدينيه هي سماويه ويجب تنفيذها واطاعتها والموافقه عليها بشكل اعمى تغيبي وغير منطقي وان مخالفتها هي مخالفه لشرع الله وانها تمارس الخطيئه هو ما سيجعلها مطيه للرجل وقوانينه الجائره والظالمه والمهينه بحقها وسيمعن بأذلالها.
العادات والتقاليد تستمد شرعيتها وبقائها من الموروث الديني وهي ايضا تصب في مصلحة الرجل لانه بالاصل هو واضعها وتكيفت وصقلت وجيرت لمصلحته.
من هنا يجب على المرأه ان تنتفض سياسيا واجتماعيا واقتصاديا .
ان تنتفض اجتماعيا أي ان لاتقبل بالعدات والتقاليد التي تحط من قيمتها وقدرها ومستواها الثقافي والاكاديمي وايضا من منطلق انها نصف المجتمع ورأيها وموقفها يجب ان يعتبر ويحترم وعلى هذا الاساس يسير المجتمع.
سياسيا ان تشارك في العمل السياسي والانتخابي والتمثلي فليس من المععقول مثلا ان تشارك في الانتخابات وان يكون صوتها ومشاركتها في ذلك هي الحسم وان لا تتمثل سياسيا بقدر قوة وزن مشاركتها.
العلم والثقافه هو سلاح المرأه وبهما تستطيع الدخول الى المجال الوظيفي فتحقق استقلالها المادي والمعنوي وان تساهم في رفع مستوى الاسره والمجتمع.
لا اعتقد ان المرأه ستحصل على حقوقها من الرجل في مجتمع ذكوري تسلطي ديني متزمت فقط بكرم اخلاق هذا الرجل الذي يعتقد انه يملك كل اوراق اللعب دون نضال وسعي لتحقيق هذه الحقوق والمساواه.
المرأه هي الام العطاء الانجاب والتربيه والاخلاق.
انجاب الذكور والاناث وتربيتهم هو المهمه الاولى التي تواجه المرأه بعد الزواج.تربية الرجل الصالح وزرع اول بذور المساواه بين الرجل والمرأه تقع على الام.اي عدم مفاضلة الذكور على الاناث والتعامل معهم على اساس العدل والتساوي منذ الصغر وافهام الذكور ان الاناث لا تضرب حتى بالورود.وضع بذور الثقه بالاناث وتشجعهم على التعليم وبث الطاقه الايجابيه خلال مراحل التربيه وصلا الى التعليم العالي وان الاناث حظهم بالتعليم متساوي مع الذكور.
تجارب الامهات من زواج مبكر او اكراه او التفاوت العمري والاذلال والمهانه والضرب يجب ان لا ينقل للبنات على اساس انه تحصيل حاصل بل بالعكس ان المرور على هكذا تجارب قاسيه ومؤلمه يجب ان يحفزالامهات لبث طاقه ايجابيه لدى بناتهن لعدم الوقوع في نفس الاخطاء والتمرد عليها.
نعم يتحمل الرجل النصيب الاكبر مما يقع على المرأه من ظلم واجحاف وتنكر لمساواتها وحقوقها لكن كل ذلك لا يبرأها من تحمل جزء كبير من هذا الظلم وتبعيات ذلك.فمجرد قبولها وتنازلها المستمر لاملأته فهي تشارك في قمع ذاتها. التمرد والمقاومه ورفض الاملأت ومطالبته بالمشاركه واحترام كينونتها واستقلالها معه او بدونه ستخلق اوضاعا جديده.
ندرك انه هناك نسبه عاليه من الاميه والجهل لدى النساء لكن اليوم طرق التواصل المرئيه من خلال التلفزيون متاحه فالعمل على توعية المرأه الجاهله يقع على المراه المتعلمه على الاقل من خلال التلفزيون الذي يصل حتى بيوت الفقراء ولا اقول الانترنت وغيرها من وسائل الاتصال.
المرأه التونسيه لها قناه تلفزيونيه خاصه ماذا عن بقية الوطن العربي.
لنخرج من عبائة برامج الطبخ والازياء والمقابلات مع فنانات الوطن العربي ولتكن هناك برامج توعيه وتثقيف جاده.
المرأه هي اكثر من يحارب المرأه لان هناك من المغيبات عقولهم ويقبلون بقوامة الرجل عليهم لا بل يحاربون كل امرأه تحاول اقناعهم وتوعيتهم او التمرد على ذلك المورث السيئ.
اعترف عن معظم مقالاتنا انشائيه وجمل لربما كررناها الاف المرات ونحاول الخروج من نمطية المقالات الخطابيه ومع ذلك نقع في نفس المطب. اعتذر تكون الافكار مرتبه بطرق افضل واكثر واقعيه واحاول الخروج عن المألوف لكن مع الاسف لا انجح لان جديدنا هو قديمنا.
كل المجتمعات الغربيه خرجت من عبائة الدين ونحن رجعنا اليه بقوه وانجراف اعمى وهو مع الاسف ما يستحوذ على مجتمعاتنا.
العالم اليوم يتحدث عن العلم والتكنولوجيا والفن والحضاره والرقي والابداع والاتصالات والكومبيوتر والانترنت والفضاءوحتى النانوتكنولوجيا وشعوبنا ما زالت عقولها نانوعقولوجيا.

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل