المرأه بين الاقدار من سؤ الاختيار وعدم الاستقرار

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 17:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

لا شك ان الكثير من النساء تستسلم للاقدار وتقر انه مكتوب وليس منه مهروب وذلك من قناعات دينيه وتعاليم مجحفه وعادات باليه وجهل وتخلف.لان الانسان السوي العاقل المتعلم الواقعي يعي ان الانسان يستطيع صنع قدره بنفسه ويتحكم بأختيارته وقناعته.
ان وجود المرأه في مجتمعاتنا العربيه الاسلاميه الذي حكم مسبقا على وضع المرأه انها تابع للرجل وانها اقل قيمه منه وان مصيرها وحياتها تتبع لما يقرره لها .فمنذ الولاده وحتى الممات تشعر المرأه انها اقل منزله من الرجل من حيث المعامله والحقوق والمساواه والتعليم والعمل .كل ذلك نابع من مجتمع ذكوري تسلطي وتعاليم دنيه وعادات وتقاليد وافكار باليه سخرها الرجل لمصلحته.
تشير الاحصاءات الاخيره في وطننا العربي ان نسبة العنوسه في ارتفاع مستمر ووصلت في لبنان مثلا الى 85% والاقل هي في فلسطين 7% اما في مصر فيوجد حوالي 8 ملاين عانس في سن الزواج حاليا عدا عن النسب المرتفعه في كثير من الاقطار العربيه مثل العراق وسوريا والمغرب وحتى الخليج والسعوديه.
اسباب العنوسه كثيره منها غلاء المهور, وعزوف الشباب عن الزواج ,الحروب والصرعات الطائفيه, الغلاء وصعوبة الحصول على مسكن لائق,رفض كثير من الرجال تحمل المسؤوليه او انهم لايستطيعون وحدهم تحمل ذلك,وغيرها من الاسباب.
من هنا نجد ان مشكلة العنوسه تفتح احد ابواب المشاكل الذي تواجهه المرأه عدا عن الكثير من المشاكل التي تواجهها . فتستسلم للأقدار وترضى بنصيبها من العنوسه وعدم الاستقرار في حياه عائليه وتكون عاله على عائلتها خصوصا اذا لم تكن متعلمه او عامله .او انها تختار الاسوء من زوج كهل غير متعلم مزاج فقير ظالم لتبعد خطر العنوسه عنها.
حلول سحريه وسريعه لا توجد مثل كافة حقوق ومساواة المرأه.لكن العلم والثقافه والاجتهاد واثبات الذات هي السبيل لتغير الاقدار والمصير.
ان العلم والثقافه تساهم في تغير مصير النساء وذلك من خلال العمل والانتاج والاستقلال الاقتصادي.
من خلال تعليم وعمل المرأه تساهم في ان تكون شريك حقيقي للرجل وندا له في اختيار المصير.ان وجود دخل ثابت للمرأه والاستقلال الاقتصادي يساعد كثير من الرجال على الارتباط بزوجه عامله ويتشارك الاثنان معا في تكوين اسره وتقاسم الاحمال.
من خلال عمل المرأه حتى لو انها لم تتزوج تكون معتمده على نفسها وتستطيع حتى اعالة عائلتها.تستطيع المشاركه في صنع القرارات السياسيه في بلدها وهو مطلب ملح في طريق نيل حقوقها ومساواتها.
المرأه العامله والمتعلمه والمنتجه تستطيع فرض الشروط لا ان تفرض عليها من قبل الرجل على اساس انه ولي نعمتها.وكذلك تستطيع ان تغير من مفاهيم المجتمع على انها ضلع قاصر مكسور الجناح يجب ان تخضع لاملاأت الرجل.
النوايا الحسنه وحدها لا تكفي لانها تحتاج الى اراده صلبه وتغير في المفاهيم وانقلاب على العادات وتحديثها.
من السابق لااوانه ان تبادر المرأه العربيه في مجتمعاتنا الى طلب الزواج من الرجل او التلميح بذلك وهذا لا يعني الانحلال الخلقي انما يعني المساواه وتغير العادات والاعراف ووضع الموروث الديني المجحف بحق المرأه على الرف.
حاليا سنبقى في الاحصائيات وتسلط الرجل على المرأه والعنوسه وختان الاناث والقتل على خلفيات الشرف وقمع واذلال المرأه لان مطالبنا شاذه عن الاعراف والتقاليد والدين.رغم كل ذلك على المرأه العمل والتفكير الجاد للخروج من نفق الظلمات وان ما هو شاذ وغير مألوف اليوم سيصبح عادي غدا

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل