المرأه و الطلاق في مجتمعاتنا

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 12:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

مما لا شك فيه ان تعداد طلاق الازواج في مجتمعاتنا اخذه في الازدياد والارقام اصبحت كبيره ومقلقه.ففي السعوديه وحدها هناك ما يعادل حوالي اكثر من 80 الف حالة طلاق وهذا ما نسميه مجتمع محافظ يحاول التغطيه على هذه المعضله فما بالنا ببقية الحالات في مختلف الاقطار العربيه.
الحلقه الاضعف والمظلومه والمهانه في حالات الطلاق هي المرأه.فهي في ملاين الحالات تطلق اتوماتيكيا أي تلقائيا بمجرد ما اراد الرجل وتكفي كلمة طالق لتتم العمليه..موافقة الرجل وحقه في الطلاق تلقائيا بعكس المرأه اذا لم يرغب الزوج فمن الممكن ان تبقى على وضعية لا معلقه ولا مطلقه لحين موافقته.. نعم هناك قانون الخلع الذي يجيز للمرأه الطلاق لكن موافقة الرجل مطلوبه وضروريه بعكس الطلاق فموافقتها او عدمه سيان لا قيمه لهما لان القرار يرجع له. قانون الخلع لا يطبق في كافة الاقطار واذا طبق فهي عمليه تستغرق فتره جدا طويله قياسا بطلاق الرجل الذي يمر بلحظه.
اسباب الطلاق لاتعد ولا تحصى منها الجاده والملحه والتى تكون مرحلة الزواج قد استنفذت كل طاقاتها ولا حلول سوى الانفصال والطلاق ومنها ما هوسخيف ومزاجي لا يتقبله العقل والمنطق السوي سوى المنطق العربي المتخلف الغير حضاري.مثلا سعودي يطلق زوجته لانها قبلت جمل,مصري يطلق زوجته لانها تخاصمت مع والدته,فلسطيني لان مأدبة رمضان نقصها طبخة فاصوليا,عراقي لان زوجته خرجت دون اذنه, والاف الحالات المشابهه في سخافتها وعدم منطقيتها.
اسباب الطلاق بشكل عام عديده منها التفاوت الطبقي الاجتماعي الثقافي والعمري .مثل كبر الازواج مقارنه بالزوجات زواج الاكراه والاجبار وزواج المصالح,الخيانه الزوجيه وعدم انجاب الاطفال والزواج بأكثر من واحده,وهناك كثير من الحالات.لن ادخل في تفاصيل كثيره وبشكل تفصيلي اكثر مما ذكرت لاننا نريد التشديد وذكر نظرة المجتمع للمطلقات ومصيرهم.
ملاين النساء تستبعد فكرة الطلاق وتوافق على ان تظلم وتهان وذل على ان يكون مصيرها لطلاق.
لماذا ؟ لان نظرة مجتمعاتنا الى المطلقه هي نظره دونيه وغير انسانيه ولا عادله ومجحفه. لان المجتمع يحملها الاخطاء اكثر من الرجل على اساس مسؤولية المحافظه على الاسره والزواج هي من يجب ان تتحملها وان اسباب طلاقها لعله بها او انها تتحمل حتى مسؤولية خيانة زوجها لانها السبب في ان زوجها ارتكب فعل الخيانه او انها هي نفسها خائنه.
شعار الزوجه الشاطره هي التي تحافظ على زواجها هو السائد رغم الاكراه والضرب والذل والخيانه والفارق العمري والثقافي على المرأه ان تتحمل.
بما ان مجتمعنا ذكوري فالمطلق يتزوج مره وخمسه اما المطلقه الفرصه الثانيه صعبه واذا حصلت ستكون مع تقديم تنازلات وشروط مهينه.
نظرة الكثرين للمطلقه ظالمه فهي منحله وساقطه وبستاهل كل ما يحصل معها وتقبلها بالمجتمع غير منصف.تتقوقع على نفسها وتنزوي لان خطواتها كلها محسوبه ومراقبه وعرضه للاتهامات على كل ضغيره وكبيره.
في المسيحيه الطلاق للبعض مرفوض كنسيا لذا هناك انفصال وهذه الحالات اسواء من الطلاق لان المنفصله لا يحق لها الزواج مره ثانيه.
مشكلة المطلقات كبيره مع وجود ابناء فهي اما ان تحرم من ابناءها وتمنع عنهم وتهضم حقوقها الماديه والاسريه او ان تتحمل عبئ الابناء وحدها مع هضم حقوقها الماديه فتصبح المعيل للاسره.
نعلم ان للمطلقه حقوق ماديه دينيا وقانونيا لكن مع الاسف ملاين الحالات لا تطبق.المطلقه تصتصعب الحصول على وظيفه لطبيعة وضعها الاجتماعي واذا حصلت على وظيفه فيتحرش به جنسيا على اساس انها سهلة المنال والطريق سالكه ولا سند لها وهي بالمحصل اسمها مطلقه.كما انه هناك صعوبه في الحصول على سكن خاص ملك او اجره.حتىنساء المنطقه هم اول الظالمين لها خوفا على ازواجهم منها او بناتهم او حتى ابنائهم وكانها مصابه بمرض معدي.حتى الاهل الاب والام يرفضون استقبال ابنتهم المطلقه واذا استقبلت فهي غير مرحب بها وستخضع لشروط وأملاءت وتصاب الاسره بصدمة الخجل من الجيران والاهل على اساس ان ابنتهم تطلقت.
في المجتمعات الغربيه لا تواجهه المطلقه كل تعقيدات مجتمعنا فهي تطلق بشكل حضاري وتربية الابناء من نصيبها على الاغلب وان لم تكن فهي تبقى على صله بأبنائها فالقانون يكفل لها ذلك كما يكفل لها مخصصات زوجيه كامله وحتى لها حق في تقاسم املاك الزوج . المجتمع لا يحاسبها او ينظر الى طلاقها بريبه فهذا شئ طبيعي وهي عضو كامل مع كل الامتيازات في المجتمع ,تتزوج مره ثانيه وثالثه بسهوله متساويه في الحقوق مع الرجل.لا يوجد قلق من ان تكون مطلقه وطلاقها يكون بموافقتها مع موافقة الرجل.حياتها تسير شكل طبيعي وهي ليست شاذه في المجتمع او ساقطه منحله الخ.
ختاما نتمنى ان تصل مجتمعاتنا من الرقي والحضاره في النظره الى المطلقات ومعاملتهم اسوة بالرجل وان تستمر المرأه المطلقه في حياتها الطبيعه وعدم النظر اليها بشكل مهين وتقيمها من خلال دورها في المجتمع لا من خلال وضعها الاجتماعي

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل