الشك والغيرة في العلاقات الزوجية

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 18:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

الشك والغيره مترادفان في الحياه الزوجيه يصعب وينغص على النسيج الاجتماعي والتفاهم بين الازواج اذ انه في كثير من الحالات نتائجه وخيمه ويبداء من عدم الثقه والخوف والظنون والملاحقه والقلق وينتج عن ذلك تباعد. تبداء بالهواجز والخلافات والعصبيه يتبعها مراقبه وشكوك ليتبعها فتور في العلاقات اومشاحنات وخلافات تؤدي الى الضرب احيانا لدى اؤلائك اصحاب النفوس الضعيفه او الذين تربوا على ثقافة العنف .كما انها تؤدي الى الطلاق وفي كثير من الحالات الى القتل.
نحن نعلم ان كثير من الحالات هي مجرد ظنون وهواجز لا اساس لها من الصحه خصوصا واننا مجتمع شرقي متمسك بالعادات والتقاليد وموروث ديني منغلق وفيه ضوابط وتشريعات تسمح للرجل اكثر مما تسمحه للمرأه .ولن ادخل في الموضوع من منطلق ديني بقدر ما يطرح من منطق اجتماعي .لان الغيره والشك موجوده في كافة المجتمعات والاقطار وهي ليست مقصوره علينا بالذات. مع الاعتراف ان ردات فعلنا نحن الشعوب العربيه اعنف نتيجة التربيه والثقافه.
الزواج عندنا نوعان , زواج تفصيل ومقايده وصفقات وعقود واجبار وزواج عن حب وتفاهم وانسجام. رغم ذلك في كلا الحالتين هناك غيره وشكوك وظنون تتفاوات النسب وان كانت اكبر للنوع الاول من الزواج.
اسباب الغيره والشك كثيره وسوف نذكر بغضا منها .
الفرق العمري بين الازواج اذ انه في معظم حالات الزواج هذه الزوج اكبر من الزوجه وهذا يؤدي في كثير من الحالات الى دخول الرجل الى حالة الهلع والخوف وتسيطر عليه هواجزه و ان الزوجه شابه لربما تبحث عن من هو اصغر سنا.
ضعف القدره الجنسيه تؤدي ايضا الى هذه الحاله.في المقابل برودة بعض الزوجات تجاهه ازواجهم تؤدى الى فتور العلاقات وتدخل الزوجه في المزاج ومود الهواجز والظنون اذا تعتقد تلقائيا انه سيبحث عن غيرها تشبع رغباته.
وبما ان مجتمعاتنا شرقيه وتتدخل الاهل في الامور الزوجيه لأبنائهم وبناتهم فهم وقود اشعال هذه الافه والتحريض على الزوج او الزوجه وزرع الشكوك.دخول الملل الى العلاقات الزوجيه تجعل الرجل يبتعد عن البيت لفترات اطول وعزوف الزوجه عن زوجها ايضا وابتعدهما عن التجديد والحميميه.
حب التملك والاستحواذ وضعف الشخصيه والوسامه او الجمال والعمر والثقافه لهم تأثير كبير على الغيره والشك.
الرجل يغار من جمال زوجته وثقافتها وانفتاحها اذا كانت متعلمه ومثقفه اكثر منه ويرى انها تجلب انظار الاعجاب والثناء على خصائلها.
في المقابل المرأه ايضا تدخل مرحلة الغيره والشكوك اذا كان زوجها وسيم ومتعلم وناجح في عمله ويلفت انظار المعجبات.
الغيره والشك تضرب اصحابها ودائما عواقبها وخيمه وسيئه اذا فاقت الحد.لذا هناك من يقول ان الغيره المعتدله يمكن التعايش معها وهي محببه بعض الشئ اما الشديده فتصبح سامه وقاتله .
ساقص عليكم حالتان اعرفهما.الاولى كانت لصديقتي(ن) والتي تزوجت شاب وسيم على قدر كبير من العلم والثفافه وهي لم تكن متعلمه و كانت من النوع العصبي والمزاجي قوية الشخصيه تتدخل في امور زوجها الحياتيه بشكل فظيع وتأمر وتتطلب وتحاسب زوجها على كل كبيره صغيره وعند كل مساء كان هناك جلسة استجواب .مع من تكلمت لماذا تأخرت اشتم من رائحتك عطر نسائي ,لماذا كان خطك مشغول ,هل هناك غيري ومئات الاسئله والمسكين لم يكن يهتم الا بأمور عائلته .بقي الحال على هذا المنوال حتى اتى يوم من الايام وقبل بدء جلسة الاستماع وعندما قالت لماذا تأخرت عاجلها بالرد انت طالق بالثلاثه وهكذا كان.
اما صديقتي (س) فقد تزوجت عن قصة حب ملتهبه بينها وبين شاب متعلم ومثقف بنفس علمها وثقافتها وتزوجا بعد اقتناع كل منهما بالاخر وسكنا في بناية العائله والتي كان يقطن بها اخواه ووالده. وبعد الزواج بدءت الغيره تهنش زوجها واصبح يغار عليها من اخوته وحتى والده خصوصا وانها كانت مرحه ووتتعامل مع اهله بود واحترام واعتبرتهم كأخوتها ووالده مثل والدها .اخذت الغيره والشك تسيطر عليه واصبح يراقبها ويمنعها من الحديث معهم وحتى منعيها من الزيارات.وفي احد الايام وعند رجوعه من العمل رأى زوجته تتكلم مع اخيه في درج البنايه فما كان منه الا وصفعها وطرحها ارضا وبدء بالرفس والضرب.نهاية الواقعه كانت الطلاق لان صديقتي كانت كرامتها فوق كل شئ.
ختاما هناك ملاين النساء الذين يعانون من الضرب والاهانه من غيرة وشكوك الازواج وتبقى هذه المسلسلات مستمره الى
الممات. وهناك من قتلوا جراء الغيره والشك والتي لم تكن في محلها انما كانت ظلم وافتراء.
الغيره والشك هي سم قاتل اذا تحكمت بالانسان ولم يتحكم بها ويسيطر عليها.

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات