أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014 - نادية محمود - قانون الاحوال الشخصية الجعفري.. هجمة جديدة لاسلمة المجتمع في العراق















المزيد.....

قانون الاحوال الشخصية الجعفري.. هجمة جديدة لاسلمة المجتمع في العراق


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 22:23
المحور: ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014
    


مشروع اصدار قانون الاحوال الشخصية الجعفري في العراق، هو مشروع سياسي للاحزاب الشيعية في العراق تتخذ من "الشيعة" و"الفقه الجعفري" ايديولوجية لها لاسلمة المجتمع و بشكل فوقي، و من الطبقة الحاكمة، و بقرار سياسي، مشروع لتأسيس دولة طائفية شيعية- جعفرية في العراق. ان التوجه نحو اصدار "قانون احوال شخصية" يستند على" الفقه الجعفري" هو خطوة على هذا الطريق، هو تحرك من جملة تحركات سياسية تستهدف تثبيت "ايديولوجية" طائفية، مستندة على هذا الفقه.

هذا القانون لم يطالب به اي شخص " شيعي" لم يسال عنه احد، و لم يبحث عنه احد، و لم يستنجد به احدا لتنظيم حياته الاجتماعية، و لم يفكر به اي احد و لم يكن اي احد بحاجة اليه، الا الاحزاب الشيعية، فقد نبشت عنه، و اخرجته من براثن التاريخ لطرحة كنظام لتنظيم المجتمع.

مشروع الاسلمة لم يبدأ اليوم، لقد بدأته الفرق السياسية الشيعية منذ هاجمت ميلشياتها طلبة جامعة البصرة اثناء سفرتهم الجامعية في ايار عام 2003، و التي تظاهرت على اثرها عشرات الاسر في المدينة محتجة على هذه الهمجية التي تلك العصابات الميشلياتية. عملية الاسلمة و "التشييع" عبرت عن نفسها مرة اخرى بمشروع قانون 137 الذي طرحه الاسلاميون الشيعة من جديد في نهاية عام 2004، ولم يمرر هذا القانون. و تواصلت المساعي لاقرار الدستور العراقي الذي جاء لينجز ما اراده ذلك القانون، اي فرض القوانين الاسلامية في المجتمع. ان " الجعفرية" هو "هوية" يراد فرضها على المجتمع المتمدن في العراق،انه خطاب ديني- اسلامي، طائفي ، شيعي و جعفري تحديدا، وسياسي بامتياز. "الفقه الجعفري" هو الخطاب والايديولوجية الجديدة التي تتبناها القوى الشيعية بعد انهيار المشروع القومي العربي في العراق.

مشروع قانون الاحوال الشخصية الجعفري مشروع سياسي صرف. يهدف في المطاف الاول و الاخير الى تاسيس دولة طائفية شيعية في العراق. انه ليس مجرد قانون" لتنظيم الاحوال الشخصية"، انه محاولة لاعطاء هوية سياسية لدولة ما بعد 2003 في العراق.

انه تعبير عن توجه سياسي محدد لحركة سياسية تريد ترسيخ مكانتها و وجودها و حكمها مستعينة بالفقة الجعفري كايدلوجية لهذه الدولة الجديدة بتشريعها لقوانين كتبت قبل 14 قرن. ان القوى الشيعية في العراق تعلمت دروسا من الحركة السياسية الشيعية في ايران التي فرضت الاسلمة على المجتمع في ايران و بشكل" ثوري"، بتبنيها لسياسة الاسلمة بشكل تدريجي، ويومي و متواصل، و كلما تسنى لهم ذلك ، و بالطبخ على نار هادئة، لاسلمة كل مسامة جديدة من حياة المجتمع، و قانون الاحوال الشخصية الجعفري الا خطوة على هذا المسار، انه يستهدف في المطاف الاخير لتثبيت اركان الدولة الشيعية – الجعفرية، تحكمها الاحزاب الشيعية.

في مسعاها لمنح الدولة هذا الطابع الشيعي - الجعفري، تريد فرض قوانينا سيكون لها اثار اجتماعية وخيمة على المجتمع، ان "قانون الاحوال الشخصية الجعفري"، لن يكون لمنفعة و تنظيم امور المجتمع بل لتدميره، لانه ينص على السماح بتزويج الاطفال في سن التاسعة، ومعاملة المرأة كمواطن من الدرجة الثانية،و اعطاء الهمينة للـ"ذكور" ضد الاناث، قانون يدعو الى التفرقة و التمييز بين البشر على اساس الجنس و على اساس الانحدار الديني. انه قانون تنظيم ارتكاب الجريمة. قانون تخويل بارتكاب جرائم ضد الاطفال، و منح صلاحية اغتصاب، انه قانون لتدمير انسانية و ادمية المجتمع.

أن اصدار اي قانون يسمح بان تتزوج الفتيات القصر هو امر غير مقبول،و لا يقبله الحس الانساني البشري العادي و السليم، انه قانون غير مقبول، غير سوي، شاذ و غير طبيعي. الاسر "الشيعية" هي اسر هذا اليوم، هذا العصر، قد يحبون اهل البيت و يزورون عتباتهم المقدسة، و ينذرون لهم النذور، و يبكون على رموزهم، لكنهم لا يقبلون نمط حياة القرن السابع الميلادي، لا يقبلوا بتزويج بناتهم و هن في سن التاسعة، لان هذا الذائقة عافت عليها النفس البشرية، ومنذ قرون. جعله امر ممكن، عبر القانون، هو وسيلة الاحزاب الشيعية لاعادة تنظيم المجتمع و تثبيت النظام الشيعي في المجتمع، له امر سياسي،و برنامج مخطط و مدروس، و له اهداف ابعد من " قانون للاحوال الشخصية".

الطبقة السياسية للشيعة لم تقدم برنامج اقتصادي لحل القضايا الماسكة بخناق المجتمع من بطالة و فقر في "دولتها"، ان هذا ليس موضوعها، و لا تمتلك اساسا حل له. ان موضوعها هو ادامة حكمها، تثبيت اركان هذه الدولة. و ليس من افضل وسيلة لادامة الحكم ، الا بفرض هوية و قوانين طائفية على المجتمع في العراق، حتى وان كانت تؤدي الى دمار المجتمع.

هذا القانون هو ممر الى تأسيس " الدولة الشيعية"، تأسيس دولة طائفية في العراق،انه يشكل قلبا و قالبا هجمة سياسية للطبقة السياسية الحاكمة ضد القيم المدنية في المجتمع، وتوجه ضربة لمدنية المجتمع. المجتمع المتمدن و الحركة المدنية في العراق لا تقبل بارتكاب جرائم بحق الاطفال، و لا تقبل بزواج المتعة،و لا بتعدد الزوجات، و لا بوصاية الرجل على المرأة، و لا بدونية المرأة، و لا تقبل بدولة طائفية، و لا بدولة شيعية، و لا بقوانين " جعفرية".
انها حركة تناضل من اجل مجتمع مدني، مجتمع يحترم حقوق الاطفال، و صيانة حرمة اجسادهم، اولادا و بنات، مجتمع مدني يناضل من اجل المساواة التامة و غير المشروطة. ان "قانون الاحوال الشخصية الجعفري" هو قانون ضد تيار المجتمع المدني في العراق الذي يتطلع الى حياة فيها حرية و مساواة بين البشر..

ان حماية المجتمع، باطفاله و نساءه و رجاله، مرهون بالوقوف ضد ألطبقة السياسية الشيعية الحاكمة و استراتيجيتها باسلمة المجتمع في العراق، و مشاريعها لـ"طيفنة" و "جعفرة" الدولة في العراق. باعادة الدين مرة واحدة والى الابد الى مجاله الخاص والفردي، اعتباره امرا شخصيا. ان المجتمع في العراق يريد دولة مدنية لا "دولة جعفرية."

و اي قانون احوال شخصية يسن، يجب ان يقر بدون اي قيد او شرط، و بدون اي تلاعب باحترام حقوق الطفل و حرمة جسدة و حمايته من كل ما يمكن ان يمس به، و تحت اية ذريعة كانت. حقوق الاطفال غير القابلة للمساومة عليها لمصالح طبقات سياسية. المجتمع في العراق بحاجة الى قانون ينص جملة و تفصيلا على المساواة بين البشر، على المساواة بين المرأة و الرجل، و احترام حقوق الطفل اولا.

قانون الاحوال الشخصية الجعفري قانون معادي للاطفال وللمرأة و للانسان. قانون يهدف الى اسلمة المجتمع و اقامة دولة طائفية. لذلك فانه قانون مرفوض جملة و تفصيلا.

السبيل الوحيد امامنا هو توحيد كل قوانا لمنع اقراره و فضح كل من يدافع عنه باعتباره قانون يبدأ بالتصريح بارتكاب جرائم ضد الاطفال، و ينتهي بتثبيت اركان دولة دينية- طائفية.

يجب الوقوف و منع " قانون الاحوال الشخصية الجعفري" من ان يمرر.

3- اذار- 2014



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى رفيقي الحبيب ازاد احمد
- مطالب الجماهير في الدول الراسمالية الانتاجية ، و الراسمالية ...
- علياء ماجدة المهدي: امرأة تتحدى!
- من انتصر في ليبيا؟ ومن المنتصر في الثورات في المنطقة؟
- بيان حول اجتماع ممثلي عدد من الاحزاب و المنظمات المشاركة على ...
- عالم و احد و طبقتان*
- حول ضرورة ألعمل المشترك لتقوية الاحتجاجات الجماهيرية في العر ...
- حركة طبقية جديدة تعلن عن ولادتها في تونس و مصر
- سياسة -اللاتسييس-... سياسة مغرضة!
- الهجوم على دولة الرفاه في اوربا و ضرورة تشكيل أحزاب شيوعية ع ...
- التحزب، ضرورة ملحة تطرح نفسها امام الطبقة العاملة في العراق!
- كيف جسدت منى علي( ليلى محمد) فحوى الشيوعية العمالية بالكلمة ...
- الى موون.. الحديث الاخير ...
- ما هي وظيفة منظمات المجتمع المدني في الوضع الراهن في العراق- ...
- أسترح ايها الرب، بامكاننا ان نقوم بعملك الان!
- النضال من اجل اعادة الخيار للانسان ...مهمة عاجلة!
- لن تبقى كردستان بعد مقتل سردشت ، كما كانت قبله!
- كلمة حول نداء منتسبي شركة مصافي الجنوب للحصول على مطالبهم..
- حول قرارات الحكومة الاخيرة حول المحارم و الفصل الجنسي
- اليكم جميعا ..ليكن عاما سعيد لكم.. عام لتحريك الجبال!


المزيد.....




- ما حجم المخاطر الصحية والبيئية بحال قصف منشأة فوردو النووية ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مروحيات هجومية إيرانية
- العراق يدعو لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب
- ما هو الصاروخ -فتاح 1- الإيراني؟
- خامنئي يرد على تهديدات ترامب باستهدافه ويتوعد بأذى للولايات ...
- منشور لعمرو موسى يثير جدلا بشأن انعقاد مجلس الأمن القومي الم ...
- ماهر الأسد.. أول ظهور لقائد الفرقة الرابعة في مقهى شيشة يثير ...
- ما هي القنبلة الأمريكية الضخمة القادرة على تدمير المخابئ الن ...
- التصعيد بين إسرائيل وإيران - خامنئي يرفض دعوة ترامب للاستسلا ...
- ألمانيا.. ميرتس يتعرض لسيل من الانتقادات بسبب تصريحاته -غير ...


المزيد.....

- دراسة نقدية لمسألة العنف القائم على النوع الاجتماعي بالمغرب ... / أحمد الخراز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014 - نادية محمود - قانون الاحوال الشخصية الجعفري.. هجمة جديدة لاسلمة المجتمع في العراق