أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نادية محمود - حول ضرورة ألعمل المشترك لتقوية الاحتجاجات الجماهيرية في العراق















المزيد.....

حول ضرورة ألعمل المشترك لتقوية الاحتجاجات الجماهيرية في العراق


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 01:12
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تجتاح العالم العربي موجة ثورية عارمة من المغرب الى المشرق من الاحتجاجات الجماهيرية التي انطلقت بشكل عفوي لتطالب بتحقيق مطاليبها الاقتصادية و السياسية. الا ان هذه الحركة التي بدأت بشكل عفوي سرعان ما بدأت تلملم اطراف عفويتها لتضعها في اطار منظم مستفيدة من كل الادوات المتاحة لها تقنيا و الاساليب النضالية المعروفة سابقا و الاساليب الجديدة التي ابتكرتها. في هذه المقالة القصيرة اريد تناول اهمية و ضرورة العمل المشترك للدفع بالنضالات الجارية في العراق من قبل القوى الموجودة في خارجه صوب تحقيق تلك التحركات الاحتجاجية لاهدافها.

رؤية مشتركة:

ان اي عمل مشترك لهذه القوى يستدعي اولا وجود رؤية مشتركة الى حد ما للاوضاع الجارية. كيف ينظر اليسار و القوى الشيوعية الى الاحداث الجارية اليوم؟ و ما هو اسهامه فيها؟ و الى اين يريد الوصول بهذه الاحتجاجات؟ ما هي تاكتيكاته للوصول الى اهدافه، اي كانت الاهداف التي يريد الوصول لها. ما هو برنامج عمله في الداخل و ما هو برنامج عمله في خارج العراق؟

لقد عدت من العراق قبل ايام قلائل، و قد شهدت عن قرب مدى تشكل مجاميع شبابية جديدة لنفسها في اشكال تنظيمية مبسطة، سارعت الى الانخراط في لجان اوسع من اجل توحيد و تنظيم قواها مع الاخرين، سيرا على خطى اقرانها في مصر و تونس، و اتصلت بالجهات الاكثر قدما بالتنظيم في الساحة ( ساحة التحرير) ملتقطة الدرس، بانه يجب التنظيم.

اقترحت الفرق الشبابية التي كانت في الايام الاولى من الاحتجاجات تتغنى بـ "عدم التنظيم" الا انهم بعد مضي اربعة اسابيع فقط من الاحتجاجات التي بدأت يوم 25 شباط، اقترحت ضرورة تشكيل "قيادة افقية" للم وتوحيد كل اعتراضات الجماهير في كل انحاء العراق، مفسرة مقترحها بانه: حيث ان المطاليب التي ترفعها الجماهير واحدة من البصرة الى كردستان العراق، فلا بد من العمل المشترك مع بعضنا البعض. بل مضوا الى ابعد من ذلك، و على خلفية قيام الطالباني بارسال قوات بيشمركة الى كركوك، لتقديم اقتراح اخر، الا وهو توحيد صف النضال الجماهيري في العراق مع جماهير كردستان لقطع الطريق عن الطالباني وحزبه لشق صف الاحتجاجات الجماهيرية وحرف الانظار عن القضية الاساسية. لقد ادركت تلك المجاميع سعي الطالباني لاجهاض احتجاجات الجماهير في مدينة كركوك بتوصيف التظاهرات فيها و كأنها تظاهرات عرب ضد اكراد او بالعكس. ان المجاميع الشبابية يتحدثون الان عن "قيادة افقية" تربط نضال ساحة التحرير في بغداد بنضال جماهير كردستان في " ساحة الحرية" في السليمانية و العمل و التنسيق مع مجلسها " مجلس ساحة الحرية". ان هذه لخطوة عظيمة ان تحققت.

ان ما يميز احتجاجات الجماهير في العراق اليوم، هو يساريتها، مطالباتها الاقتصادية الطبقية، مطالبها السياسية التحررية، التصدي للفساد، محاسبة المسؤولين، ايجاد فرص العمل، انهاء البطالة، تامين الحصة التموينية، ايقاف التمويل الذاتي، و المطالب السياسية الاخرى كلها اوضحت الطابع التقدمي التحرري الطبقي لاحتجاجات الجماهير. هذا يوضح بشكل جلي الارضية الخصبة التي تقف وترتكز عليها اقدام القوى اليسارية و الشيوعيين اليوم. ليست هنالك ارض اخصب من ساحة التحرير و الساحات الاخرى للعمل. ان هذا اليوم هو يوم الشيوعيين المطالبين بتحرر البشر من نير الرأسمال الذي لن يقدم لهم اي شيء. لقد عجزت الرأسمالية عن تقديم اية حلول. لقد عجزت عن تقديم حلول في قلب النظام الرأسمالي الذي تمتع بمزايا "دولة الرفاه" لعقود فماذا عساه ان يقدم لدول العالم الثالث، التي لم تذق طعم الرفاه يوما و لم تتمتع بالحرية السياسية، فالانظمة الديكتاتورية البشعة التي تنهب و تسلب، لم تكلف نفسها حتى عناء التفكير بمقايضة القمع السياسي بالاصلاح الاقتصادي. و قد طفح الكيل.

النقطة الاخرى و كما اوضحت ثورتي تونس و مصر و تتكرر اليوم في العراق، هو انحدار الخط البياني للاسلام السياسي نحو الاسفل. ان هذا يفتح امامنا، كقوى شيوعية، افاقا واسعة للعمل، ان هذه اياما تاريخية، لها اهميتها السياسية الاسثنائية التي تشهد فيها خمود حركات و ولادة حركات جديدة. وهذا، حسب اعتقادي، يفسر العدد النوعي لحضور المحتجين الى الساحات في العراق، انه حضور نوعي واعي، اكثر مما هو عددي.


ان التاكتيك الذي اتبعته الجماهير في العراق هو قيامها بتنظيم التظاهرات كل يوم جمعة في ساحة التحرير في بغداد، و في المدن الاخرى، تسير التظاهرات لتنتهي عند مجالس المحافظات رافعة شعاراتها كل اسبوع،و هذه الشعارات تتغير من وقت لاخر. في كردستان العراق و في مدينة السليمانية الجماهير في حالة تظاهر يومي و متواصل، و وضعوا منصة لخطابات الجماهير. الجماهير في العراق قامت بالتحرك نحو اسقاط مجالس المحافظات و اخراج المحافظين، كاسلوب عبرت فيه عن رفضها للحكومة عبر اسقاطها لمجالس المحافظات، الاجهزة التي تمكنت ايدي الجماهير من الوصول اليها. الا ان مهمة احلال ممثلي الجماهير من الاسفل الى اعلى و بشكل يعبر لارادة وممثلي الجماهير لتشكيل مجالس المحافظات على انقاض ما اسقطوا، عمل يحتاج الى وقت و جهد و تاسيس تقاليد جديدة في النضال، الا ان الجماهير شرعت ابتداءا بانجاز جزءه الاول.

اضافة الى خروج التظاهرات لمطاليب متفرقة هنا و هناك، العمال يتظاهرون ضد التمويل الذاتي، الطلبة ضد رئاسات الجامعات. الصحافيون من اجل حرية التعبير، و هكذا، شكلت لجان الدفاع عن المعتقلين، جرى الاتصال بالمحامين لاستخدام الضغط القانوني لتقديم المسؤولين الى محاكمة و تعويض المتضررين، الاتصالات قائمة بين كل الجهات المشاركة من اجل التنسيق و العمل المشترك، البيان الذي صدر عن مؤتمر حرية العراق حول التنسيق مع الحزب الشيوعي العراقي هو احد هذه التحركات، تجمعات علمانية جديدة في طور التشكل والاعلان عن نفسها، مجاميع و فرق جديدة تتشكل كل يوم. ان المجتمع في حالة هياج و رفض، انه في حالة اعادة تنظيم و اعادة اصطفافات جديدة، القوى اليسارية تحتاج الى اعادة النظر ايضا في مناهج عملها السابقة لتختط اسلوب عمل يتلائم و هذه المرحلة، دفع نضال الجماهير الى الامام.

ان هذه اياما تاريخية لم يسبق لها مثيل تمر بها الجماهير في العراق. اياما خرجت فيها الجماهير لتعبر عما تريد بشكل مستقل، خرجت لا بتعبئة من فوق من قبيل نداءات " الحشر" التي كان يقوم بها النظام السابق حيث كانت تساق فيه الجماهير الى الشارع رغم ارادتها. و لا بتعبئة دينية مغيبة عن الوعي لمئات الالاف في سنوات ما بعد 2003. هذه الايام، والاسابيع و الشهور هي ايام التعبير عن الارادة المستقلة للجماهير لتقول ما تريد و تنزف دماء من اجل ما تريد.

كلنا على اطلاع بان الجالية الكردستانية في الخارج نظمت نفسها باطر تنظيمية جمعت قوى مختلفة تحت مظلات مشتركة واحدة لتقوية احتجاجات جماهير كردستان، عبر الضغط على ممثلية حكومة اقليم كردستان في الخارج، و اخرجت تظاهرات بلغ عدد المشاركين فيها بالالاف, اسست على سبيل المثال " جتري ازادي- مظلة الحرية" في بريطانيا و الـ " روند" في الدانمارك لتقف بالمرصاد كل يوم للرد على سياسات حكومات كردستان تظاهراتها مستمرة. تعلما من تجربة القوى اليسارية الكردستانية التي عركتها التجارب على العمل السياسي الحركي، بامكاننا السير وفق تلك الخطى، لملمة قوانا و الاتفاق على عمل مشترك في دولة واحدة او مجموعة دول في ان واحد. لقد تحدثت بعد عودتي من العراق قبل ايام قليلة، مع اصدقاء في لندن و الدانمارك و فرنسا و استراليا و كندا و عرفت منهم ان مظلة او ائتلافا او تجمعا يجمع قوى اليسار في الخارج للعمل المشترك لم يتشكل بعد في الخارج في اوساط الجالية العراقية.

من اجل التحرك المشترك و الضغط على الحكومة العراقية بمنعها من استخدام العنف و الرمي و الاعتقالات و اطلاق سراح المعتقلين و التوقف عن تعذيب السجناء، و فضحها في كل مكان، الامر الذي يشكل دعما و اسنادا قويا لتظاهرات المحتجين في داخل العراق، لا بد لنا من توحيد الجهود و العمل المشترك بين القوى العراقية في الخارج و بالتنسيق مع القوى اليسارية الاوربية في الخارج، من اتحادات عمالية و احزاب و اعضاء برلمانات، لهي اعمال تطرح على الاجندة.

الى اين ستتجه سفينة الاحتجاجات الجماهيرية في العراق، و رياح اية حركة سيحركها و على اية مرافئ سترسي؟ يتوقف على التدخل الواعي و المنظم و السياسي للقوى اليسارية و العلمانية و الشيوعية بالدرجة الاولى. ان الدروس التي اظهرتها الجماهير في كامل المنطقة برأيي هي ان" كل الاحتمالات قائمة" حين كنا نتابع اخبار تونس، كنا نتسائل : هل ستحدث تظاهرة في مصر ام لا؟ الا ان الجماهير لم تخرج بتظاهرة فحسب بل قامت بثورة اخرجت الرئيس في بحر 18 يوما من احتلال ميدان التحرير. ان الاحتمالات مفتوحة ايضا في العراق. لقد كان نزول الناس الى الشارع عفويا، و لكن ايصال هذا النضال الى هدفه لا بد ان يكون واعيا و منظما، كما قال الرفيق ماركس الحرية تعني" وعي الضرورة".

هذه الايام لن تتكرر في حياة الواحد منا مرة او مرتين. لذا، ارى، يتوجب بكل ما لدينا، من قوة لدفعها الى الامام. و لايصالها ان لم نتمكن من تحقيق كامل اهدافها، فعلى الاقل لرسم خطوط حمراء في الحياة الاقتصادية و السياسية لا يمكن التجاوز عليها.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة طبقية جديدة تعلن عن ولادتها في تونس و مصر
- سياسة -اللاتسييس-... سياسة مغرضة!
- الهجوم على دولة الرفاه في اوربا و ضرورة تشكيل أحزاب شيوعية ع ...
- التحزب، ضرورة ملحة تطرح نفسها امام الطبقة العاملة في العراق!
- كيف جسدت منى علي( ليلى محمد) فحوى الشيوعية العمالية بالكلمة ...
- الى موون.. الحديث الاخير ...
- ما هي وظيفة منظمات المجتمع المدني في الوضع الراهن في العراق- ...
- أسترح ايها الرب، بامكاننا ان نقوم بعملك الان!
- النضال من اجل اعادة الخيار للانسان ...مهمة عاجلة!
- لن تبقى كردستان بعد مقتل سردشت ، كما كانت قبله!
- كلمة حول نداء منتسبي شركة مصافي الجنوب للحصول على مطالبهم..
- حول قرارات الحكومة الاخيرة حول المحارم و الفصل الجنسي
- اليكم جميعا ..ليكن عاما سعيد لكم.. عام لتحريك الجبال!
- الشيوعية العمالية و الانتخابات البرلمانية في العراق لعام 201 ...
- يكفي ما في قوانينكم من كوارث لتضيفوا له مآسي جديدة- حول قانو ...
- هل بحجب المواقع الالكترونية يتحقق الأمن و تحفظ الآداب؟
- منظمات جماهيرية ام منظمات مجتمع مدني؟
- منصور حكمت و السيناريو الاسود- السيناريو الابيض- حديث بمناسب ...
- هجمة جلال الدين الصغير على منظمات المجتمع المدني
- تهنئة لنساء الكويت بمناسبة دخولهن البرلمان!


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نادية محمود - حول ضرورة ألعمل المشترك لتقوية الاحتجاجات الجماهيرية في العراق