أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - لن تبقى كردستان بعد مقتل سردشت ، كما كانت قبله!














المزيد.....

لن تبقى كردستان بعد مقتل سردشت ، كما كانت قبله!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 19:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التاريخ يصنعه الابطال الذين لا يهابون الموت. و سردشت صنع تاريخا جديدا. لقد خرجت الالاف لتقول " كلنا سردشت"! مظاهرات في كل مكان في كردستان العراق و في الخارج، رفعت صوره بالمئات في عواصم العالم، عشرات الندوات عقدت، و جماهير كردستان تطالب باقالة وزير الداخلية.

و لاننا نعيش عصر الغاب- البشري-، فالحقيقة المؤلمة انه لزاما و لابد بان تنزف الدماء و تفقد حيوات، قبل ان ترفع الالاف قبضاتها مهددة القتلة و اللصوص بالكف عن جرائمها! لزاما ولابد ان يقتل سردشت حتى تتحرك الجماهير مطالبة بالحرية! لزاما و لا بد ان يسير التاريخ للامام على اجساد من حياة الابطال!

لقد صنع الشاب سردشت تاريخا بقلمه و بحياته و باحلامه.. و التاريخ يصنعه الحالمون.

ان البارزاني ليس الها، وانه من الممكن ان يفكر احد من " العامة" بمصاهرته.

لقد حلم سردشت بان يكرم والده. وفاء الولد البار للاب المتعب الذي كان يوما مناضلا هو بدوره و كان حالما بان يتحرروا من الاضطهاد القومي العربي، وان ينالوا دولة مستقلة- ربما- لياتي لهم الاضطهاد الطبقي الكردي بالزي و اللغة المحلية مباشرة و دون رتوش او خدع قومية.

كان يحلم ان يساعد اخيه الذي تخرج من الكلية – حاله حال مئات الالاف من الشباب- ليسافر الى الخارج بحثا عن لجوء، و يساعد اخته الى ان تخرج لترى الحياة خلف ابواب البيت الموصدة، يساعد والدته التي اعياها الداء على ان تجد علاجا. احلامه بسيطة و واقعية ، انها تحكي القصة كلها، قصة حياة باكملها، قصة مجتمع لا يجد ابناءه وظائف ان لم يكونوا قد اولتهم العناية الالهية برحمتها وولدوا من اسرة "الاله" كما اسماها سردشت. لايجدوا ضمانا للتقاعد و لا يجدوا فرصة عمل، و تقمع فيه النساء!

ان احلامه تحكي مرحلة تاريخية باكملها بكل ما فيها، الفساد و النهب، و اخفاء النساء في البيوت، و سفالة و نذالة "القادة". فوالده الذي حارب من اجل الحرية جنبا الى جنب ذلك "الاله"، قد جرى الاستغناء عن خدماته حين انهارت الاوراق الخضر كالمطر على رؤوسهم، و اصبح صفرا على اليسار بالنسبة لهم، فهم معنيون فقط بالاصفار على اليمين - و في هذا لا ينفرد البارزاني وحده بل كل اولئك القادة الذين انتقلوا من نضال الجبال الى نضال البنوك- التي تعفرت بالدماء.

ان احلامه الموثقة بمقالات ثلاثة كانت لائحة لمطالب مجتمع باكملة، مجتمع يبحث عن ضمان التقاعد، و فرص عمل للعاطل عن العمل، و ضمان صحي للمرضى المسنين، انه طموح جيل شاب يدافع ويريد للمرأة ان تتحرر! أن افكاره اضحة و مقروءة، واحلامه معقولة و منصفة الى اخر حد!

سردشت الحالم كتب بحرية و تمشى في الشوارع مكشوف الوجه، لانه ببساطة يمثل مطالب شعب باكمله. الا ان اعدائه المحميون بالاسلحة و العائمين في محيط من مليارات الدولارات قتلوه وهم يخفون وجوههم. لانهم يعرفون حقيقتهم: لصوص و قتلة! مهما ادعت حكومتهم انها ستشكل لجان تحقيق للعثور على القتلة! - من المؤكد جرى ابعاد القتلة الان عن المدينة لحد استتباب الوضع-.

الدرس الذي لم يتعلموه بعد كما يبدو اولئك القتلة هي ان البشرية لا تنسى، وكما ان جيفارا الميت اكثر خطرا من جيفارا الحي، جماهير كردستان ليس فقط لن تنسى سردشت، بل لن تكون بعده كما كانت قبله. انه كتب رسالته بحروف من دم انهم ان لم يهبوا للوقوف على اقدامهم و على ارض صلبة، لن يبقى لهم لا عملا، لا مأوى، لا حبة دواء و لا كرامة لانسان!

و استلمت جماهير كردستان الرسالة واضحة في الداخل و و في كل مكان في العالم، مستلهمة منه، لقد تعلموا الدرس، و لا يريدوه ان يتكرر.

لن تكون كردستان بعد مقتل سردشت كما كانت قبلها، لقد قالتها الجماهير عن صدق" لن نسكت و الارهاب لن يخيفنا " كلنا سردشت" " نقسم بدمك اننا سنواصل المسيرة" و القصة لن يضع البارزاني لها نقطة النهاية. بل الجماهير الناطقة!



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة حول نداء منتسبي شركة مصافي الجنوب للحصول على مطالبهم..
- حول قرارات الحكومة الاخيرة حول المحارم و الفصل الجنسي
- اليكم جميعا ..ليكن عاما سعيد لكم.. عام لتحريك الجبال!
- الشيوعية العمالية و الانتخابات البرلمانية في العراق لعام 201 ...
- يكفي ما في قوانينكم من كوارث لتضيفوا له مآسي جديدة- حول قانو ...
- هل بحجب المواقع الالكترونية يتحقق الأمن و تحفظ الآداب؟
- منظمات جماهيرية ام منظمات مجتمع مدني؟
- منصور حكمت و السيناريو الاسود- السيناريو الابيض- حديث بمناسب ...
- هجمة جلال الدين الصغير على منظمات المجتمع المدني
- تهنئة لنساء الكويت بمناسبة دخولهن البرلمان!
- هل البديل الشيوعي امر ممكن ؟
- حول الاوضاع السياسية الراهنة و البديل الشيوعي في العراق- الج ...
- حول الاوضاع السياسية الراهنة و البديل الشيوعي في العراق
- دفاعا عن حياة و سلامة المثليين في العراق.
- اهنئكم جميعا نساءا و رجالا بمناسبة يوم الثامن من اذار، رمز ا ...
- مقابلة جريدة الى الامام مع نادية محمود حول الحزب الشيوعي الع ...
- على هامش الديمقراطية والانتخابات في العراق
- مقابلة مع نادية محمود- عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العم ...
- نعم او لا.. الحلقة الاخيرة من ردي على رد الرفيق فلاح علوان ح ...
- مرة اخرى- حول المؤتمر العمالي و رد الرفيق فلاح علوان - الحلق ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - لن تبقى كردستان بعد مقتل سردشت ، كما كانت قبله!