أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - حول الاوضاع السياسية الراهنة و البديل الشيوعي في العراق- الجزء الثاني















المزيد.....

حول الاوضاع السياسية الراهنة و البديل الشيوعي في العراق- الجزء الثاني


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نص الحديث المقدم في ندوة اوسلو و التي نظمتها لجنة النرويج للحزب الشيوعي العمالي العراقي – الجزء الثاني*

استكمالا للجزء الاول من الحديث، والتي توصلنا فيها الى ان هذا الوضع بحاجة الى تغيير، و طرحنا فيها السؤال حول مهمة من تغيير هذه الاوضاع؟ من هو المتضرر و من هو المستفيد من بقاء او انهاء هذه الاوضاع؟ من لديه القدرة او القرار على ان يقوم بدور فاعل فيها، سنحاول في هذا الجزء الاجابة على هذه الاسئلة.

ان البديل الشيوعي للنظام الذي نعيشه في العراق، و الذي تاسس من اجله الحزب الشيوعي العمالي العراقي، هو اقامة النظام الاشتراكي، انهاء كل اشكال استغلال الانسان للانسان، اقامة الدولة و الاقتصاد الاشتراكي، تحقيق المساواة الاقتصادية بين البشر.

و حتى تحقيق هذا الهدف، نناضل اولا من اجل اعادة الاوضاع الطبيعية للمجتمع، انهاء العنف الطائفي، انهاء الاحتلال الامريكي، توفير فرص عمل للجميع، الرفاه للبشر، الامن و الامان، عيش كريم للاطفال، ضمان بطالة للعاطلين عن العمل سواء كان العاطل رجلا او أمرأة، ضمان العيش للعاجز والمريض و المسن و ألمطلقة و الارملة و الطفل و بكرامة تامة. نريد ماء نظيف، و كهرباء 24 ساعة في اليوم، و شوارع نظيفة، وصحة مجانية، و تعليم مجاني، نريد المساواة القانونية بين النساء و الرجال، بين كل الساكنين، مهما كان انحدارهم القومي، الديني، و اللغة الناطقين بها، و جنسيتهم. هذا ما يفتقد اليه المجتمع، و هذه هي اهدافنا.

ان الوضع الذي نعيش فيه، يضع على عاتقنا مهمة اولا و قبل كل شيء انهاء حالة "شبه الحرب الاهلية" هذه، ان تسحب القوات الاميركية كامل قواتها بدون سفك دماء، انهاء ملامح " دولة طائفية" و تاسيس دولة علمانية في العراق، امر لا يستطيع حزب طائفي داخل في قلب الصراعات الطائفية ان ينجزه، بل من هم خارج حلبة الصراع هذا يملكوا امكانية تاسيس دولة غير طائفية، دولة علمانية. يجب ان يكون هنالك دستور علماني كلشرط الاول، لفصل اية طائفة او دين عن السياسة، و شرط اساسي للحديث عن" دولة قانون"، اذا كان المقصود قانون مدني و ليس قانون طائفي.

السؤال هو من و كيف و متى سيقوم بهذا؟ منذ حانت الفرصة للعمل العلني في العراق، شرعنا بالمئات من التحركات من اجل احقاق حقوق الجماهير، قبل ان تبدأ الحرب وقفنا ضد نشوبها، و بعد الاحتلال، سعينا بكافة السبل السياسية الى انهاءه، فضحنا حقيقة الاسلام السياسي و عملية التشويه التي اريد بها تزييف وعي المواطن بحقيقة هذه الاحزاب، وقفنا ضد الدستور و ضد اية ملامح لاسلمة المجتمع العراقي، دافعنا عن النساء، و وقفنا ضد مشروع قانون 137، سعينا لتنظيم حركة العاطلين عن العمل في عموم العراق، حيث بلغت نسبة العاطلين الـ80% بعد سقوط النظام البعثي، نظمت تظاهرات، و انضمت اليها الجماهير، اوعزنا الى اعضائنا الناشطين العماليين، الى المضي لتاسيس الاتحادات العمالية، الى عضواتنا الناشطات النسويات الى المضي لتنظيم النساء و تشكيل منظمات نسائية، اوعزنا الى اعضائنا الى جمع المشردين بلا مأوى و التي تضررت مساكنهم الى المطالبة بتوفير سكن لهم، او عدم اخراجهم من البنايات التي سكنوا فيها.

بدأنا حملة الدفاع عن مدنية المجتمع العراقي بوجه الحرب الطائفية، اوعزنا الى اعضائنا بتشكيل منظمات جماهيرية تجمع الجماهير على اختلاف انتماءاتهم السياسية بان يتوحدوا ويعملوا ضد الاحتلال، و ضد الاسلام السياسي و من اجل اقامة دولة علمانية. لقد عملنا على ان تمسك الجماهير ادارة شؤونها بنفسها، بان تشكل قوات لحماية نفسها من العنف الطائفي، ان تعلن مناطقها مناطقا غير قابلة للاختراق من قبل القوى الطائفية.
دافعنا و دخلنا في العشرات من النضالات اليومية للجماهير، بمساندتهم لاضراباتهم، في الدفاع عن حقوقهم، بالوقوف سياسيا ضد مجلس الحكم و قراراته، ضد الدستور، ضد قانون النفط و الغاز، و طرحنا وثيقة الخبز الحرية والمدنية في العراق، وطرحنا وثيقة الهوية الانسانية لمدينة كركوك.

في خارج العراق تحركنا على الرأي العام العالمي من اجل تعبئة دعمه السياسي لنضال حركتنا في داخل العراق. و قد كان الرأي العام، في منتهى التعاطف و الانسانية مع معاناة الجماهير في العراق، و سعى و بذل و يبذل كل ما وسعة من اجل يسلط ضغطا على حكوماته لوقف و لسحب قواتها من العراق.

ان المواطن في العراق لا ينقصه الوعي بما يجري، فالكل تعرف ما الذي يجري، و لكن ما ينقص الجماهير هو قدرتها على التعبير عن وعيها هذا، عن رفضها هذا، ان هنالك شعور واسع بالعجز و السليية و الانتظار، و كان هنالك قوى عليا تتلاعب بمصائرهم، و هم بلا حول و لا قوة اتجاهها. ان هذا يوصلنا الى المهمة الاولى التي تواجهنا و واجهتنا، ليس تنظيم الجماهير، فهذه- مهمة من مهام الشيوعيين- بل اخراجهم من الشعور بالعجز، تقويتهم و تمكينهم من ان يكون لهم قرار،ان يكونوا فعالين و متدخلين، ان يتوصلوا الى قناعة و ان يعملوا وفق الحقيقة القائلة بان من حقهم تنظيم انفسهم و ادارة شؤونهم بانفسهم، و انهم ليسوا قطيعا بحاجة الى من يسوقهم يمينا و يسارا خدمة لمصالح لا تمت اليهم بصلة.

ما قمنا و نقوم به هو دفع اعضاء حزبنا للتموقع في قلب اعتراضات الجماهير، تنظيمها، هدايتها و قيادتها في اوساط العمال، العاطلين عن العمل، الشباب، النازحين، المشردين بدون ماوى، تنظيم و المشاركة في الاضرابات و التظاهرات و الاعتصامات. لقد استندت برامج عملنا على تنظيم الحملات السياسية و الجماهيرية تلو الحملات و كان اخرها، فضح فحوى حقيقة الانتخابات، عملنا و نعمل استنهاض قوة و اقتدار الجماهير، رفع الاوهام عنها، ورفع ثقتها بنفسها على ان بامكانها القيام بالكثير لتغيير احوال حياتها.

ان التحديات التي تواجه الشيوعية، تحديات كبيرة. لقد سلبت من اغلبية ليست قليلة من الجماهير قناعتها بانها يمكن ان تكون صانعة تاريخها. لقد شاهدنا ذلك باجلى اشكاله و اوضحها حين اتيحت فرصة العمل العلني، فرغم ان شبح الديكتاتورية لم يعد جاثما على قلوب الناس، الا ان الرعب ظل جاثما بكل ثقله على ارادتهم. ليستكلمه العنف و الحرب الطائفية، و التحميق المتواصل للناس من قبل الاحزاب الاسلامية. انها سياسة و عملية منظمة و صناعة متقنة في غاية القوة و البراعة لتحميق و ترهيب و اسكات الناس، لغلق اية تطلعات امامهم، بل جعل الدين، و اللطم و السير حفاة لايام من اجل ان يكون لهم مكان في الجنة، دون ان يتركوا لهم فرصة التفكير في مستنقع " الدنيا".

ان نقطة شروعنا ومهمتنا الملحة هي اخراج الناس من حالة السلبية و الانتظار و التذمر و التشكي الضعيف، الى حالة الاقدام والمبادرة و العمل المقتدر.اي بكلمة واحدة رفع اقتدار و" تنظيم الجماهير" فهو طريقنا الوحيد هو للتدخل السياسي في كل ما يدور. نحن لسنا حزبا كحزب البعث، الذي كان يفرض على اعضائه الانضمام بالقوة و القسر لتنفيذ ارادته، و لا نحن بحزب مثل الاحزاب الدينية التي تعطي اعضاءها رواتبا مقابل عضويتهم في الاحزاب لتنفذ لها اجندتها و لا حزبا يمنح وظائفا و مناصبا حكومية لاعضائه. نحن حزب يعمل مع الجماهير، بالقدر الذي تبقى الجماهير عاجزة عن التحرك، يصعب على الشيوعيين القيام باي عمل. لا يمكن الحديث عن تغيير الاوضاع لصالح الجماهير، صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير، ان لم يتم تنظيمهم وبمئات الالاف من اجل ان يكونوا جاهزين للدفاع عن أنفسهم و عن حقوقهم. نحن لسنا حزب انقلابات، و لا حزب مؤامرات، و لا حزب اعمال ارهابية. نحن حزب الجماهير المتدخلة و المستعدة للتدخل و الدفاع عن حياتها. امام تلك القوى، المستفيدة كل الاستفادة من ابقاء الاوضاع على حالها، و المسلحة من الرأس الى اخمص الاقدام.

ان التحدي الذي يواجهنا نحن شيوعيو هذا القرن – و في الوقت الذي تدعم و تمول و تسلح كل القوى الرجعية في العراق من قبل دول المنطقة و يضعوا ايديهم على ثروات هائلة، و يستخدموا هذه الثروات الهائلة ضدنا- ليست هنالك قوة او دولة تنظر الى مصالح الجماهير في العراق، وتدعمها، صغيرة كانت ام كبيرة، كان هنالك الاتحاد السوفيتي الذي يناصر حركات التحرر، وكان هنالك- على الاقل- دعما سياسيا و معنويا يمكن الاتكاء عليه، اما نحن علينا ان نقوم بمهمتنا لوحدنا، بدون وجود اية قوة لمناصرتنا.
لا يمكن الحديث عن اقامة دولة علمانية و نزع السلاح من الميلشيات، و اقامة دولة "قانون"، ولا تحقيق الرفاه، و الا الاصلاحات الاقتصادية، و لا- بالتاكيد- اقامة الاشتراكية، بدون تدخل و تنظيم الجماهير لانتزاع هذه المطاليب وبالقوة، لقلب ميزان القوى هذا الذي لا يسير لصالحها على الاطلاق، و هذا يبدأ من الشارع و المحلة والمصنع والجامعة و المزرعة و الحي السكني، ان عملنا يقوم على تقوية الحركة الاعتراضية العمالية و الاحتجاجية لدى الجماهير مهما كبر او صغر حجمها. الطبقات تتواجه سياسيا عبر احزابها السياسية، لا بد من التحزب و التنظيم و الدخول الى ميدان المواجهة بتنظيم الاعتراض و التظاهرة و الاعتصام و كافة الاشكال النضالية.
قبل ان أنهي حديثي، لا بد لي من التاكيد على ان هدفنا من هذا اللقاء هو ليس "شرح" الاوضاع في العراق، بل هدفنا هو العمل على " تغيير " هذه الاوضاع. واذا تمكننا في نهاية هذا الندوة من من الوصول الى الشعور المشترك بضرورة العمل من اجل التغيير - وهنالك امكانية للتغيير- ارى ان الندوة قد حققت هدفها.


* دمجت في هذا الجزء من الحديث اجوبتي على الاسئلة المتعلقة بتوضيح خطط الحزب و برنامج عمله اتجاه الاوضاع القائمة و التي طرحها جمهور الحضور في فقرة " اسئلة و اجوبة".



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الاوضاع السياسية الراهنة و البديل الشيوعي في العراق
- دفاعا عن حياة و سلامة المثليين في العراق.
- اهنئكم جميعا نساءا و رجالا بمناسبة يوم الثامن من اذار، رمز ا ...
- مقابلة جريدة الى الامام مع نادية محمود حول الحزب الشيوعي الع ...
- على هامش الديمقراطية والانتخابات في العراق
- مقابلة مع نادية محمود- عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العم ...
- نعم او لا.. الحلقة الاخيرة من ردي على رد الرفيق فلاح علوان ح ...
- مرة اخرى- حول المؤتمر العمالي و رد الرفيق فلاح علوان - الحلق ...
- مرة اخرى، حول المؤتمر العمالي و رد الرفيق فلاح علوان
- رسالة الى رفاقي بمناسبة العام الجديد..
- لماذا يحذر اتحاد المجالس من اقتران اسمه بالمؤتمر العمالي، كم ...
- تهنئة و شكر للحوار..
- مقابلة مع نادية محمود- الناشطة النسوية و عضو المكتب السياسي ...
- حديث نادية محمود في بغداد بمناسبة الذكرى الحادية والتسعين لث ...
- الدولة و دور الطبقة العاملة في العراق الجزء الثالث: الرؤية و ...
- اكبر عملية حرمنة في التاريخ ترتكب هذه الايام.. علنا!
- حول الدولة و دور الطبقة العاملة في العراق ...الجزء الثاني: ا ...
- حول الدولة و دور الطبقة العاملة في العراق
- حول اغتيال كامل شياع - تعلموا من حمورابي و من الاسلام السياس ...
- في اليابان: حتى السياسة، صناعة يابانية!


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - حول الاوضاع السياسية الراهنة و البديل الشيوعي في العراق- الجزء الثاني