أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - نادية محمود - نعم او لا.. الحلقة الاخيرة من ردي على رد الرفيق فلاح علوان حول المؤتمر العمالي















المزيد.....

نعم او لا.. الحلقة الاخيرة من ردي على رد الرفيق فلاح علوان حول المؤتمر العمالي


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 07:49
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


استكمالا للنقاط التي ذكرتها في الحلقتين السابقتين من ردي على الرفيق فلاح علوان حول المؤتمر العمالي العالمي المقرر عقده في اربيل في شباط القادم، اود ان اشير الى بعض النقاط و الاستنتاجات النهائية.

1- التيارات السياسية داخل الطبقة العاملة.

يقول الرفيق فلاح معترضا على منظمي المؤتمر العمالي العالمي"إنهم يتعقبون أهدافا أخرى، إنهم يريدون فرض أنفسهم على العمال بأي شكل، كجزء من تقليد لدى القوى السياسية التي تسعى، كل من موقعها وحسب آلياتها، إلى إيجاد موقع لها داخل الحركة العمالية؛ باعتبار أن العمال وحركتهم وطاقتهم تشكل لدى هذه القوى ذخيرة جاهزة ورافعة لإيصالهم إلى السلطة أو إلى تحقيق مطامحهم السياسية".

و يتمنى الرفيق فلاح " لو كانت الحركة العمالية قوية كفاية، لما أمكن وجود من يفرض إرادته بهيأة اتحاد أو مؤتمر على هواه وبما يحقق أغراضه، لو كانت الحركة قوية كفاية لأمكننا الخلاص من كل هذه الممارسات بوصول القادة العماليين على رأس منظماتهم والخلاص من الوصاية".

و يقول منتقدا ايضا " أن هناك جمع عددي من العمال المستاءين يمكن لمفكر أو سياسي أن يوجه دفتهم بمقالة منه بدون فهم جوهر حركتهم والميول الواقعية داخلهم. أي تصور المثقف الراديكالي الذي لا يرى في العمال سوى موضوع يمكن الحديث عنه أو قيادته بمشيئته هو".

لايحتاج المرء الى تجشم عناء كبير لاثبات ان هذه التصورات هي تصورات بعيدة عن الشيوعية العمالية، انتقدها منصور حكمت قبل مايقارب 23 عام! في بحثه القيم "سياستنا التنظيمية بين العمال والمنشور في جريدة المنظم الشيوعي العددين الاول والثاني وفي كتابات اخرى كثيرة. ولهذا، ليس ثمة افضل من ايراد فقرات من هذا البحث ردا على تصورات الرفيق فلاح علوان. ومقدما أأسف لطول المقاطع المقتسبة.

3) حتى عند غياب الاحزاب السياسية العمالية، فان الطبقة العاملة دوماً ساحة لجملة من التيارات والخطوط الفكرية والسياسية الفعالة المؤلفة من صفوف متنوعة من العمال الطليعيين والمناضلين. تشكل هذه الخطوط والتيارات نفسها الاساس الموضوعي لنشاط الاحزاب السياسية داخل الطبقة العاملة. ومن هذا الجانب، فان محور واساس تنظيم الحزب الشيوعي داخل الطبقة العاملة ليس جذب العمال كأفراد الى شبكة التنظيم الحزبي، بل توسيع وتنظيم وخلق الانسجام في ذلك الميل والتيار الفعال داخل الطبقة العاملة والذي افقه وميوله ومطاليبه مشابهة وقريبة من الحزب الشيوعي الايراني. .....

ان هذه النقاط الثلاث ذات صلة وثيقة ببعضها البعض، وينبغي هنا ان اوضحها. ان احد اركان الرؤية التنظيمية لليسار غير البروليتاري في ايران هي الثنائية القطبية الحزب-الجماهير. طبقاً لهذه الرؤية، من المقرر ان يقف الحزب او المنظمة، في طرف، بوصفهما تنظيم مُرَكَّزْ ومكثف، منضبط، مناضل وواعي للعمل الثوري، ويقف على الطرف الاخر، جماهير عمالية على شكل جمع عددي للعمال المنفردين، المتفرقين والذين يرسف بهم الظلم، سذج، عديمي الاطلاع على سر قهرهم ومعاناتهم، فيما يعرف التنظيم "شقاء" العمال، يوعيهم، يبين لهم ضرورة النضال ويجلبهم فرداً فرداً الى صفوفه، اي النضال التنظيمي المنضبط داخل المنظمة. قد يكون هذا تصوير مبسط ومغالى فيه لتفكير التنظيم اليساري التقليدي في ايران، ولكنه يوضح جوهر هذا التفكير على اية حال. لقد كانت الثنائية القطبية، ثنائية التنظيم-الجماهير، موضوعة الاف الكراريس، البلاغات والمقالات في جرائد اليسار الشعبوي في ايران. ان هذا الفهم للصلة بين الحزب والطبقة في الحقيقة تعميم وانعكاس يستند الى الوجود الاجتماعي والالية القيادية والنضال السياسي البرجوازي الصغير. طيف يبلغ ويدعوا ذلك اليسار على الصعيد السياسي مطاليبه كذلك باسم الشيوعية.

لفهم المباديء التنظيمية للحزب الشيوعي داخل الطبقة العاملة، يجب وضع جانباً هذه الرؤية. ان الشرط المسبق للنجاح في التنظيم الشيوعي والثوري للطبقة العاملة هو فهم الخصائص الموضوعية لهذه الطبقة واليتها التنظيمية والنضالية.
......

ثانياً، ان الطبقة العاملة ليست جماهير هلامية الشكل. ان هذا هو تصور البرجوازية عن العمال والذي انتقل الى الاحزاب الاشتراكية البرجوازية الصغيرة. ان من جملة مايستلزمه هذا التصور هو لجوء الاحزاب الشعبوية الى لغة تناسب لغة الاطفال حين تخاطب العمال. ان الطبقة العاملة هي، وفي كل مرحلة، مكان التقاء تيارات وخطوط سياسية وفكرية وتقاليد نضالية متنوعة. من الفوضوية الى النقابية، من الاصلاحية الى الاشتراكية الراديكالية موجودة داخل العمال. لاتتعلق اشارتنا هذه صرفاً بالتمايلات الذهنية لهذا العامل او ذاك، بل اننا نتحدث عن خطوط فكرية وسياسية تعتلي هذه هذه الاشكال التنظيمية التلقائية والعفوية للطبقة وتترك، من خلال هذه الشبكات، تأثيرها على الوعي السياسي والحركة النضالية للطبقة العاملة.


ان هذه الميول والخطوط هي ظواهر مادية، معسكرات نضالية واحزاب سياسية غير رسمية وغير معلنة داخل العمال، لها خطها السياسي، اليتها للعمل التنظيمي، قيادتها العملية وشعاراتها الخاصة. ان وجود هذه الخطوط كذلك هي خاصية ذاتية ودائمة لطبقة مستغلة وانعكاس لمساعي طبقة على امتداد التاريخ لاستئصال او التخفيف من المآسي الناجمة عن هذه المكانة. ان هذه الميول "عفوية"، ليس بمعنى ان عنصر الوعي والنظرية والتفكير ليس له تاثير في ظهور هذه الميول، او ان التيارات المنظمة لم تسعى بصورة واعية لتقوية هذه الخطوط على امتداد حياة الطبقة العاملة، بل يرى الحزب الذي يعمل داخل الطبقة العاملة اليوم في نهاية القرن العشرين هذه الميول بوصفها سمات معطاة للطبقة العاملة، وبوصفها جزء من الملامح القائمة لهذه الطبقة وحصيلة تاريخ طويل من النضال العمالي. فلا النقابية فكرة وتقليد جديد وحديث داخل الطبقة العاملة ولا الشيوعية. ولا العامل النقابي ظاهرة نادرة وحديثة الوجود ولا العامل الشيوعي. انها اجزاء الطبقة العاملة وجزء دائم من العملية السياسية والنضالية. انها اجزاء يعاد انتاجها عبر الاليات الداخلية للطبقة ذاتها.

ان مجمل هذه الميول داخل الطبقة العاملة فكرت بـ"معاناة" العمال وتاسست اساساً رداً على هذه المعاناة. ان مجمل قضية هذه الميول تتعلق بتحريك الطبقة العاملة بطرح كل منها حول مسائل العمال. تكمن اهمية هذه النقطة بان نعرف بانه، وبغض النظر عن وجود او عدم وجود الاحزاب السياسية في كل مرحلة معينة وبمعزل عن مدى نفوذها، فان وجود خطوط فكرية وسياسية متنوعة داخل الطبقة العاملة هو امر دائم و لا يتوقف. انها ليست ثمرة العمل الحزبي بين العمال، بل نقطة انطلاقه. ان الحزب السياسي الذي يخاطب العمال، الحزب الذي ينشد تنظيمهم حول هذا التوجه او ذاك، في الوقت الذي لا يواجه العمال بصورة منفردة، ولايجد امامه ورقة بيضاء واذهان خام. بل على العكس من هذا، ان نقطة انطلاق الفعالية الحزبية هو توجيه النداء وتوحيد الميل القريب من الحزب داخل العمال. ان النشاط التنظيمي لاي حزب داخل الطبقة العاملة هو امر ممكن اساساً استناداً الى وجود الميول الفكرية والعملية التي تميل والقريبة من سياسات ونظرات ذلك الحزب. حتى ان البيان الشيوعي كذلك لم يطرح الى طبقة عاملة ليس لها اي علم بالاشتراكية، بل كان مخاطبه الميل الاشتراكي الموجود فعلاً بين العمال. لم يكن الشيوعيين بمبتكري الاشتراكية في الحركة العمالية، بل قسم مناضل، طليعي وواعي لميل اشتراكي موجود داخل الطبقة. (خطوط التاكيد مني).

(منصور حكمت، سياستنا التنظيمية بين العمال، المنظم الشيوعي العدد 1)

وعليه، ان كلام الرفيق فلاح يناقض تماما الحقيقة التالية و هي ان الطبقة العاملة، كجزء من المجتمع تنطوي على ميول و تيارات سياسية خارجة عن ارادتي و ارادتك. ان العمال ليسوا دمى متحركة تتحرك وفق ارادة فلان او علان، و هم ليسوا اسرى لارادة احد، بحيث ان فلان او علان يستطيع ان يفرض نفسه عليهم. ان هذا تصور يساري ساذج وسطحي للطبقة العاملة وفي الحقيقة استخفاف بها وتقليل من شانها ومن ادراكها السياسي والاجتماعي قبل أي شيء اخر بحيث ان بوسع مثقف او مفكر ان يوجه دفتهم بمقالة (!) مثلما يذكر الرفيق فلاح، وان عبارات منصور حكمت دقيقة ومعبره في نقده لهذه التصورات، ناهيك عن ان العمال كبشر يعيشون في المجتمع لا يعطون ثقتهم جزافا باي جهة تدعي الدفاع عنهم، انهم يختبرون الحركات السياسية و الاحزاب السياسية، ويغيرون موقفهم وفقا لعوامل عديدة. بالامس كانوا يصفقون للاسلاميين، بعد سنتين من هيمنة الاسلاميين، بدأو يغنون ( كالوا الشمعة تريد...) اداروا ظهورهم لهم، حالهم حال اي مواطن يعيش في المجتمع.

اما السعى الى التاثير و ايجاد موقع داخل الحركة العمالية، بالاضافة الى بحث منصور حكمت العميق و الواضح اعلاه بهذا الصدد، فان كلام الرفيق فلاح يمكن توجيهه الى حزب مثل المجلس الاعلى او للتيار الصدري، باعتبارهم احزاب الطبقة الرأسمالية التي تسعى الى ان تسخر العمال ليكونوا ذخيرة لها، كما شهدنا في محاولات المجلس الاعلى لتاسيس الاتحاد الوطني لنقابات عمال العراق ليستخدم العمال في صراعه من اجل السلطة وبمواجهة خصومه، وبنفس الحال التيار الصدري. حيث انها احزاب لا يربطها وتطلع العامل لانهاء الاستغلال اي رابط، انها ببساطة احزاب الطبقة الرأسمالية، التي تريد تخريب صفوف العمال لصالحها. انها تقوم على استغلال و استعباد العمال. يمكن القول عن هكذا احزاب انها تسعى لايجاد موقع لها داخل الحركة العمالية للاستفادة منهم كذخيرة لها. الا انه لا يمكن قول ذلك عن الحزب الشيوعي العمالي العراقي او عن اعضائه او كوادره، و الا ستكون قد نقضت قضية جوهرية في حزبك الا وهي ( ليس للشيوعيين مصلحة تختلف عن المصالح الكلية للعمال). اننا لا نستخدم العمال كذخيرة للوصول الى السلطة، الطبقة العاملة تستلم السلطة السياسية عبر حزبها السياسي. هذه هي فلسفة وجودنا في عالم اليوم. وحتى تكون هذه الجملة مفهومة لحد العظم، ليس هذا معناه اذا كان هنالك شخص مهندس لا يحق له ان يكون قيادي او عضو مجلس عمالي في حكومة عمالية. فلينين كان محاميا و كان قائدا للثورة، اما اب الشيوعية هو الدكتور كارل ماركس، و رفيقه انجلز مدير مصانع ابوه في مانجستر. اي حين نقول الطبقة العاملة لا نقصد يجب ان يكون كل اعضاءها يرتدون البزات الزرقاء و على رؤسهم الخوذ الصفراء. بل نقصد كل الداعين الى انهاء الاستغلال الرأسمالي، انهاء العلاقات الانتاجية القائمة على وجود طبقة مالكة وطبقة لا تملك الا ان تبيع قوة عملها، و ليس ذلك الذي يقف وراء الماكنة فقط لا غير.

2- كيف تنظم المؤتمرات و كيف تحدد الية التصويت؟

يقول الرفيق فلاح ان تخصيص عدد مندوبين لكل اتحاد مشارك في المؤتمر (هو ليس طريقة لتوحيد العمال، هي محاولة فرض قيادة بشكل كيفي اختياري وانتقائي).

رغم ان هذه المسالة هي ليست القضية الجوهرية في موقف اتحاد المجالس " غير الايجابي " و الذي عبر عنه اتحاد المجالس. الا انه مع هذا، لا بد من الرد على تلك النقطة لانها طرحت. كل المؤتمرات التي يتخذ فيها قرارات، تحتاج للاتفاق على الية لاتخاذ الاصوات. تحتاج الى معرفة عدد الجهات المشاركة و كم يقرر لها من اصوات ضمن معرفة الحجم النهائي للمؤتمر. بل و يجري الاتفاق حتى على تضمين اسماع صوت الغائبين. قد يكون مؤتمرا يضم 7 اشخاص ،70 او 700. الاطراف المنظمة للمؤتمر و هي مجموعة اتحادات عمالية اتفقت على الاعداد التي يرونها مناسب لتمثيل الاتحادات المشاركة، و قد كان المنظمون على غاية من الكرم، بحيث عرضوا اعدادا لمندوبين عن جهات لم تبدي حتى الان موافقتها على الحضور، مع هذا ضمنوا لهم ان يكون لهم صوتا في المؤتمر في حالة حضورهم. ان هذا الموقف من المنظمين يجب ان يستقبل بترحاب و بايجابية و ليس العكس. حيث ان الهدف الذي يحرك منظمو المؤتمر هو التقريب بين الاتحادات العمالية.

الا ان مشكلة الرفيق فلاح ليست الية و لا عدد الاصوات، فلو كان تلك المشكلة، لوجدت اكثر من طريقة لحلها.

3- هل الاتحاد العام للمجالس ليس ضد الحكومة؟ و ليس ضد الاحتلال؟

يسالني الرفيق فلاح علوان كيف تقولين بان الاتحاد العام للمجالس ضد الحكومة و قد ذهبوا الى تقديم شكوى للجنة النزاهة ضده؟

لدي نقطتان هنا:

اولهما ما هو معيار وقوف منظمة عمالية ضد الحكومة و ضد الاحتلال؟ هل هو اعمالها، بياناتها، مواقف شخصياتها، ممارستها السياسية ام امورا غير ذلك. اي شخص بامكانه التعرف على بيانات و شعارات و اعمال الاتحاد العام للمجالس، يعرف ان ليس هنالك ما يفرقه عن اتحاد المجالس لا في اعماله و لا في شعاراته و لا حتى في المناسبات التي يحتفلون بها. و هما الاثنان يشتركان في مواقفهما المناهضة للاحتلال و للحكومة، و ليست هنالك اية امكانية لمزايدة احدهما على الاخر.

ثانيا ان قيام شخص بعينه بتقديم دعوة ضد الرفيق فلاح علوان لا يعني ان الاتحاد برمته قد وقف هذا الموقف. الا انه و مع هذا، قام الحزب بتوجيه انذار للذي قام بهذا العمل بانه لا يملك اي حق في القيام بما قام به. لقد قمت بواجبي تجاه المعنيين عبر هيئتي الحزبية التي اعمل فيها، و اي انكار لذلك الجزء من الموضوع هو اخفاء وانكار للحقائق وتزييفها. لقد انتهى الموضوع في وقته، فما الداعي لاثارته في هذا الجدال حول المؤتمر العمالي. وبالسياق ذاته، لقد اجبنا على موضوع قناة سنا والمقابلة التي اجرتها مع اثنان من الفعالين والقادة العماليين وانتقدنا هذا الامر، وعرض بدائل عدة للرفيق لفلاح واتحاد المجالس لتعويض والرد على ذلك العمل. كان موقفنا واضحا، وهو الامر الذي يسكت عنه الرفيق فلاح، وهذا يعني غياب الموضوعية والامانة في طرحه المسائل. لان عليه ان يذكر موقف الحزب الذي هي موقفي من كلا الحالتين، وان تناوله هذا لا يعني عمليا سوى التشهير الذي كان له رد اصولي ومبدئي صحيح في وقته تجاه الحالات التي يذكرها فلاح اليوم.

في نقطة اخرى يقول الرفيق فلاح علوان " ولكننا ضد أي عمل دعائي باسم العمال يقصد من ورائه تحقيق مكاسب سياسية ليست في صالح العمال". ان مؤتمرا يضع على اجندته، الوقوف ضد الخصخصة، و ضد الاحتلال، و ضد تدخل الدولة في شؤون العمال،و من اجل مساهمة المرأة في العمل النقابي، كيف يمكن أثبات ان هذه الامور التي تطرح على المؤتمر هي "عمل دعائي" و ليس عمل من صلب ما يريده العمال اليوم؟ الا يريد العمال عدم تدخل صندوق النقد الدولي، الم تذهبوا خمسة اتحادات عمالية الى الاردن، و ترفعوا نفس المطلب، لماذا ما تطلبه الاتحادات العمالية الاخرى هي ( اعمال دعائية و تسعى للوصول الى مكاسب سياسية، الا مطالب اتحاد المجالس، هي ليست كذلك) من المؤكد اننا نريد الوصول الى مكاسب سياسية، و الا لماذا نحن موجودين، نحن لسنا منظمة خيرية، بل منظمة لها اهداف سياسية و تسعى لمكاسب سياسية. و اذا لم يفكر العمال بالمكاسب السياسية، فانهم لا يقدمون خدمة لا نفسهم ولا لطبقتهم. من جهة اخرى ان الرفيق فلاح واتحاد المجالس ليس بارومتر "مصالح العمال"! هذه ميزة وامتياز يعطيه فلاح لنفسه واتحاد المجالس بدون أي مبرر او واقع. ان الرفيق فلاح ناشط عمالي من بين ناشطين عماليين واتحاد المجالس اتحاد عمالي من بين اتحادات عمالية.


ان المؤتمر لن يختار قيادة للعمال، كما تبادر الى الرفيق فلاح، و لم يقل احدا هذا على الاطلاق. المؤتمر يضم اتحادات عمالية، كل لها سياساتها و مؤيديها ومعارضيها، الهدف من المؤتمر هو: (السعي لتوحيد الحركة العمالية، و ايجاد الية مشتركة لدفع الحركة العمالية الى الامام، للوقوف ضد سياسات التجاهل والتهميش والاضطهاد و التمييز الديني و الطائفي ومن اجل بناء مجتمع يتمتع بالسلام و الحرية و الرفاه، ومن اجل الاسهام في بناء جبهة عمالية عالمية تقف ضد خطر شن الحروب و تهديد الامن في المنطقة).

في الختام، و من كل ما قيل، هنالك مؤتمر عمالي سيعقد عن قريب في مدينة اربيل. ستشترك فيه عدة اتحادات عمالية عراقية و غير عراقية. يضع على اجندته الدفاع عن كل القضايا التي دافع عنها العمال و الاتحادات العمالية في السنوات الماضية. هل سيشترك اتحاد المجالس ام لا؟

ارى ان على اتحاد المجالس، كاتحاد عمالي، ان يعطي لخلافاته مع الاتحادات العمالية، ركلة وقتية للوراء، و ان يركز على ما هو مهم و ما هو مشترك، ان يركز على ما يجمعه،و ينسى ما يفرقه، ان ذلك عمل بصالح العمال. ان العمال يعيشون هجمة شرسة ليس في العراق، بل حتى في اكثر الدولة تقدما، تشن هجمة منظمة ضد العمال، الازمة الاقتصادية العالمية تهدد بتقويض حقوق العمال في اكثر البلدان تطورا، وعمال العراق يشهدون اوضاعا تحتاج الى وضع اليد في اليد، ليس هنالك و قت لتضييعه في اجترار الخلافات. يجب طي صفحات الماضي، و تصويب الانظار الى امام. ان ذلك ما تسعى اليه الاتحادات العمالية، و ذلك ما يؤيده الحزب الذي انت و انا اعضاء فيه. و الحياة ليست هي اليوم فقط،، و لا هذا المؤتمر فقط، بالامس كانت تظاهرات، و اليوم ينظم لمؤتمرات، و من المقرر ان تنظم العديد من التحركات العمالية و بمختلف الاشكال و الصور، و نحن لسنا الا في بدايات الطريق لدفع عجلة نضالنا الى الامام.، و سيسجل علينا ما قلنا، و ما عملنا، ما قدمنا و ما لم نقدم، على الحزب و اتحاد المجالس و على شخوصنا واحدا واحدا.

في اعتى صراع المناشفة مع البلاشفة، اذا ما نظم البلاشفة تظاهرة عمالية، كان مارتينوف- و هو قائد منشفي- ينادي رفاقه داعيهم للمضي في التظاهرات العمالية، رغم كل اختلافهم و هو يقول ( بما ان كؤوس الواين قد صبت، فيجب شربها) لم يقم للخلاف السياسي اي حساب، فامام العدو المشترك، تتوحد صفوف الرفاق المتنازعين.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة اخرى- حول المؤتمر العمالي و رد الرفيق فلاح علوان - الحلق ...
- مرة اخرى، حول المؤتمر العمالي و رد الرفيق فلاح علوان
- رسالة الى رفاقي بمناسبة العام الجديد..
- لماذا يحذر اتحاد المجالس من اقتران اسمه بالمؤتمر العمالي، كم ...
- تهنئة و شكر للحوار..
- مقابلة مع نادية محمود- الناشطة النسوية و عضو المكتب السياسي ...
- حديث نادية محمود في بغداد بمناسبة الذكرى الحادية والتسعين لث ...
- الدولة و دور الطبقة العاملة في العراق الجزء الثالث: الرؤية و ...
- اكبر عملية حرمنة في التاريخ ترتكب هذه الايام.. علنا!
- حول الدولة و دور الطبقة العاملة في العراق ...الجزء الثاني: ا ...
- حول الدولة و دور الطبقة العاملة في العراق
- حول اغتيال كامل شياع - تعلموا من حمورابي و من الاسلام السياس ...
- في اليابان: حتى السياسة، صناعة يابانية!
- ليست المباراة وحدها، بل ما بعد المباراة!
- و اذن علام كل هذا الضجيج؟
- رسالة نادية محمود الى الرفاق في اتحاد المجالس
- اليسار و ال- بزنس- بالشعارات وحدها لا يحيى الانسان.
- انطباعات عن زيارة مقر مؤتمر حرية العراق في بغداد..
- لن تمنع النساء من الدخول الى الاسواق، ولن تطلى الشبابيك بالا ...
- سابقى اصوت لقصائدك ..الى صديقي الشاعر كمال سبتي..


المزيد.....




- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024
- بيرني ساندرز يقف في مواجهة ترامب ويحذر: -غزة قد تكون فيتنام ...
- الشرطة الهولندية تداهم مخيم متظاهرين طلبة مؤيدين لفلسطين وتع ...
- طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ ...
- تايمز: مجموعة ضغط إسلامية تحدد 18 شرطا للتصويت لحزب العمال ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - نادية محمود - نعم او لا.. الحلقة الاخيرة من ردي على رد الرفيق فلاح علوان حول المؤتمر العمالي