أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نادية محمود - الى موون.. الحديث الاخير ...














المزيد.....

الى موون.. الحديث الاخير ...


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 19:19
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كامرأتين شيوعيتن، اتفقنا قبل عقدين ونصف على اننا سنعطي العالم ما نستطيعه، واننا سناخذ منه ما نحتاج.

هكذا قلنا ..و هكذا عملنا..

الان.. ها.. نحن هنا.. عند سريرك في مستفشى ويستميد في سيدني، نراجع... و بدون كلام ذلك الاتفاق.

اخبرتنا طبييتك، انها النهاية.

فكرت في سري: ان هذا اخلال بالاتفاق..لقد منحت العالم ما تستطيعيه على امتداد ربع قرن…

و ها انت حين احتجت اليه لم يسعفك.

كل الذي يراد تقديمه الان.. ان تموتي براحة.. و ان يمنح الكادر الطبي اسرتك الدعم المعنوي.

ممرضات و طبيبات، يمنحنك الدواء برقة و يخاطبنك بـ" سويتي". اصدقاء يذوبون الما. و حب احتجنا الى ان نكتب رسائل من ان اجل ان نوقفه. من اجل ان يتوقف محبيك عن زيارتك لتحضين بفرصة الموت بهدوء.

ها نحن هنا الان.. انت تذوين يوما بعد يوم.. وانا، معك، في كامل عجزي عن ان اقدم اي شيء لك، سوى النظر في عيونك، و احتضان يدك، اكلمك حين تنظرين مباشرة في عيوني:

- موون ..كنا نتوقع ان الحياة سهلة، و لكنه يبدو انها صعب مما كنا نتصور.

رددت و بصوت ضعيف: كنا نتصورها سهلة، و لكنها تبدو الان صعبة.

و لذت بالصمت يوما بعد يوم، و اثرت السكوت.

اسال الطبيبة: هل تعرف ما تمر به الان؟ تجيب: نعم انها تعرف.

يا للكبرياء و لعزة النفس التي تملكين، انك تعرفين انك سائرة الى الموت، كمن يقف امام فوهة مدفع، الا انك لم تفزعي، و لم تخافي، و لم يختل هدوئك. تنظرين بعيوننا و تكتفين بالسكوت. الا حين ياتي صديق لك..تشهقين لرؤيته،، تعبيرا عن احتفائك بمجيئه!

و لم تكفين عن الدفاع عن الحزب و انت واهنة القوى...حين شاكسك جمال الحلاق مناكدا حول الحزب، ضربتيه بكوعك الواهن!.

حين تنظرين في عيني طويلا دون كلام: اشعر بالخجل. و كان صمتك ادانة لنا جميعا، للعالم، الذي لم ينقذك.. و كأن لسان حالك يقول "انه مجرد ورم في الجسم" كيف حدث ان العالم عاجز عن القضاء عليه؟

يقول لي جمال الحلاق: - انها قلة معرفة العقل البشري.

اناقشه بصوت خافت و نحن نجلس على مقربة منها: و لكن كيف يحدث ان البشرية تمكنت من اختراع القوة النووية، الوصول الى القمر، عمل تجربة الضربة الكبرى، الكومبيوتر و الانترنت، و ثورة الاتصالات، الا انها لم تتمكن من ايجاد علاج لورم سرطاني!

الاطباء يعانون بان ليست هنالك اموال تدفع لاجراء البحوث لايجاد علاج لامراض السرطان. الدعايات التلفزيونية في اكبر القنوات العالمية مثل قناة البي بي سي، تطالب المشاهدين بدفع ما يتمكنوا منه لتمويل ابحاث ايجاد علاج امراض السرطان. لم تضع البي بي سي اعلانا تطلب من الناس ان يتبرعوا لتمويل التسلح و الحروب، او لتمويل ابحاث التسليح، حيث لهذا تدفع الاموال بسخاء، اما تمويل ابحاث السرطان تستجدى من المشاهدين؟!.

انه هذا العالم الذي ناضلت لتغييره ليلى، هذا العالم الذي يخذل مرضاه ومحتاجية و فقراءه و ضعفائه.

يقول لي زوجها اسعد: كل الذي احلم به، ان اؤسس مركزا طبيا باسمها في بغداد، لمعالجة امراض السرطان التي تصيب النساء، حتى لا نفقد نسائنا بسببه.

تطلبين مني و انت على الفراش ان اتابع قضية اراس، المرأة الايرانية التي ابعدها زوجها من استراليا الى كردستان ايران و هي حامل، و طفلتها اليوم في السادسة من العمر، لا الحكومة الايرانية تعترف بالطفلة و لا الحكومة الاسترالية، و تشير علي الى الدرج لاستخراج الملف، حيث لا تقوين على ان ترفعي رأسك

اقول لك: موون، هذا وقت يجب ان تركزي فيه على صحتك و راحتك، العالم مليء بالمشاكل، من حقك ان تفكري بوضعك الان و ليس بوضع الاخرين.

بشرى و جمال، قالا في عيد تاسيس حزبكم في الحادي و العشرين من تموز، سنعد لليلى فرصة الاحتفال بحزبها، و سنجلبه الى غرفتها في المستشفى، مضوا لاعداد الحفل بعفوية، بصدق، اناس لم ينتسبوا للحزب يوما، الا انهم لهذا الحد و ابعد يمضون من اجل اسعادك.

ذهبنا اليوم ايتها الحبيبة الى مقهاك المفضل.. و ضعنا باقة ورد عند مكانك..

و قريبا سنحتفي بحياتك التي قلت لي بصوت واهن: انك لا تملكي دقيقة ندم واحدة على ما عشتيه فيها، و انك تمتعت بكل ما قمت و بكل ما عملت و بكل حياتك الجميلة التي عشت..

حزينة يا صديقتي.. لان هذا كان هو حوارنا الاخير..

25 تموز 2010



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي وظيفة منظمات المجتمع المدني في الوضع الراهن في العراق- ...
- أسترح ايها الرب، بامكاننا ان نقوم بعملك الان!
- النضال من اجل اعادة الخيار للانسان ...مهمة عاجلة!
- لن تبقى كردستان بعد مقتل سردشت ، كما كانت قبله!
- كلمة حول نداء منتسبي شركة مصافي الجنوب للحصول على مطالبهم..
- حول قرارات الحكومة الاخيرة حول المحارم و الفصل الجنسي
- اليكم جميعا ..ليكن عاما سعيد لكم.. عام لتحريك الجبال!
- الشيوعية العمالية و الانتخابات البرلمانية في العراق لعام 201 ...
- يكفي ما في قوانينكم من كوارث لتضيفوا له مآسي جديدة- حول قانو ...
- هل بحجب المواقع الالكترونية يتحقق الأمن و تحفظ الآداب؟
- منظمات جماهيرية ام منظمات مجتمع مدني؟
- منصور حكمت و السيناريو الاسود- السيناريو الابيض- حديث بمناسب ...
- هجمة جلال الدين الصغير على منظمات المجتمع المدني
- تهنئة لنساء الكويت بمناسبة دخولهن البرلمان!
- هل البديل الشيوعي امر ممكن ؟
- حول الاوضاع السياسية الراهنة و البديل الشيوعي في العراق- الج ...
- حول الاوضاع السياسية الراهنة و البديل الشيوعي في العراق
- دفاعا عن حياة و سلامة المثليين في العراق.
- اهنئكم جميعا نساءا و رجالا بمناسبة يوم الثامن من اذار، رمز ا ...
- مقابلة جريدة الى الامام مع نادية محمود حول الحزب الشيوعي الع ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نادية محمود - الى موون.. الحديث الاخير ...