أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - وثيقة إستسلام وليست إتفاق إطار














المزيد.....

وثيقة إستسلام وليست إتفاق إطار


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 21:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


أصبح واضحاً بعد كل ما جري من مداولات إعلامية، وعن تسريبات محاضر بعض الجلسات التفاوضية أن القضية الأهم في صراع الشعب الفلسطيني مع الإحتلال – قضية اللاجئين الفلسطينيين قد أصبحت محل توافق فلسطيني إسرائيلي لحصرها في موضوع التعويض والتوطين، وأن هناك حرصاً من الرئيس عباس على "عدم إغراق إسرائيل بخمسة ملايين لاجئ فلسطيني"، كخطوة تعزز الإتجاه نحو الإعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، تتبعها خطوة تطهيرها من أي وجود عربي فلسطيني، حيث تمكن إسرائيل من إختيار طريقة ما للتخلص من هذا الوجود العربي المقلق على مستقبل يهودية الدولة، تبادلية السكان العرب المستوطنين مثلاً أو ترانسفير جماعي مسكوت عنه دولياً بحق حوالي 20% من سكان دولة إسرائيل العرب.

"مارتن إنديك" المبعوث الأمريكي للمفاوضات طمأن قادة اليهود قبل عدة أيام على مسألة يهودية الدولة، مؤكداً أن الدولة الفلسطينية لن تكون في حدود العام 1967 كاملة وأن إسرائيل ستضمن سيطرة على 80% من المستوطنين داخل الضفة الغربية، وأن هناك ترتيبات أمنية تستجيب للحاجات الأمنية الإسرائيلية تحديداً في منطقة الأغوار.

اللافت أن بشائر "مارتن إنديك" للقادة اليهود قد شملت على بشرى جديدة تتضمن تعويضاً "للاجئين اليهود" عن سنوات معاناتهم وتهجيرهم من مناطق سكنهم الأصلية، وهذا الغريب العجيب الذي ستسفر عنه مفاوضات السلام التي يصرّ الرئيس عباس على خوضها حتى النهاية ومهما كلف الأمر.

لم يعد الأمر مخيفاً أو مخجلاً لفريق المفاوضات إستمراره في هذا المنحدر التفريطي، ولا فرصة للرهان على صمود المفاوض الفلسطيني بعد أن سلك طريق المفاوضات بعيداً عن أي مرجعيات وطنية وعربية لتلك المفاوضات، وغياب أي إطار سياسي يحدد ما ستؤول إليه نتائج العملية التفاوضية، أي ما كان يعرف فلسطينيناً "بالثوابت الوطنية" أو " الخطوط الحمراء"، فلم تعد منظمة التحرير ومشروع السلام الذي تبنته في وثائقها مرجعاً لتلك المفاوضات، ولا جامعة الدول العربية ومبادرتها التي أطلقها ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز عام 2002، ولا حتى في شكلها المعدل في العام 2013 الذي قبلت فيه بمسألة تبادلية الأراضي، فالرئيس عباس لم تعد لديه أية مرجعيات سوى وزير خارجية أمريكا جون كيري وأمير قطر كحاضنة عربية وحيدة بعد أن خسر معظم علاقاته مع العرب وفي المقدمة منهم الأشقاء في مصر.

يدرك الرئيس عباس أنه في حالة من الضعف الشديد تمنعه من التوقيع على أي إتفاق إطار سياسي ، ويدرك أيضاً أنه يغامر بحياته السياسية في حال موافقته على إتفاق سياسي منقوص على غرار ما يروج له دون أي نفي فلسطيني، وقد حاول أن يستقوي بمواقف بعض الدول العربية وإشراكها في صفقة الاستسلام التي يطرحها كيري، وفشل في ذلك، ولعلّ موقف المملكة الأردنية أحد أبرز مؤشرات رفض العرب لما يحاك في جلسات المفاوضة السرية.

أبو مازن يفاوض وظهره مكشوف، لا حلفاء وطنيين، ولا شركاء عرب، حتى فريق المفاوضات الفلسطيني بدا في أكثر من موقف وكأنه ينفض يده من تلك المقصلة، ليتركه وحيداً يغامر بمستقبل شعبه وقضيته الوطنية، لهذا لا غرابة في قيامه بالطلب من جون كيري أثناء لقائه في باريس قبل أيام بعرض وثيقته "للسلام" على مجلس الأمن الدولي لإقرارها ومن ثم فرضها على أطراف الصراع !

خطورة المطلب العباسي من جون كيري لا تكمن في كونه يريد إقراراً عالمياً "بوثيقة إستسلام" يتم إخراجها على شكل إتفاق سلام أو إطار أو تسوية أي كان إسم هذا العبث، بل في أنه بهذه الخطوة سيكون قد وجه ضربة قاضية لكل المرجعيات الدولية التي إستند إليها الجانب الفلسطيني، وإسقاط لكل القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وفي مقدمتها القرار "194" الذي يؤكد على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم مع التعويض، وحينها يضع الفلسطينيين والعرب في مواجهة المجتمع الدولي بدل المواجهة مع إسرائيل والإنحياز الأمريكي لموقفها.

متاهة المفاوضات وما يحاك في جلساتها أصبحت حكراً على الرئيس وبعض مستشاريه، حتى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لا تعلم أكثر مما يعرفه المواطن الفلسطيني العادي، ومع كل هذا فهذه الهيئة التي يجري التفاوض بإسمها وتقف عاجزة عن تعطيل هذه المهزلة، وما يثير الدهشة أن يخرج بعض القيادات الفلسطينية "ببدعة" دعونا نحكم على النتائج ! ، وكأن كل ما يجري من تصريحات على لسان المفاوض الفلسطيني، وعلى لسان الرئيس شخصياً، وعن جون كيري ومارتن إنديك لا يعدّ جزء من النتائج، أليس القبول بفكرة التبادلية نتائج؟ أليس تصريحات الرئيس في حول اللاجئين أكثر من مرة نتائج؟ أليس المفاوضات تحت زيادة التوسع الاستيطاني نتائج ؟ أليس تهويد القدس والإعتداءات الإسرائيلية تحت غطاء المفاوضات نتائج ؟

سواء نجحت أو فشلت تلك المهزلة التفاوضية، فإن إسرائيل تستفيد منها مع الوقت، وستعتمد كل ما دار فيها وثائق مرجعيات يجري العودة لها كبديل لقرارات الشرعية الدولية ولكل مبادرات وأفكار السلام التي طرحها العرب، فهذا التآكل التدريجي في الموقف الفلسطيني يجب أن يتوقف، فقد إقترب كثيراً من حالة الإستسلام.
[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجوب يستكمل مهام فريق الصاعقة الرئاسي
- قيادة عاجزة وإشغالات مقصودة
- على هامش حراك المصالحة الفلسطينية
- المصداقية قبل المديونية يا حكومتنا الجديدة !
- في الأول من أيار الكفاح الوطني لا يسقط النضال المطلبي
- سقط الخوف فانكشف المقدس
- أهلاً بمصالحة تؤسس للمحاسبة
- لا تسقط حقك في المشاركة والمحاسبة
- غزة تدق على جدران الخزان، نحو مراجعة جديدة للعلاقة مع جماهير ...
- خطوة إضافية من الرئيس عباس على طريق الاجهاز التام على منظمة ...
- تحذير ظاهرة -عنصرية إنفصالية- على الأبواب!!!
- في ضوء تقرير الامم المتحدة حول غزة 2020
- سأدلكم على مكان الإرهابيين
- في فلسطين حكومتان وآلاف المتعطلين عن العمل
- بعد العجز وقبل الكارثة
- الواقع المر والخيارات المفتوحة !!!
- أين فتح ومنظمة التحرير من سلوك الرئيس عباس
- لقاء عمان التفاوضي غير مثير للدهشة بل بحاجة الى تفكير !!!
- لقاء مشعل أبو مازن ليس لقاءاً للابطال...
- قبل الخطة ب وبعد الخطة أ ...


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - وثيقة إستسلام وليست إتفاق إطار