أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - قبل الخطة ب وبعد الخطة أ ...














المزيد.....

قبل الخطة ب وبعد الخطة أ ...


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 11:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


أبو مازن كان يعلم تماماً بأن توجهه الى الامم المتحدة لنيل عضوية دولة فلسطين سيواجه بالفيتو الامريكي، هذا الموقف الامريكي ليس مفاجأة وكان موقفاً معلناً تحدثت عنه الادارة الامريكية في وسائل الاعلام وأبلغته رسمياً للسلطة الوطنية، كما كان أبو مازن يعلم بأن هناك ضغوطاً امريكية سوف تمارس على الدول التي قد تصطف الى جانب الفلسطينيين في معركتهم الديبلوماسية داخل أروقة الامم المتحدة، بما فيها ضغوطاً على السلطة الوطنية الفلسطينية نفسها، كان البعض يعتقد وكنت من الجازمين بأن الطلب الفلسطيني لعضوية دولة فلسطين لن يصل الى مرحلة التصويت داخل مجلس الامن حفاظاً على عدم الوصول الى مرحلة الصدام الديبلوماسي مع امريكا، ومنعا لانهيار قد يحصل للسلطة الفلسطينية بعد التهديد بوقف تمويل السلطة حتى في ظل استعداد وكلاء امريكا في المنطقة العربية لسد العجز المالي الناتج عن هذا الوقف.

وقد ذهبت الى اكثر من ذلك في الشك الذي تحول الى يقين بأن القيادة السياسية الفلسطينية نفسها سوف تتمنى ان لا يصل الطلب الفلسطيني الى مرحلة التصويت لأن تبعات هذا الوصول ستدخل هذه القيادة في مواجهة صعبة، وتضعها امام خيارات هي غير جاهزة وغير قادرة لان تسلكها حفاظاً على مكتسبات "اوسلو" الذي وفر لهم فرصة أن يستمروا قادة ووزراء وبساط احمر وحرس شرف وحرس رئاسة وأجهزة أمن ووحدات كوماندوس يمارسون بها استعراضات على ابناء الشعب الفلسطيني.

لقد كان خطأً استراتيجياً أن ذهبت القيادة الفلسطينية الى مفاوضات "اوسلو" وما بعدها دون اشتراط الوقف الكامل للاستيطان حيث استفادت اسرائيل كثير من غياب هذا الشرط والقيادة الفلسطينية اسقطته رغم علمها المسبق بأن هناك هجمة استيطانية شرسة وطرق التفافية كثيرة ستجهز على ما تبقى من اراضي الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، هذا الشرط الذي جرى التنازل عنه رغم طرحه تفاوضيا خلال مفاوضات مدريد.

لقد اخضعت قيادة منظمة التحرير في حينه لنفس المعادلة التي هي امامها اليوم، اما البقاء وضخ الاموال المشروطة باتفاقيات منقوصة، واما انهاء منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني مما دفع المنظمة باتجاه المفاوضات السرية من وراء الوفد المفاوض في مدريد وكانت النتيجة اوسلو واتفاقيات اقتصادية وامنية لا زال الشعب الفلسطيني يدفع ثمنها غاليا حتى هذه اللحظة.

الخطأ الاستراتيجي الثاني هي حالة الخصام التي تركتها ممارسات القيادة السياسية الفلسطينية بينها وبين الجماهير الفلسطينية بعد ان مارست القمع بحقها ولم تعالج ديمقراطيا ووطنيا اهم اسباب هذا الخصام بمستوياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وذهبت الى الامم المتحدة بمعزل عن حركة شعبية جدية تدعم هذا التوجه، وفي ظل انقسام سياسي كارثي لم يتم انهاؤه، واسقطت من حساباتها أهم عناصر القوة التي المعتمدة على الشعب، مع علمها الاكيد ان قوة اية قيادة في العالم تستند الى وجود قاعدة شعبية عريضة موحدة ومتينة تصطف خلفها وتدعم موقفها وجاهزة لدفع ثمن هذه المواقف، ولا تقلق او تشك من سلوك قيادتها او تنظر لهذه القيادة من نافذة الصراف الالى.

لقد كان اجهاض الحراك الشعبي المطالب بالمصالحة وكذلك الحراك الشعبي الثاني المتجه لمعركة سلمية على مواقع التماس والحدود مع اسرائيل جريمة لها ثمن سياسي بدايته فشل المعركة الديبلوماسية ونهايته بالتاكيد ستكون استحالة أقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وفتح الطريق امام خيارات دولة غزة، او احياء مشروع الوطن البديل، أو بقاء الشعب الفلسطيني في حالة استكانة طويلة المدى يتقاضى رواتب "وخدمات نوعية وجيدة" كما يروج البعض، في اطار خطة السلام الاقتصادي التي طرحها رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتياهو.

أبو مازن لن يجرؤ على خطوة حل السلطة، وسيواجه بشدة امكانية وجود صدام جديد او انتفاضة ثالثة مع اسرائيل لانه سيفرغ المضمون الاساسي لبقاء السلطة الذي تعتبره اسرائيل بانه مضمون أمني، وبالتالي ستفقد السلطة مبرر بقائها مما يعني الاجهاز عليها.

أخطأتم في الخطة "أ" ويجب ان تعالجوا الخطأ قبل التوجه الى الخطة "ب"، والمطلوب الان اجراءات عاجلة قبل الدخول في مغامرات جديدة تتمثل هذه الاجراءات في التالي:

• اعلان موقف واضح من عملية المفاوضات وجدواها في ظل السياسة الاسرائيلية للحكومات المتعاقبة بعد ان ثبت فشلها كخيارا استراتيجيا وحيدا امام القيادة الفلسطينية، هذا الموقف من الضروري ان يتضمن موقفا من الدور الامريكي وكذلك الرباعية الدولية.

• تنفيذ اتفاق المصالحة على علاته والذهاب الى انتخابات تشريعية ورئاسية ليقول الشعب كلمته في هذه الانتخابات.

• تفعيل العمل الشعبي المقاوم الى جانب الحراك الديبلوماسي وتوسيع حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، واعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية بما ينسجم مع حركة الجماهير الفلسطينية التي لا زالت تخضع للاحتلال وتتعرض يوميا لابشع جرائمه، فلا يعقل ان يكون هناك احتلال لا يدفع ثمن وجوده على الارض الفلسطينية.


ان الاستمرار بنفس الاداء السابق سيعرض المشروع الوطني الفلسطيني للخطر الحقيقي في ظل المخاطر الموجودة أصلا، وسيضع القيادة الفلسطينية في مواجهة مع ابناء الشعب الفلسطيني، مواجهة تم ترحيلها وتسكينها عدة مرات، ولكن لن ينجح هذا الترحيل في كل المرات .



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول القرارت التي ستغير وجه الشرق الاوسط - العودة للشعب اولا ...
- على أعتاب مرحلة سياسية جديدة ....
- أبو مازن بين أيلول والمعارك الصغيرة ...
- خمس حقائق في عهد الديكتاتور الصغير
- مشروع سياسي جديد ... لينهض الجميع في مواجهة المهزلة !!!
- الابتزاز المالي في السياسة الفلسطينية
- أبو مازن والارتباك الذي حوله من بائع أوهام الى حاوي ....
- سلوك غريب وصمت مريب !!!
- أبو مازن في خدمة السياسة الامريكية
- ابو مازن قبل الرحيل
- انتبهوا ... محاولات جديدة لشراء الذمم وبيع الوهم !!!
- التجربة الديمقراطية في حركة فتح بين الارث القديم ومحاولات ال ...
- الى قادة الانقسام وشهاد الزور ...... من منكم يستطيع ان يجيب ...
- في الاول من ايار ....عن دور اجهزة الامن من جديد ؟؟؟
- عاجل، حتى لا نلدغ من نفس الجرح مرتين،،، استعدوا لما هو قادم ...
- حل السلطة والعودة إلى الانتفاضة الكبرى
- ماذا نعني بإنهاء الانقسام ؟؟؟
- أسباب ثورتنا في 15 آذار لإنهاء الانقسام
- ما بعد جريمة مطعم حرب ........ ؟؟؟
- هوارة غزة


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - قبل الخطة ب وبعد الخطة أ ...