الى قادة الانقسام وشهاد الزور ...... من منكم يستطيع ان يجيب ؟؟؟

محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 01:27
المحور: القضية الفلسطينية
    

ذهبتم الى القاهرة لحفل توقيع انهاء الانقسام وبينكم صنًاعه، كنت اتمنى ان يكون بينكم صناع النصر لنحتفل معا بين ابناء شعبنا الفلسطيني بانجاز الاستقلال واعلان الدولة الفلسطينية حلم الملايين، ذهبتم الى القاهرة وايديكم متسخة بكل قاذورات السياسة وكنت اتمنى ان يكون معكم مراة لتنظروا فيها الي انفسكم وتقدروا معها حجم بشاعتكم، ارهقتمونا طويلا بافعالكم المشينة ومعارككم الخاسرة، جلدتمونا بادوات القمع التي يصرف عليها من اموال الشعب الفلسطيني لتحافظوا على سلطتكم المزعومة،
خضتم عشرات المعارك الخاسرة وادعيتم النصر القريب، ضحيتم بدماء الاف الشهداء والجرحى، بعذابات الاف الاسرى، بمعاناة الاف المحاصرين من اجل سلطة كرتونية لا تحكم على سفر رئيسها ووزرائها واركانها الا باذن من الاحتلال، ضحيتم بالوجه المشرق لقضيتنا في معارك داخلية خسرنا معها اخلاق ثورتنا وقادة ثورتنا، اصبح الكذب ملحكم وزادكم في مشوار تضليل الجماهير.
هل كنا بحاجة الى كل هذا الوقت لاتفاق مصالحة بين حركات تحرر ان كانت حقيقة كذلك؟ وهل كنا بحاجة الى انقسام دامي ونحن نعاني من هدر الدماء على ايدي الاحتلال؟
هل كنا بحاجة الى ثورات عربية تطيح ولا زالت تطيح بانظمة مستبدة لتقتنعوا بان الصلح مصلحة وطنية للشعب الفلسطيني؟
هل كنتم بحاجة الى حراك شعبي في مواجهة الانقسام بدل التحشيد لمواجهة الاحتلال والاستيطان لتذهبوا الى اتفاق مصالحة؟
هل كنتم بحاجة الى المزيد من فقدان الثقة بكم وبقراراتكم وبتمثيلكم لكي تدركوا انكم اصبحت لا تعبروا عن طموحات الجماهير؟
ذهبتم لتحتفلوا بمصالحة اسميتموها ظلما وعدوانا مصالحة وطنية، وهي في حقيقة الامر ليست مصالحة وليست وطنية، كنت لن اكتب ما كتبت لو كانت مصالحة حزبية، او هروب من ازمة شعبية، او استجابة لمستجدات اقليمية، او اختلاف في اجندات حزبية، عشرات الاسماء قد تكون لاحتفالكم الا اسم المصالحة الوطنية.
تذهبون وتتركون خلفكم عشرات الاسئلة التي تدور في خاطري وخاطر الكثير من ابناء الشعب الفلسطيني، فاذا اردتم ان تطلقوا صفة المصالحة الوطنية على احتفالكم القاهري او القهري فاجيبوا على التالي وعلنا وبعيدا عن لغة التضليل:
هل تستطيعون اتخاذا قرار وطنى باستغناء الاحزاب السياسية عن مصادر التمويل الاجنبي الذي كان سببا في صراعها الدامي، واعلان قانون احزاب فلسطيني يحدد مصادر التمويل محليا ويضمن الشفافية داخل الاحزاب والفصائل ويشرف على العملية الديمقراطية داخل الاحزاب ويحاسب الفاسدين من قادتها ويقدمهم الى القضاء ويمنع استغلال الاحزاب لحاجات الناس بامتلاكها لعنصر المال ويحدد مواضع الصرف ويلغى الولاءات لاجندات مختلفة؟
هل تتفق الاحزاب جميعا على وثيقة تدين جميع اعمال القتل والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين وتقديم مرتكبيها الى محاكم فلسطينية تنشأ بقانون لهذا الغرض لمنع اخذ القانون باليد وتساعد في تعزيز الثقة بالقضاء وتمنح الحق لجميع المواطنين بالتظلم امامها بحق من تشاء مهما كان موقعه؟
هل تعقد الاحزاب اتفاق على تبني قانون جديد للانتخابات يعتمد على مبدأ التمثيل النسبي الكامل من خلال مرسوم رئاسي او بجلسة للمجلس التشريعي الذي يتقاضى رواتب دون عمل؟
هل تجيب الاحزاب جميعا عن الوقت الذي تحتاجه السلطة الوطنية الفلسطينية للاستقلال المالي الذي يغنينا كثيرا عن الاشترطات السياسية والضغوط المالية التي تبرز مع كل منعطف سياسي، وعن الوقت الذي نحتاجه للتخلص من التبعية الاقتصادية واتفاق باريس الاقتصادية وعن الوقت المتوقع لبناء اقتصاد وطني حقيقي؟
هل تخبرنا الاحزاب عن استرتيجية وطنية جديدة لمواجهة الاحتلال واستيطانه وتهوديه للقدس وحربه على غزة التي لا زال يلوح بها، عن سبل مواجهة الحصار المتوقع بعد احتفالكم في القاهرة؟
هل تخبرنا الاحزاب عن مصير اتفاقات امنية بموجب اوسلوا وبعد اوسلوا واذا ما اتفقت جميعا على كيفية التعاطي معها بعيدا عن المزاودت التي سمعناها كثيرا طوال السنوات الماضية؟
هل تخبرنا الاحزاب عن خطتها لاجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني خلال عام وهل هذا حقيقي ام سيحدث اتفاق محاصصة ثاني بعد عام لتعذر عقد الانتخابات في مختلف اماكن تواجد الشعب الفلسطيني؟
هل تخبرنا الاحزاب عن خططها لمواجه اكثر ازمات الشعوب خطرا واكثرها من حيث النسب في موضوع الفقر والبطالة، وعن خططها لاستيعاب الاف الخريجيين سنويا، واذا ما كانت تستطيع ان تضمن اتفاقها ملحقا خاصا بضرورة اقرار قانون للضمان الاجتماعي ليعالج جزءا من الازمة الاجتماعية والاقتصادية الواقعة على الشعب الفلسطيني؟
هل تخبرنا الاحزاب عن مدى حاجتنا لهذا العدد الضخم من منتسبي الاجهزة الامنية وعن حاجتنا لتعدد الاجهزة الامنية وهل هذا يعد اولوية في حالة مثل حالة الشعب الفلسطيني التي تكلف اكثر من 40% من موازنة السلطة على حساب قطاعات اخرى كالتعليم والصحة والعمل وغيرها؟
هل استطاعت الاحزاب مجتمعة ان تقدم خطط حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين تساعد في النهوض الاجتماعي والاقتصادي الفلسطيني؟
كيف ستعالج الاحزاب حالة التلوث الفكري والثقافي الذي اصاب كثيرا من ابناء الشعب الفلسطيني مرة تحت غطاء الدين ومرة اخرى تحت غطاء الوطنية ومرة ثالثة تحت غطاء الحزبية ، ماذا ستفعلون بادمغة خطباء المساجد؟ ماذا ستفعلون بادغمة الصحفيين والاعلاميين؟ ماذا ستفعلون بادمغة اساتذة الجامعات ومعلمي المدارس؟ وماذا سيكون مصير محطاتكم الاذاعية والمرئية وصحفكم الحزبية التي بثت سموما كفيلة بقتل عشرات الشعوب؟

احتفلوا كما شئتم فلقد جربناكم كثيرا، وحالة الوعي لدى الناس اصبحت كبيرة ايضا واتمنى ان تكبر اكثر لتحاسبكم على خطاياكم، واذا كان التاريخ الفلسطيني لم يشهد حالة تقديم مسؤول منكم الى القضاء فسيشهد انا ام عاجلا محاسبة احزابكم في صناديق الاقتراع التي اطلقت عليها سابقا اسم " محكمة الجماهير"

#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل