أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد أبو مهادي - ما بعد جريمة مطعم حرب ........ ؟؟؟














المزيد.....

ما بعد جريمة مطعم حرب ........ ؟؟؟


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 22:21
المحور: حقوق الانسان
    


الكوارث الطبيعية تاتي فجأة دون سابق انذار، واحياناً تكون متوقعة في حالات معينة حيث تاخذ الحكومات استعداداتها لمواجهتها وللتقليل من حجم الاضرار المتوقعة منها سواء كانت اضراراً مادية او بشرية، وفي العادة تكون حماية البشر اول اولويات الحكومات التي تحترم نفسها وتهتم بسلامة مواطنيها.

عنونت مقالي ما بعد جريمة مطعم حرب ليس بقصد التهويل بل بقصد التمييز ما بين الكارثة وضحاياها والجريمة وضحاياها وقصدت الجريمة بكل معنى الكلمة نظراً لتكرار حدوثها في الاراضي الفلسطينية ونظراً لتكرار صمت وعجز الحكومات والجهات الرسمية عن مواجهتها واتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوعها، وعدم فرض شروط الوقاية والسلامة المهنية على وفي جميع مواقع العمل .

الجرائم الناتجة عن غاز الطهي ظاهرة اصبحت منتشرة في قطاع غزة فبعد ان فجع الكثير من مواطنى محافظة الخليل بكارثة مصنع الولاعات قبل سنوات استمرت هذه الحوادث تارة في محافظة خانيونس من احد مروجي الغاز وتارة اخري في بعض محطات وقود او في السيارات التي كانت تعمل على غاز الطهي في فترة انقطاع توريد الوقود الى قطاع غزة وصولاً الى جريمة مطعم حرب التى حدثت بتاريخ 17 اغسطس 2009 وسط مخيم جباليا وفي اكثر منطقة شعبية ازدحاماً نتيجة اقبال المواطنين على التسوق لاستقبال عيد الفطر السعيد واصبح غير سعيد في مخيم جباليا.

هذه الجريمة راح ضحيتها حتى الان سبعة مواطنين اضافة الى عشرات المصابين من المارة ومن جيران المطعم والعاملين فيه، ووصفت العديد من الاصابات بالخطيرة جداً لان النيران اتت على ما يزيد عن 90% من مساحة الجلد، اضافة الى الاضرار المادية في ممتلكات بعض المواطنين المحيطين بمكان الجريمة.

الدفاع المدني التابع لحكومة حماس قال ان الحادثة الجريمة نتيجة تسرب غاز الطهي وانفجار انبوبة غاز من صنع محلي ادت الى اندلاع حريق هائل بالمكان ونتج عنه هذا الكم من الضحايا.

ليس الملفت للنظر هو تصريحات مدير عام الدفاع المدني في حكومة حماس، بل المثير للسخرية هو عدم اتخاذ أي تدابير وقائية تكفل عدم تكرار هذه الجريمة وتكفل سلامة وأمن المواطنين في محيط هذه التجمعات من المطاعم الشعبية التي باتت منتشرة جداً في وسط المخيمات والمدن اضافة الى التغييب المتعمد لتحديد مسؤولية وقوع هذه الجرائم، ومن المسؤول عن تعويض الناس في أرواحهم وممتلكاتهم التي تذهب هدراً أمام عجز واستهتار الجهات الرسمية؟

بعد أيام قليلة من حدوث جريمة مطعم حرب ذهبت للتسوق في سوق الخضار بمخيم جباليا لاجد نفسي بجوار احد المطاعم الشعبية حيث لا تزيد مساحة هذا المطعم عن اربعة امتار مربعة وفيه كل معدات الطهي وغاز الطهي وحوله المئات من السكان اللذين ينتظرون انفجار اسطوانة غاز جديدة وقد تكون ايضاً من صنع محلي وقد لاحظت ان مساحة هذا المطعم اضغر بكثير من مساحة مطعم حرب وان اسطوانة الغاز من الحجم الكبير تقع على مسافة لا تبعد 30 سم عن اللهب وزارد اطمئناني بان الاجراءات الاحترازية للوقاية والسلامة في اعلى مستوياتها !!!!

جريمة مطعم حرب تكشف التالي :

أولاً/ ان حياة المواطنين في قطاع غزة لا تساوي أي جهد حكومي او اجراء اداري حكومي يكفل منع تكرار هذه الجرائم في غزة ويضمن الوقاية والسلامة للمواطنين والعاملين في المنشات الصناعية والتجارية المختلفة ، وهنا يبرز التساؤول عن دور الرقابة والتفتيش في وزارة العمل ودور البلديات في منح التراخيص لهذه المنشات.

ثانياً/ هناك غياب شبه كامل لأي جهد شعبي لمواجهة وجود هذه المنشات في وسط التجمعات السكانية وهذا خطير والاخطر منه الصمت المطبق من النقابات العمالية ومن المنظمات الاهلية وفي مقدمتها منظمات حقوق الانسان التي يبدوا انها لا ترى في الحق في الحياة الامنة والكريمة ضرورياً في قطاع غزة بعد صمتها وتواطئها في معالجة ملف ضحايا الانفاق على الحدود المصرية.

ثالثاً/ من المسؤول عن تعويض ضحايا هذه الجرائم؟ هل هي الحكومة التي منحت التراخيص لهذه المنشات وغضت البصر عنها واهتمت بجباية الضرائب منها فقط؟ ام اصحاب المناشات الصناعية والتجارية اللذين راحوا هم ايضاً ضحية استهتارهم بشروط الصحة والسلامة المهنية؟ ام ان المسؤول هو المواطن اللذي شاءت الظروف ان يتواجد في مكان الجريمة؟ ام يتجه المواطنون الى الله بالدعاء والمغفرة والشفاء على اعتبار ان الحادث كان قضاءاً وقدر وكان مقدراً لهم بان يموتوا حرقا امام مطعم او محطة وقود او في نفق طلبا للرزق من الله؟

عشرات الحوادث اليومية التى تزهق فيها ارواح الابرياء دون أي حراك رسمي او شعبي من حوادث المطاعم الي حوادث السيارات والدارجات النارية المنتشرة في غزة الى حوادث الانفاق ولا يوجد حسيب او رقيب، والغريب العجيب هو استبدال القوانين والتشريعات بما بات يعرف بالديّات وعندما تصل الامور الى هذا المستوى من الاستهتار والانحدار الاخلاقي يخرج البعض ليقول الي بتعرف ديته اقتله وهناك حكومة جاهزة لتشريع الديّات.



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوارة غزة
- من اجل تحالف وطني يدافع عن الحقوق
- 2007 الفلسطيني عام الخسائر والفتن
- غزة ترفض حكم العصابات
- حتى لا تغرق غزة في الظلام....!!!
- نحو الخروج من دائرة النفاق
- في غزة تتشابه المعاني وتختلط المفردات ...
- في الأول من أيار... نحو خطة وطنية لإنقاذ العمال الفلسطينيين
- الكذبة الأولي هي المرحلة الأولي من خطتهم الأمنية؟؟؟؟
- الاحتلال والفقر والجهل والسلاح ؟؟؟
- حوار الفاشلين... وسبل الصعود من الهاوية !!!
- التحضير لما هو قادم
- انجازات ما قبل انتصار المقاومة اللبنانية
- قنابل ذكية بأيدٍ غبية
- بعض المطلوب جماهيرياً
- عن الجندي الاسرائيلي المدلل....... والعدوان........؟
- هناك الآلاف من العاطلين عن العمل ....!!!!
- ضد كسر الارادة
- ضد التأجيل .......... نحو المحاسبة والتغيير !!
- غزة سئمت نزف الدماء ...........!!!!


المزيد.....




- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...
- الأقليات والسياسة في بريطانيا.. تقدم محفوف بمخاوف
- الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات إلى غزة
- الأمم المتحدة: المساعدات محجوبة عن غزة والمخزون لا يكفي لأكث ...
- ذوي الأسرى الاسرائيليين يضغطون على نتنياهو للوصول الى إتفاق ...
- أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين بالقضارف شرقي السودان ...
- مطبخ تضامني في العاصمة السودانية الخرطوم لمساعدة السكان المه ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد أبو مهادي - ما بعد جريمة مطعم حرب ........ ؟؟؟