أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - ضد كسر الارادة















المزيد.....

ضد كسر الارادة


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 11:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


يتواصل العدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني ويتوسع في عمليات القتل والتنكيل مع إحكام الحصار الاقتصادي، وتشترك مع إسرائيل في هذا العدوان الحكومات الممولة للسلطة الوطنية الفلسطينية، كذلك الحكومات العربية منزوعة الإرادة والمكبلة بطوق صندوق النقد الدولي والتبعية السياسية والاقتصادية.
وتصاعد حدة هذا العدوان بهدف إجهاض التجربة الديمقراطية الفلسطينية وتمزيق وحدة الشعب الفلسطيني من ناحية ،وللانقضاض علي الحقوق الوطنية الفلسطينية والتنصل من استحقاق سياسي وتاريخي للشعب الفلسطيني علي إسرائيل من ناحية أخري وهذا هو الأساس.
يدعي بعض هواة السياسة أن اعتراف الحكومة الفلسطينية بإسرائيل، ودخول حماس وغيرها من القوي لمنظمة التحرير الفلسطينية وتبني برنامج واقعي أو تشكيل قيادة موحدة أو جبهة وطنية موحدة قد تشكل مخرجاً للازمة الراهنة!
وفي الواقع أن هذه الشعارات الاعتراضية لن تسهم في وضع حلول حقيقية للازمة التي يواجهها الشعب الفلسطيني وهي الأخطر من نوعها، وهذا لا يعني التقليل من شان المقترحات السابقة بقدر ما هو تذكير بأن قوي الشعب الفلسطيني عاشت تجربة الوحدة في المؤسسة" م.ت.ف" والبرنامج الواقعي" برنامج السلام الفلسطيني" لسنوات طويلة ولم يتحقق انجاز سياسي حقيقي يذكر في قضايا اللاجئين والدولة والحدود والمستوطنات وغيرها من قضايا وهذا لا يعني إنكار بعض الجزئيات المتمثلة في قيام السلطة ومؤسساتها وعودة قيادة المنظمة إلي الداخل والذي جاء نتيجة لتنازلات مؤلمة قدمتها القيادة السياسية الفلسطينية منها الاعتراف بإسرائيل والتنازل عن حوالي 78% من مساحة فلسطين التاريخية، وبالتجربة فقد ثبت أن المشكلة ليست في شكل إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فلسطينياً بقدر ما هي مشكلة في الموقف الإسرائيلي الرافض لأشكال التسوية السياسية المبنية علي استعادة الحقوق وقد راكمت مجموعة من الممارسات تمثلت في:

أولاً: إن إسرائيل وحلفائها وعلي مدار أكثر من عقد قامت بإجهاض كافة المساعي الجدية لتحقيق سلام عادل وشامل علي أساس قرارات الشرعية الدولية والأرض مقابل السلام والاعتراف بالحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني.

ثانياً: استطاعت إسرائيل وحلفائها إضعاف التوجه السياسي "العقلاني" الفلسطيني كما يحلو للبعض أن يسميه، بل وفرضت حصار مميت علي الرئيس الراحل ياسر عرفات الحائز علي جائزة نوبل للسلام، واستطاعت أن تعرقل عمل أكثر الحكومات واقعية خلال تولي أبو مازن لرئاسة الوزراء، وفي حينها شهد الجميع مماطلة إسرائيل في تنفيذ ابسط الاستحقاقات والمتعلقة بمواضيع الأسري أو فتح المعابر والممر الأمن.

ثالثاً: إسرائيل ومنذ زمن وهي تنفذ خططها الخاصة بها وتجند لها التأييد الدولي وبانحياز كبير من الموقف الأمريكي ولا تزال عاقدة العزم علي فرض رؤيتها السياسية من خلال خطة شارون أحادية الجانب في غزة ومن ثم استكمالها بخطة اولمرت علي بقية أجزاء الضفة الغربية، في الوقت نفسه تتراجع الإرادة العربية والموقف العربي المشترك والذي باشر سابقاً بإطلاق ما يسمي بالمبادرة العربية للسلام وعقد قمماً عربية مختلفة لم تؤرق شارون او حكومات إسرائيل المختلفة كالعادة، حيث ان هذه الشعارات والمواقف غير المقرونة بأي فعل حقيقي يعبر عن صدقيتها وجديتها لم تعد تحتل موقعاً في الوجدان الإسرائيلي ولا بد من التذكير أيضاً أن إسرائيل ومنذ عقد المؤتمر الصهيوني في بال"1897" لم تتراجع عن هذيانها وأطماعها في دولتها المنشودة، بل تشير كل الوقائع أن علاقتها بعملية السلام التي كانت جارية محض تكتيك سياسي يخدم تلك الأهداف والأطماع للصهيونية العالمية.

لقد تمكن الشعب الفلسطيني حني الآن من الصمود في وجه كل أشكال القمع والتنكيل الإسرائيلي لسنوات كفاح قدم خلالها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، ويشكل بقائه مجرد بقائه علي ارض فلسطين في ظروف القمع والحصار والتجويع نموذجاً رائعا للكفاح يجسد الانتماء للأرض والهوية، كما ساهم الشعب الفلسطيني في رفد المجتمعات العربية تجربة ديمقراطية رائعة من خلال العمليات الانتخابية التي جرت خلال الفترة المنصرمة، كما قدم نموذجاً حقيقاً لوحدة الشعب وتكافله أمام الصراع المقيت علي المواقع القيادية وتجنب مرات عديدة خطر الاقتتال وسيتجنب هذا الخطر وأخطار أخري إذا ما اتخذت مجموعة من الخطوات:

أولاً:علي المستوي الداخلي
• أن تعمل الحكومة الفلسطينية جاهدة باتجاه فرض الأمن وتحقيقه للمواطن الفلسطيني ووقف كل مظاهر الاعتداءات المسلحة والتعديات علي الممتلكات والأفراد وذلك لن يتحقق إلا بإجراءات رادعة تستند إلي القانون أولاً، وتدعيم وتفعيل واستقلال جهاز القضاء ثانياً باعتبارها حكومة شرعية تستند إلي التفويض الشعبي الانتخابي.
• التوقف عن محاولات تحويل الأزمة من أزمة حصار وتجويع وتنكيل من الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني إلي أزمة قيادية فلسطينية تحل بتنازل هذا الطرف أو ذاك عن قيادته للشعب، أو تحل عبر تشكيل إطار قيادي جديد يشارك فيه الجميع، فقد حسمت هذه القضية في صناديق الاقتراع بتاريخ 25/1/2006 واستندت حماس إلي قاعدة تؤهلها لقيادة الشعب الفلسطيني ، ولم يعد مجدياً العودة إلي هذه الشعارات التي كانت تطرح في وقت غابت فيه الممارسة الديمقراطية وجري التشكيك في مسالة الشرعية القيادية.
• قيام جميع القوي السياسية دون استثناء بتطمين الجماهير الفلسطينية علي مستقبلها، واستيعاب بعض القوي بان الجماهير وبرنامج الحكومة قد وضعها في موقع المعارضة السياسية وعليها القبول بهذا الموقع لحين إجراء انتخابات أخري علي أن تعمل هذه القوي بروح المعارضة الوطنية وان تبتعد عن كافة أشكال التعصب المقيت الذي رفضه الشعب باستمرار، أو محاولات البحث عن مكان داخل أروقة صنع القرار.
• القيام ببعض المبادرات الشعبية وتشكيل لجان قطاعية مشتركة " زراعية، صحية، عمالية، وغيرها" من وزارات ومنظمات أهلية وتجمعات شعبية بهدف تخفيف الأزمة وتدعيم الصمود وتقديم يد العون للمتضررين من أبناء الشعب الفلسطيني وإحياء الجهد التطوعي في الأراضي الزراعية وتقديم الفحص والعلاج المجاني ويمكن الاستفادة بالكثير من تجارب الشعب الفلسطيني إبان انتفاضته الأولي عام 1987.
• الاستفادة من جهد رجال الأعمال الفلسطينيين وبعض المؤسسات الفلسطينية التي قدمت ومنذ وقت قريب بعض المبادرات بهدف استثمار رأس مال فلسطيني في الداخل يحد من الأزمة الاقتصادية الخانقة، ويدعم السلع الأساسية مالياً باتجاه تخفيض الأسعار.
• التوقف عن بعض اللقاءات المثيرة للشك مع المبعوثين الامريكين في المنطقة والتي تثير العديد من التساؤلات خصوصاً في ظل المقاطعة التي تقودها أمريكا علي الحكومة الفلسطينية.
ثانياً: علي المستوي الخارجي
• قيام الحكومة الفلسطينية ومؤسسة الرئاسة بعملية دبلوماسية واسعة بمساعدة كل الحكومات الصديقة للشعب الفلسطيني بهدف شرح الموقف الفلسطيني وتجنيد الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني وهنا لن يكفي التحركات التي يقوم بها وزير خارجية السلطة الوطنية بل يجب أن تستند إلي خطة تشارك فيها السفارات الفلسطينية في الخارج ومنظمة التحرير وجامعة الدول العربية وقد يكون من المفيد في هذا المجال التوجه إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة.
• قيام القوي السياسية التي حسمت دورها في موقع المعارضة الوطنية بتحرك علي المستوي الشعبي العربي والدولي بهدف تفعيل التضامن مع الشعب الفلسطيني وأيضاً لتجنيد الدعم المالي للشعب الفلسطيني، ولا شك بعض القوي السياسية قد قدمت إسهاماً في هذا المجال ينبغي تطويره والبناء عليه مع الاستفادة من الدور الذي قد تلعبه الجاليات العربية والفلسطينية في المجتمعات المختلفة.
وأخيراً يبقي تماسك الشعب الفلسطيني بخيارته الديمقراطية ورفضه الدائم للركوع أمام أي مخططات تصفوية هو خط الدفاع الأول والمتين عن كرمته وحقوقه الوطنية، وسيسقط أي محاولات لكسر الإرادة.



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد التأجيل .......... نحو المحاسبة والتغيير !!
- غزة سئمت نزف الدماء ...........!!!!
- مع بداية العام الدراسي الجديد
- مع بداية العام الدراسي الجديد لصوصية علي شكل قانون
- تيار أو تيارات......... الجميع أمام محكمة الجماهير!
- ما بعد -خطة فك الارتباط-؟
- العمّال المنسيون !
- حتي لا تفرض الوصاية علي الشعب الفلسطيني
- حافلة المسافر الفلسطيني وعلبة السردين
- جريمة أخري علي معبر الموت- ايرز-
- تأسيساً لانتخابات فلسطينية حرّة ونزيهة
- في الأول من أيار من ينقذ عمال فلسطين
- كيف يصبح لصوت الناخبين قيمة
- عاجل ............ للوقاية من الفسادين
- نحو الخروج من نفق الاشتراطات الأمنية
- حتى لا يترك الذئب ويتّبع الأثر
- إقالة قادة أمن أم إقالة نهج ؟
- صندوق الاقتراع ومحكمة الجماهير
- منظمة التحرير الفلسطينية .............. والجماهير
- الطبقة العاملة الفلسطينية ومجلس الوزراء


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - ضد كسر الارادة