أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - قيادة عاجزة وإشغالات مقصودة














المزيد.....

قيادة عاجزة وإشغالات مقصودة


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 21:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


غادر وفد الرئيس محمود عباس قطاع غزة بعد عدة أيام صاخبة ولقاءات متعددة مع حماس وتنظيم فتح في قطاع غزة، الزيارة كانت بهدف ترتيب أوضاع حركة فتح التنظيمية إضافة إلى بحث موضوع المصالحة مع حركة حماس، هكذا أعلن رئيس الوفد لوسائل الإعلام، وهذا ما كان متوقعاً من قيادة حركة غابت عن جزء مهم من جغرافيا وطن حوالي سبع سنوات، وأهملت قاطنيه وشاغلتهم مدة أقل بقليل من تلك السنوات.
الوفد الزائر يعلم علم اليقين أن في قطاع غزة أكثر من مليون وثماني مئة ألف مشكلة، كل مواطن فلسطيني لديه مشكلة ويبحث عن حل لها، بعد سبع سنوات عجاف ضربت الإقتصاد والتنمية والتعليم والصحة وكل مناحي الحياة، لقد سمع الوفد أن غزة لم تعد مكاناً ملائماً للعيش، وسمعوا بمشكلة الكهرباء والمياه والمسكن والغذاء، وقبل ذلك وصلت عشرات النداءات من أسر الشهداء لصرف مستحقات أبنائهم، كذلك الأمر مشكلة متفرغي 2005، ومشكلة الموظفين المقطوعة رواتبهم، ومشكلات الخريجين والمتعطلين عن العمل، مشكلة آلاف الطلبة العاجزين عن تسديد رسوم الجامعات، مشكلة المسافرين ومعبر رفح، مشكلات الأسعار والوقود وغيرها من قضايا كدّرت حياة المواطنين وجعلت عيشهم أمر بالغ الصعوبة وخاضع للإبتزاز والمعاناة اليومية.
توقعنا أن يعلن الوفد عن إنهاء الانقسام ويبلغ جماهير الشعب الفلسطيني عن موعد تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تعيد السلطة إلى الشعب من خلال انتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية، وأن تباشر كل اللجان التي تم تشكيلها عقب إتفاق القاهرة عملها لترتيب وتنفيذ كل ما أتفق عليه، وأن يوجه الوفد رسالة إلى جماهير الشعب الفلسطيني يعتذر فيها عن تسبب القيادة السياسية بمأساة لا تقل عن نكبة العام 1948.
هذا هو تصرف (القادة) إن جاز التعبير ممن يحترمون شعبهم ويقدرون تضحياته ويعيشون نفس مأساته، هذا هو السلوك المنطقي لقادة يعتبرون أنفسهم في خدمة حركة تحرر وطني ساعية إلى كنس الاحتلال والخلاص الناجز من كل أشكال الظلم التي لحقت بالشعب الفلسطيني على مدار قضيته، وهذا هو المنطق الحكيم في ظل أزمات خانقة بدلت أولويات الشعب ووضعته في عين عاصفة جديدة من التشتت والضياع في كل مكان.
جاء الوفد الرئاسي حاملاً سيف التطهير في صفوف حركة فتح، ليعلن جهاراً نهاراً رئيس هذا الوفد وبدون خجل عن نيته القيام بحملة تصفيات تطال معارضي الرئيس محمود عباس، ويمنح نفسه شرف هذه المهمة التي فشل فيها أكثر من مرة وحاول أن يعيد التجربة مدعماّ بفريق الصاعقة الرئاسي !
محمد دحلان كابوس قيادة فتح، والعلاقة مع جمهورية مصر العربية أو الإمارات العربية المتحدة إتهامات جديدة تضاف إلى سجل محمد دحلان، بعد أن حذرتهم صحيفة "معاريف" فهرولوا مسرعين إلى قطاع غزة لإنقاذ الرئيس من الرئيس القادم وتيار الرئيس القادم الذي يتآمر على أبو مازن ليل نهار وسبب رئيسي من أسباب فشل المفاوضات وفشل إستنهاض حركة فتح، وسبب الانقسام والحصار وبناء المستوطنات وتهويد القدس والتنازل عن "صفد" !
جاء الوفد مسرعاً إلى غزة باحثاً عن حلول إستئصالية لتيار فوجدوا حركة فتح جميعها "التيار" وهم غرباء لا علاقة لهم بواقع هذه الحركة التي دفعت ثمن غياب الزعيم التاريخي ياسر عرفات وثمن ضعف الرئيس محمود عباس وانهياره المتواصل في تفاصيل المعارك الشخصية التي يخوضها بدون مبررات ويشغل الشعب الفلسطيني بها للتغطية عن عجزه وهزائمه المتلاحقة منذ أن أصبح رئيساً للشعب الفلسطيني حتى الآن.
لا يفيد أي كان إنكار الحقيقة، وإنكارها لا يساعد في حلّها بل يزيدها تعقيد، فقد جرب الرئيس محمود عباس كل وسائله في التعامل مع حالة محمد دحلان داخل حركة فتح ولم ينجح بسبب هذا الإنكار والعناد، ورفض كل أشكال المصالحة الفتحاوية والوساطات المتكررة من فلسطينيين وعرب، وهو مصمم حتى هذه اللحظة في خوض معركته الشخصية مسلحاً بزمرة العجائز التي شاخت عن مواصلة درب النضال الوطني، وتشتعل شباباً دفاعاً عن مصالحها وعن ورثة حركة توهموا أنها ضمن صفقاتهم التجارية.
ما يفعله هؤلاء أمر باعث على الخجل الشديد، كيف لقيادة حركة تاريخية مثل حركة فتح أن تنشغل ليل نهار في معالجة مشكلة داخلية وتنتج عشرات المشكلات، في نفس الوقت لا تفكر في حل قضية واحدة تساهم في رفع معاناة أهل غزة بعد سنوات من الإجحاف والنسيان، وأن يعاقبوا شعب بأكلمه جراء مواقف شخصية قرر فيها رئيسهم دون أن يقف أحدهم وقفة رجل عزّ عليه التاريخ ويريد أن يحمي المستقبل.
لا يغيب عن ذهننا التفكير أن كل ما يجري فلسطينياً بدءاً من الانقسام ومروراً بالأزمات الاقتصادية وإنتهاءاً بمشكلة النائب محمد دحلان هي إشغالات مقصودة للشعب الفلسطيني وحركة يديرها الرئيس للتغطية عن عجز سياسي قائم ومحاولات يائسة لشراء وقت بقائه على رأس النظام السياسي الفلسطيني، ومع كل مشكلة يستحدثها الرئيس يخلق معها حالة وعي جديدة لدى أبناء الشعب الفلسطيني تؤكد على ضرورة رحيله.
كل الراحلين في بلدان العرب ساقوا أكذوبة المؤامرة التي تحاك ضدهم من قوى خارجية، لا زل صدى الكلمات يتردد في أذن كل مواطن عربي وفلسطيني، وفي واقع الأمر أنهم كان المتآمر الأول ضد مصالح شعوبهم، وهم من تعاون مع كل القوى الأجنبية في سبيل الحفاظ على عروشهم وتوريثها لمن بعدهم، صنعوا الفقر والتخلف بحجة الخطر الخارجي، واستمرأوا بأجهزة البطش حتى آخر أيامهم في الحكم أو الحياة، هؤلاء أصحاب إعلام المؤامرة رحلوا حينما قررت شعوبهم التغيير ولم تنفعهم كل حملات الإرهاب والتخويف والتخوين التي مارسوها على مواطنيهم، فمنهم من فهم الشعب متأخراً ورحل وآخرين استغبوا الشعب فمكثوا بين جدران السجن والقضاء.
من يظن أنه بمنأى عن التغيير والرحيل واهم، ولن يقوده الوهم إلا لمصير محتوم ينهي حياته السياسية بشكل يشبه سلوكه، فالجزاء من جنس العمل.



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش حراك المصالحة الفلسطينية
- المصداقية قبل المديونية يا حكومتنا الجديدة !
- في الأول من أيار الكفاح الوطني لا يسقط النضال المطلبي
- سقط الخوف فانكشف المقدس
- أهلاً بمصالحة تؤسس للمحاسبة
- لا تسقط حقك في المشاركة والمحاسبة
- غزة تدق على جدران الخزان، نحو مراجعة جديدة للعلاقة مع جماهير ...
- خطوة إضافية من الرئيس عباس على طريق الاجهاز التام على منظمة ...
- تحذير ظاهرة -عنصرية إنفصالية- على الأبواب!!!
- في ضوء تقرير الامم المتحدة حول غزة 2020
- سأدلكم على مكان الإرهابيين
- في فلسطين حكومتان وآلاف المتعطلين عن العمل
- بعد العجز وقبل الكارثة
- الواقع المر والخيارات المفتوحة !!!
- أين فتح ومنظمة التحرير من سلوك الرئيس عباس
- لقاء عمان التفاوضي غير مثير للدهشة بل بحاجة الى تفكير !!!
- لقاء مشعل أبو مازن ليس لقاءاً للابطال...
- قبل الخطة ب وبعد الخطة أ ...
- حول القرارت التي ستغير وجه الشرق الاوسط - العودة للشعب اولا ...
- على أعتاب مرحلة سياسية جديدة ....


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - قيادة عاجزة وإشغالات مقصودة