Dream 2008كيم كي دك:جنوج الى الفلسفة في عالم من السريالية والاحلام والفنتازيا

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 23:54
المحور: الادب والفن
    

Dream 2008كيم كي دك:جنوج الى الفلسفة في عالم من السريالية والاحلام والفنتازيا
جن يعاني من كوابيس...حوادث سير خطيرة ومن ثم يكتشف ان هذه الحوادث تحدث فعليا ولكن عن طريق شخص آخر...أي هو يسيطر على شخص وبشكل غير مقصود يقوم بتحقيق احلامه
الموضوع مفهوم:الادلة الجنائية الواقعية تقول ان هناك امرأة تنكر تماما ما حدث حتى لو كانت كاميرا الطريق التقطت صورتها وهي تقوم بفعل الحريمة،بينما الآخر مصر بانه هو من فعل هذه الجريمة ولكن من خلال احلامه،والجاني يعتبر من ناحية نفسية Walker).
لازال دك يوضح الحالة:هذه الفتاة مريضة نفسيا مهتمة كثيرا بالتجوال ليلا ومن الطبيعي جدا ان تقوم بجريمة ومن ثم لا تتذكرها....الأعراض بدأت عليها منذ اسبوع وهو ايضا بدأت هذه الاحلام تراوده منذ اسبوع...
إذا علينا أن ننظر إلى هذه القصة مع تتبع الخيط الفلسفي الذي يحاول ان ينسجه دك من خلال هذه الحكاية،وهنا علينا ان نتماشى باننا نعيش على هذه الارض وفي هذا العالم لأن دك يحلق مكانيا الى عوالم خاصة جدا من خلال قصة غير تلقائية وحتى في قراراتها تبدو غير منطقية،وهذا سوف يقود الى تقريرية عالية،وكل ذلك من اجل ان نتابع الخط الفلسفي والشاعري الذي نسجه دك في هذا الفيلم...
كيم كي دك لايقدم فيلما مكررا ابدا غرضه المتعة والتشويق ومخاطبة عقول فئة معينة...هو يجنح الى الفسلفة في عالم من السريالية والاحلام والفنتازيا،والحالة في هذا الفيلم قد تكون شبيه بدفيد لينش وان كانت الحالة هي اعقد جدا عند لينش.
إذا الاحلام قصدية-يجب ان تكون قصدية-والذي يحدث الآن لم يعد خفيا ولا غامضا ولكن ضمن عالم فنتازي خلقه دك ليقول شيئا ما.
جن هجرته صديقته ولكنه لازال يحبها بل متيما بهذا الحب،ولي هجرت صديقها التي باتت تكرهه،وكلا الصديقان المهجوران جمعت بينهما الصدفة لنسج قصة حب جديدة.
إذا هما الاثنان على نقيض والحل الأمثل لمشكلتهما هو ان يقعا بالحب...هما بالاساس كائن واحد وعند التقائهما سوف تبطل الأحلام وسوف يشفى السائر ليلا...
العاند بينهما هو الذي سوف يقود الى كل المصائب،لأن الحب القسري بينهما حدث من خلال جبر قدري وليس من خلال الصدفة.أو من خلال تلقائية مكررة عرضية لقصة حب متوقعة..
لازال دك يخلق حلولا غير موضوعية،فالقيادة لهذه الحكاية لم تكن حكيمة ابدا،فهل يجب ان يكون الحل لمشكلتهما أن يتخليا عن النوم،حيث نشاهد جن يعذب نفسه في مشهد قاسي حتى لا ينام،وفي نفس الوقت لا نعرف ان كان هذا المشهد يثير فينا البكاء ام الضحك...؟!!
في الواقع ان دك يمر بمرحلة حرجة،حيث يبدو بانه من الصعب عليه ان يتخلى عن شخصيته المركزية الصامتة ومن ثم يخلق فيلما جيدا...هذا الحكم اطلق على انتونيوني سابقا ولكن كان علينا الانتظار قليلا...
القدر المرسوم بينهما هو حتمي كما قلنا،وان كانت الامور سوف تقود لاحقا إلى جريمة قتل وتعذيب للنفس وحالة من الجنون،ولكن دك يؤكد على حالة الانتحار،بل الموت هو الذي سيؤكدها كما انه يحكم على الشخصيتين الاخريتين بالهامشية،لأن صديق لي السابق الذي اصبح الآن صديقا لصديقة جن السابقة والتي قلنا بانها هجرته،سوف يقتل وصديقته-التي هي صديقة جن في السابق- سوف ترمى في مستشفى المجانين بجانب لي...
هذه الفلسفة التي يحاول ان يقولها دك-حتى لو فهمنا بعضها وظل الآخر غامضا-عن الالتقاء القسري بين شخصيات معينة لاحظناها قبل ذلك كثيرا في افلامه السابقة،ولكن-والفيلم جميل على اية حال-كان يجب التعبير عنها بطريقة لا يرى فيها المشاهد هذا التعمد الكبير في خداعه.
بلال سمير الصدّر 28/6/2013

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل