أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيلم الفصول 2003 (كيم كي دك):عدم ايذاء اي كائن حي















المزيد.....

فيلم الفصول 2003 (كيم كي دك):عدم ايذاء اي كائن حي


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 20:56
المحور: الادب والفن
    


فيلم الفصول(الربيع،الصيف،الخريف،الشتاء والربيع)2003 كيم كي دك:عدم ايذاء اي كائن حي
هنا نستطيع القول عن هذا الفيلم بانه النقطة الحاسمة في تاريخ هذا المخرج،تماما مثل القول عن فيلم المغامرة 1960 بانه نقطة الحسم في تاريخ انتونيوني الفني....
نلاحظ تبدل اسلوب المخرج في الطرح السردي،فإن كان دك ينزع الى طرح موضوعه من خلال شخصية واحدة مركزية تشاركها شخصية مغلوبة اخرى على امرها في مسارها القدري،ينزع دك هنا إلى ان يطرح الفكرة بطريقة مجردة مغزاها وسببها الحياة اولا واخيرا مدفوعا بمقدمات فلسفية دينية اساسها الفكر الديني البوذي.
الفيلم من الممكن ان يقال عنه بانه عن ىالديانة ىالبوذية مع طرح التفاصيل الأخرى جانبا والحكاية تتضمن كل شيء...كل العناصر التي نعيش لأجلها ومن أجلها ومن الممكن ان تصادفنا في الحياة رغبة أو قسرا...بعد كل ذلك سيقود الى تقرير المصير والقرارات الغالبة على هذا الموضوع....
دك يوظف ثيماته الاساسية واسلوبه الاخراجي المنفرد والمميز توظيفا مختلفا في السرد،يميل إلى شيء من الكناية وشيء دعوناه سابقا (بفن القراءة ما بين السطور).
ولكن ومع ذلك فسينما مخرج الكائنات تبقى واضحة ايضا مع هذا الفيلم...
راهب بوذي يعيش في صومعة في وسط بحيرة منعزلا،والعزلة هنا مختلفة عن عزلة فيلم الجزيرة،فكما قلنا سابقا عن فيلم الجزيرة بانه كان عن كائنات منعزلة طوعا لا كرها كنتيجة لصدمة حياتية معينةوتوصلنا مع نهاية الفيلم ان شخصيات الجزيرة شخصيات في داخلها لا تنحو نحو العزلة بعكس هذا لفيلم الذي نرى فيه شخصية الراهب منعزلة وفقا لأسس معرفية بوذية معينة تضفي على النفس البشرية الرغبة في الصمت والاعتزال،على ان دك يستخدم نفس العناصر الطبيعية الموجودة في فيلم العزلة وكل افلامه السابقة وبالأخص الماء
في التمساح هناك النهر،وفي الجزيرة او العزلة هناك الجزر المنعزلة في وسط المحيط،وهناك دور رئيسي للبحر في فيلم(خان قفص العصفور) وعلينا ان لانتاسى الفيلم الذي يسبق هذا الفيلم مباشرة (حرس السواحل) الذي كما يبدو مقتبس من الثيمة الاساسية من فيلم كوبريك قليل الاهمية (Full metal jacket) مضفيا على الفيلم طبعا اسلوبه المعهود...
من اسم الفيلم هناك شيء يوحي بالتكرار وكأن الحياة برمتها عبارة عن تكرار روتيني يبدأ بالحياة وينتهي بالموت،وهناك شيء آخر فالحكاية هي عبارة عن دوران قدري للعقاب والمخطئ يجب ان يأخذ جزائه العادل في قدر مرسوم بدقة...
هذا الراهب الذي يعيش منعزلا في صومعة وسط النهر او بحيرة يعيش معه طفل،وإذا آمنا بالدورة التي تحدثنا عنها الاعلى فهو طفل لقيط...
القصة تبدأ مع الربيع عندما يقوم هذا الطفل بتعذيب ثلاثة حيوانات بقصد اللعب،وهذا التصرف ليس غريبا بل مألوف بالنسبة لطفل...هناك مبدأ شهير في الديانة البوذية...عدم ايذاء اي كائن حي
يعمل دك في هذا الفيلم على تكثيف الشاعرية،والثيمة هنا هي تعذيب الحيوانات ان كانت موجودة في افلامه السابقة ولكنها غير مفهومة أو يفهم منها بانه ردة فعل عنيفة وواضحة ضد الكبت،ولكن مع هذا التعذيب نستطيع القول ان الحبكة المركزية للفيلم قد بدأت،وعليها يستند الفيلم باكمله،وهذا لا يمنع على الاطلاق ان موضوع الالتقاء الحتمي للمصير سوف يكون عبارة عن ثيمة وعنصرا اساسيا واضح في افلام دك كلها،كما ان هذا التعذيب غير القصدي سوف يعامل على انه قضاء حتمي لمسار الحياة خاصة ان تمثال بوذا-هذا الحكيم المؤله-ينظر ويتابع كل شيء من فوق الجبل...
اذا يربط هذا الطفل حجرا في سمكة وثعبان وضفدع والراهب الكبير يشاهد كل هذا،حيث سيربط به حجرا كبيرا على ظهره ويأمره بان يذهب للتكفير عن خطاياه قائلا له:ان مات احدى تلك الحيوانات ستبقى الخطيئة عالقة في قلبك
ولكن السمكة والثعبان يموتان والضفدع يبقى على قيد الحياة،وهذا لن يمر مرورا عابثا والبكاء على الخطيئة لن يجدي نفعا ابدا،لأن المصير عند دك دائما مقرر ومحتوم يسير نحو مبتغاه ونحو منتهاه ونحن كمشاهدين سوف نعمل على تحليل احداث الفيلم وربطها مع هذه الخطيئة التي شاهدناها في الربيع الأول من الفيلم...
في الصيف وبعد عشر سنوات تقريبا سيبلغ هذا الطفل وسيصبح في العشرين من عمره،وستحضر فتاة بقصد العلاج الروحي وسيقعان لاحقا في الحب وسيقوده هذا الحب الى اهمال القيم الدينية التي تربى عليها بحيث سيسمح لهذه الفتاة الجلوس على تماثيل مقدسة وكان في بداية حضورها يمنعها وينهاها عن ذلك...
كل ما نستطيع قوله ان هذا الحب سوف يولد جريمة قتل لاحقا،لأن التأمل يجب ان يصب وبتركيز اكبر على طريقة السرد وامتياز العزلة عند هذا المخرج في شخصياته التي لا تتحدث مطلقا بحيث يجعل شخصياته في اماكن غاية في العزلة مع اقدار مرسومة لها غاية في الدقة...
الجنس والشهوة والحب كلها مسميات لشيء واحد في التفكير الديني،حيث يقول الراهب ان الشهوة توقظ الرغبة في الامتلاك والرغبة في الامتلاك توقظ شهوة القتل...
يقدم دك في هذا الفيلم -الذي ربما نقله الى العالمية الفعلية على ان فيلم العزلة قد اثار بعض الاهتمام العالمي به-معاني كبيرة في الحياة الانسانية وفي التفكير الانساني من دعوات الانكفاء على الذات واعتزال عالم الرجال،وهو يقتبس-كما يقتبس دائما-من بوذا الصمت والتأمل ويعطي رجل الدين الراهب صفة القوة التأملية الميتافيزيقية الذي يحرق نفسه عندما يوقن تماما من ان اجله قد حل اخيرا...
يحضر الشاب مع الشتاء الاخير للفيلم في حضور لكيم كي دك نفسه جميلا لا يقل جمالا عن فيلمه هذا،محضرا معه معاني الندم العميق المؤمن بالحياة والاقدار وعدالتها،والمؤمن ايضا بان الحياة تتميز باقدار مكررة،وهذا لا ينم عن اي استغراب،لأن اللقيط الجديد سوف يقوم باللهو مع الحيوانات معيدا نفس الحكاية،ولكن باسلوب آخر،حيث سيعمد هذه المرة في ان يضع حجرا في فم سمكة وافعى وضفدع،ونحن لا نعرف الآن المصير ولا ان كانت هذه الحيوانات سوف تنفق لاحقا او يبقى احدها على قيد الحياة كما حدث في المرة الأولى...
ولكن الذي نعرفه واضحا:
أن بوذا يطالع من اعلى الجبل بحكمة بالغة وتركيز عميق لكل ما يحدث الآن ...
بلال سمير الصدّر 20/5/2013



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل سيء2001(كيم كي دك):عن انسان يعشق فتاة فيقودها الى العهر
- فندق المليون دولار2000(فيم فندر): فيلم متوسط المستوى كأفضل ن ...
- الممتثل(The Conformest)1970 برناردو برتولوتشي: أي شيء من اجل ...
- اشكالية خطاب المرأة
- العزلة-The Isle2000 للمخرج الكوري كيم كي دك:مخرج ضد الكيتش و ...
- باريس تكساس 1984(فيم فندر): عن الماضي المختفي في احضان ترافي ...
- Bird Cage Inn- خان قفص العصفور(كيم كي دك):المساواة البشرية م ...
- اجنحة الرغبة 1987(للمخرج الألماني فيم فندر): السينما التي تت ...
- قصة طوكيو1953(ياسسوجيرو أوزو): أليست الحياة مخيبة للآمال...؟ ...
- التمساح 1996(للمخرج الكوري كيم كي دك):بازوليني السينما الكور ...
- ليلة عربية1974 (بيير باولو بازوليني):توظيف لعالم الف ليلة يب ...
- حكايات كانتربري 1972(بيير باولو بازوليني): قصص لاتستدعي ابدا ...
- ديكاميرون1971(بيير باول بازوليني) :عن الف ليلة وليلة الايطال ...
- حظيرة الخنازير 1969(بيير باولو بازوليني): قصة لاداعي لها وخا ...
- ميديا 1969(بيير باولو بازوليني): قصة عن الفروسية وعن الملك و ...
- الحب والكره 1969(فيلم لخمسة مخرجين):عن اللامبالاة وعن الألم ...
- توريما 1968(بيير باولو بازوليني): تشريح انتقادي خفي وغامض لل ...
- مانوخوليا 2011 لارسن فون تراير:الحياة ليست ضمن مسارها الطبيع ...
- 1963 RO GO PA G بازوليني صنع فضيحة من فيلم متدني المستوى الف ...
- عقدة اوديب 1967(بيير باولو بازولييني): البداية الابداعية الس ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيلم الفصول 2003 (كيم كي دك):عدم ايذاء اي كائن حي