أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ميديا 1969(بيير باولو بازوليني): قصة عن الفروسية وعن الملك وعن التضحية وعن الانتقام وعن اللعنة في مزيج اسطوري واضح















المزيد.....

ميديا 1969(بيير باولو بازوليني): قصة عن الفروسية وعن الملك وعن التضحية وعن الانتقام وعن اللعنة في مزيج اسطوري واضح


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 16:24
المحور: الادب والفن
    


ميديا 1969(بيير باولو بازوليني): قصة عن الفروسية وعن الملك وعن التضحية وعن الانتقام وعن اللعنة في مزيج اسطوري واضح
وميديا هو ترجمة عن مسرحية يونانية قديمة لكاتب اسمه (يروبيدوس) والفيلم يعد من اشهر افلام بازوليني على الاطلاق،ولكننا لا نستطيع ان نحكم عليه بالافضلية،وعلى العموم كل افلام بازوليني القادمة سوف تكون مستوحاة من قصص شرقية أو نجد فيها النفس الشرقي بقوة باستشناء فيلم بازوليني سيء السمعة (salo) المقتبس عن رواية (الماركيز دي ساد) 120 يوم في سادوم...
في هذا الفيلم نجد اسقاط هذه الاسطورة على مجتمع شرقي تقريبي من حيث استخدام الموسيقى التصويرية وبازوليني عمل على تصوير فيلمه هذا في تاسكونيا وتركيا وسوريا....
في بداية الفيلم سرد مطول لاسطورة من قبل كائن خرافي نصفه رجل ونصفه حصان وهو يسرد لصبي صغير،واثناء هذا السرد يكبر هذا الولد ويصبح في العشرينات من عمره...
(أنا اريدك أن تعرف الحقيقة عن نفسك...أنت لست ابني وانا لم اجدك في الاعماق...لقد رويت لك كذبة كبرى
انت لست كذبة كبرى ولكني احب رواية الاكاذيب...
هل انت آسف الآن لأنك عرفت بانك لست ابني...بأني لست أباك أو امك؟!
كل ذلك بدأ مع جلد لذكر ماعز...ذكر ماعز الهي
ذكر الماعز هذا اعطاه هيرميس إلى نيفيل(Nephele) ملكة الغيوم لأن نيفيل كان من المفروض منها حماية أولادها من اينو الذي كان يريد قتلهم...اينو كانت عروس لكادموس (cadmus) والزوجة الثانية لملك اوركامينوس (orchomenus) الذي كان يدعى ب(اثيماس-Athemas) ابن ايليس (Aeolus) وهو الذي كان يتحكم بالريح الى الذين اصبحوا متزوجين...باختصار كل ذلك كان عبارة عن سؤال من الغيرة.....
المعزة التي تحدثت لك عنها كان صوفها من الذهب نُجح في اخذها إلى الأمان ماوراء البحر
ويتابع هذا الكائن الخرافي السرد:واحد من الاثنين أولاد نيفيل الذي كان اسمه فريكوس(Phrixus) وصل لمدينة ايا(aea) ،ملك (Aeetes) كان ابنا للشمس....من سياق الحديث يبدو بأن كلا المدينتين واحدة
الملك رحب ب(فريكوس) وضحى لزيوس بالماعز الالهي الذي كان صوفه من الذهب،سليل (Aeolys) وحاولو كل شيء للأصلاح ولكنهم لم ينجحو...
الصوف الذهبي حقق ثروة للملك وهو ضمن بأن تكون هناك مملكة سوف تتحمل إلى الأبد وهذا شيء سوف يبقى بينما هم كانوا (أي طوال بقاء هذه المملكة))...وانت يا ولدي سليل (Aeolus) لأنك ابن اثيماس الذي كان ملكا للولكاس (Lelcas-) مكان قريب من هنا غني بالخراف والحبوب،وكل ذلك كان ملكا للملك عمك (بيلياس-pelies)
سجن والدك وتملك المملكة التي هي ملكا لك وانا ابقيك هنا معي من دون أي ايذاء...
إذا يصبح الولد الآن في العشرين من عمره ويطلب منه الذهاب الى عمه للمطالبة بعرشه وهو سيجد ذريعة للتخلص من جحيمك...لنتأمل في هذه الجمل على لسان الكائن الاسطوري:
الحياة هناك خلف البحر واقعية جدا،لأن هؤلاء الأسطوريين هم الواقعيون فقطـ،الواقعيون فقط هم الأشخاص الوثنيون..نلاحظ أن بازوليني يقدم نظريات في الوجود ليصل فيها إلى عدم وجود الله...
بالتاكيد هذه النظريات مسقطة على المسرحية المقتبسة من الاساطير اليونانية القديمة،وبازوليني إن لم نتأكد بأنه ملحد،-وهي حقيقة لا يمكن المناص منها-إلا أننا متأكدين بأنه دائما في حالة من الشك...
هناك مشهد مطول عن الحياة الوثنية القديمة،من خلال التضحية بشخص واكل لحمه والتبرك بدمه ونشره على المزروعات لزيادة الخير والبركة،والمشهد على اية حال ليس له دور كبير في هذه القصة،ولكن هذه التفاصيل لا بد منها لفنان على شاكلة بازوليني،والمهم أن هذا المشهد موضوع الحديث اكسب الفيلم لوحة فنية جميلة،ونزعة وثائقية كانت السبب من تركيز على اشياء لا داعي لها....
بازوليني لا يكتفي برواية القصة،بل يحاول أن يلج الى اعملق هذا العالم مستخدما كادرا طبيعيا متقن كما قلنا عنه في جملة سابقة قريب جدا من مجتمع شرقي وثني وهذا نابع من ولعه بالشرق....
هذا المشهد صامت لا ينطق به في اي كلمة وما على المشاهد سوى التأمل وأن لا يأخذ أبدا على عاتقه حمل هم التفاصيل المشوشة القادمة...
ميديا (ماريا كالاس) كاهنة وساحرة وان كانت لاتحمل صفة الملوك ولكن لها شيء واقعي من السيطرة، وهي تقريبا المشرفة على هذه التضحية التي تستقبل بالتضحية والزغاريد....
هذا المشهد شيء له علاقة بحت ولكن لايمكن ابدا أن نحكم على الفيلم بكامله وفقا لهذه الطريقة المشهدية والدليل على ذلك المشهد المطول في سرد الأسطورة من قبل الكائن الخرافي...
الذي نقوله عن علاقة بازوليني بهذا المشهد هو ماقلناه عن ولعه وحبه لشيء اسمه شرقي،بالاضافة إلى قسوة بازوليني التي اكتسبت بعدا واقعيا خاصا به،على شاكلة قتل وتقطيع ومن النادر أن يحاول بازوليني أن يواري أو ان يستخدم الكناية....
يأتي هذا الشاب لكي يطالب بعرشه....
سوف تحصل عليه إذا رجعت الصوف الذهبي للماعز المقدس...أنه محروس في ارض بعيدة عند البحر
عد ذلك الصوف وسأكون سعيدا بأن اعيد لك ملكك(هذه الذريعة الذي تحدث عنها الرجل نصف الحصان)
اللغة المستخدمة غير صعبة ابدا،وهي ليست شعرية صعبة،بل مختصرة جدا،وبالتالي يكون هذا الفيلم سردي مشهدي والسرد يعتمد على المشاهد اكثر من اعتماده على الحوار...
ميديا ذات نظرة عميقة...تصرخ...هي متأكدة بأن هناك شيء ما سوف يحدث،ومن خلال ذلك-كفهم خاص للفيلم.
تحضر ميديا للملك الجديد ذريعة ملكه(الصوف الذهبي) وسيتزوجها هو (جاسون) ربما كاسلوب تعبيري عن الشكر...
نستطيع القول بأننا نستمتع باسطورة من الصعب أن نقول عنها بأنها مسقطة سياسيا على شيء معين،ولكن هناك لمحات عن القبول والتغير لا تعطي اشارة واضحة عن هم سياسي واجتماعي يشغل بال باوليني حاليا...
هي قصة عن الفروسية وعن الملك وعن التضحية وعن الانتقام وعن اللعنة،وكل تلك هي مزيج اسطوري خالص وناجح،ونحن لا نريد ان نركز على شيء مبني على شخصية بازوليني نفسه ومعتقداته على انه شخص يحاول من هذه الخرافة المروية بشكل جيد فنيا وسرديا انكار وجود الله...
توريما بكل اشكالياته يبقى الافضل حتى الآن من بين كل افلام بازوليني التي شاهدناها حتى الآن وتكمن جمالية اكاتوني في قوة اكتشاف مخرج...
عندما يتزوج جاسون بميديا يظهر الرجل نصف الحصان،ولكن على هيئة مختلفة...
ينقسم هذا الكائن الاسطوري الى شخصان احدهما رجل كامل وآخر نصف حصان ونصف رجل....يقول له:نحن الاثنان في داخلك...؟!
ولكني اعرف كائن خرافي وحيد...لا أنت تعرف الاثنان،المقدس عندما كنت صبيا والمدنس عندما اصبحت رجلا،ولكن المقدس حفظ من دون القالب غير المقدس الجديد...
ما معنى ذلك وما الذي سوف تضيفه على الاسطورة...قد يكون المقصود أن هذا الانقسام قد حدث بعد مكائد وخطط جاسون الجديدة وهذا الذي قاده إلى حب ميديا...أو:
الكائن الخرافي هو أنا لجاسون انغمست بعد أن تدنست بالدنيوية،وهذا نتيجة جيدة وتأمل قد يكون ممتاز،ولا زال بازوليني يرغب باسقاط شيء من هذا العالم المعاصر...وبالتالي بازوليني يطرح فكرة بالاضافة إلى انه يطرح اسطورة...
ميديا تحقق انتقاما شاملا قاسيا عندما يهم جاسون بالزواج من اخرى يصل فيها إلى ان تقتل أولادها
ينتقل بازوليني عبر الزمن بشكل غير محسوس ابدا في هذا الفيلم،فبين لحظة واخرى يكبر جاسون،وبين مشهد ومشهد آخر يصبح أبا لأولاد في عمر الصبا،وطريقة الانتقال من حدث إلى حدث آخر اكسب جمالا محسوبا للفيلم اكسبه الاختصار والخدمة السردية لهذه الاسطورة...
فيلم بازوليني هذا فيلم جيد إن لم يصل إلى مستوى الفيلم الكبير ولكنه ليس من الصعب جدا أن يصل إلى هذا المستوى.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب والكره 1969(فيلم لخمسة مخرجين):عن اللامبالاة وعن الألم ...
- توريما 1968(بيير باولو بازوليني): تشريح انتقادي خفي وغامض لل ...
- مانوخوليا 2011 لارسن فون تراير:الحياة ليست ضمن مسارها الطبيع ...
- 1963 RO GO PA G بازوليني صنع فضيحة من فيلم متدني المستوى الف ...
- عقدة اوديب 1967(بيير باولو بازولييني): البداية الابداعية الس ...
- يوميات قس قي الارياف 1951(روبرت بيرسون): هل على الانسان اليأ ...
- ماما روما 1962:التزام بازوليني بقواعد في لعبة لم يتقنها بحذا ...
- فيلم الخريج للمخرج البريطاني ميك نيكولاس:التبشير بسينما طليع ...
- الحياة المزدوجة لفرونيكا 1991(كريستوف كيسلوفسكي):من هي فيرون ...
- كيسلوفسكي وتأكيد الحالة الذهنية:فيلم قصير حول الحب
- أكاتوني 1959(بيير باولو بازوليني):عن بازوليني و تصوير قسوة ا ...
- الخطايا العشرة(كريستوف كيسلوفسكي) 1988: كيسلوفسكي يضع الحقائ ...
- الصدف العمياء 1987(كريستوف كيسلوفسكي):نزعة قوية لسمات مخرج ك ...
- هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحت ...
- المال 1983(روبير بيرسون): ...(السينما التي يمارسها بيرسون مج ...
- الأم والعاهرة 1973(جين يوستاش):عن شخصيات تعيش الفراغ الشديد, ...
- لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت
- الهاوي 1979:كريستوف كيسلوفسكي: التعلق بسينما وثائقية ذات معط ...
- الندبة 1976(كريستوف كيسلوفسكي):شاب سينمائي حقيقي لازال متعلق ...
- تعريف امرأة1982(مايكل أنجلو أنتونيوني): القضية الوجودية الحق ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ميديا 1969(بيير باولو بازوليني): قصة عن الفروسية وعن الملك وعن التضحية وعن الانتقام وعن اللعنة في مزيج اسطوري واضح