الساحرات 1967:عن حضور واداء الممثلة Silvana Mangano

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 23:27
المحور: الادب والفن
    

الساحرات 1967:عن حضور واداء الممثلة Silvana Mangano
كنا قبل ذلك كتبنا عن افلام تتابع على اخراجها عدد من كبار المخرجين على شاكلة فيلم(Boccaccio 70) وفيلم (love in a city) وفيلم RO-GO-PA-G 1963،وكلها افلام حققت بالتعاون بين عدد من المخرجين وفيلم الساحرات 1967 عمل على اخراجه عدد من عمالقة الاخراج الايطالي..
مشاهدة هذه الافلام تحديدا تعطي المتفرج القدرة على الحكم على قوة المخرج وقدرته على السيطرة على ادواته ضمن فترة محدودة من الزمن،وعلى الرغم من التفاوت الزمني بين جزئيات القصص السينمائية التي تولى اخراج كل واحد منها مخرج منفصل،إلا أننا نشاهد احيانا ميزة اساسية لكل مخرج،والفيلم كخلاصة ظهر متوسطا،ولا يخلو الأمر ان نشاهد بعض اللحظات التي تجعل من الفيلم ينطلق نحو القوة،إلا انه في احيان اخرى يسير نحو ضعف شديد...
على العموم يكفي ان هذا الفيلم قام على اخراجه عدد من عمالقة الاخراج الايطالي،متفقين ان تلعب بطولته ممثلة واحدة هي ممثلة بيير باولو بازوليني الاثيرة(Silvana mangano) التي ربما وهبها بازوليني افضل ادوراها على الاطلاق في فيلم توريما...
القصة الاولى(الساحرة احرقت حية) من اخراج العملاق الايطالي لوكينو فيسكونتي وقد تكون اجمل جزئية في الفيلم،فالقصة عن جلوريا الممثلة الشهيرة التي ترك لها زوجها كل شيء ويعمل في نيويورك.
ترقص على موسيقى شهيرة تدعى رب(الساحرات)...الفيلم تحديدا هو عن القيمة المادية لجلوريا التي تنقص كثيرا عن قيمتها الحقيقية كانسانة...أو بالاحرى ما الذي حققته لها كل تلك القيم والمعاني المادية التي تمتلكها الآن...
جلوريا تعاني من الارق واحد الرجال ينصحها بان تمارس الحب...انه خير للعلاج للأرق وألم الاسنان...
هل يجب ان آخذ حبيبا مثل حبة اسبرين....
يوضح لوكينو فيسكونتي ان هذه المرأة غير سعيدة في حياتها من خلال ارتباطها بقيم مغشوشة مبعثرة غير حقيقية،تنبع بالمادية وتخلو من اي قيمة روحية حقيقية...قيم على شاكلة المشهد الذي نرى فيه وجها خاليا تماما من الماكياج...إذا هي ساحرة محروقة حية مرتبطة بقيم روتينية مثل حبة اسبرين وزوج مع رغبة جنسية غير حقيقية،ومع نهاية الفيلم تغادر مع كم هائل من الصحفيين ليؤكد فيسكونتي شدة ارتباط هذه القيم المزيفة بها...
العقدة تحركت نحو شيء كبير ولكن ربما وبسبب ضيق الوقت رواحت هذه العقدة مكانها ولكن لايخلو الأمر ان نشاهد لمسات عبقرية من مخرج سيكون لنا وقفة مطولة معه،مثل مشهد عصب العينين،وليس من المبكر القول أن عنوان الفيلم كان مخادعا...بل مخادعا جدا...
الأرض تُرى من القمر(بيير باولو بازوليني)
تظهر شاشة مكتوب عليها باحرف توحي بالكوميديا:
هذا الفيلم يدعي ب(الأرض تُرى من القمر) ...هو لاشيء ووضع من قبل لاأحد،ولكن ومنذ ان كنا على وجه الأرض يجب ان نقول لك بانها قصة عن الجن...هذا الفليم من كتابة واخرج بيير باولو بازوليني يقينا
هذه المقدمة تشبه المقدمة التي قدمها بازوليني في فيلمه عن المسيح (بعد الجبن)وشارك اورسون ويلز كممثل في كلا الفيلمين.
الكناية غامضة في هذا الفيلم ولكن من الواضح تحديدا أن هذه القصة من الممكن مشاهدتها كقصة للمتعة والتسلية فقط،وهذا اقرب الى الناحية السينمائية من اي فيلم آخر.
فالقصة عن شخصيات مقصودة مفتعلة،هدفها الكوميديا المقطوعة لسبب غير مفهوم بالتهكم،ووجود شخصيات احيانا غير مفهومة لا معنى لها...ونستطيع ان نقدم العديد من وجهات النظر لهذا الفيلم.
عندما تقع الزوجة الجديدة نتيجة قشرة موز،فهذا عبارة عن اصطناع موقف وتقرير مقبول في مثل هذه الحالات أو الافلام،لأن الهدف هو التهكم والسخرية والانتقاد،ولكن عندما يعودوا إلى الكوخ يجدونها لازالت على قيد الحياة وهنا ينطق بازوليني بالحكمة القريبة من الوجوديين:
الحكمة ان تكون ميتا وان تكون حيا هو نفس الشيء..
الفيلم بدا معتما وذو موقف سياسي غير واضح من مخرج على شاكلة بازوليني أراد ان يقدم قصة مغايرة عن ان الحياة ليست الا عبارة عن حلم ولكنه لم يوفق في ذلك...
أجمل ما في هذا الفيلم هو حضور واداء الممثلة Silvana Mangano
وعن جزئية (مساء عادي) للكبير الآخر فيتوريو دي سيكا التي يشارك فيها الممثل الأمريكي كلينت ايستوود فهي عن زوجة تشعر بروتين حياتي قاتل مع زوجها،ويستخدم دي سيكا لقطات توضح اسباب هذا الروتين ومواقفها ورغباتها الدفينة لقتل هذا الروتين من خلال (اللاوعي) الذي لعب في هذا الفيلم دورا كبيرا..
بلال سمير الصدّر 25/6/2013

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل