أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - حمى














المزيد.....

حمى


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 16:41
المحور: الادب والفن
    


حمى
تتربص بنا الاوجاع من كل الجهات وربما يكون المرض أحد قصائد الابداع كما فعلت الحمى بالمتنبي والذي قال فيها :
وَزائِرَتـي كَـأَنَّ بِهـا حَـيـاءً فَلَيـسَ تَـزورُ إِلّا فـي الظَـلامِ
بَذَلتُ لَها المَطـارِفَ وَالحَشايـا فَعافَتهـا وَباتَـت فـي عِظامـي
هنا يبدي الشاعر تبرمه من المرض وعرض عليه انواع العروض لإكرامه وهنا كان الراسب الثقافي البدوي لصاحب الكرم والضيافة حتى للمرض واشتهت جسده النحيل ، ثيمة الجسد التي اشتغل عليها الشاعر كانت عنوانا دفينا في مخيلة الانسان حسب التاريخ فالاستعارة الجسدية وثيمة المرض الذي لم يتجشم عناء السفر بل كان ان سكن جسده دون وجه حق كما يراها الشاعر.. واطلق الشاعر كلمة البنت على الحمى ولا ندري هل ان الشاعر يكره النساء لهذا الدرجة ويصف الحمى بالبنت ؟ ولا ندري هل كانت باكرا ام لا ؟ مع العلم انه يقول ان عنده ما يكفي :
أَبِنتَ الدَهـرِ عِنـدي كُـلُّ بِنـتٍ فَكَيفَ وَصَلتِ أَنتِ مِـنَ الزِحـامِ
هذه الحمى التي جعلت من المتنبي يطلق ذاته المتسربة من حماه اللدودة لتتكون كخيط يربط المرض ( الموت) بالجسد وهو الوعاء المستقبل لكل آفات الدنيا.. في اللغة العربية حمِيَ / حمِيَ على يَحمَى ، احْمَ ، حَمْيًا وحَمِيًّا وحُمُوًّا ، فهو حامٍ ، والمفعول مَحمِيّ عليه وحَمِيَ النَّهَارُ : اِشْتَدَّ حَرُّهُ وحَمِيَ الْمَوْقِدُ : اِشْتَدَّتْ سُخونَتُهُ { تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً } وحَمِيَ الوَطيسُ : اِشْتَدَّ الأَمْرُ وَاضْطَرَمَ وحَمِيَ عَلَيْهِ : أَنِفَ ، غَضِبَ وحَمِيَ مِنَ الشَّرِّ : أَنِفَ أنْ يَفْعَلَهُ وحَمْي الشَّمس : حرُّها والحَمِيُّ : المريضُ الممنوعُ مما يضرُّه والحِمَّةُ : المَنِيَّةُ ، الموت والجمع : حِمَمٌ .. كلها تأتي بالحرارة القاتلة والموت المحتم .. حمى التعصب والتكفير وحب القتل وإلغاء الآخرين بمتتالية بشرية بشعة يجعل من الحمى (بنتا) وادعة أمام سيل التقتيل والتنكيل والتكفير .. ضعف الجسد الذي سمح للحمى بالدخول فيه يشبه الى حد ما ضعف العقل في بعض حالاته وسماحه بدخول أفكار سامة وقاتلة فيستحيل هذا الكائن البشري الى آلة فتاكة تحصد الارواح والاجسام بفاعلية غريبة ربما لا يستطيع الحيوان ان يقوم بها .. حمى الجسد والروح تلتقيان في مساحة كونية إسمها الانسان الذي بدأ يتقلص فينا شيئا فشيئا..

[email protected]



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتقال ذات
- الكتابة بسيولة الاستحضار
- من الهامش الى المتن
- تسبيحة عارية _ ديوان شعر للشاعر واثق الجلبي
- ميتاتاريخ
- لعنة المجنون
- اعادة القراءة
- الانقلاب على الذكورية
- للانسان بقية
- عراق بلا عراق
- حافظة الاسرار / دراسة نقدية
- على حساب العراق
- الشهيد في زمن العماية
- فشل الاحزاب العراقية في احتواء الرؤى الشعبية
- إنثيال
- خزانة الذاكرة
- الخاتم
- خارطة اللسان
- الاقاليم الثلاثة
- بعيدون من الشواطئ


المزيد.....




- الكاتب لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية عن روايته - ...
- وفاة ديان لاد المرشحة لجوائز الأوسكار 3 مرات عن عمر 89 عامًا ...
- عُلا مثبوت..فنانة تشكيليّة تحوّل وجهها إلى لوحة تتجسّد فيها ...
- تغير المناخ يهدد باندثار مهد الحضارات في العراق
- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - حمى