الكتابة بسيولة الاستحضار

واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 16:39
المحور: الادب والفن
    

واثق الجلبي
الكتابة بسيولة الاستحضار
في مهرجان المتنبي الحادي عشر كانت المحطات الشعرية والنقدية مستثمرة بصورة جيدة واتاحت لي إستثمار الرؤى السردية والمتلازمة الثقافية مع القيمة المكانية والزمانية بوضع إطار وقراءة جديدة للإبداع الكتابي بكل توصيفاته الادبية .. غاب عن مفاهيمنا الراسبة في الحياة المتنمرة أننا نعيش حالة من الاستحضار التاريخي والجغرافي المستتر في اللاوعي الانساني الذي نعيشه يوميا فكمية السيل المنبعث من حركية الابداع الداخلية للكاتب هي عبارة عن كامن معرفي وخزين استقرائي غير معلن نوجده حالة الومضة والاتقاد والجدحة كما يعبر عنها فنقوم بسرد التاريخ الشخصي والجمعي ضمن بوابتنا المتسعة في تلك اللحظة الكتابية بحيث يتحول الابداع المهال على الورقة او على آلة الحاسبة شيء من الاستحضار الذهني وحتى الجسدي .. هذا الاستحضار شبه الميت كإدراك لمسته بمحاورة مع زميل لي الذي برهنت له أن الاستحضار موجود اذا تطابقت الرؤى من خلال الاستعداد الذهني وتطبيعه فكريا مع المنجز الابداعي مهما كان توصيفه .. ادعو الكتاب الى رعاية هذا الاستحضار وكذلك النقاد لدراسته على ضوء معطيات الادب لأنه من الضروري جدا ان نعلم مدى اتحاد الكاتب مع ما يكتب بعيدا عن الزمن القياسي المكتوب فيه لان الكاتب وبعد فترة تراه ينفصل ليتحد من جديد مع نص آخر . الانفصال عن المادة ثم الاتصال بأخرى فيه جانب استحضاري ممتع يأخذنا نحو مدلولات وابعاد معرفية تغوص في النفس الانسانية ولا تمل من هذه السباحة والسياحة لأنها تمثل الأنسنة بكل ما تعني هذه الكلمة .. الاستحضار بوصفه روحا وجانبا غير مرئي في علاقة الاديب مع ما يبدع لا بد من دراسته دراسة معمقة وباستفاضة الروح بمعانيها التي لا تخضع للإختصار مطلقا. الاستحضار يشكل قاعدة لا استثناء فيها وهي تشابه على نحو ما طريقة استحضار الارواح ولكن بجدية المبدعين الذين يتفاعلون بشكل يومي ولو بوتيرة مختلفة وعلى سبيل الاحتراق البيسط او الحريق الهائل الذي يحضر بالداخل بصفته دوامة ممتعة تستثير مكامن الانسنة وتقتلع الاستحضار من الاستحضار نفسه بهلامية وحرارة تستفيض لتخرج صارخة في كلمة او حوار او قصة او اقصوصة أو اي جنس ادبي هو بالاسصل مستحضر بطريقة او بأخرى .

#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات