محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 00:37
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
اقترب أمرؤ القيس في رحلته من مدينة تيماء ، وقد أصابها المطر إصابة مباشرة ، فقال :
وَ تيْمَاءَ لمْ يترك بها جذعَ نخلةٍ ولا أُطُماً إلا مَشيداً بجندَلِ
تيماء : المدينة التي يقصدها امرؤ القيس و يقطنها السموأل .
الجذع : جمعه أجذاع كذلك الجذوع .
الأطم : القصر ، الجمع آطام .
الشيد : الجص ، والشيد هو الرفع وعلو البنيان ( شاد – يشيد).
الجندل : الصخر ، جمعه الجنادل .
يقول : لم يترك هذا الغيث شيئاً من جذوع النخل بقرية تيما ، ولا شيئاً من القصور والأبنية إلا ما كان منها مرفوعاً بالصخور و الجص .
المعنى : قلع الغيث الأشجار وهدم الأبنية ،إلا ما كان منها مرفوعاً بالحجارة ، أو بالحجارة والجص .
--------------------------------------------------------------------
ثم قال أمرؤ القيس :
كأن ثبيراً في عرانينِ وبلهِ كبيرُ أناسٍ في بجادٍ مُزَمَّلِ
ثبير : اسم جبل .
العرنين : الأنف
الوبل : جمع وابل وهو المطر الغزير العظيم القطر (مثل : وابل – وبل).
البجاد : الكساء المخطط ، جمعه البجد .
التزميل : التلفيف بالثياب .
المعنى : كأن ثبيراً في أوائل مطر هذا السحاب سيد أناس قد تلفف بكساء مخطط .
التشبيه : شبه تغطية الجبل بالغثاء بتغطي رجل بالكساء .
--------------------------------------------------------------------
ثم يقول :
كأنَّ ذُرَى رَأسِ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً مِنَ السَيلِ والأغثاءِ فلكةِ مَغْزَلِ
الذروة : أعلى الشيء ، والجمع الذرى .
المجيمر : أكمة بعينها .
الغُدْوَة : الغداةُ ، ما بين الفجر وطلوع الشمس .
الغُثاء : ما جاء به السيلُ من الحشيش والشجر والكلأ والعوالق وغيرها ، الجمع الأغثاء ، الغُثاء : هو ما يحمله السيل من رغوةٍ ومن فتات الأشياء .
المغزل : بضم الميم وفتحها وكسرها ، والجمع مغازل .
فلكة : مفتوحة الفاء ، وهى الجزء الذي يدور ويلف الخيط حوله ، وهى القطعة المستديرة من الخشب ونحوه تجعل في أعلاه ، وتثقبت الصنارة من فوقها وعود المغزل من تحتها .
يقول : كأن هذه الأكمة غدوة مما أحاط بها من أغثاء السيل فلكة مغزل .
التشبيه : شبه استدارة هذه الأكمة بما أحاط بها من الإغثاء باستدارة فلكة المغزل وإحاطتها بها بإحاطة المغزل .
-------------------------
لكن البيتين اللذين فتناني وسحرني بيانهما في مطلع شبابي هما :
كأن مكاكي الجــــواء غُـدَيَةً صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحـيقٍ مُفلفلِ
كأن السِباعَ فيهِ غرْقى عَشيَّةً بأرجائهِ القصوى أنابيشُ عُنْصُلِ
وسنتركهما لأهميتهما للغد ، إن شاء الله .
بقلم/ مـاهر عبد الواحـــــد (نشر بتصرف).
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟