أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إيرينى سمير حكيم - باسم يوسف يُعيِّر الإعلام على ابتذاله داعيه إلى الرقى بإيحاءات بذيئة!!!














المزيد.....

باسم يوسف يُعيِّر الإعلام على ابتذاله داعيه إلى الرقى بإيحاءات بذيئة!!!


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 12:17
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعيدا عن الانتماءات السياسية والاختلافات الفكرية والخلافات حول مواقفها التى لا تعنينى هنا، أناقش هنا ظاهرة جديدة من التناقض الفكرى المطروح على ساحتنا الحياتية، المملؤة بالضوضاء اليومية من أخبار وكلام إعلام ومناقشات للرأى العام، ذلك فى ظل المعالجة الاجتماعية الترشيدية المنقسمة على ذاتها، سواء كانت فى صورة فن أو إعلام، تلك المعالجة التى ليس باستطاعة القائمون عليا أن يخدمون أنفسهم فى حقيقة الأمر عن طريق الأدوات التى يستخدمونها فيها، والتى من ثم لن تستطيع أن تُحدِِث تغيير ايجابى فى واقع ملأته أسقام ثقافة مزيفة تنتمى إلى مجتمع مكتظ بالزيف المختلف، من هنا نبتت ظاهرة تخطف الأضواء، تُرَحِل التفكير المدقق إلى حين، تُنحى الحيادية، وتخدر الضمير، تلك الظاهرة التى ترتدى ثوب مرقع بمسميات الحرية والفن والسخرية البناءة، وغيرها من المسميات التى تتكفل بإطلاق العنان للعديد من أمراض التناقض الاجتماعية، التى تعمق أرجلنا فى طين التيه والغباء والتفاهات، فى حين أنها تدعى إنها إحدى وسائل إنقاذنا وإرشادنا وتوعيتنا.

وقد كان من المدهش أن نرى الاعلامى باسم يوسف يطل علينا فى حلقة من حلقات برنامج البرنامج، يُلقن فيها الإعلاميون درسا قاسيا عن الحرفية الإعلامية والرقى الاعلامى كيف يكون، مستخدما فى دفاعه عن مبدأه السامى تنويعه من إيحاءات جنسية، واستخدام قصاصات من كلام الإعلاميين للسخرية الصارخة منهم، لا اعلم كيف يتحدث عن المثالية وهو احد الإعلاميين الذين تخطت أساليبهم حدود اللياقة واحترام مشاعر المسخور منهم فى الكثير من الأحيان بل ومن المشاهدين أيضا، والعجيب أن هذا البرنامج الذى يحوى عددا كبيرا من الإيحاءات الخارجة والألفاظ غير اللائقة فى الحلقة الواحدة، يستخدم كمنبر لتعليم الإعلاميين كيف يكون الرقى الاعلامى والسخرية منهم!، بل ونجده أيضا انه فى أهدافه يدعى انه يحث المجتمع على إتباع حرية ثورية ويتبنى مبدأ التغيير المجتمعى، هذا وهو يعطى تصريح للمنحطين أخلاقيا بمزاولة عدم احترام الآخر بما له من إنسانية وفكر، والسخرية منه حتى على شكله وأسلوبه ذلك فى ظل تأمين كامل على قناعتهم بان ما يفعلونه هو طبيعى ولطيف، ومن دافع الاستظراف وان هذا المنهج الاخلاقى مقبول جماهيريا، وينهجه احد مشاهير الإعلام الكبار، ويتكئ على المقولة السطحية أننا شعب ساخر بطبعه!، فيا للتناقض، برنامج يدعى نشر الحرية يكبلها بسخريته المبعثرة بسبب وبدون سبب، وبهدف حق أو بغير حق!.

والغريب أيضا أن هذا البرنامج لا يلتزم فى طريقة إعداده وتقديمه بهدفه السياسى، إنما يستخدم أحيانا ظهور شخصيات غير سياسية لتوظيفها فى إشارات السخرية السياسية، وهم ليسوا فى موضع يجعلهم مستهدفين للاستهزاء بهم أو بأسلوب خاص بهم أو بشكلهم، فمن المنتظر من برنامج من المفترض انه يوظف سخريته من السياسة فى توعية المجتمع، ألا يُقدم على سخرية بشكل عام دون ضوابط ودون هدف واضح، إنما لمجرد الضحك وتقديم "شو" يطيح بالعديد من الضوابط ليفرغ طاقات غضب مكبوتة، بصورة خاطئة تشوه فى مجتمعنا بزيادة، وتُمعنه فى تعلم طرق جديدة من التعبير عن الاختلاف فى الرأى والفكر بمزيد من الهمجية والتقليل من الآخر، فما أسوا من أن تهين إنسان وتجعله موضع سخرية أمام الملايين فى سخرية ليس فى محلها أو غير نافعة، فإن كان البرنامج يحوى بعض الفكر الذى يناقش بسخرية تحمل بعض الفكاهة، فهو محمل بالأكثر بسخرية مبالغ فيها تُحمِّل المشاهد مزيد من الطاقة العدوانية التى تبدو فى صورة لطيفة.

لذا فإن تلك الظاهرة الملتوية فى التغيير والنصح والتوجيه والإبداع، ظاهرة تُمتِّع الفُصاميين اجتماعيا بمرضهم، وتعطيهم غطاء نفسي من الشعور بالرضا، فتمنحهم قوة طاقة نفسية زائفة من شجاعة المُدين والذى هو فى الواقع مديون، والتى تدفع بسفاهة الساخر للسخرية وهو احد المسخور منهم، انه مبدأ يدعى الإنسانية، ويزِج بالسخرية المهينة من فقراء وجهلاء فى حين مدافعته عن حقوقهم فى أحيان أخرى، وذلك فى طيات سخريته التى يدعى أنها توعوية سياسية بناءة، إنها سخرية لا تعرف حدود أو قواعد لاحترام أفكار لأناس يتم ادعاء الدفاع عن حريتهم، فى حين أنها توطد فن السخرية من إنسانيتهم، فتقوم ببنائها بيد وبيد أخرى تهدم فيها، بل وتسخر منها لتهدمها حتى النهاية، مما لا تدع مجالا للإصلاح كمن يقتلع شجرة ويروى جذورها بالجاز الذى يقتل الجذور لألا تنبت ثانية، فهكذا هى السخرية المريضة المدمرة لفرص نبت تفكير ذو حيادية وعقلانية متزنة، بعيد عن هوس الانفعال الوقتى بالضحك والسخرية المُفرَغة لانفعالات لا تتضمن فقط انفعالات تخص الموضوع الذى يتم السخرية منه، بل هى مستغلة لشحنات سلبية نفسية تحويها صدور مشاهديها الضاحكين.

نتمنى أن يصلح برنامج البرنامج مساره ويقوم منهجية الفكر الانسانى الذى يتبعه لتغيير المجتمع، ليحافظ على جماهيره فى منطق سوى يليق بجوهر الأهداف التى ينادى بها، وأخيرا أود أن أقول أن برامج السخرية الإعلامية إن خرجت عن حدود احترام الآخر، لن تكون سخرية بناءة، ولن تفرق عن سلوك الارهابى الذى يتلذذ بإرهاب الآخر، فهناك نوع من الإرهاب النفسى وهو أن تكون منبوذا وموضع سخرية واستهزاء من جمهور كبير يجلس بمرصاده لك أمام الشاشات، ويخرج بفكره المتحفز لك فى الساحات، لتنتشر أفعال فكره الساخر المريض كالنار فى الهشيم فى كافة أوصال المجتمع، ليهمشك وينحى رأيك ويكتم صوتك ويستبعد حقك، وذلك لأنك اقل من أن تنال احترام الإنسان الذى يحظى بشركة طبيعية فى المجتمع فأنت فى نظرهم مغفل استحققت السخرية، والمجتمع لا يحمى المغفلين.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشرة غير دورية عن *شفت تحرش* تضغط على إصدار قانون يُجرِّم ال ...
- مصرفون إذاعة الإمكانيات القليلة تفتدى قيمة تراثنا الكبيرة
- فيلم *هاتولى راجل* يبحث عن توازنات فقدها المجتمع
- فيلم *لامؤاخذة* صادم للعنصرية كاشفا معايير المجتمع العمياء، ...
- الفنان *مُحِب عماد* موهبة شابة تناقش ألوان الشخصيات على المس ...
- مِن خدام بيت الله مَن يسرقون الله
- ملحدون مؤمنون
- لن ادخل جنتك
- -ربنا يستر عرضِك- دعوة إلى الله أم إهانة إلىّ
- الإنسانيون الجُدد فى مجتمعنا بين الغزو النفسى والاحتيال الفك ...
- لو كان التاريخ إنسانا
- عرض -عن العشاق- حلم عاشه الجمهور
- من كان منكم بلا ضعف فليرمهم أولا بحجر
- صلاة منتحر
- ورشة -تنمية مهارات الأطفال- فى جمعية المحافظة على التراث الم ...
- حصول فرقة التنورة على شهادة التقدير لمشاركتها فى المهرجان ال ...
- رحلة بالية -زوربا- من الشارع إلى دار الأوبرا يحكى مسيرة تمرد ...
- فريق Like Jelly يُمتع الجمهور بحكىّ وغناء وفكرة
- مسلسل -القاصرات- دراما صارخة بنحر طفولة الأنوثة فى مجتمعنا
- ترشيح مسابقة Coptic Got Talent لإقامة نهائيات موسمها الثالث ...


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إيرينى سمير حكيم - باسم يوسف يُعيِّر الإعلام على ابتذاله داعيه إلى الرقى بإيحاءات بذيئة!!!