إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)
الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 13:03
المحور:
الادب والفن
انطلقت مؤخرا مسابقة Coptic Got Talent فى موسمها الثانى, على مسرح كنيسة مارجرجس الجيوشى بشبرا, تحت رعاية مسرح كنيسة الأنبا انطونيوس شبرا وقام بتنظيمها أسرة المسرح، وقد لاقت فى موسمها الأول والثانى نجاحا على المستوى الفنى وإقبالا جماهيريا حضورا فى أيام المسابقة أو متابعة على موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك، وقد أيدها العديد من الفنانين والمهتمين بتشجيع المواهب من داخل وخارج النطاق الكنسى, منهم المؤلف مجدى صابر والمطرب على الهلباوى ودكتورة هناء طانيوس, وتنوعت المواهب فى موسمىّ المسابقة ما بين تمثيل، غناء، راب، سحر، ألعاب قوى، ألعاب قتالية، عزف آلات موسيقية متنوعة، ورقص الـ Hip Hop، وفن المايم، و فن الـ Big Box، وفنون الرسم المختلفة، ويقوم بتحكيم المسابقة مختصين من الفنون المختلفة لتقييم المواهب، هم المؤلف والمخرج المسرحى ناجى محمد عبد الله، والروائية صفاء صفوت فخرى, والممثلة سارة زكريا، والموسيقى سامح الكسان.
وتضمنت المسابقة جوائز للمركز الأول لحامل اللقب: 2000 جنيه ودرع المسابقة وشهادة تقدير، والمركز الثانى: درع المسابقة وشهادة تقدير، والمركز الثالث: شهادة تقدير، وكان الفائز بدرع المسابقة فى الموسم الأول الفريق الاستعراضى "Funny Crew"، وفى الموسم الثانى الشاعر "ريمون رومانى"، وقد استضافت المسابقة عدد من ضيوف الشرف، وهم مجموعة من الفنانين والشخصيات العامة، وقد تضمنت فقراتها فقرة فنية لضيف شرف على مختلف أيام المسابقة، قدمت فيها فقرات لفنون متنوعة لتشجيع الموهوبين من المتسابقين, وقد كان لنجاح الموسم الأول والثانى السبب فى ترشيح إقامة نهائيات الموسم الثالث من المسابقة فى دار الأوبرا المصرية حيث اهتم المخرج إيهاب ادوار بذلك الأمر.
فكرة وهدف المسابقة
يذكر طونى الفريد مسئول المسرح بكنيسة الأنبا انطونيوس بشبرا ومؤسس فكرة المسابقة وأحد أعضاء التنظيم بها، أن الفكرة كانت لديه منذ وقت طويل حيث كان يطالب بتوفير فصل خاص للموهوبين، وانه حين أصبح مسئول المسرح اهتم بتنفيذ الفكرة فى صورة المسابقة، وكان من أهم أسباب وأهداف هذا المشروع هو إتاحة الفرصة قدر المستطاع للموهوبين الذين لا يستطيعون الاشتراك فى مسابقات المواهب الكبرى التى تنفذ خارج البلد، وعن خطة أنها تكون خارج الإطار الكنسى يقول أنها خطوة قادمة وتحت الدراسة، وقد تم تأجيلها لوجوب التجهيز والإعداد لها جيدا من حيث القدرة على توسيع المشروع.
ويشير إلى انه من أهم انجازات المسابقة هو إعلان عروض من لجنه التحكيم واختيارهم لبعض المواهب للعمل معهم، وتوزيع تسجيلات المسابقة للمنتجين الذين حضروا لاختيار مواهب للعمل معهم، وإعلان قائمه المختارين من المخرج ميشيل منير للعمل معه فى الفيلم بعقود، كما قامت إدارة المسابقة بمبادرة بيوم خاص إلى مستشفى 57357.
نشاط عكس الريح
يذكر المؤلف والمخرج المسرحى ناجى محمد عبد الله وهو احد أعضاء لجنة التحكيم، انه كـان له شرف المشاركة فى الموسم الأول والثانى، ويصف المسابقة بشكل عام كما وصفها فى الموسم الأول، بأنها نشاط عكس الريح، إذ إننا قليلا ما نجد من يتمكن من تجميع عدد من الشباب فى عمل مفيد، إلا إذا كان كيانا حكوميا ومُسخر له ميزانيه ضخمه، أما أن يقوم مجموعه من الشباب بتجميع مجموعه أكبر من الشباب بهدف دمجهم معا واكتشاف مواهبهم وتقديمهم للكيان الفنى ووسائل الإعلام، فهذا فى حد ذاته يستدعى مننا الوقوف احتراما لمجموعة الشباب القائم على الفكرة وتنفيذها، خاصة وأنك أمام كل المواهب تجد نفسك وكأنك أمام مغارة (على بابا) الممتلئة بكل الكنوز، و يؤكد أن المسابقة ممتلئة بكنوز لا حصر لها ومستويات تصل للمستوى العالمى، وان هذا شئ حقيقى بلا أى مبالغة منه.
كما أشاد بالأداء الإدارى الذى قدمه شباب تنظيم المسابقة، وما بذلوه من مجهود خرافى بدون أى تكاسل أو إهمال، ويرى فى نجاح القائمين على التنظيم على المستوى القبطى دون أى راعى غير تبرعات ضئيلة فيه إدانة لجميع الأنظمة بالتقصير، وعلى رأسها الفـضائيات المسيحية التى اتهمها فى الموسم الأول بالتقصير فى حق الشباب القبطى، وعدم دعمهم و تركهم فى المسابقة دون أى دعم اعلامى.
لا سيطرة دينية على المسابقة
يشير ناجى إلى أن تلك المسابقة مختلفة تمام الاختلاف عن المسابقات الكنسية الأخرى، فلا توجد سيطرة دينية، ولا يوجد اى سبب للحد من المواهب، إنما بالعكس تماما لقد أوصينا هذا الموسم بالعودة لتنوع المواهب دون أى حدود ولا رقابة داخل المسابقة، فالإدارة المٌنظمة لا تشاهد المواهب قبل الاحتفالية، ولجنة التحكيم خلال الموسم الأول والثانى لم توقف أى متسابق إلا فى حالة استشعار الخطر عليه أو على المشاهد أو المسرح كما فى مواهب السحر، وان المواهب التى تتقدم هى غير ملتزمة بنصوص أو الحان دينية أو عرض موهبتها بشكل دينى.
ضرورة رعاية طاقات الشباب
يضيف الفنان والمطرب على الهلباوى أنه قد سعد بمشاركته بفقرة من الإنشاد الدينى كضيف شرف فى الموسم الأول من المسابقة، ويرى أن فكرة المسابقة جيدة وأنها مثلها كبقية النشاطات الكنسية التى تعمل على تجميع الشباب بدلا من إضاعة الوقت فى أمور سلبية، وأنها تساعدهم على تنفيس طاقاتهم فى نشاطات ايجابية، ويشير إلى أن تلك مشكلة جوهرية تعانى منها وزارة الثقافة لعدم توفيرها فرص تسع الموهوبين من الشباب وغيرهم ويرى أنها مُقصرة فى ذلك، فى حين أن الكنيسة تعمل على احتواء تلك الأزمة، بل وتقدم نشاطات فنية من مسرح وغيره، وتوفر فرص للموهوبين من المسيحيين والمسلمين, ويستكمل انه كشخص موهوب يهتم بالمشاركة فى مثل تلك الدعوات، وانه يهتم بأن يكون قدوة للشباب الموهوب والمبتدئ فى طريقه الفنى.
استفادة الفائزين من المشاركة
يذكر الشاعر ريمون رومانى الفائز بلقب المسابقة فى الموسم الثانى، انه قد شارك فى الموسم الأول وحصل على المركز الثالث, فكان تحدى كبير بالنسبة له أن يشارك بالموسم الثانى، وما شجعه هو رد فعل الجمهور وتعليقات لجنة التحكيم وتوجيهها له الذى أفاده فى تطوير موهبته، مما ساعده على النجاح فى الموسم الثانى، مستكملا أن المسابقة ساعدته فى طرح موهبته لعدد اكبر من الجمهور، مما أتاح له توفير بعض الفرص الفنية لمشاركته بها.
ويرى أن فكرة المسابقة نافعة جدا وانتشرت علي مستوى كنائس مصر بسرعة قياسية، ولكن ينقصها مزيدا من الانتشار على المستوى العام، مما سيفيد المواهب بتوفير فرص للتعارف عليهم أكثر، وفرص للرعاية الفنية فيما بعد مرحلة الفوز، حتى أن هناك بعض المواهب غير الفائزة والتى تستحق التبنى فنيا، والظهور والنجاح والانتشار الأكبر.
ويقول أبانوب فيلكس مؤسس فريق "Funny Crew" الفائز بلقب المسابقة فى الموسم الأول, أنها مسابقة جيدة وتقوم بتجميع قدر كبير من المواهب المتنوعة، لذا يرى أنها تستحق أن تُنقل فعالياتها إلى مكان عرض اكبر لاستيعاب عدد اكبر من الجمهور، موضحا أن الفريق يقدم أنواع مختلفة من الفنون والرقص منها الـ Hip Hop و الـ Big Box والمايم، وأنهم قد لاقوا نجاحا كبيرا فى المسابقة وتشجيع من لجنة التحكيم، وقد تم استضافة الفريق فى الموسم الثانى للمشاركة بفقرة فنية كضيوف شرف، ويضيف ماريوس نبيل احد أعضاء الفريق أن المسابقة قد أعطتهم فرصة الظهور أمام عدد كبير من المشاهدين حيث جمهور من مختلف الكنائس والضيوف الآخرين من الفنانين وغيرهم، ويجد أنها تجربة مفيدة للموهوبين الذين يشاركون بها, حيث انه هناك العديد ممن يعجزون عن إيجاد فرصة لإظهار موهبتهم.
#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)
Ereiny_Samir_Hakim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟