أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - مصطفى درويش يُحاضِر المجتمع بصور آدمية فى طىّ النسيان














المزيد.....

مصطفى درويش يُحاضِر المجتمع بصور آدمية فى طىّ النسيان


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 01:02
المحور: الادب والفن
    


كما قال نابليون بونابرت "صورة تُغنى عن ألف كلمة"، فحقا تلك هى حقيقة التصوير الناضج المُفعَم بالحقيقة الناطق بالصدق، وما أحوج مجتمعنا وإنسان بلدتنا الآن إلى هذا الفن الصادق والموهبة المُكرَسة لخدمة حياته الصاخبة بصعوبات منه وعليه، حيث يأتى دور الفن المُسعف للواقع والذى يتجسد فيه الطريق لتغييره، وقد ظهر مؤخرا العديد من المصورين الفوتوغرافيين الذين يسعون إلى توجيه أنظار المُغيَبين والمـتنطعين فى المجتمع إلى حقائق مُلحة لمعرفتها والتعامل معها، ومن أكثر مَن تميزوا فى هذا المجال هو المصور الصحفى مصطفى درويش.

صور مُحرضة على استحضار إنسانية فُقِدَت

مصطفى درويش هو مصور صحفى بجريدة البديل، وقد تميزت أعماله بالنظرة الثاقبة التى تستشف حالة وإحساس مميزان لتسجيلهما بشكل حرفيّ، كما أن أعماله تنتقل لإدراك المشاهد كالقلم الذى يوحد الفكر، وكالصوت من منبر يقرب المسافات بين أبناء الشعب الواحد، فلقطاته تسجل التشابه فى العيون المتألمة، الخائفة، الداعية الفرحة، والانطباعات المتنوعة فى أجساد تحمل هويات مختلفة، ويبحث عن الإنسانية فى روتين اليوم المرهق بأحمال أحنت ظهر البشر على هذه الأرض، فأصبحت عدسته انعكاس لخبايا الواقع بصورة تحمل أقوال ودماء وأحاسيس.

حيث يقوم برصد رصين لإنسانيات مُلقاة فى زوايا الشوارع والأرصفة الحزينة بفُجر القمامات وإهمال بشر منغمسون بين أكوامها، ومتابعة ضحايا استنكار انتباه المارة من المواطنين ومن المسئولين، وتوثيق إنسانيات تترنح من السكر بروتين الآلام اليومية تجول فى شوارع وتظاهرات، وإنسانيات تترجى الفرح بالدعاء والابتهالات، تحبو نحو الرحمة لتهرب إلى عالم الروح من ضغوط العالم المحيط بها، فتسجل فى لفتة ونظرة أصوات صلاة صامتة تحكيها تعبيرات أبطال الصور.

لذا فنحن نحتاج إلى التوقف ليس بقليل عند هذا الفن، وعند أعمال هذا الفنان فان كلاهما يتميزان بالبوح عما بين اسطر إحساسنا فى تلك الأيام العصيبة، فهذا الفن يُفصح عما لا نستطيع أن نقوله فى الحياة اليومية، وربما فى فنون أخرى بأنواعها فى تمثيل وتعبير ورسم، وهو يرى ما لا ندرك أننا نراه فنحن نبصر ولا ننتبه عما فينا وفى الآخرين وفى الطبيعة والمجتمع من حولنا فى اغلب الأحيان، وبدوره فهو فن مساعد لتكملة دائرة الفنون التى تنقذ الإنسان من هوة الفتور وخمول الشعور، وانجازات درويش هى مساعد حقيقى لالتقاط باقة من حقائق موجودة مهملة فى عالمنا، وتواجهنا بالكثير من الانفعالات التى نفعلها بموت إنما هى مملوءة بالحياة، راغبة فى عين تتأمل وعقل يدرك فتعود تتنفس الوعى الانسانى والمجتمعى من جديد.

أمثلة على صور من أعماله

صورة "الثورة مستمرة" وهى توضح سيدة عجوز فقيرة تجلس على الأرض فى إحدى محطات المترو، تستند على حائط مكتوب عليه "الثورة مستمرة"، حيث تعكس تلك الصورة النضال اليومى لتلك المرأة البسيطة الفقيرة التى تسعى به للحياة، ونضالها هذا متماشيا مع نضال الثورة التى قامت فى جوهرها من اجلها ولمن يقاسى فى الحياة هنا مثلها.

صورة "طفل بلا مأوى" وهى تصور طفل، وهو إحدى ضحايا المجتمع من أطفال الشوارع، مُصَور سعيد برغم استلقائه على الأرض بإحدى الخرابات، وتلك الصورة كافية بالنظر إليها لتجعل مشاهدها من الأسوياء نفسيا، أن تجعله تعيسا لسلبيته ومُحفزه إياه للعمل على إنقاذ هؤلاء ممن فى فئة هذا الطفل ومن على شاكلته.

صورة "صراخ صديق الشهيد جابر أثناء حمله الجثمان"، والتى تصور انتحاب صديقه له وهو حاملا لجثمانه وبيده موشوم الصليب، وكان لتلك الصورة اثر كبير بسبب صدقها على جميع من رأوها، وقد حثت عدد كبير من مستخدمى الفيسبوك على نشرها فى صفحاتهم الخاصة وعلى العديد من الصفحات العامة، وقد قال عنها درويش معلقا: أنها أفضل صورة قام بالتقاطها فى عام 2012.

ويذكر درويش انه كثيرا ما يقوم بتسليط الضوء على المُعدمين فى مواضيع صوره، لان هؤلاء هم مَن يمثلون الأغلبية من بلدنا، لذا فهو يسعى دوما أن يظهرهم فى صورة تعكس واقعهم بحقيقته دون أن تشوههم أو تهينهم، بالإضافة إلى حرصه على أن يقوم بلفت انتباه باقى الطبقات الاجتماعية لوجودهم معنا فى الحياة ومشاركتهم لنا المجتمع.

ويؤكد على أن التصوير الفوتوغرافى قبل أن يكون مهنته، فهو يمثل له فى قناعاته الشهادة التى سيحاسب عليها أمام الله والمجتمع، مشيرا إلى انه قدر المستطاع يحاول دائما أن يتجاهل اى ميول سياسية وهو يعمل، حتى يحافظ على المحايدة وأمانة ما يسجله وينقله للآخرين.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى المُعتَقَد العارمة فى المجتمع
- برنامج -أول الخيط- يكشف حقيقة التحرش بتمثيل مخادع من جنس الج ...
- فرقة -جرامافون- عازف كمان وممثل بانتومايم يخاطبان المجتمع بم ...
- نداء للسامرى الصالح
- دماء غشاء البكارة والدورة كرامة للأنوثة
- رواية مياه الروح تكشف القناع عن الزيف الدينى وتعرض رجاء لمن ...
- متعصب وملحد متطرفان
- إهداء إلى أمهات لا يذكرهن احد
- فيلم -ساعة ونص- قراءة للواقع الانسانى المصرى ومحاضرة نفسية ل ...
- مع توفر لقب عاهرة أين العاهرون؟
- إله الأشرار بدعة
- صلاح الدالى يقدم توعية سياسية مبسطة بفن الاستاندأب الكوميدى
- بيان من مجلس إدارة الإتحاد المصري العربي للفرق المسرحية الحر ...
- لست أنا العورة .. انتم العورة
- بئس ثائر يحتقر المقهور وشعب هو هولوكوست وطنه لندرة الرحمة وو ...
- أصبحنا لا نقدس الحياة ولا نحترم الموت
- متى تصبح إنسانية المواطن المصرى قضية رأى عام؟
- تحدثوا عن الأحياء موتا ولو قليلا
- مسرحية -العملة- إنذار فنى لمجتمع غافل فى فتنة التعصب
- لأننى مسيحية


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - مصطفى درويش يُحاضِر المجتمع بصور آدمية فى طىّ النسيان