إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)
الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 01:26
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عن حادثة سحل وتعرية المواطن "حمادة صابر" فى تظاهرات الأول من فبراير 2013 أمام قصر الاتحادية أتحدث، وابدأ كلامى بالتأسف لك نيابة عن كل من أهانك بكل الطرق التى تعرضت لها، وليس عليك أبدا أن تعتذر لأحد، وأشكرك لتحملك كل هذا الكم من الألم والاهانات من القريب والبعيد.
لقد اكتشفت بكل بؤس أن نسبة قاتلة من شعبنا فقدت الرحمة
فبئس ثائر يحتقر المقهور، مَن قال عن نفسه انه ثائر واحتقر آلام ومخاوف هذا الرجل، وأساله: كم أقنعة ذهنية وعاطفية ترتدى؟ كيف أقنعت ضميرك انه حر وانك على وعى كاف بأسباب قيام الثورات؟ أتدعى الروح الثورية وأنت لا تمتلك روح الرحمة؟
وما لك أيها الشعب الطيب تمسك كرباجا وتجلد تلك الضحية؟ كيف نزعت من قلبك الرحمة ومن عقلك التعقل والإدراك؟ مازلت لا استطيع أن استوعب هذا الكم المفجع من الإقبال الجماهيرى لسُباب الضحية، واهانة الضحية، وردود الأفعال المختلفة التى تؤدى إلى المزيد من تعذيب الضحية!، والأسخف هو كيف تفنن مَن فيك من مبدعون فى إلقاء قصائد بالسجع والقافية للسخرية من الضحية؟! كيف تحولت الموهبة إلى خنجر يطعن مئات المرات المسجون فى القضية؟!
بئس شعب هو هولوكوست وطنه لندرة الرحمة ووفرة الغرور، يحرق تاريخه ويدمره، يدفن بنفسه إنسانيته، ينقسم على مفاهيمه ومبادئه وأحاسيسه، يلغى الوحدة ويدعم الانقسامات الذاتية والاجتماعية، متشبع بروح الغل والانتقام والتشهير والتعرية والتنكيل والسحل، فما أسهل الإدانة وما أصعب التضحية والبذل، ما ابسط العنجهية وما أصعب الحقيقة والصبر، فلا تفهم ولا رحمة ولا حب، تبلع فى أفرانك النفسية استنجاد الضحية، وفرص التعلم من التاريخ، وكل محاولة لإنقاذ فى قلبك بقاء التحضر والإنسانية.
أنت مأساة هذا الوطن أيها الشعب، إن لم تكف عن مشاركتك فى فساد الآدمية كما تفعل السلطات الظالمة، إن لم تكف عن مساعدتهم بقصد أو بجهل أو بغباء فى قتل من مثلك مهان ومذلول، أفق أيها الشعب، فعار عليك ما أنت عليه.
وأنا
لا اعترف بثورة تحتقر إنسان عُرىّ بالكامل أمام كاميرات العالم اجمع
احتقر كل ثائر لم يدفع ثمن الحرية بعد، أو دفعه ولم يقدر شخص قُُهِر
لا احترم مجتمع لم يستر عريان وقام بتعريته ملايين المرات بشماتة وشتائم
أيها الفاشيون المقنَّعون .. المتلونون .. المتنوعون
انتم صغار فى نظرى
فقدتم مصداقيتكم لدىّ
انتم لا شئ عندى
من اليوم أنا منعزلة عن شركم .. عن فُجركم .. وعن خبثكم
من اليوم احمل اكفانى أمام ظلم سُلطة وظلم شعب وظلم ثورة
أواجه كل متحدى للإنسانية أيا كانت أقنعته
وأخيرا
لن اغفر لأى شخص أساء لهذا الرجل المسحول
لا أمان لكم بعد اليوم
#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)
Ereiny_Samir_Hakim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟