أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيرينى سمير حكيم - إهداء إلى أمهات لا يذكرهن احد














المزيد.....

إهداء إلى أمهات لا يذكرهن احد


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 01:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إهداء إلى أمهات قديرات لا يذكرهن احد.

إلى كل أم حزينة مظلومة، مقهورة، منبوذة.

إلى كل أم أُجبِرَت على العرس أو المضاجعة، وأهديت طفل من رحمها لم يشاركها فى وجوده الأب سوى بالقهر والإجبار، ولم تجد من المجتمع سوى الطَرَش والخَرَس والاهانة والنبذ.

إلى كل أم ولدت ابن أو ابنة معاقة ولم يسندها احد، ولم يقدر مآساتها احد.

إلى كل أم فقدت ابنها أو ابنتها ظلما، إلى من فقدت إياهم قدرا وغدت أم مع وقف التنفيذ.

إلى كل أم أرملة أصبحت أما وأبا وعائلا وقوة تحدت الألم وواجهت المجتمع وضغوط الأيام وحدها، إلى من أشبعت صغارها حبا وخبزا من ثمار تعبها.

إلى كل أم كانت ذات يوم طفلة من أطفال الشوارع وأصابها الاغتصاب بالأمومة، ولم تمنع نفسها من بذل حياتها لمولود كان ثمرة أبشع ما مرت به فى حياتها، وسبّب المزيد من ذل وألم أصبحا يرافقانها بقية عمرها، لأنها تُعد فى مجتمعنا المسئولة عن ذلك العار الذى أُرغمت على دخوله أحشائها.!

فهناك من الإناث لا يفهمهن احد، لا يدرك إحساسهن احد، لا يستوعب مشكلاتهن احد، لذا هناك من الأمهات التى لا يعرف عن معاناتهن احد، حيث لا يجدن مشاركة أو اهتمام أو التفاتة حتى، وهن يغُصن فى آلام مهملة بصورة متضخمة داخلهن غير منظورة بالنسبة لهم.

وها نحن نحيا بمجتمع لا يعرف كيف يرعى الآخرين ولا كيف يراعى مشاعرهم، وهذا المجتمع لم يتعلم وقاصر على تعليم الأجيال التى يناولها الإنسانية بالتوالى على رعاية أنثى رعت نفس وجسد ينموان بأحشائها، وواجهت بعمرها مصيرين احدهما منشق من كيانها فهى تعتبر نفسها المسئولة عن ذاتها وعن ذاك المنبثق منها.

ونحن لا نعرف كيف نتأمل فى أمومة وأنوثة وأوجاع، فنحن ننمو تحت رعاية تغفيل المجتمعات وعدم استيعاب المسلمات، نحن مغيبون عن الإحساس وتفاعل التعامل والمسئولية المُنقِذة، نحن نغوص فى مشاعر مفصّلة بالاغانى والأقوال والبكاء، إنما لا ندخل قدس أقداس الحقيقية ولا نتبع خيوط الإنسانية بالرواية، إنما فقط ننفعل صراخا نتبلبل تشتيتا ونبكى مؤقتا!

أيتها الأمهات الثكلى بالحزن والوجع اللاتى قابلت منكن ولم أقابل، انحنى أمام تحملكن للصعاب ولشجاعة مواجهتكن لحياة كانت أشبه بالموت، للتصدى لأناس كانوا أشبة بحيوانات مفترسة كان من المفترض منهم مساندتكن وتقدير ضعفكن عند الحاجة وقوتكن عند التغلب على الآلام والمشاكل، أما أنا فلا أقدركن ولا انحنى أمامكن كأنثى أتعلم منكن كيف أعيش وكيف أكون وحسب، إنما كإنسانة من سلالة البشر مازلت أجاهد لأجل إثبات أن الإنسانية مازال بها الأمل لوجودكن بها وبتقديرى لكنّ .. محبتى أيتها القديرات.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم -ساعة ونص- قراءة للواقع الانسانى المصرى ومحاضرة نفسية ل ...
- مع توفر لقب عاهرة أين العاهرون؟
- إله الأشرار بدعة
- صلاح الدالى يقدم توعية سياسية مبسطة بفن الاستاندأب الكوميدى
- بيان من مجلس إدارة الإتحاد المصري العربي للفرق المسرحية الحر ...
- لست أنا العورة .. انتم العورة
- بئس ثائر يحتقر المقهور وشعب هو هولوكوست وطنه لندرة الرحمة وو ...
- أصبحنا لا نقدس الحياة ولا نحترم الموت
- متى تصبح إنسانية المواطن المصرى قضية رأى عام؟
- تحدثوا عن الأحياء موتا ولو قليلا
- مسرحية -العملة- إنذار فنى لمجتمع غافل فى فتنة التعصب
- لأننى مسيحية
- البحث عن الحقيقة إيمان
- سقوط وقيام هكذا أنا الإنسان
- لجنة الرصد والمواجهة تتصدى للتعديات على الآثار
- مجتمع يزرع الدود
- طوبى لمن كفر بإلهٍ زائف
- راسبوتين يتحدى الثورة
- مؤمن وملحد كلاهما حزين
- سأحيا حتى الموت


المزيد.....




- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيرينى سمير حكيم - إهداء إلى أمهات لا يذكرهن احد