أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - عامياتٌ وعامياتٌ














المزيد.....

عامياتٌ وعامياتٌ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


افترقت بعضُ دول شمال إفريقيا العربية عن أغلب دول المشرق في التطور السياسي الاجتماعي الراهن، فتونس ومصر والمغرب توجهت إلى الديمقراطية التحديثية في حين غرقت أغلبُ دول المشرق في الصراعات الدينية الطائفية إلى درجة الحروب الأهلية أو هي على وشك منها.
يعود هذا التطور المختلف إلى طبيعة العامة التي نزلت إلى الشوارع وخاضت معارك التغيير التي بدت ضبابية في البدايات ولا تزال تعاني مشكلات الوضوح السياسي الاجتماعي، لكنها عامياتٌ أسست لتطور تحديثي ديمقراطي.
فقد تأثرت هذه العاميات بالتطور الغربي الإنساني الديمقراطي، وانعكس ذلك في ظهور تيارات تحديثية علمانية واسعة على مدى عقود، ولم تكن التيارات السياسية وحدها في الميدان المؤثر بل كانت هناك تيارات فكرية وثقافية عريقة وجهت الجمهور صوب الحداثة والوحدة الوطنية.
هذا جعل التطورات في هذه الدول تتوجه إلى السير نحو الإمام وخلق دساتير متقدمة قياساً لدول المنطقة، فراحت تعزز وحدتها ومحاصرتها للقوى الدينية الطائفية وتجذبها إلى التقدم التاريخي الحقيقي.
حتى الجزائر التي بقيت نائية عن هذه العاصفة كانت متأثرة بها في العمق، فقد أدت تجربتها السياسية الدينية السابقة إلى صدمة عميقة حادة جعلتها تفضل التطور السلمي الإصلاحي المحدود على المغامرة، ولكن العسكر لم يستفد من هذا الموقف الشعبي كثيراً فواصل نفس مساره.
فيما تحركت دولُ المشرق بعاميات طائفية مفككةٍ للبلدان، متخلفة الوعي، عصبية المزاج السياسي.
لا ينفصل ذلك عن تأثرها بفاشيات لعبت دوراً كارثياً في سوريا والعراق جعلت من الانهيارات السياسية الاجتماعية وانتشار اللاعقلانية السياسية حالات عامة في المنطقة.
عاميات غلب عليها طابعُ الأرياف والبوادي، ولم تظهر مدنٌ كبرى كتونس والقاهرة تمثل هيكلاً عضوياً اجتماعيا للحداثة ونموها ونشرها بين العامة والأرياف بل تشوهت المدن وصارت حارات أو مناطق للطوائف المتنازعة.
فقد انهارت عواصم كبرى مثل بغداد ودمشق وبيروت تحت سطوة العاميات الطائفية بعد زمنية الفاشية العسكرية أو في أيامها الدامية.
هذا لم يجعل طوائف إسلامية كبرى تقوم بدور التوحيد والاندماج بالحداثة والديمقراطية والعلمانية بل غرقت في العصبية السياسية والصراع الطائفي.
لبنان كنموذج للنهضة تغلغلت فيه طائفيتا الجنوب اللبناني والشمال ومنعتا المنطقة الوسطى المدنية من الحراك المستقل القائد فعجز عن التطور السياسي بل حتى عن تشكيل حكومة!
ليس دخول كل عامة إلى الشوارع والحراك السياسي دليل تقدم ونهضة بل قد يكون كارثياً عليها وعلى المنطقة، فإذا لم ترتكز هذه العامية على وعي الحداثة الديمقراطي العلماني وارتفعت عن العصبيات المتخلفة وأدركت جوهرَ التطور الاجتماعي السياسي المطلوب وركزت على التطور الطبقي الوطني النهضوي العام، فإنها ستصنع تقدماً لكن هذا يحتاج إلى فترة ثقافية سياسية تمهيدية تخلق تيارات تحديثية مرنة ذات علاقات مهمة بالجماهير العاملة كما حدث في تونس ومصر خاصة، فتبعد الصبغات الدينية المُفكِّكة للجمهور وتطرح أهدافاً سياسية مقبولة للشعوب، حينئذٍ يكون التطور السياسي تتويجاً للتقدم لا عودة إلى الوراء.
ولهذا نجد بعض دول شمال إفريقيا تتجه لتطور في حين تتوجه دول المشرق لمسار هو بخلاف ذلك وكأنه على النقيض!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عناصرُ التحديث الفكرية لدى النهضويين (2-2)
- عناصرُ التحديثِ الفكرية لدى النهضويين (1-2)
- تحولاتُ رأسمالياتِ الدول الشرقية
- جذورُ الطائفيةِ الفكريةِ
- مخاطرُ الجملةِ الثوريةِ الزائفةِ
- أزمةُ الأريافِ العربية بين عصرين
- شعبٌ واحدٌ لا شعبان
- خطاباتٌ عابرة
- نقابيةٌ غيرُ ديمقراطيةٍ
- جاء وقتُ البرجوازيةِ الوطنية
- الانتهازيون خطرٌ على الدول
- مرحلة صناعية سياسية
- مساراتٌ ثقافيةٌ صحفيةٌ
- تحرير تجارة الأغنام
- تدهورُ الوعي العمالي
- تدهورُ الثقافةِ الوطنية
- ديمقراطيةٌ وسيطرةٌ
- الثقافة والسلطة في إيران
- أيّ معارضةٍ؟
- الوطنيةُ البحرينيةُ والعلمانية


المزيد.....




- مصر.. كشف لغز طالبة -خرجت ولم تعد- وما فعله سائق -توك توك- و ...
- عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي -عرض جماجم مصر ...
- كييف مجرد بيدق: الغرب هو من يحدد أهداف صواريخه في روسيا
- أسباب تأخر تطبيع العرب مع دمشق
- لن يكون هناك يوما تاليا لإسرائيل دون خطة لليوم التالي!
- القيادة المركزية الأمريكية: دمرنا صاروخين باليستيين للحوثيين ...
- وزير الدفاع الصيني: بلدان آسيا والمحيط الهادئ لن تسمح لأي دو ...
- كوريا الجنوبية تحصي 600 بالون محمل بقمامة أرسلتها كوريا الشم ...
- وزير الدفاع الصيني: -كل من يجرؤ على فصل تايوان عن الصين سيسح ...
- دونغ جون: الصين لم تزود قط أطراف النزاع في أوكرانيا بالأسلحة ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - عامياتٌ وعامياتٌ