أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رائد الحواري - التكوين الهلالي والتوراتي















المزيد.....



التكوين الهلالي والتوراتي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 21:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ـ التكوين الهلالي والتوراتي ـ
والآن ننتقل إلى الحديث عن الأسطورة الهلالية وسنأخذ بالملحمة البابلية الأنوماايليش، والتي تسمى بالمفهوم الغربي (التكوين البابلي)، وهي رديفة في مضمونها لسفر التكوين التوراتي، إلا أن القدم والأسبقية لهذه الملحمة على النص التوراتي، والتي تقدر بأكثر من ألف وخمسمائة عام على كتابتها قبل بعثة موسى عليه السلام، وإذا أضفنا إليها تاريخ بداية كتابة التوراة (500) ق.م يكون الفرق الزمني بين الملحمة الهلالية وكتابة التوراة (2200) عام، وهناك تأكيد بأن عصر بداية كتابة التوراة كان في بابل أيام سبيهم فيها وقد انتهوا من كتابتها في القرن الثاني الميلادي، ويضاف إليها إعادة ترجمة النص التوراتي القديم إلى النص المتداول وعملية تنقيط الأحرف التوراتية في القرن السادس الميلادي، فتكون عملية أخراج النص الحالي قد استغرقت حوالي (1100) عام، من هنا نؤكد بأن الأفكار الهلالية قد تركت معالمها في التوراة. ولقد اخترنا الأنوماايليش في هذا الموضوع ولم نتطرق إلى الأفكار الهلالية الأقدم منها، لأننا وجدنا هذه الملحمة قد جاءت حاملة مضمون فكرة وجود الكون وما فيه حسب المعتقدات والأفكار التي سبقتها، ولأنها تميزت عن ما سبقتها بالشمول والكمال، ولأننا وجدنا نصَّاً كاملاً لهذه الملحمة في أكثر من كتاب، أما عن الأفكار التي سبقتها فلم نحصل إلا على مقتطفات متفرقة ومبتورة ولهذا وبعد المقارنة بين الملحمة وتلك النصوص، وجدنا الأفضلية للأنوماايليش على غيرها، وهذا الأمر لا يقلل من أهمية تلك الكتابات بل يعطيها المفهوم الأساسي الذي تكونت منه الملحمة.
والآن نفتح صفحات الملحمة والتي تتحدث عن الفوضى التي تعم الكون، فلم يكن هناك أرض ولا سماء ولم يكن موجوداً من الالهة سوى ابسو وممو وتعامه، وهذه الأخيرة قامت بأنجاب مجموعة من الآلهة الأخرى سببت الإزعاج لها، مما دفعها للبحث عن وسيلة تبيدهم فيها، فيعرف الأبناء بذلك، وينتخب من بينهم قائداً لمواجهة الام تعامه وجيشها، ويختار مردوخ الأكثر شجاعة للقيادة، وتبدأ عملية الاستعداد لهذه الحرب من الطرفين، فتخلق الالهة الآباء (تنانين ضارية تبعث الهلع وأفاعي هائلة وأبا الهول والأسد الجبار والكلب المسعور والرجل العقرب وعفاريت العاصفة والذبابة العملاقة) إلا أن هذه الأسلحة تنهار أمام صلابة مردوخ الذي يتخذ من الرياح سلاحاً فتاكاً فيبطش بكينغو زوج تعامة وينتزع منه ألواح القدر ثم يواجة تعامه ويرمي (بالرياح الشيطانية) عليها فتمزقها ومن جسدها تبدأ عملية خلق الكون
(شقها نصفين فانفتحت كما الصدفة
رفع نصفها الأول وشكل منه السماء سقفاً
وضع تحته العوارض وأقام الحرس
أمرهم بحراسة مائها فلا يتسرب
ثم جال أنحاء السماء فاحصاً أرجاءها
... ثم أعطى الانو وانليل وايا مساكنهم " "ـ التكوين الهلالي والتوراتي ـ
والآن ننتقل إلى الحديث عن الأسطورة الهلالية وسنأخذ بالملحمة البابلية الأنوماايليش، والتي تسمى بالمفهوم الغربي (التكوين البابلي)، وهي رديفة في مضمونها لسفر التكوين التوراتي، إلا أن القدم والأسبقية لهذه الملحمة على النص التوراتي، والتي تقدر بأكثر من ألف وخمسمائة عام على كتابتها قبل بعثة موسى عليه السلام، وإذا أضفنا إليها تاريخ بداية كتابة التوراة (500) ق.م يكون الفرق الزمني بين الملحمة الهلالية وكتابة التوراة (2200) عام، وهناك تأكيد بأن عصر بداية كتابة التوراة كان في بابل أيام سبيهم فيها وقد انتهوا من كتابتها في القرن الثاني الميلادي، ويضاف إليها إعادة ترجمة النص التوراتي القديم إلى النص المتداول وعملية تنقيط الأحرف التوراتية في القرن السادس الميلادي، فتكون عملية أخراج النص الحالي قد استغرقت حوالي (1100) عام، من هنا نؤكد بأن الأفكار الهلالية قد تركت معالمها في التوراة. ولقد اخترنا الأنوماايليش في هذا الموضوع ولم نتطرق إلى الأفكار الهلالية الأقدم منها، لأننا وجدنا هذه الملحمة قد جاءت حاملة مضمون فكرة وجود الكون وما فيه حسب المعتقدات والأفكار التي سبقتها، ولأنها تميزت عن ما سبقتها بالشمول والكمال، ولأننا وجدنا نصَّاً كاملاً لهذه الملحمة في أكثر من كتاب، أما عن الأفكار التي سبقتها فلم نحصل إلا على مقتطفات متفرقة ومبتورة ولهذا وبعد المقارنة بين الملحمة وتلك النصوص، وجدنا الأفضلية للأنوماايليش على غيرها، وهذا الأمر لا يقلل من أهمية تلك الكتابات بل يعطيها المفهوم الأساسي الذي تكونت منه الملحمة.
والآن نفتح صفحات الملحمة والتي تتحدث عن الفوضى التي تعم الكون، فلم يكن هناك أرض ولا سماء ولم يكن موجوداً من الالهة سوى ابسو وممو وتعامه، وهذه الأخيرة قامت بأنجاب مجموعة من الآلهة الأخرى سببت الإزعاج لها، مما دفعها للبحث عن وسيلة تبيدهم فيها، فيعرف الأبناء بذلك، وينتخب من بينهم قائداً لمواجهة الام تعامه وجيشها، ويختار مردوخ الأكثر شجاعة للقيادة، وتبدأ عملية الاستعداد لهذه الحرب من الطرفين، فتخلق الالهة الآباء (تنانين ضارية تبعث الهلع وأفاعي هائلة وأبا الهول والأسد الجبار والكلب المسعور والرجل العقرب وعفاريت العاصفة والذبابة العملاقة) إلا أن هذه الأسلحة تنهار أمام صلابة مردوخ الذي يتخذ من الرياح سلاحاً فتاكاً فيبطش بكينغو زوج تعامة وينتزع منه ألواح القدر ثم يواجة تعامه ويرمي (بالرياح الشيطانية) عليها فتمزقها ومن جسدها تبدأ عملية خلق الكون
(شقها نصفين فانفتحت كما الصدفة
رفع نصفها الأول وشكل منه السماء سقفاً
وضع تحته العوارض وأقام الحرس
أمرهم بحراسة مائها فلا يتسرب
ثم جال أنحاء السماء فاحصاً أرجاءها
... ثم أعطى الانو وانليل وايا مساكنهم " "
خلق محطات لكبار الالهة (يستريحون بها)
أوجد لكل مثيله من النجوم
حدد السنة وقسم المناخات
ولكل من الإثني عشر شهراً أوجد ثلاثة أبراج
وبعد أن حدد بالأبراج أيام السنة
خلق كوكب المشتري ليضع الحدود
وعلى جانبيه خلق محطتي انليل وايا
فتح بوابتين في كلا الجانبين
ثم أخرج القمر فسطع بنوره وأوكله بالليل
وجعله حلية له وزينة وليعين الأيام
"أن أطلع كل شهر دون انقطاع مزيناً بتاج
وفي أول الشهر عندما تشرق على كل البقاع
ستظهر بقرنين يعينان ستة أيام
وفي اليوم السابع يكتمل نصف تاجك"
وبعد أن وكل بالأيام شمش (اله الشمس)
وفصل بين تخوم النهار وتخوم الليل
أخذ من لعاب تعامه
وخلق منها مردوخ
خلق منها الغيوم وحملها بالمطر والزمهرير
دفع الرياح وانزل المطر
وخلق من لعابها أيضاً خباباً
ثم عمد إلى رأسها فصنع من تلالاً
وفجر في أعماقها مياهاً
فاندفع من عينيها نهرا دجلة والفرات
ومن فتحتي أنفها...
وعند ثديها رفع الجبال السامقة
وفجر منهما عيوناً واحيا آباراً
لوى ذيلها وثبته في الأعالي
فانفتح شقاها ثبت في السماء
فغطاها جميعاً وشق رسخ أرضاً
... في وسطها أسال مجرى عظيماً
ثم نزع عنها شبكته تماماً
وقد تحولت إلى سماء وأرض
رسخت بينهما الحدود. " "
أما خلق الإنسان فجاء كما يلي:
"ثم قيدوه " " ووضعوه أمام ايا
انزلوا به العقاب فقطعوا شرايين دمائه
ومن دمائه جرى خلق البشر
وفرض عليهم العمل وحرر الالهه
ذلك الفعل الذي يسمو عن الإفهام" " "
بعد هذه المقتطفات من الانوماايليش، يمكننا القول بأن الهلاليين أوجدوا أفكاراً عن عملية الخلق، فكل ما شاهدوه من ظواهر أرضية وكونية، وكل ما عكست الظواهر الطبيعية في تفكيرهم من خرافات وأساطير، أوجدوا له مبرراً لوجوده، وأصبح كل ما هو مرئي يوجد له فكرة أو طريقة أوجدته، من هنا كان الحديث عن السماء والنجوم والمشتري، وحتى أشكال هذه النجوم أوجدوا لها فكرة ومعتقدات ما زالت سائدة حتى الآن، ألا وهي فكرة الأبراج السماوية وتأثيرها على حياة الفرد، أما الحديث عن الشمس والقمر وكيفية تأثيرهما على الأرض من خلال الليل والنهار. وعدد الأيام والأشهر والفصول ثم تحديد السنة، فقد عرفوا هذه المسألة وربطوها بشكل منطقي، أما خلق الأرض وما عليها فجاءت الملحمة بكل التفاصيل المتعلقة بها، فنجد فيها ذكر خلق المياه العذبة والهواء والغيوم والضباب والرياح والجبال ثم خلق الإنسان، وهذا التسلسل في إيجاد المعالم الأرضية وتلك التي ترى من الأرض، نجدها في التوراة وحسب التسلسل الملحمي، وكأن التوراة جاءت بكتابة الأفكار الهلالية عن الأرض والكون، وهذا يؤكد التفوق الثقافي والحضاري الذي حققه سكان المنطقة وعلى التأثير الذي تركته على الدخلاء عليها.
الانصهار الجثي في الهلالية
وإذا عدنا إلى التاريخ نجد بأن الأفكار والمعتقدات الهلالية قد سادت على الحثيين والعلاميين، حيث كان هناك انسلاخ عند الحثيين عن معتقداتهم وأفكارهم التي حملوها، وأخذوا بالمعتقدات والأفكار الهلالية، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى استخدام اللغة البابلية، وحلت الثقافة الهلالية عليهم حتى أنهم تشربوا بالهلالية التي ذوبتهم في بوتقتها ومن ثم أصبحوا جزءاً منهما، فكانت عملية أزاحت الحثيين من الهلال الخصيب بواسطة تذويبه في الثقافة الهلالية، وبذلك يكونوا قد انسلخوا عن جذورهم وأصبحوا جزءاً من المنطقة، وسنورد هنا نصاً مقارناً مع نص هلالي كنعاني لنرى المستوى الرفيع للثقافة الهلالية وكيف استطاعت تلك الثقافة أن تفرض وجودها على غير أهلها ومن ثم تجعلهم جزءاً منها:
(لحق الضباب النوافذ ولحق الدخان البيت
وفي المجمرة كتمت الأخشاب (محترقه)
وعلى الحضيرة (كتمت) الأغنام
ودفعت الشاه سخلها والبقرة عجلها
أن الشعير والقمح لا ينموان بعد
والماشية والأغنام والناس لا يحبلون بعد
وحتى الحبالى لا تلد
وجفت الأشجار
بحيث لا تنبت البراعم
وجفت المروج وجفت الينابيع
وأعد له (الشمس العظيم) مآدبة ودعا الآلهة الألف.
فأكلوا ولكن لم يشبعوا جوعهم
وشربوا ولكن لم يرووا ظمأهم
وقال أبو إله العواصف للآلهة
أن أبني ليس هنا لقد صار محنقاً
وأخذ النماء
وأخذ كل شيء طيب فزع الآلهة العظمى والصغرى
وأرسل اله الشمس النسر السريع (قائلاً)
اذهب فتش الجبال الشم)
وبعد أن يجدوا اله العواصف نجد الصورة التالية:
لقد عاد رب العواصف إلى بيته واعتنى بأرضه
فترك الضباب النافذة وترك الدخان البيت
وفي المجمرة قومت الأخشاب
وفي الحظيرة قومت الأغنام
والسياج قومت الأبقار
واختارت الأم ولدها
واقتادت الشاهَ سخلها
واقتادت البقرة عجلها
واقتاد رب العواصف الملك والملكه" "
هناك أكثر من نص هلالي يتحدث عن القحط الذي يصيب الأرض، بسبب ذهاب اله الخصب (بعل. تموز) إلى العالم السفلي، إلا أننا سنورد هنا نصين فقط وذلك للايجاز في طرح هذا الموضوع وحتى لا نخرج عن موضوعنا الأساسي.
(لحظت أن الأهراء فرغت
الأخضر على وجه الأرض يبس
السنابل وعرانيس الذرة ذبلت
وفوق بيت أبيها تحوم النسور
ذعرت بكت في داخلها
سكبت دمعاً خفيفاً راحت تمزق رداء أبيها
لن يكون مطر على الأرض لن تنزل بواكير الأمطار على الأرض
لن يكون على عناقيد العنب ندى
سبع سنوات يحبس البعل أمطاره
راكب السحب ميازيبه
لن تنفتح طاقات الغمرين
لن يسمع صوت الرعد" "
أما الحديث عن عودة الخصب إلى الأرض فسنقتبس مقتطف من ملحمة (البعل) التي تتحدث عن الخصب والقحط معاً.
(ذهب البعل إلى الصحراء
راح يطلب صيداً
رأى الوحوش المخيفة اشتهى أن يصطادها
طاردها، طاردها توغل في الصحراء
وقع في مستنقع في حمأه طينٍ سقط
جاءت الوحوش المخيفة، قيدته
حمي أنفه، أصاب متنه حرارة
فسدت الأرض جفت الحقول يبس العشب
سبع سنوات ثماني دورات
لبس أخوته لباس الدم
... وأنت أيتها البتول عناة
إلى التلال، إلى الجبال
تكلمي، قولي: أن البعل حيّ
أن راكب السحب موجود هو
فيفرح جند الكواكب
السماء ترسل أمطارها من جديد
البعل يعود إلى الأرض، الناس ينعمون بالحياة
العشب ينجو من الهلاك عطشاً
لأنه تحنن عليه، سقاه مطر السماء" "
من خلال هذه النصوص نستطيع أن نقول، بأن سحر الثقافة الهلالية استطاع أن يصيب عقلية كل من دخل هذه الأرض، فيمتثل لثقافتها ولحضارتها، فأما أن يصبح جزءاً منها بعد أن ينصهر فيها، وأما أن يعود إلى موطنه حاملاً معه آثاراً من ثقافتها وحضارتها، وهذا ما حصل مع العلاميين والمصريين والإغريق والرومان، فإذا كان الحثيون الذين تواجدوا على هذه الأرض قبل العبرانيين، قد تركت ثقافة المنقطة آثاراً واضحة فيهم حتى أنهم انصهروا وكانوا فيما بعد من البناه لها، وهم شعب متميز اجتماعياً وثقافياً عن الهلاليين، فكيف لا تترك مثل هذه الثقافة التي استطاعت أن تبهر العالم، آثاراً على تجمع بشري عاش فيها وأطلع عليها ؟


ـ التكوين الهلالي والتوراتي ـ
والآن ننتقل إلى الحديث عن الأسطورة الهلالية وسنأخذ بالملحمة البابلية الأنوماايليش، والتي تسمى بالمفهوم الغربي (التكوين البابلي)، وهي رديفة في مضمونها لسفر التكوين التوراتي، إلا أن القدم والأسبقية لهذه الملحمة على النص التوراتي، والتي تقدر بأكثر من ألف وخمسمائة عام على كتابتها قبل بعثة موسى عليه السلام، وإذا أضفنا إليها تاريخ بداية كتابة التوراة (500) ق.م يكون الفرق الزمني بين الملحمة الهلالية وكتابة التوراة (2200) عام، وهناك تأكيد بأن عصر بداية كتابة التوراة كان في بابل أيام سبيهم فيها وقد انتهوا من كتابتها في القرن الثاني الميلادي، ويضاف إليها إعادة ترجمة النص التوراتي القديم إلى النص المتداول وعملية تنقيط الأحرف التوراتية في القرن السادس الميلادي، فتكون عملية أخراج النص الحالي قد استغرقت حوالي (1100) عام، من هنا نؤكد بأن الأفكار الهلالية قد تركت معالمها في التوراة. ولقد اخترنا الأنوماايليش في هذا الموضوع ولم نتطرق إلى الأفكار الهلالية الأقدم منها، لأننا وجدنا هذه الملحمة قد جاءت حاملة مضمون فكرة وجود الكون وما فيه حسب المعتقدات والأفكار التي سبقتها، ولأنها تميزت عن ما سبقتها بالشمول والكمال، ولأننا وجدنا نصَّاً كاملاً لهذه الملحمة في أكثر من كتاب، أما عن الأفكار التي سبقتها فلم نحصل إلا على مقتطفات متفرقة ومبتورة ولهذا وبعد المقارنة بين الملحمة وتلك النصوص، وجدنا الأفضلية للأنوماايليش على غيرها، وهذا الأمر لا يقلل من أهمية تلك الكتابات بل يعطيها المفهوم الأساسي الذي تكونت منه الملحمة.
والآن نفتح صفحات الملحمة والتي تتحدث عن الفوضى التي تعم الكون، فلم يكن هناك أرض ولا سماء ولم يكن موجوداً من الالهة سوى ابسو وممو وتعامه، وهذه الأخيرة قامت بأنجاب مجموعة من الآلهة الأخرى سببت الإزعاج لها، مما دفعها للبحث عن وسيلة تبيدهم فيها، فيعرف الأبناء بذلك، وينتخب من بينهم قائداً لمواجهة الام تعامه وجيشها، ويختار مردوخ الأكثر شجاعة للقيادة، وتبدأ عملية الاستعداد لهذه الحرب من الطرفين، فتخلق الالهة الآباء (تنانين ضارية تبعث الهلع وأفاعي هائلة وأبا الهول والأسد الجبار والكلب المسعور والرجل العقرب وعفاريت العاصفة والذبابة العملاقة) إلا أن هذه الأسلحة تنهار أمام صلابة مردوخ الذي يتخذ من الرياح سلاحاً فتاكاً فيبطش بكينغو زوج تعامة وينتزع منه ألواح القدر ثم يواجة تعامه ويرمي (بالرياح الشيطانية) عليها فتمزقها ومن جسدها تبدأ عملية خلق الكون
(شقها نصفين فانفتحت كما الصدفة
رفع نصفها الأول وشكل منه السماء سقفاً
وضع تحته العوارض وأقام الحرس
أمرهم بحراسة مائها فلا يتسرب
ثم جال أنحاء السماء فاحصاً أرجاءها
... ثم أعطى الانو وانليل وايا مساكنهم " "
خلق محطات لكبار الالهة (يستريحون بها)
أوجد لكل مثيله من النجوم
حدد السنة وقسم المناخات
ولكل من الإثني عشر شهراً أوجد ثلاثة أبراج
وبعد أن حدد بالأبراج أيام السنة
خلق كوكب المشتري ليضع الحدود
وعلى جانبيه خلق محطتي انليل وايا
فتح بوابتين في كلا الجانبين
ثم أخرج القمر فسطع بنوره وأوكله بالليل
وجعله حلية له وزينة وليعين الأيام
"أن أطلع كل شهر دون انقطاع مزيناً بتاج
وفي أول الشهر عندما تشرق على كل البقاع
ستظهر بقرنين يعينان ستة أيام
وفي اليوم السابع يكتمل نصف تاجك"
وبعد أن وكل بالأيام شمش (اله الشمس)
وفصل بين تخوم النهار وتخوم الليل
أخذ من لعاب تعامه
وخلق منها مردوخ
خلق منها الغيوم وحملها بالمطر والزمهرير
دفع الرياح وانزل المطر
وخلق من لعابها أيضاً خباباً
ثم عمد إلى رأسها فصنع من تلالاً
وفجر في أعماقها مياهاً
فاندفع من عينيها نهرا دجلة والفرات
ومن فتحتي أنفها...
وعند ثديها رفع الجبال السامقة
وفجر منهما عيوناً واحيا آباراً
لوى ذيلها وثبته في الأعالي
فانفتح شقاها ثبت في السماء
فغطاها جميعاً وشق رسخ أرضاً
... في وسطها أسال مجرى عظيماً
ثم نزع عنها شبكته تماماً
وقد تحولت إلى سماء وأرض
رسخت بينهما الحدود. " "
أما خلق الإنسان فجاء كما يلي:
"ثم قيدوه " " ووضعوه أمام ايا
انزلوا به العقاب فقطعوا شرايين دمائه
ومن دمائه جرى خلق البشر
وفرض عليهم العمل وحرر الالهه
ذلك الفعل الذي يسمو عن الإفهام" " "
بعد هذه المقتطفات من الانوماايليش، يمكننا القول بأن الهلاليين أوجدوا أفكاراً عن عملية الخلق، فكل ما شاهدوه من ظواهر أرضية وكونية، وكل ما عكست الظواهر الطبيعية في تفكيرهم من خرافات وأساطير، أوجدوا له مبرراً لوجوده، وأصبح كل ما هو مرئي يوجد له فكرة أو طريقة أوجدته، من هنا كان الحديث عن السماء والنجوم والمشتري، وحتى أشكال هذه النجوم أوجدوا لها فكرة ومعتقدات ما زالت سائدة حتى الآن، ألا وهي فكرة الأبراج السماوية وتأثيرها على حياة الفرد، أما الحديث عن الشمس والقمر وكيفية تأثيرهما على الأرض من خلال الليل والنهار. وعدد الأيام والأشهر والفصول ثم تحديد السنة، فقد عرفوا هذه المسألة وربطوها بشكل منطقي، أما خلق الأرض وما عليها فجاءت الملحمة بكل التفاصيل المتعلقة بها، فنجد فيها ذكر خلق المياه العذبة والهواء والغيوم والضباب والرياح والجبال ثم خلق الإنسان، وهذا التسلسل في إيجاد المعالم الأرضية وتلك التي ترى من الأرض، نجدها في التوراة وحسب التسلسل الملحمي، وكأن التوراة جاءت بكتابة الأفكار الهلالية عن الأرض والكون، وهذا يؤكد التفوق الثقافي والحضاري الذي حققه سكان المنطقة وعلى التأثير الذي تركته على الدخلاء عليها.
الانصهار الجثي في الهلالية
وإذا عدنا إلى التاريخ نجد بأن الأفكار والمعتقدات الهلالية قد سادت على الحثيين والعلاميين، حيث كان هناك انسلاخ عند الحثيين عن معتقداتهم وأفكارهم التي حملوها، وأخذوا بالمعتقدات والأفكار الهلالية، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى استخدام اللغة البابلية، وحلت الثقافة الهلالية عليهم حتى أنهم تشربوا بالهلالية التي ذوبتهم في بوتقتها ومن ثم أصبحوا جزءاً منهما، فكانت عملية أزاحت الحثيين من الهلال الخصيب بواسطة تذويبه في الثقافة الهلالية، وبذلك يكونوا قد انسلخوا عن جذورهم وأصبحوا جزءاً من المنطقة، وسنورد هنا نصاً مقارناً مع نص هلالي كنعاني لنرى المستوى الرفيع للثقافة الهلالية وكيف استطاعت تلك الثقافة أن تفرض وجودها على غير أهلها ومن ثم تجعلهم جزءاً منها:
(لحق الضباب النوافذ ولحق الدخان البيت
وفي المجمرة كتمت الأخشاب (محترقه)
وعلى الحضيرة (كتمت) الأغنام
ودفعت الشاه سخلها والبقرة عجلها
أن الشعير والقمح لا ينموان بعد
والماشية والأغنام والناس لا يحبلون بعد
وحتى الحبالى لا تلد
وجفت الأشجار
بحيث لا تنبت البراعم
وجفت المروج وجفت الينابيع
وأعد له (الشمس العظيم) مآدبة ودعا الآلهة الألف.
فأكلوا ولكن لم يشبعوا جوعهم
وشربوا ولكن لم يرووا ظمأهم
وقال أبو إله العواصف للآلهة
أن أبني ليس هنا لقد صار محنقاً
وأخذ النماء
وأخذ كل شيء طيب فزع الآلهة العظمى والصغرى
وأرسل اله الشمس النسر السريع (قائلاً)
اذهب فتش الجبال الشم)
وبعد أن يجدوا اله العواصف نجد الصورة التالية:
لقد عاد رب العواصف إلى بيته واعتنى بأرضه
فترك الضباب النافذة وترك الدخان البيت
وفي المجمرة قومت الأخشاب
وفي الحظيرة قومت الأغنام
والسياج قومت الأبقار
واختارت الأم ولدها
واقتادت الشاهَ سخلها
واقتادت البقرة عجلها
واقتاد رب العواصف الملك والملكه" "
هناك أكثر من نص هلالي يتحدث عن القحط الذي يصيب الأرض، بسبب ذهاب اله الخصب (بعل. تموز) إلى العالم السفلي، إلا أننا سنورد هنا نصين فقط وذلك للايجاز في طرح هذا الموضوع وحتى لا نخرج عن موضوعنا الأساسي.
(لحظت أن الأهراء فرغت
الأخضر على وجه الأرض يبس
السنابل وعرانيس الذرة ذبلت
وفوق بيت أبيها تحوم النسور
ذعرت بكت في داخلها
سكبت دمعاً خفيفاً راحت تمزق رداء أبيها
لن يكون مطر على الأرض لن تنزل بواكير الأمطار على الأرض
لن يكون على عناقيد العنب ندى
سبع سنوات يحبس البعل أمطاره
راكب السحب ميازيبه
لن تنفتح طاقات الغمرين
لن يسمع صوت الرعد" "
أما الحديث عن عودة الخصب إلى الأرض فسنقتبس مقتطف من ملحمة (البعل) التي تتحدث عن الخصب والقحط معاً.
(ذهب البعل إلى الصحراء
راح يطلب صيداً
رأى الوحوش المخيفة اشتهى أن يصطادها
طاردها، طاردها توغل في الصحراء
وقع في مستنقع في حمأه طينٍ سقط
جاءت الوحوش المخيفة، قيدته
حمي أنفه، أصاب متنه حرارة
فسدت الأرض جفت الحقول يبس العشب
سبع سنوات ثماني دورات
لبس أخوته لباس الدم
... وأنت أيتها البتول عناة
إلى التلال، إلى الجبال
تكلمي، قولي: أن البعل حيّ
أن راكب السحب موجود هو
فيفرح جند الكواكب
السماء ترسل أمطارها من جديد
البعل يعود إلى الأرض، الناس ينعمون بالحياة
العشب ينجو من الهلاك عطشاً
لأنه تحنن عليه، سقاه مطر السماء" "
من خلال هذه النصوص نستطيع أن نقول، بأن سحر الثقافة الهلالية استطاع أن يصيب عقلية كل من دخل هذه الأرض، فيمتثل لثقافتها ولحضارتها، فأما أن يصبح جزءاً منها بعد أن ينصهر فيها، وأما أن يعود إلى موطنه حاملاً معه آثاراً من ثقافتها وحضارتها، وهذا ما حصل مع العلاميين والمصريين والإغريق والرومان، فإذا كان الحثيون الذين تواجدوا على هذه الأرض قبل العبرانيين، قد تركت ثقافة المنقطة آثاراً واضحة فيهم حتى أنهم انصهروا وكانوا فيما بعد من البناه لها، وهم شعب متميز اجتماعياً وثقافياً عن الهلاليين، فكيف لا تترك مثل هذه الثقافة التي استطاعت أن تبهر العالم، آثاراً على تجمع بشري عاش فيها وأطلع عليها ؟

خلق محطات لكبار الالهة (يستريحون بها)
أوجد لكل مثيله من النجوم
حدد السنة وقسم المناخات
ولكل من الإثني عشر شهراً أوجد ثلاثة أبراج
وبعد أن حدد بالأبراج أيام السنة
خلق كوكب المشتري ليضع الحدود
وعلى جانبيه خلق محطتي انليل وايا
فتح بوابتين في كلا الجانبين
ثم أخرج القمر فسطع بنوره وأوكله بالليل
وجعله حلية له وزينة وليعين الأيام
"أن أطلع كل شهر دون انقطاع مزيناً بتاج
وفي أول الشهر عندما تشرق على كل البقاع
ستظهر بقرنين يعينان ستة أيام
وفي اليوم السابع يكتمل نصف تاجك"
وبعد أن وكل بالأيام شمش (اله الشمس)
وفصل بين تخوم النهار وتخوم الليل
أخذ من لعاب تعامه
وخلق منها مردوخ
خلق منها الغيوم وحملها بالمطر والزمهرير
دفع الرياح وانزل المطر
وخلق من لعابها أيضاً خباباً
ثم عمد إلى رأسها فصنع من تلالاً
وفجر في أعماقها مياهاً
فاندفع من عينيها نهرا دجلة والفرات
ومن فتحتي أنفها...
وعند ثديها رفع الجبال السامقة
وفجر منهما عيوناً واحيا آباراً
لوى ذيلها وثبته في الأعالي
فانفتح شقاها ثبت في السماء
فغطاها جميعاً وشق رسخ أرضاً
... في وسطها أسال مجرى عظيماً
ثم نزع عنها شبكته تماماً
وقد تحولت إلى سماء وأرض
رسخت بينهما الحدود. " "
أما خلق الإنسان فجاء كما يلي:
"ثم قيدوه " " ووضعوه أمام ايا
انزلوا به العقاب فقطعوا شرايين دمائه
ومن دمائه جرى خلق البشر
وفرض عليهم العمل وحرر الالهه
ذلك الفعل الذي يسمو عن الإفهام" " "
بعد هذه المقتطفات من الانوماايليش، يمكننا القول بأن الهلاليين أوجدوا أفكاراً عن عملية الخلق، فكل ما شاهدوه من ظواهر أرضية وكونية، وكل ما عكست الظواهر الطبيعية في تفكيرهم من خرافات وأساطير، أوجدوا له مبرراً لوجوده، وأصبح كل ما هو مرئي يوجد له فكرة أو طريقة أوجدته، من هنا كان الحديث عن السماء والنجوم والمشتري، وحتى أشكال هذه النجوم أوجدوا لها فكرة ومعتقدات ما زالت سائدة حتى الآن، ألا وهي فكرة الأبراج السماوية وتأثيرها على حياة الفرد، أما الحديث عن الشمس والقمر وكيفية تأثيرهما على الأرض من خلال الليل والنهار. وعدد الأيام والأشهر والفصول ثم تحديد السنة، فقد عرفوا هذه المسألة وربطوها بشكل منطقي، أما خلق الأرض وما عليها فجاءت الملحمة بكل التفاصيل المتعلقة بها، فنجد فيها ذكر خلق المياه العذبة والهواء والغيوم والضباب والرياح والجبال ثم خلق الإنسان، وهذا التسلسل في إيجاد المعالم الأرضية وتلك التي ترى من الأرض، نجدها في التوراة وحسب التسلسل الملحمي، وكأن التوراة جاءت بكتابة الأفكار الهلالية عن الأرض والكون، وهذا يؤكد التفوق الثقافي والحضاري الذي حققه سكان المنطقة وعلى التأثير الذي تركته على الدخلاء عليها.
الانصهار الجثي في الهلالية
وإذا عدنا إلى التاريخ نجد بأن الأفكار والمعتقدات الهلالية قد سادت على الحثيين والعلاميين، حيث كان هناك انسلاخ عند الحثيين عن معتقداتهم وأفكارهم التي حملوها، وأخذوا بالمعتقدات والأفكار الهلالية، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى استخدام اللغة البابلية، وحلت الثقافة الهلالية عليهم حتى أنهم تشربوا بالهلالية التي ذوبتهم في بوتقتها ومن ثم أصبحوا جزءاً منهما، فكانت عملية أزاحت الحثيين من الهلال الخصيب بواسطة تذويبه في الثقافة الهلالية، وبذلك يكونوا قد انسلخوا عن جذورهم وأصبحوا جزءاً من المنطقة، وسنورد هنا نصاً مقارناً مع نص هلالي كنعاني لنرى المستوى الرفيع للثقافة الهلالية وكيف استطاعت تلك الثقافة أن تفرض وجودها على غير أهلها ومن ثم تجعلهم جزءاً منها:
(لحق الضباب النوافذ ولحق الدخان البيت
وفي المجمرة كتمت الأخشاب (محترقه)
وعلى الحضيرة (كتمت) الأغنام
ودفعت الشاه سخلها والبقرة عجلها
أن الشعير والقمح لا ينموان بعد
والماشية والأغنام والناس لا يحبلون بعد
وحتى الحبالى لا تلد
وجفت الأشجار
بحيث لا تنبت البراعم
وجفت المروج وجفت الينابيع
وأعد له (الشمس العظيم) مآدبة ودعا الآلهة الألف.
فأكلوا ولكن لم يشبعوا جوعهم
وشربوا ولكن لم يرووا ظمأهم
وقال أبو إله العواصف للآلهة
أن أبني ليس هنا لقد صار محنقاً
وأخذ النماء
وأخذ كل شيء طيب فزع الآلهة العظمى والصغرى
وأرسل اله الشمس النسر السريع (قائلاً)
اذهب فتش الجبال الشم)
وبعد أن يجدوا اله العواصف نجد الصورة التالية:
لقد عاد رب العواصف إلى بيته واعتنى بأرضه
فترك الضباب النافذة وترك الدخان البيت
وفي المجمرة قومت الأخشاب
وفي الحظيرة قومت الأغنام
والسياج قومت الأبقار
واختارت الأم ولدها
واقتادت الشاهَ سخلها
واقتادت البقرة عجلها
واقتاد رب العواصف الملك والملكه" "
هناك أكثر من نص هلالي يتحدث عن القحط الذي يصيب الأرض، بسبب ذهاب اله الخصب (بعل. تموز) إلى العالم السفلي، إلا أننا سنورد هنا نصين فقط وذلك للايجاز في طرح هذا الموضوع وحتى لا نخرج عن موضوعنا الأساسي.
(لحظت أن الأهراء فرغت
الأخضر على وجه الأرض يبس
السنابل وعرانيس الذرة ذبلت
وفوق بيت أبيها تحوم النسور
ذعرت بكت في داخلها
سكبت دمعاً خفيفاً راحت تمزق رداء أبيها
لن يكون مطر على الأرض لن تنزل بواكير الأمطار على الأرض
لن يكون على عناقيد العنب ندى
سبع سنوات يحبس البعل أمطاره
راكب السحب ميازيبه
لن تنفتح طاقات الغمرين
لن يسمع صوت الرعد" "
أما الحديث عن عودة الخصب إلى الأرض فسنقتبس مقتطف من ملحمة (البعل) التي تتحدث عن الخصب والقحط معاً.
(ذهب البعل إلى الصحراء
راح يطلب صيداً
رأى الوحوش المخيفة اشتهى أن يصطادها
طاردها، طاردها توغل في الصحراء
وقع في مستنقع في حمأه طينٍ سقط
جاءت الوحوش المخيفة، قيدته
حمي أنفه، أصاب متنه حرارة
فسدت الأرض جفت الحقول يبس العشب
سبع سنوات ثماني دورات
لبس أخوته لباس الدم
... وأنت أيتها البتول عناة
إلى التلال، إلى الجبال
تكلمي، قولي: أن البعل حيّ
أن راكب السحب موجود هو
فيفرح جند الكواكب
السماء ترسل أمطارها من جديد
البعل يعود إلى الأرض، الناس ينعمون بالحياة
العشب ينجو من الهلاك عطشاً
لأنه تحنن عليه، سقاه مطر السماء" "
من خلال هذه النصوص نستطيع أن نقول، بأن سحر الثقافة الهلالية استطاع أن يصيب عقلية كل من دخل هذه الأرض، فيمتثل لثقافتها ولحضارتها، فأما أن يصبح جزءاً منها بعد أن ينصهر فيها، وأما أن يعود إلى موطنه حاملاً معه آثاراً من ثقافتها وحضارتها، وهذا ما حصل مع العلاميين والمصريين والإغريق والرومان، فإذا كان الحثيون الذين تواجدوا على هذه الأرض قبل العبرانيين، قد تركت ثقافة المنقطة آثاراً واضحة فيهم حتى أنهم انصهروا وكانوا فيما بعد من البناه لها، وهم شعب متميز اجتماعياً وثقافياً عن الهلاليين، فكيف لا تترك مثل هذه الثقافة التي استطاعت أن تبهر العالم، آثاراً على تجمع بشري عاش فيها وأطلع عليها ؟



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن العرب
- التأثر المصري في التكوين التوراتي
- الخطوط البارزة في التاريخ (المدن الشامية)
- الخطوط البارزة في التاريخ (الدولة الاشورية)
- الخطوط البارزة في التاريخ ( الدولة البابلية)
- عصر الدويلات السومرية (آور)
- الخطوط الباروة في التاريخ ( الدولة الأكادية)
- الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي الخطوط البارزة في التاري ...
- الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي المقدمة
- -حبر- لمحمود ابو هشهش
- ادب القفز بالمظلات لمعين بسيسو
- رائحة النوم
- من تاريخ الحزب الشيوعي الفلسطيني
- -أميرة الوجد- للشاعر فراس حج علي
- مدخل النص القرأني (الكامل)
- ملحمة جلجامش النص الكامل
- محلمة جلجامش -الطوفان-
- هواجس
- ملحمة جلجامش - الحلم
- محلمة جلجامش -الثور السماوي-


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رائد الحواري - التكوين الهلالي والتوراتي