أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - -طاسة الرعبة- آيات قدسية ... وحضنُ أمي














المزيد.....

-طاسة الرعبة- آيات قدسية ... وحضنُ أمي


ابراهيم زهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 06:20
المحور: الادب والفن
    


مِن شر تعبي نائماً كنتُ في وهاد ليلي ونافذة غرفتنا الجديدة عنوان الشرف المهدور لأصوات تتلاطم كموج البحر لا تهدأ ومن كثرتها تغلي وتفور, وثرثرة الجيران في الغرف المغلقة جوار فيض إبحار المراكب المسافرة وما أحوجني صيفاً للفوز في رحلة غرائب لا زورد الأحلام اللامحدودة , فقد صار لنا أربعة غرف إضافة لغرفة المهجع رقم 52 " البراكس " BARRACKS التي تجتمع العائلة فيها لما تحمله من ذكريات قديمة رغم تجديدها وتوسعتها عدة مرات إيذاناً لمهد إقامتنا في هذا المخيم الذي يعتبر التجمع الفلسطيني الأبعد عن ملاعب طفولة أمي وأبي , فجأة ودون سابق إنذار أيقظني أخي الكبير وحملني بين يديه كريشةٍ في مهب ريح وسار بي مهرولاً إلى الغرفة عابراً فسحة دارنا الكبيرة حيث مكان وجود جهاز التلفاز وأنا بين كسل استغراقي في النوم وهدهدة أراجيح حدائق اليقظة إشتباك خيوط بيضاء واهية أهتَّزُ ووجهي إلى سديم الليل لا أرى غير بريق النجوم يتلألأ , يفيض مثل انتشار ضوء المشاعل في مسيرة احتفال يوم الأرض من كل عام .
وأخي هذا هو نفسه كان قبل أيام معدودة عندما كنت أَهِّمُ في الخروج مساء لأشتري مبراة لقلمي المكسور قد تسبب لي بنوبة رعب حقيقية أصابتني بعارض شلل مؤقت مشفوعة بفزع عويل لا يرحم عندما هَمْهَمَ لي كالغريب من خلف جدار يتلفع بغموض العتمة يسألُ عن كسرة خبز كشبحٍ مطروداً مطارد من نعمة الإِستقرار حسبته حينها جنية غول تترقبني تبتغي افتراسي بلحمي وشحمي رغم نحافتي وأنها سوف تملأَ شدقيها المطّرزين بالأسنان الحادة عبر إلتهامي هكذا دفعةً واحدة :
- هيا استيقظ ... هيا , يُعْرََض الآن على الشاشة " المطاردة " المسلسل الأمريكي الذي تحب متابعته قال ذلك مبتسماً وكأنه بذلك يعتذر عما يخاله إزعاج قبيل منتصف الليل .
نعم كنت في صغري من المعجبين بالمسلسلات الأجنبية وخاصة البوليسية منها وعلى ما أذكر حينها مسلسل " فرقة موت " وبطله الزنجي الأسود و " كولومبو " بشخصية المفتش المحقق صاحب المعطف الطويل والقبعة المعهودة صيفاً وشتاءً , وهو القادر على حل أصعب الألغاز وأعقدها ببرودة أعصاب وإعمال العقل رغم كثرة أسئلته وسيجارته المألوفة بين شفتيه كلسان الإلهام الخارق الذي يكشف كُنْه الأسرار القاتلة , وكان أهم ما يأسرني هو بقعة ضوء لا تنفك من انبعاثها ولا تتعب من تنقلها في أرجاء موقع مكان حدوث الجريمة , تصدر عن مصباح البطارية اليدوي رغم هيمنة ضباب الظلام الكثيف في مسلسل " سينما الغموض " .
هكذا كنت أنسج بالترقب فصول حكايتي من كل أسبوع أحمل معها شِباك كل الألغاز المثيرة في حقيبتي ليستقبلني صباح اليوم التالي متأخراً عن ميعاد مدرستي غضب عصا الأستاذ .



#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللبيبُ من الإِشارة يفهم
- مَدائِحُ أَحصنة وكآبة العُمْرِ القصيرْ
- أَكثرُ من شخص في صورة ٍواحدة
- على متنِ الرملِ .... مذكرة احتجاجِ آخر العصافير
- تفاصيلُ رَجْمِ الموتى وشارِعٌ يَستّحِقُ الغِناء
- شفيرُ ضوءٍ يأْتي ... رِجْسُ رُقاد
- دورانُ خاتمة الكسوفْ وجرحُ أَريجٍ يَشْهَدْ
- حَطَّابُ الوَقتْ
- ناعمةً أَصابع الوردة وكهفُ الشوق خَشِنْ
- ندم نصف الليل
- - ثلجٌ حار-
- يَسْتَّرِدُ البحرُ أَسْرارَهُ طريداً أَكتمُ أَنفّاسِيَّ ضفائ ...
- لا تُسعِفهُ النايّات... نَفْحُ خُيولْ والقلبُ أَخرسْ
- سيد العدم , قاع رماد حرب , وانقلاب الناي على سرير الفراشة
- -إيثار- وغزالة كنعان على صدر الجرمق*
- مخيم اليرموك
- إلى الأمام ..إلى الأمام حصاد نهاية السنة
- يا زمان الطائفية
- شجرة ليمون واحدة تكفي
- حرّاس اللوحات وتيه الكلمات الفظة


المزيد.....




- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟
- ترامب يواصل حرب الرسوم.. صناعة السينما تحت الضغط
- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - -طاسة الرعبة- آيات قدسية ... وحضنُ أمي