أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلال سيف - باسم يوسف .. للأرجزة مفاهيم جديدة














المزيد.....

باسم يوسف .. للأرجزة مفاهيم جديدة


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 09:06
المحور: الصحافة والاعلام
    


باسم يوسف
للأرجزة مفاهيم جديدة
الظاهرة كما تعارفنا على توصيفها : هى ظهور مفاجئ يصحبه ضجيج غير مبرر وانبهار ناتج عن عنصر الفجأة ، ثم خفوت وتلاشي مفاجئ أيضا ، وكم من الظواهر الإعلامية التي دخلت من هذا الباب وخرجت منه بلارجعة أو ذكر فى أدبيات البحث الأكاديمي الإعلامي . لذا رأيت أفضل توصيف لما يقدمه باسم يوسف أن أحاله ضمير بعض المهاجمين له إلى صفة " الأرجزة " إن جاز التعبير .
فالأراجوز فى ضمير المتلقي المصري : هو ذلك الفن الساخر القادر على نقد الحالة الآنية للمجتمع بطرق غير مباشرة وقادرة على تعرية الممارسات السياسية القاهرة للمواطن ، وما بين وصف حالة باسم يوسف بالظاهرة أحيانا وبالأرجزة أحايين أخرى . نلج سويا إلى معرفة الفارق بين البرامج الساخرة والكوميدية . فالسخرية تعتمد فى المقام الأول على " العصرنة " بمعنى أن تكون القضايا محل السخرية معاصرة ومعروفة لدى المتلقى . سواء كانت سخرية من واقع سياسي أو إقتصادي أو إجتماعي وهدفها الأساسي النقد يليه الإضحاك .... أما الكوميديا ، فهى أوسع بابا من السخرية لاعتمادها أحيانا على الموقف أو لغة الجسد أو " الإفيه " وليست مرتبطة بوقائع محددة أو تواريخ بعينها وهدفها الأساسي التلسية والضحك . فبرنامج البرنامج على حد فكرته هو ساخر وليس كوميدي ، ومن حيث الجمهور فقد نجح نجاحا قاطعا فى جذب الشريحة التى حددها صاحب الفكرة ، أما من زاوية الهدف وهو النقد والتجريح فقد جاوز المتوقع منه . بالطبع لا نقصد بالتجريح " الشخصنة " وإن كان البرنامج وقع فى كثير من حلقاته فى مأزق الإسفاف المتعمد . فثمة فارق جوهري ما بين تجريح الموقف والفكرة مثل رصده العبقري للحظة تلقين مرشد جماعة الإخوان للأخ محمد مرسي فى واقعة " القصاص " وما بين تصدير صور للأشخاص فى لحظات التقطتها عين الكاميرا لإثارة الضحك على الشخص محل الصورة. فالموقف عند باسم يوسف له من القوة والحضور ما يدفعك إلى التفاعل مع ما يطرحه ويسير بك إلى طرح تساؤلات بعد إنتهاء الحلقة ، وتلك ميزة تفتقد إليها معظم البرامج التليفزيونية العربية . لكن فى الوقت ذاته حينما يتعرض البرنامج للذات البشرية كمحل للنقد ، يفقد البرنامج ميزته النسبية فى النقد وتجريح الأفكار ويتحول إلى استعراض بالكلام " توك شو " واستعراض بالصورة ، فتسقط الفكرة بين الإسفاف و استدراج العقل إلى مسار التهميش .
البرنامج فى مجمله " إسما وفكرة وجمهورا وهدفا " يعد ناجحا للغاية وهو أيضا من البرامج القادرة على الإستمرار . فلم يدخل من باب الظاهرة ولن يخرج منها . لأنه أتى من رحم السخرية والمعاصرة ، ومثل تلك البرامج لديها قماشة عريضة من المادة موضوع الإبداع . الوحيدان القادران على إسقاط ذلك البرنامج هما باسم يوسف نفسه ومخرج العمل . فاستمرارية مقدم البرنامج على السخرية من الواقع وتعريته بالنقد والتجريح دون التعرض للذات البشرية للشخص موضوع النقد ، كفيل باستمرار العمل لسنوات . فليس من اللائق بمخرج قوى مثل مخرج برنامج البرنامج ، أن يعتمد فى المونتاج على قطعات تظهر وجه إنسان مشوه أو مثير للقرف وفى ذات الوقت يتزامن مع ما نسميه " الفيكس كادر " لغة جسدية ساخرة لمقدم البرنامج . فالضمير الديني والأخلاقي والمجتمعى يرفضون تماما تلك الممارسات الفنية العنيفة ، الكفيلة وحدها إذا ما استحوزت على نصيب وافر داخل العمل ، على إسقاطه . وأيضا تعد فكرة المباشرة الشديدة فكرة غير مقبولة فنيا . لكن الحقيقة أن مخرج العمل إستطاع بمهنية شديدة أن يغطى ذلك القصور الفنى باستخدام مفردات الصورة والصوت المتنوع مع احترافية عالية فى المونتاج ، ليجعلك كمتلقى فى حالة تواصل مستمر دون ملل يذكر . لذا فإن وصف باسم بالأراجوز رغم المباشرة التى تؤخذ على البرنامج ، يعد وصفا صحيحا ، إذا ما أخذنا فى الإعتبار تغير عادات المشاهدين فى العشرة سنين الأخيرة ، وبالتحديد فى السباق على مشهادة برامج " التوك شو " المباشرة الفجة . لن ينال باسم يوسف لقب الأراجوز الحقيقي إلا إذا تجاوز تلك الصغائر التى تنال من برنامجه ، وعلى مخرج العمل ألا ينساق خلف " سكريبت الحلقة " إذا ما استمر على ذلك المسار وتحت أى دعوى . فالعمل محسوب على المخرج كما يحسب على النجم تماما . فالأرجزة تحتاج إلى ضمير وطنى وحس فني واحترام للذات البشرية .



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلكم أمام الله والتاريخ مسؤول
- الفريق أول عبد الفتاح السيسي - خليك مكانك -
- أرصفة للموت من محمد بهنس إلى محمد عبد الله نصر
- الانعشاق التفككي قراءة فى المشهد المتفسئ
- موت الفكرة .. ضياع الوطن
- قارعة الموت جهلا
- إئتلاف شباب المزكومين
- قابل للانفجار -2-
- الانفجار - مسارات العقل العربي - 1
- فهمي هويدي .. ألا تخجل ؟..هم من أيقظوا الوحش فينا
- درية شرف الدين تواجه الأزمة بالبخور والمستكة وأظافر الديك ال ...
- ماسبيرو يلبس الحداد
- من شادي عبد السلام إلى درية شرف الدين أنا بلحة
- توكل كريمان وتوكلنا عليك يا رب
- الإعلام السلطوي والوجه الآخر للسقوط
- دبي حاضنة النور
- حينما تموت القضايا
- خاتم سليمان من الطمس إلى الاشتياق
- الانقلاب .. الدم .. الخيانة
- ثنائية الرأسي والأفقي فى حصن براون الرقمي وشوارع محمد ناجي ا ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلال سيف - باسم يوسف .. للأرجزة مفاهيم جديدة