أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سيف - الانفجار - مسارات العقل العربي - 1














المزيد.....

الانفجار - مسارات العقل العربي - 1


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 02:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قابل للإنفجار
" مسارات العقل العربي" 1
الشك المطلق
لست مؤمنا بالقدر المناسب لاثبات وجود الله ، ولست كافرا بمقدار الإنكار الثبوتي القاطع بيقينية العدم . وما بين الشك واليقين علاقة ليست بالعكسية ، كما تدعي اللغة بأن الشك نقيض اليقين ، فاليقين المحكوم بدلالات عقلية ، مجروح بفعل الخلل فى الميكانيزمات الحسية ، لذا كان الشك سيد المواقف واليقين تابع متغير لثابت الشك ..
الإقرار بالشك ، مقدمة لفتح باب اليقين ، وإن ظل اليقين ملتبسا بخداع الحواس ، فيحيلنا إلى شك جديد ، يدفعنا ليقين آخر ... وهكذا يظل الإنسان المتقدم ، من شك إلى شك ، يعمل على مسار النهضة والرقي والتقدم ، خلاف المتخاذل بفعل يقين مغشوش قاطع فى قلب مريض وعقل رافض للتجديد أو خوف من الإتهام بالكفر والإلحاد ، رغم أن الشك ليس جريمة واليقين المغشوش ليس فضيلة ، وما الأول بالكفر وما الثاني بالإيمان ، فقد برء إبراهيم عليه السلام من ممارسة اليقين المغشوش وأقر بشكه " كي يطمئن قلبي " فعدم الإطمئنان شك دفعه للبحث عن اليقين فى ممارسة أشبه بالفعل المتحرك خلاف الخنوع الساكن والإقرار بما لم يقره القلب والعقل ذلك الشك الذي دفع الأنبياء إلى محاولة رؤية الله " قال دعني أنظر إليك " " قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون " فالأولى بموسي أن يلتزم الأمر ، إلا أن القانون الكوني القائم على الشك أولا ، دفعه لممارسة طبيعته البشرية فى الشك . وقد ذهب بعض علماء المسلمين إلى تفسير شك الأنبياء باتهام فهم الشاك على أنه فساد فى الأذهان على حد وصف السيوطي لمن فهم قول إبراهيم " رب أرني " وفسره بالشك، على الرغم من أن الآية والكلمات والجمل لا لبس فيها ، إلا محاولة السيوطي العمل بسير السابقين فى تلفيق التفسير المناسب للنص المقدس تأدبا وخشية أو إستسهالا وزعما بيقينية صحة رؤيته وتفسيره ، وما يدفعنا لهذا القول هو تفسير السيوطي لقول النبي صلى الله عليه وسلم " نحن أولى بالشك من إبراهيم " فيقول فى تفسيره للحديث أن النبي يقصد أن إبراهيم لم يشك والنبي أيضا لم يشك ، وهو رغبة فى الإنتقال من اليقين إلى يقين أعلى ، وقد ذهب بعض المفسرون إلى ماذهب إليه مولانا السيوطي فقالوا : إنها الرغبة فى الانتقال من اليقين إلى عين اليقين ، ومن دلالة الانتقال من يقين إلى يقين أعلى ، ما هو إلابفعل منقوص اليقين الأول نتاج الشك ، فحاولوا ابراء ذمة الأنبياء من الشك ، على افتراض أن فهمهم للشك أنه جريمة أو كفر أو إلحاد أو وصمة عار ، لا على أنه ممارسة طبيعية طلبا للأعلى دون الأدني ، فهو فضيلة الفضائل لمن لا يعمل بمعيار التلفيق . فالشك عند الأنبياء كان ضرورة ، كي تعلم وتتعلم وأنت غير معصوم ولا قدسية لك،أنك بين الخوف والرجاء ولا تركن لطيب فعلته ولا لقرآن حفظته ولا علم حصلته ، بل تظل حياتك كلها شاك فى مكتسباتك ، كي ترتقي بالفعل من السيئ للحسن ومن الحسن للأحسن ولا ترى النهايات فى فعل مندوح ولا النهايات فى فعل مذموم ، فأنت مخلوق للعبادة – هذا قولي للمسلمين - والعبادة أولها الشك وأعظمها خدمة الإنسان رغبة فى قبول الله لك ، لأنك محمول على الشك طيلة حياتك ولولا الشك لركن أبو بكر إلى بشراه بالجنة وما قال : لا آمن مكر ربي ولو كانت إحدى قدمي فى الجنة ..
الشك رغبة فى الله فضيلة ، وأعلاها عدم اليقين والرضا عن الفعل القائم والسعي إلى النقلة العظمي بنهضة كبرى ، أما الشك رغبة فى الحياة ، فهو فضيلة أيضا ، تدفع صاحبها إلى التقدم بغض النظر عن التنوع فى مسائل الكفر والإيمان ، فكل يسعى لتحقيق ذاته وسعادته بمنظوره للحياة .. فكن أنت كمؤمن أول من يشك فى معطيات رسائل من أطروا أنفسهم بالعمائم والأضواء والإيهام بقدسية شخوصهم ، ولا تهب من المناقشة والإعتراض ، إذا ما تنافرت رسائلهم مع قناعاتك العقلية ، فثمة فارق بين العالم الشهير والعالم الكبير ، فربما ترى عالما ملأ الكون صراخا وشهرة وهو أجهل من دابة وما هو إلا صناعة مخابراتية تآمرية ، وربما تصادف فى سيارة أجرة أو على رصيف إنتظار الميترو عالما ، لو وضع فى ميزان العلم ، لقدره أهل المعرفة بالجواهر ، فلا يخدعك صراخ محموم ويقين مغشوش ، ولا تركن للإستسهال فى تلقي المعارف ، فليعمل عقلك فى جميع طرق كسب المعارف ، ولا تخجل من مناقشة المسكوت عنه ، فمن منا فى هذا الكون ، صغارا كنا أم كبارا لم يتساءل عن وجود الله ، وعن حقيقة الوجود والعدم ، لكنه بمنطق الكسالى والخائفين من إضاعة " الأنفار " منهم ، وكأننا فى حقل قمح ، نهاب فقد عامل من العمال ، رغم أنه لو شككت فى أمر عمالك وأطلعتهم على حقيقة عطائهم ، وطردت المتكاسل وأثبت المجتهد ، لكان خيرا للجميع ، حتى وإن دفعك الشك إلى فقد العمال ، فسيدفعك أيضا إلى استبدالهم جميعا بألات جديدة عوضا عنهم . فلو أراد الله اليقين للبشر ، فلماذا لم يخلقهم مثل الملائكة – يقينا لا شك فيه – ؟



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهمي هويدي .. ألا تخجل ؟..هم من أيقظوا الوحش فينا
- درية شرف الدين تواجه الأزمة بالبخور والمستكة وأظافر الديك ال ...
- ماسبيرو يلبس الحداد
- من شادي عبد السلام إلى درية شرف الدين أنا بلحة
- توكل كريمان وتوكلنا عليك يا رب
- الإعلام السلطوي والوجه الآخر للسقوط
- دبي حاضنة النور
- حينما تموت القضايا
- خاتم سليمان من الطمس إلى الاشتياق
- الانقلاب .. الدم .. الخيانة
- ثنائية الرأسي والأفقي فى حصن براون الرقمي وشوارع محمد ناجي ا ...
- الثورات العربية من عقل الكاميرا إلى غباء السياسة
- إعلام العار .. عورة العقل
- معذرة ماركس .. الكهنة تجار الأفيون
- أوتوجروت الألماني وإعلام جحر الضب العربي
- الإخوان من السياسة إلى المخولة.. الرئيس مرسي يستخول للبقاء ف ...
- دعوة إلى الكفر
- (سورة الإنسان -- إلى ملح الأرض عمال مصر ) قصيدة للشاعر سامح ...
- فى انتظار المسيح
- برامج النميمة من قناة الجزيرة إلى تليفزيون الحارة


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سيف - الانفجار - مسارات العقل العربي - 1