أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سيف - معذرة ماركس .. الكهنة تجار الأفيون














المزيد.....

معذرة ماركس .. الكهنة تجار الأفيون


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 08:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معذرة ماركس .. الكهنة تجار الأفيون
الدين فى تأصيله ليس كما ادعى ماركس بأنه أفيون الشعوب " لان الدين لا يشجع الفكر الحر الذي ينتج بل يبقيهم كالمخدرين دون طموح للتقدم والتغيير، على حد فهم ماركس للدين وتوافق انجلز معه فى هذا الشأن . لكن ثمة فارق كبير بين الدين بمفاهيمه القيمية الداعية للفضائل والدعوة للعمل والنهوض وبين تكريس الكهنة للكسل العقلي والاسترخاء وتحريم الفهم ومحاولات منع التحقق مما يعتبرونه مقدسا لا يجوز المساس به . فتحول الدين من ممارسات واقعية إلى مجرد نصوص وتعاويذ يقرؤها الناس بمدد من الكهنة . فكانت متون الأهرام مساعدة للملك المتوفي على النجاة من العالم السفلي والعذاب المنتظر ، فابتكر الكهنة فكرة تلك النصوص التي تدفن مع الملك حتى يقرؤها أمام ملائكة الحساب وفيها يقر بأعماله الصالحة من العطف على اليتيم والأرملة وعدم تلويث ماء النهر .. إلى آخر فضائل الأعمال التى ربما كان الملك فى حياته بعيدا عنها كل البعد ، ولأن الناس فى الغالب يبحثون عن فردوس الآخرة فتهافت الفقراء على الكهنة رغبة فى الحصول على تعاويذ سحرية تضمن لهم الخلود فى العالم الآخر ، فأصبحت متون التوابيت وبرديات النصوص المقدسة تجارة رائجة ، ومن معبد آمون إلى الإعتراف للكاهن فى الكنيسة لم يتغير فهم الناس للتوبة والنجاة بالفردوس المفترض ، ومن الكنيسة إلى المسجد لم يتغير شكل الكهنة وممارساتهم على اعتبار الدين نصوصا يتلوها الإنسان للنجاة من العذاب . فمن قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن سرق وإن زنى وإن قتل . على الرغم من أن الخطيئة فعل ، إلا أن الكهنة يحاولون أن يجعلوا التوبة كلاما ويجتزئون من كلام أنبيائهم ما يوافق أهواءهم ، تكريسا للمنفعة . فالتجارة الكهنوتية لا محل لها من الإعراب إلا فى مجتمعات الجهالة والسقوط العقلي . فمن يحاول اقناعك بأن عدة كلمات تغفر ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فعليك أن تقنعه بالتوبة من جريمة تكريس الدنس فى المجتمعات ، فما أسهل أن أسرق وأقتل وأنحرف ، ثم أتلوا أورادا تغفر ما تقدم وما تأخر من الذنب . التنفير من التوبة إجرام ، والاستخفاف بقدرها جريمة .. الله يسامح بكلمة التوبة إذا ما أجرمت بحقه ، لأن فعلك بقياس جلال ذاته ، أدنى من الكلمات ، أما حق العباد ،فالكلمة السيئة فيه ، فعل اجرام محمول على الكبائر ، فذواتنا تشيخ بالكلمات مثلما تمرض بالأفعال ، فلا توبة لكاذب حتى يصحح نتاج اجرام كذبه ، ولا مغفرة لمرتشي حتي يرد مالا أتاه حراما . والراصد لجمال لغة العرب يمكنه التحقق القاطع بأن المصطلح اللغوي عند العرب ، يساوي تماما الفعل الاجرائي للمصطلح . أي أن اللغوي هو ذاته الاجرائي وتلك فضيلة فضائل اللغة العربية . فالدين فى قاموس العرب هو : العادةُ والشأن، ومن أحاديثهم : "الكَيِّسُ من دانَ نفسَه وعَمِل لما بعد الموت. الجزاءُ والمكافأةُ. يقال: دانَهُ ديناً، أي جازاه. يقال: كما تَدينُ تُدانُ، أي كما تُجازي تُجازى، أي تُجازى بفعلك وبحسب ما عملت. لاحظ فى المعنى والتفسير تركيزهم على الفعل والعمل وليس التعاويذ والقراءة الكسولة لبضع كلمات ، تحيل المجتمعات من فاعلة إلى جاهلة نائمة فى أحضان الكهنة والمنتفعين . فالإبادة الجماعية للمسلمين فى مانيمار ، ليس لها علاقة بتعاليم بوذا " لا تقتل " بل محض اتفاق كهنوتي يساير رغبة سياسية ، مثلما حدث فى البوسنة والهرسك وكشمير ، ليس للدين علاقة بفعل الابادة ، بقدر ما للكهنة والساسة من أدوار قذرة تحيلك إلى محاكم تفتيش إيزابيلا وعلاقتها القذرة بالكاهن توماس ديتوركيمادا، وليس الأمس إلا شبيها بالبارحة واليوم فالكهنة الذين مجدوا بشار الأسد هم أنفسهم الذين انقلبوا عليه ومارسوا اجراما دمويا أكثر عنفا من اجرام الحاكم السوري . والمشهد نسخة مكررة فى مصر ، من قتل واغتيالات للمعارضين لحكم الكهنة باسم الله ودينه البرئ من القذارة والانحطات . فترى التكفير ممن يلبسون مسوح الدين على شاشات البترودولار المتصهينة تمويليا ، ليل نهار ، دون خجل وبتبجح وتطاول على الله باستعادة تاريخ الزنوج والحشاشين والوهابية ، وغيرها من الفصائل الكهنوسياسية والراصد لفكر وممارسات هؤلاء الكهنة ، لا يمكن لعقله إلا قبولهم من باب الكفر لا من باب الدين . فالكهنة على مر التاريخ هم أكفر خلق الله وأبعدهم عن دينه الذي رأه ماركس أفيونا للشعوب ورأيته أخلاقا للعالم أحاله الساقطون أخلاقيا إلى أفيون يتاجرون فيه . فالدين ليس أفيونا للشعوب لكن الكهنة هم تجار أفيون الخطيئة باسم الله والدين . ولا عزاء للفقراء المحزونين إذا لم يتجاوزوا مسوح الكهنة والسير بدينهم نحو قداسة العقل .
طلال سيف



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوتوجروت الألماني وإعلام جحر الضب العربي
- الإخوان من السياسة إلى المخولة.. الرئيس مرسي يستخول للبقاء ف ...
- دعوة إلى الكفر
- (سورة الإنسان -- إلى ملح الأرض عمال مصر ) قصيدة للشاعر سامح ...
- فى انتظار المسيح
- برامج النميمة من قناة الجزيرة إلى تليفزيون الحارة
- إزميل و- استراكا - ويد واحدة للحفر
- النقد التليفزيوني - من المنهجية إلى الارتجال -
- - إختشي يا صلاح -
- الشيخ الشوارعي - محمد عبدالله نصر -
- الفريق شفيق .. المنتخب مرسي
- جماعة الاخوان وجماعة عبدالحميد أبوصبري
- على حد علمي
- من الحاج محمد هتلر إلى الحاج شيمون بيريز
- يسألونك عن الطماطم
- هذيان الليل
- سر الدفتر
- تحرشوا إني لكم ناصح أمين
- الإعلام المصري - بين الركل والعقل وحد المقصلة
- الكسل العقلي وتعطيل الميكانيزمات الحسية فى استقبال الرسائل ا ...


المزيد.....




- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سيف - معذرة ماركس .. الكهنة تجار الأفيون