أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال سيف - إزميل و- استراكا - ويد واحدة للحفر














المزيد.....

إزميل و- استراكا - ويد واحدة للحفر


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 09:03
المحور: الادب والفن
    


سامح محجوب وليالي بيت الحق
لا أعرف إن كان يعرف أنه ملتبس من" الكا والبا " ببيت الحق " دير مدينة طيبة " الهادئة ، أو لا يعرف ، فأمر عدم المعرفة هو ابداع موروث فطري، أما حالة المعرفة فتعني امتدادا حضاريا متصلا ، فالأولى تحيلنا إلى موروث مازال يجري فى العروق ، والثانية تحيلنا إلى ثلاث ألاف سنة خلت .
فى ديوانه " الحفر بيد واحدة "، اصطدمت بفناني دير المدينة ، وما عرفها الأجداد باسم بيت الحق ، هى "طيبة" الساكنة فى غرب النهر ، ترتشف من ملامحه السكينة والحكمة والهدوء . هدوء ما قرأت فى هذا الديوان الذي أقدم له قراءة تذوقية ، لا رؤية نقدية ، فالأعمال التى قال عنها نجيب سرور رحمه الله " الشعر مش بس شعر لو كان مقفى وفصيح ... الشعر لو هز قلبك وقلبي .. شعر بصحيح " لا أتعامل معها إلا من باب القلب ، ذلك القلب المصري الذي أنتج أجمل وأهم أعمالا فنية فى تاريخ مصر ، والتى لم يلتفت إليها إلا الباحثون ، وهى فن " الاستراكا " وتعني قطعا من الفخار ، سجل عليها الفنانون مآسيهم وأوجاعهم وقهر السلطة وأحلامهم وكوابيسهم. فيها تجلت روح الفنان المصري القديم ، بعيدا عن أعمال المعابد والمقابر والقصور . فترى فيها الفأر ملكا والقط خادما ذليلا ، منحنيا من فرط الانبطاح ، وهذا ما أعاد انتاجه سامح محجوب فى أوراد المنبطحين بازميل من الكلمات الهادئة حد الهياج . الساكنة حد التمرد ، وريشة موجوع أطلق عليه الوزير حوري كلابه كي يكسر ريشته الفاضحة لزيف الواقع ...فيقول :
قُلْ لِي بِرَبِّكَ:
أي الصفاتِ تريدُ؟
وأي العروشِ يروقكَ
أي العبيد تحبُّ؟ ... وأي الحسان تسركْ؟
تريدُ نجوعُ وتشبعُ وحدَك؟
وَهبنَا فَعلنَا... أيقنعُ بطنُكَ؟!
تريد نخيطُ اللسان؟
وهبنا فعلنا ... أينعمُ قهرُك؟!
تريد نعري الظهور؟
وهبنا فعلنا ... أيسكن سوطك؟!
وكأنه يعيد إلينا مآسينا دون أن يشعر أو نشعر نحن . فالمآساة واحدة والتعابير مختلفة . خرج الفنانون ومن بعدهم العمال على الثالث رمسيس يصورون على " استراكاتهم " تلك الثورة التى قادوها ، بعدما شبعت بطون الأغيار، وتركتهم نهبا للجوع . بعدما أحل القادة أجسادهم مستودعات من ذهب وحرير ، وتركوهم للعراء . حينما ألهب ظهورهم سياط القهر . فسامح محجوب ليس إلا تلك الروح السماوية عند الأجداد و قد عادت من عالمها العلوي كي تعيد تصوير المأساة . هو " البا " فى أبهى صورها ، وديوانه الحفر بيد واحدة ، ليس إلا " كاه " جديدة " لاستراكا " خبئت بعيدا عن الأعين المتوحشة. هو قرين فني لفناني بيت الحق ، قد تجلى فى كلمات . وكأنه يروي لنا عن " استراكا " شهيرة لكلاب تنهش ذئبا وحيدا وكأن الكلاب اجتمعت على كلمة سواء ، فى تلك اللوحة كان الذئب فزعا مستكينا مستسلما للموت ، فجاءت قصيدة هى رقصة عيش لا أكثر كي تصرخ فينا – قاتل – فلم تكن القصيدة قراءة للماض ، بقدر ما قدمت صرخة فى وجه الظلم وتعنيف للخانعين ، هى ميلاد من رحم ممتلء بالظلم والقهر والعدوان على البسطاء ...
لا تنتظر الموتى
عن نفسك قاتل
عن نايك قاتل
عن ظلك فوق الأرض
عن شجرة توتٍ
في حقل أبيك
عن بسمةِ طفلٍ في صبح العيد
عن خيلك
عن سيفك قاتل
لا تنتظر الموتى
هي رقصة عيشٍ لا أكثر
و"حلاوة" روح
حقا هي روح الفنان المصري الذي سجل كل شاردة وواردة فى عمر هذا الوطن المحزين والمنتظر لرقصة عيش تحيي فيه أملا قطعه كلاب " استراكا " بيت الحق . فكانت صرخه سامح محجوب بالحفر بيد واحده ، فماذا لو تركونا كي نحفر بيدين اثنتين . أعتقد أن النيل سيعود وقتها كي يجمع شتات إزيس وحورس و أوزوريس . فى النهاية أعترف بأنني قصرت فى تقديم رؤيتي لهذا الديوان الذي خرج من رحم " نفروهو وبتاح حتب وأمنيموبي " وكتاب الموتي ومتون التوابيت . فالقصائد كثيرة وقلبي موجوع ولا أحتمل تلك الصرخات التي ذكرتني بأوجاع و آلام أحبتنا أهل بيت الحق " دير المدينة " فعذرا أيها النحات .



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد التليفزيوني - من المنهجية إلى الارتجال -
- - إختشي يا صلاح -
- الشيخ الشوارعي - محمد عبدالله نصر -
- الفريق شفيق .. المنتخب مرسي
- جماعة الاخوان وجماعة عبدالحميد أبوصبري
- على حد علمي
- من الحاج محمد هتلر إلى الحاج شيمون بيريز
- يسألونك عن الطماطم
- هذيان الليل
- سر الدفتر
- تحرشوا إني لكم ناصح أمين
- الإعلام المصري - بين الركل والعقل وحد المقصلة
- الكسل العقلي وتعطيل الميكانيزمات الحسية فى استقبال الرسائل ا ...
- الشاشة العربية . امتهان النقد وانتفاء نقد النقد
- الفضائيات العربية - من مشهدية النقل الى أزمة العقل


المزيد.....




- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال سيف - إزميل و- استراكا - ويد واحدة للحفر