أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر حسين سويري - منهج الفكر السياسي بين الايثار والحسد














المزيد.....

منهج الفكر السياسي بين الايثار والحسد


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 18:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عُرف الايثار وخصوصا في التراث العربي بانه من الاخلاق السامية وقصصة كثيرة نستشف منها تعريفاً بسيطاً له : التنازل عن الحقوق من اجل الاخر ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) ، واما الحسد فهو تمني زوال النعمة من الاخرين ، لا بل العمل على زوال النعمة من الاخرين ......
ارى ان هاتان الصفتان لايجوز العمل بهما في السياسة ، ولعل البعض يقول كلنا نتفق على الحسد ، فلماذا الايثار ؟؟!! نعم ان الايثار صفة جميلة وهي اعلى من الكرم ولكن مع من يستحق ، لا مع اللئام ، يقول الشاعر :
ان انت اكرمت الكريم ملكته .................. وان انت اكرمت اللئيم تمردا
حدث في العراق ان المجلس الاسلامي الاعلى والحزب الشيوعي العراقي صاحبا النضال السياسي الكبير وصاحبا اكبر قاعدة جماهيرية في المشروع السياسي العراقي ان يكون لهما اقل من عشرين مقعدا في الدورة البرلمانية الحالية وذلك ليس لنقصا في عدد جماهيريهما ولكن لشدة الايثار الذي تمتعا به هذان المكونان والتنازلات التي قدماها من اجل نجاح العملية السياسية التي طالما ناضلا من اجلها ، مقابل تللك التكتلات التي لاتمتلك قاعدة جماهيرية ابدا وكونها مكونات انتهازية لئيمة لاتهمها سوى مصلحتها وكما قال احدهم " لو العب لو اخرب الملعب " والذي حصل على مائتي صوت فقط !!!! وغيره من الكتل التي اخذت الناس بالترهيب والتزوير !!! ، ومع هذا الايثار كان الاخر متمسكا بصفة الحسد وعمل ليلا ونهارا لتشويه صورة المجلس والحزب الشيوعي ومحاولة تسقيطهما !!!!
طبعا كانت تنازلات المجلس الاسلامي الاعلى والحزب الشيوعي لأجل الشعب لا لأجل هؤلاء السياسين اللئام ولكن الان وقد تبين ان تلك التنازلات لم تنفع الشعب العراقي ، وان السياسين لم يقدموا شيئا له ، وجب التعامل مع هؤلاء اللئام باسلوب اخر وان لا تنازل بعد اليوم لانه تنازل عن حقوق الشعب المظلوم .....
حيث جاء في كلام زعيم المجلس الاعلى انه يريد من اعضاءه عملا يدل عليهم وان يبرزوا الى الناس من خلال اعمالهم وان يبتعدوا عن التسقيطات السياسية لانها ليست وسيلة صحيحة للتمثيل السياسي او الانتخابي .... وفي هذا المجال اورد قصة للمنفعة :
في عام 1974 كان "مهاتير محمد" ضيف شرف في حفل الانشطة الختامية لمدارس "كوبانج باسو" في ماليزيا، وذلك قبل ان يصبح وزيرا للتعليم في السنة التالية ثم رئيسا للوزراء عام 1981 ، قام مهاتير في ذلك الحفل بطرح فكرة عمل مسابقة للمدرسين وليست للطلاب وهي توزيع بالونات على كل مدرس ، ثم طلب بأن يأخذ كل مدرس بالونة وينفخها ومن ثم يربطها في رجله، فعلاً قام كل مدرس بنفخ وربط البالونة في رجله ، جمع مهاتير جميع المدرسين في ساحة مستديرة ومحدودة وقال: لدي مجموعة من الجوائز و سأبدأ من الآن بحساب دقيقة واحدة فقط، وبعد دقيقة سيأخذ كل مدرس مازال محتفظاً ببالونته جائزة !
بدأ الوقت ..... وهجم الجميع على بعضهم البعض كل منهم يريد تفجير بالونة الآخر حتى إنتهى الوقت ، فقط شخص واحد بقي محتفظاً ببالونته .........
العبرة ...... وقف مهاتير بينهم مستغرباً وقال : لم أطلب من أحد تفجير بالونة الآخر؟ ولو أن كل شخص وقف بدون إتخاذ قرار سلبي ضد الآخر لنال الجميع الجوائز ولكن التفكير السلبي يطغى على الجميع ، كل منا يفكر بالنجاح على حساب الآخرين ، مع أن النجاح متاح للجميع ، لكن للأسف البعض يتجه نحو تدمير الآخر وهدمه لكي يحقق النجاح.
ِ



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام والسياسة
- بحرٌ هاج
- هاجس البحث عن الخلود
- داعش والصحراء
- قصيدة - انا الحب -
- بخيت وعديلة في البرلمان العراقي
- الحب والزواج
- الرمز والرمزية
- عذر اقبح من فعل
- شعرة من جلد خنزير
- قصيدة - عادة -
- حاوريني
- في اسطبل الحمير
- ألقرموطي العراقي من جديد


المزيد.....




- طائرة ركاب تضطر للقيام بانعطاف حاد لتفادي اصطدامها بطائرة قا ...
- وزراء خارجية 25 دولة: معاناة المدنيين في غزة بلغت -مستويات غ ...
- السعودية تُعلن موقفها من بيان 26 دولة بشأن إنهاء الحرب في غز ...
- قوتها الماء لـ5 أيام.. سيدة غزية تروي معاناتها اليومية للحصو ...
- التحول للهيدروجين في صناعة الصلب.. لماذا لا يكفي المال وحده؟ ...
- العمل الخيري بسوريا.. غياب بعهد الأسد وبحث عن الهوية بعده
- مؤرخ أميركي: لماذا لم يعد الأميركيون ينتفضون ضد سياسات غير ش ...
- -نتفليكس- تعتمد لأول مرة على الذكاء الاصطناعي التوليدي في أع ...
- الجامعة العربية تبحث على مستوى المندوبين الأوضاع في غزة
- نتنياهو يشترط استسلام حماس لوقف الحرب


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر حسين سويري - منهج الفكر السياسي بين الايثار والحسد