أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس حميد أمانة - أنتن الأمل .. فلا تستسلمن














المزيد.....

أنتن الأمل .. فلا تستسلمن


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 13:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المقالة مهداة للسيدة الفاضلة أم يوسف

من بين كل مجموعة من الناس تبرز بعض الشخصيات المختلفة والمتميزة عن الآخرين كما النور في نهاية نفق مظلم .. وهذا شيء طبيعي بحكم التباين بالخلفيات الثقافية والاجتماعية للأفراد ذكورا كانوا أم أناثا .. اضافة الى التباين في البيئات التي نمت وترعرعت فيها تلك النماذج البشرية .. ناهيك عن الخلفية الدراسية والتوجهات الفكرية لهم والمطالعات الثقافية ونوعية الاحتكاك مع مختلف الثقافات وكذلك مستوى الادراك ومدى سعته وتفاعله مع المجتمع الذي ينتج ردود أفعال مختلفة تجاه الحوادث الاعتيادية وغير الاعتيادية .
في مجتمعي الذي أعيش فيه وحتى في محل عملي أرى نماذج متباينة في نظرتها للموضوع الواحد والسبب كما ذكرت في مقدمة المقال .. السؤال هنا : هل ان الناس أحرار كما ولدتهم أمهاتهم وكما أقرت به وثيقة حقوق الانسان العالمية ؟ وهل ان الحرية تعني الشمولية في طريقة العيش والمعتقد والدين والمذهب ؟ بالتأكيد نعم ولا يختلف اثنان على ذلك نظريا على الأقل مع التباين في التطبيق المستند الى تفسير وفهم المعطيات .. لكن هل تعني هذه الحرية فرض الرأي والعقيدة التي نعتقد بها على الآخرين ؟ ذلك أسوأ ما في فهمنا لحرية الانسان ورقيه الاجتماعي ..

لنعد للبداية ولنطرح مثالا حياتيا بسيطا نصطدم به كل يوم من خلال الأسئلة التالية : ما هو الشرف ؟ ماهي الفضيلة ؟ ماهو الولاء ؟ لمن الولاء؟

الاجابة نظريا في غاية البساطة ولا يختلف عليها الكثير الا في جزئيات صغيرة جدا .. الا اننا في التطبيق الفعلي للاجابة عن تلك الأسئلة نصطدم بمديات هائلة من التباين .. المتدين أو المتطرف سيجيبك ان الشرف هو حجب الأنثى في البيت وعدم اختلاطها بالذكور لتقوم بالمهمة المقدسة وهي تلبية حاجات الزوج العاطفية والمعيشية وانجاب الأجيال اللاحقة وتربيتها على نفس النهج ؟ من سيختلف مع هذه الفئة في ان دور الأنثى في تلبية رغبات الرجل لا بديل عنه ؟ .. ومن سيختلف مع هؤلاء أن الأنثى هي الكائن الوحيد القادر على الانجاب ؟ ومن سيختلف معهم ان الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ؟ ولكن .. كم من الأناث أرى بشكل يومي ممن يعملن معي وممن يعملن في المصانع والمزارع وحتى الأسواق ممن يكن المعيلات الوحيدات لعوائلهن أو ممن يساعدن أزواجهن في تحمل الأعباء المادية للمعيشة الشريفة .. فهل سنطردهن من خانة الشرف ؟

ولو سئلت البعض ممن هم أقل تطرفا من الذكور أو حتى من الأناث لأجابك بأن الشرف والفضيلة هما جلوس الأنثى في محل وظيفتها جامدة الوجه لا تبتسم بوجه أحد حتى لا تثير فيه مكامن الرغبة .. ولا يخرج صوتها الا عند الضرورة القصوى فهو عورة .. ناسيا ان المرأة في صدر الرسالة حملت سيفها تقاتل به مع الرجال وسهرت حتى الصباح لتداوي الجرحى ..

أما الولاء فتلك مسئلة يختلف الكثيرون عليها .. وأستحضر هنا كتابات عالم الاجتماع والمؤرخ العراقي الكبير الدكتور علي الوردي الذي بحث كثيرا في تاريخ العراق وطرحه من وجهة النظر الاجتماعية كما بحث كثيرا في الشخصية العراقية .. ان العراقي بشكل عام لازال واقعا تحت تأثير البداوة التي انسحبت منذ قرون طويلة على شخصيته وبالتالي أداؤه وسلوكه المجتمعي وذلك لأسباب تاريخية وجغرافية كثيرة لا مجال لطرحها هنا .. ان الفرد هنا ونتيجة لكل ذلك لا يجد قوته ووجوده بسيادة القوانين المؤسساتية للدولة بل بقوة من يقف خلفه من عشيرة وأهل وزاد الطين بلة كثرة الأحزاب مما ولد تيارا آخر ينحى نفس المنحى وباتجاه واحد وهو قوة الفرد المتأتية من قوة عشيرته أو أهله أو الحزب الذي ينتمي اليه .. لقد ولد ذلك كله تشتت الولاءات والانتماءات فأصبح الولاء للوطن أو للفكر السامي أضعف بكثير .. ذكرت مرة في مقال لي في الحوار المتمدن بعنوان مشاهدات من المانيا – الجزء الثالث ان " الهر ماير " ذلك الألماني البسيط في أحد المصانع قد انتخب أكثر من مرة مثالا للألماني الشريف قياسا لحبه وولاءه لوطنه واخلاصه في العمل (*) .ان مفهوم الشرف والفضيلة في مجتمعاتنا يختلف بشدة عن مفهوم الشعوب المتحضرة له .. لقد فهمنا الشرف والفضيلة وفق مفاهيم وضعية وضعناها نحن وتوارثناها جيلا عن جيل وفي النهاية غرقنا فيها دون المقدرة على التخلص منها .. أحسب ان مثلنا كمثل من حفر خندقا غرق فيه .. ناهيك عن من راقت له فكرة غرقه في هذا الخندق ..

قبل أيام وجدت احدى زميلاتي في العمل وهي عابسة الوجه وقد بدت الكآبة واضحة على قسماتها وذلك على غير ما اعتدت عليه منها من الابتسام والمرح اللذان يطبعان شخصيتها البسيطة الحلوة .. لقد ألقت عليها احدى الزميلات محاضرة عن الشرف والفضيلة ومفهومهما لديها وضرورة عدم الابتسام وماشابه ذلك ليفهم الجميع انها " سيدة فاضلة " ! ! ! كان ردي عليها هو سؤال واحد : " هل تحترمين نفسك ؟ " عندها أجابتني وباندهاش : " بالطبع " .. قلت مبتسما : " لماذا ؟ ما فضلك وامتيازك عن الآخرين ؟ " .. أجابتني بأنها تؤدي عملها دون تلكؤ وتحترم بيتها وعائلتها وهما شيئان تحرص عليهما.. أجبت بسرعة : " انك اذن سيدة فاضلة ".. ثم أردفت لها قائلا : " أنتن الأمل .. فلا تستسلمن " ... ابتسمت لي بود عميق وهي ممتنة .. فغادرتها وقد تجدد في نفسي الأمل وأنا ألمح النور في نهاية النفق المعتم ..

-----------------
(*) اقرأ المقال ان أحببت في الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372199



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل الروح .. وتراتيل الجسد
- أفروديت
- احسان عبد القدوس .. وأدب الخروج - الجزء الثالث
- المفتاح
- علاقات خطرة
- حنين
- احسان عبد القدوس .. وأدب الخروج - الجزء الثاني
- احسان عبد القدوس .. وأدب الخروج - الجزء الأول
- محمد الماغوط .. وهاجس الخوف والضياع
- تفجيرات اليوم .. عجز لحكومة بغداد .. أم ماذا ؟
- زوربا اليوناني .. ونيكوس كازانتزاكيس .. وملحمة الروح والجسد
- تاراس بولبا .. قراءة ثانية
- نساء فقدن أسمائهن
- مشاهدات من المانيا - الجزء التاسع
- عذاب آل كشموش .. شخصية لن تتكرر
- قوة الرجل .. وضعف المرأة .. وزوربا اليوناني
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الرابع
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الثالث
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الثاني
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الأول


المزيد.....




- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...
- “قدمي الآن” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل في ا ...
- شروط صرف منحة الزواج ومقدارها والمستندات المطلوبة من التأمين ...
- تطابق الحمض النووي.. شقيقان مراهقان يوجهان تهمًا بـ-الاعتداء ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس حميد أمانة - أنتن الأمل .. فلا تستسلمن