أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس حميد أمانة - قوة الرجل .. وضعف المرأة .. وزوربا اليوناني














المزيد.....

قوة الرجل .. وضعف المرأة .. وزوربا اليوناني


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 15:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نحن نعيش في مجتمع شرقي .. وهو مجتمع ذكوري بغالبيته .. ذلك شيء مسلم به ..
خلقت المرأة أضعف بنية من الرجل عموما .. والرجل أقوى .. أو هذا ما نشأنا عليه رجالا ونساءا .. ان قانون التطور يفرض نفسه على الجميع .. فالرجل الرياضي أقوى جسدا وأمتن عضلات وأقدر على المطاولة مني أنا مثلا حيث لا أمارس الرياضة بسبب مشاكل صحية .. ولو امتنع جميع الرجال عن ممارسة الرياضة أو الاتيان بالأعمال الشاقة لأصبحوا ضعاف البنية .. هذا شيء معقول .. أشاهد كثيرا فتيات ونسوة رياضيات من مختلف دول العالم ولاسيما ممن يمارسن الرياضات الشاقة أو العنيفة كالملاكمة أو المصارعة أو رفع الأثقال أو ماشابه ذلك فأندهش لقوة العضلات وضخامة الجسد ولا أتصور لنفسي مباراة تنافس مع أية واحدة منهن بجسدي الضعيف وعضلاتي النائمة .. سأكون الخاسر الأكبر بالتأكيد ..
مرة تبخترت احدى زميلاتي المهندسات بقميص أرسلته لها عمتها من المانيا .. كان جميلا حقا .. زين صدره برسم كاريكاتوري يمثل امرأة منفوشة الشعر ساقطة على الأرض ونظرة الرعب تحتل كل تقاسيم وجهها .. بدءا من العينين الجاحظتين الى الفم المفتوع بسعة .. ويقف على رأسها رجل قوي البنية طويل القامة مفتول العضلات .. ترتسم نشوة النصر على محياه .. وقد كتب على القميص باللغة الألمانية العبارة التالية :
" Man ist schtark, als dame ist schwach "
وسألتها مشاكسا ان كانت تعرف ترجمة العبارة فأجابت بالنفي .. ولما كنت أتذكر الكثير من الكلمات والعبارات باللغة الألمانية بعد سفري الى المانيا لثلاث مرات أجبتها ان الترجمة بالعربية تعني : " الرجل قوي .. قدر ما تكون المرأة ضعيفة " .

هل حقا ان المرأة ضعيفة ؟ وما مقدار ضعفها قياسا بقوة الرجل ؟ هل هناك مجالات تكون فيها المرأة أقوى وأقدر من الرجل ؟ هل هناك أعمال " ذكورية " وأعمال " أنثوية " ؟
لقد عشت بداية سنوات عمري في مدينة المشخاب الغافية على شط الفرات وسط العراق.. ولمن لا يعرفها فهي مدينة الرز العنبر ذي الرائحة الزكية والنخيل بأشهى أنواع تمره .. ومن الطبيعي ان يعمل أغلب الساكنين في مجال الزراعة ما عدا النسبة الأقل ممن يعمل بوظائف حكومية لا سيما في مركز هذه المدينة .. وهذه حقيقة يمكن أن تعمم على كل المدن الزراعية في العراق بل وكل بلدان العالم ..
أتذكر أن أغلب المزارعين كان يتزوج أكثر من امرأة لينجب المزيد من الذرية ليكونوا له عونا في زراعة الأرض اضافة الى أعمال البيت الآخرى المختلفة ومنها بالطبع أن تكون المرأة معمل تفريخ .. ووعاء تفريغ اللذة .. ومتنفس الغضب .. المرأة لم تساو الرجل هنا فحسب بل فاقته في تحمل الأعباء التي لا يطيقها أقوى الرجال .. ولا زلت أتذكر بوضوح العديد من المزارعين ممن كان يجلس في المقهى عصرا يحتسي الشاي ويدخن " وأناثه " يعملن في الحقل ..
أين اختفت قوة الرجل هنا ؟ لماذا لم يستخدمها في حقله جنبا الى جنب مع الأنثى ؟
الحقيقة المرة ان قوته لم تختف .. بل هي ظاهرة وواضحة في استخدامها لتسخير الأنثى وتسهيل انقيادها لمطاوعته وقيادته .. لكن هذا لا يعني الا تكون هناك طفرات في التعامل السوي حيث لاحظت بعض عوائل المزارعين لا سيما في شمال العراق ممن تكون المساواة في تقاسم العمل والجهد بين الذكر والأنثى طبيعة وخلقا رائعا رغم ان البداوة تطغى كثيرا على سلوك الذكر فيما يخص مواضيع الحياة العاطفية للمرأة أو الفتاة في سن النضج وفيما يتعلق بالزواج واختيار الشريك ..
وهناك تفاوت كبير في منزلة الأنثى في البيت والتخاويل الممنوحة لها في مواضيع كثيرة وبسيطة كاستقبال الضيوف في الدار عند غياب الرجل .. ففيما يحتم العرف تقنين استقبال المرأة للضيوف من الرجال في الدار الخالية من رجل البيت في الوسط والجنوب أو استقبالهم الحذر بحكم العرف والشريعة .. تقوم المرأة في الشمال باستقبال الجميع وأخذ دور الرجل في الترحيب والضيافة والمصافحة وحتى ذبح الذبائح ان استدعى الأمر ولحين رجوع الرجل الغائب .. بل وحتى استكمال الضيافة وان كان الرجل غائبا ولا يستطيع الحضور ..
هل ساوت الأنثى " الضعيفة " هنا ذكرها " القوي " ؟.
وفي محور مماثل كنت أذكر دائما أمام بناتي وهن ببداية تفتحن للحياة ضرورة الاستقلال الاقتصادي للمرأة وضرورة أن يكون لها مصدر أو مورد اقتصادي منفصل عن مورد الرجل ..فهو تغذية اضافية لبيت الزوجية المستقبلي .. وتخلص من هيمنة رجل تحكمه البداوة كما يعبر دائما عالم الاجتماع الكبير الدكتور علي الوردي رحمه الله .. ما كان ولا زال يدعوني الى ذلك تلك الذكريات السقيمة للنساء في العائلة التي ترعرعت فيها حيث كان أغلب الرجال ممن سبقوني من الأجيال من عائلتي من المتزوجين مرتين .. لقد كان القاسم المشترك لهاتيك النسوة .. الأمية أو التعليم الذي لا يكاد يذكر وجلوسهن في البيت معامل تفريخ وأوعية تصريف للشهوة .. اضافة لأعمال المنزل الآخرى .. وخضوعهن المهين لسطوة الذكر ..كن كلهن ممن يعتمدن في حياتهن ومعيشتهن على الذكر القوي .. وبالطبع كان رضا الرجل يعني استمرار المصروف اليومي ورغد العيش والتفضيل .. وبالمقابل فان سخطه مساو للحرمان .. وأكاد أجزم ان هذه العبودية الاقتصادية كانت منزلقا خطيرا لوقوع الأنثى في أحابيل الازدواجية الشخصية .. ولا أعني بها المرض النفسي الشائع .. بل أعني أن تكون المرأة على غير ما جبلت عليه لاتقاء شر الذكر وسخطه وموثوقية استمرار التمويل المادي والعاطفي .. وبالطبع كان الذكور على شاكلتين .. من يخدع بلطف الأنثى وطواعيتها دون ادراكه للقناع الذي تلبس بالأنثى .. ومن كان يعرف الحقيقة لكنه لا يهتم بها كثيرا محدثا نفسه كزوربا اليوناني : " آه .. هكذا خلقت المرأة .. وهكذا خلقنا نحن الرجال ".
ان ضعف المرأة وقوة الرجل أسطورة صدقنا بها ولا نريد لها الزوال ..



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الرابع
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الثالث
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الثاني
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الأول
- من نوري السعيد الى غرو هارلم
- مشاهدات من المانيا - الجزء الثامن
- مشاهدات من المانيا - الجزء السابع
- مشاهدات من المانيا - الجزء السادس
- مشاهدات من المانيا - الجزء الخامس
- مشاهدات من المانيا - الجزء الرابع
- مشاهدات من المانيا - الجزء الثالث
- مشاهدات من المانيا - الجزء الثاني
- ما الذي ستقدمه بغداد لأمريكي وايطالي وفرنسية ؟
- مشاهدات من المانيا - الجزء الأول
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السابع والأخير
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السادس
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الخامس
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الرابع
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الثالث
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الثاني


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس حميد أمانة - قوة الرجل .. وضعف المرأة .. وزوربا اليوناني