أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السابع والأخير














المزيد.....

مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السابع والأخير


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 14:45
المحور: كتابات ساخرة
    


ظننت انني قد كتبت كل ما تذكرته عن النرويج وطبائع بقية الشعوب الأسكندنافية أبان سفري الى النرويج عام 1981عندما أكملت الجزء السادس من هذه المشاهدات لكن بعض الذكريات المهمة خطرت ببالي وأنا أمر بموقف لا أحب لأحد أن يمر به .. كنت أتذاكر مع صديق لي صباح اليوم عن سرقة حدثت في بيتي غيرمكتمل البناء عندما سرقت قابلوات التغذية الكهربائية منه ثم عرجنا بحديثنا غير الممتع الى ما جرى من أعمال سلب ونهب منظم وغير منظم للمباني والمنشئات الحكومية على مدار الأحداث التي جرت عامي 1991 و 2003 في العراق . هل كنا تحت تأثير العقلية البدوية المرتكزة على ثقافة الغزو من أجل البقاء كما قال المؤرخ وعالم الاجتماع العراقي الكبير الدكتور علي الوردي؟ هل كنا نرزح تحت وطأة جوع قاتل قادنا لتوفير لقمة نحيا بها من خلال نهبنا تلك المباني والممتلكات؟ هل كان اسرافا في الانتقام من حكومة جائرة؟ ما تبريرنا أمام شعوب العالم وحضاراته لسرقتنا تاريخنا من المتحف العراقي؟ ما كان كل ذلك؟
تذكرت انني عندما كنت في النرويج كنت أعبر كل مساء الطريق السريع حيث الفندق الذي نسكن فيه الى الجهة المقابلة من خلال نفق يمر تحت الطريق لكي أستقل الحافلة الى مركز المدينة .. وكنت أشاهد كل مساء دراجة هوائية مركونة على جدار النفق دون قفل وعندما رجعت عند منتصف الليل أو بعده بقليل في الليلة الأولى لم أجد تلك الدراجة فكان تعليق صديقي وزميل السفر خالد الجنابي بابتتسامة ذات مغزى بأن الدراجة قد سرقت !!! لكننا عدنا لنجدها في اليوم التالي ثم رجعت واختفت عند عودتنا .. وقد تكرر الأمر ثم عرفنا لاحقا ان شخصا يسكن في مكان لا تصله الحافلة كان يأتي الى النفق بالدراجة ثم يركنها في النفق ودون قفل ليستقل الحافلة الى عمله ثم يستعيدها مساءا عند عودته ... كان ذلك أمرا رائعا أختبره للمرة الأولى منذ زمن بعيد ..
وفي مقر الشركة التي كنا نتددرب فيها لاحظت وجود معطف في غرفة دورة المياه الفارغة وكان طرف حافظة نقود جلدية يبين من أحد جيوب المعطف.. وقد تكرر ذلك عدة مرات وأعترف ان الفضول الشديد دفعني للتأكد من ( غباء ) صاحب المعطف بالتأكد من وجود نقود في الحافظة الجلدية .. ولم أستطع أن أقاوم تيار الفضول الذي ابتدأ يحتل أوردتي بقوة فمددت يدي لأفتح الحافظة ولأتفاجأ بوجود الكثير من النقود .. حسنا اذن .. تأكد لي ( غباء ) صاحب المعطف .. فأرجعت الحافظة الى مكانها .. ومن المضحك اني وفي مساء أحد الأيام رأيت الشاب النرويجي الذي كان يجلس بجانبي كل صباح في قاعة المحاضرات وهو يرتدي ذلك المعطف وعندما سألته بحشرية ان كان من الأفضل له أن يضع حافظته في جيب بنطاله بدلا من تركها في المعطف خشية وقوعها .. لا حظ انني اخترت كلمة ( وقوعها ) بدلا من ( سرقتها ) حيث اعتقدت ان وقعها سيكون أفضل على شاب أسكندنافي تربى بهذه الأسلوب .. فأجابني مبتسما : لا أعرف ..
وقد تكررت مشاهداتي لأشخاص يوقفون سياراتهم ومحركها لا يزال يدور والمفاتيح معلقة بالمقود ودون اقفالها ثم يذهبون الى دكانة أو صيدلية ليشتروا شيئا دون التفكير باحتمال سرقة السيارة .. يا سلام يا أصدقاء .. ما أحلى الحياة هكذا ....
حدث مرة ان كنا ننتظر زميلنا من الامارات العربية للذهاب سويا الى الى مركز المدينة للتسوق وعندما تأخر في تبديل ملابسه رجعت الى قاعة الاستقبال في الفندق واتصلت بغرفته هاتفيا ليعجل .. فنزل مسرعا ثم ركبنا الحافلة لكننا عند وصولنا مركز المدينة رجع قافلا الى الفندق بسيارة أجرة لكونه وبسبب العجالة نسي مبلغ ثلاثة آلاف دولار على منضدة الزينة .. وعند المساء أخبرني انه وجد المبلغ كاملا منضودا على المنضدة .. ثم لاحقا التقتت به الفتاة المكلفة بتنظيف غرفته وهي غاضبة منه لتركه المبلغ معرضا ( للضياع ) .. لاحظ انها استخدمت كلمة ضياع بدلا من ( سرقة ) .. يا سلام .. وقد رفضت منه ورقة المئة دولار التي قدمها لها كهدية نظير حرصها وأمانتها قائلة انها تتقاضى راتبا جيدا من الفندق.. لا بد لي أن أقول يا سلام مرة أخرى .. فاعذروني ..
في أحد الليالي كنا نسهر في منتدى ليلي حيث كانت هناك فرقة جيكسلوفاكية مؤلفة من ثلاثة عازفين ومغنية رائعة الجمال تغني وترقص وقد تحركت أوصال جسدي شيئا فشيئا ولم أجد نفسي الا وأنا أقفز الى المنصة متمايلا مع ايقاعات جسدها المطاطي ذائبا في الحشد مع هؤلاء النرويجيين الراقصين .. بعد ساعة أو أكثر وعندما رجعت الى أصدقائي اقتربت مني فتاة نرويجية وبيدها حزمة من الأوراق النقدية من فئة المئة دولار متسائلة ان كانت تعود لي أم لا ؟ أعترف انني تفاجأت ولم أمد يدي لها بل الى جيب صغير كنت أحتفظ بداخله بمبلغ الفين ومئتي دولار فلم أجد شيئا وترددت في اجابتي فقالت لي :" أرجوا ان تخبرني ان كان عائدا لك لتأخذه أو أسلمه لادارة النادي" .. هكذا وبكل بساطة فبمجرد أن أجيبها بأن المبلغ لي فانها تعطيني اياه .. يا للأمانة .. يا للثقة .. يا للعالم الذي لم نعش ولن نعيش مثله ..
وعندما أخذت المبلغ منها رفضت أي هدية مقابل ذلك .. فأصررت عليها للجلوس معنا لاحتساء الجعة الباردة والتعرف الى بقية الصحب ثم سألتها ان كانت قد شاهدت النقود وهي تقع من جيبي ولشدة دهشتي أجابتني بالنفي !!! فقلت كيف توجهت لي مباشرة للاستفسار وانت لم تري النقود وهي تسقط من جيبي؟ فكانت اجابتها انها كانت على المنصة مع الراقصين وقد لاحظت انني ( الأجنبي الوحيد ) الموجود معهم وهم يستعملون عملة الكرونر النرويجي وليس الدولار الأمريكي !!!
لقد أصبحت ( أجنبيا ) !!!
لا بد لي من القول مجددا : ياسلام ...



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السادس
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الخامس
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الرابع
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الثالث
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الثاني
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الأول
- هل يستحق عبد الهادي المجبل الفرعون كل ذلك ؟
- قوادون .. لصوص .. متسولون .. وخمارون من الزمن الجميل
- الجاسوسان
- أنا .. ومعي الآخرون


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السابع والأخير