أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - أنا .. ومعي الآخرون














المزيد.....

أنا .. ومعي الآخرون


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 14:02
المحور: كتابات ساخرة
    


كان الوقت بعد الظهر عندما ركبنا السيارة الى مدينة كربلاء .. أنا وزوجتي واحدى ابنتي .. لقد تعودت ان أنزل عند رغبات أبنائي وبناتي رغم عدم قناعتي برغباتهم .. ببساطة لأنهم لا يفكرون مثلي .. لقد وضعت نصب عيني انهم من جيل غير جيلي الذي انتمي اليه .. ابننتي بدورها نزلت عند رغبة أهل خطيبها بأن يكون عقد الزواج الشرعي على يد أحد رجال الدين في كربلاء ..
توقفت بسيارتي عند الساحة الكبيرة في مدخل المدينة ثم انظم الينا خطيبها ووالداه .. دلفنا نحن الستة الى حجرة صغيرة لنقابل رجل دين في أواسط العمر وقد كان جالسا على الأرض المفروشة بالسجاد يقرأ في كتاب وعلى الرفوف أمامه وخلفه وعلى جانبيه تتوزع آلاف الكتب منظمة في الرفوف الخشبية الجميلة الصنع ..لا حظت انه كان يضع عمامته جانبا وقد حل مئزره طلبا للراحة أثناء القراءة .. طلب منا الدخول الى غرفة داخلية ريثما يستكمل لبس ملابسه الرسمية المعدة لمثل هذه الأعمال ..
دخلنا الغرفة .. كانت ذات انارة أقل ومكعبة نوعا ما وتخلو من رفوف الكتب وقد فرشت الأرضيات في ثلاث جوانب منها بفراش بسيط افترشناه منتظرين دخوله الذي لم يطل علينا كثيرا اذ دخل حاملا سجلا كبيرا بين يديه وما لبث ان جلس معنا فاتحا السجل .. بعد سؤاله عن الزوجين طلب هويتيهما التعريفيتين ثم هويتي الأبوين ثم طفق ينقل المعلومات بسجله ولم نستغرق في هذه المراسم الا دقائق قليلة تبودلت بعدها التهاني وقدمنا له هدية بسيطة فشكرنا بهدوء وهممنا جميعا بالخروج ..
كنت أول الهامين بالخروج عندما دخل علينا رجل دين آخر أكبر منه سنا كما بدا لي فاستوقفنا سائلا رجل الدين الأول عما كان يفعله فرد عليه بأنه عقد زواج الشابين .. تجهم وجه الأول بشدة وصاح به وهو ينظر الينا شزرا : " لو كنت محلك لما عقدت زواجهما " كانت المفاجأة مدهشة لي وللجميع وأنا أتسائل عن الخطأ الذي قد نكون ارتكبناه دون قصد عندما فهمت حين أردف بعد هنيهة : " كيف تعقد زواجهما وفي الغرفة رجال حليقو الذقون؟"
تلعثم والد الزوج وأجابه : " انني أترك ذقني بدون حلاقة طيلة عمري كما عودني والدي لكنني أواجه حاليا مشكلة حساسية في الجلد وقد نصحني الطبيب بحلاقة ذقني مؤقتا ريثما أتعافى " كان هذا ما ينتظره رجل الدين المتجهم .. اجابة واعتذار تدعم مركزه القيادي الروحي والديني .. اذ لا أحد لا يذعن هنا.. حدست ان الرجل يفكر بعقيدة " الأنا .. والأنا فقط .. وليس هناك من آخر.." وأنا أعتقد بعقيدة " الأنا .. ومعي الآخرون " .
زعق بي ملتفتا الي : "وانت؟" .. فأجبته بهدوء قاتل : " أحلق لحيتي وشاربي منذ أربعين عاما ولا مشكلة طبية لدي " كان هذا أكثر مما يتحمله .. فاحتقن وجهه " غضبا لله " وفتح فمه ليقول شيئا الا انني أردفت " وسأبقى حليقا حتى القبر" .. ثم خرجت .. تبعني عندها الآخرون صامتين ....



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - أنا .. ومعي الآخرون