أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الرابع














المزيد.....

مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الرابع


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 11:03
المحور: كتابات ساخرة
    


النرويجيون كبقية الشعوب الاسكندنافية شعب لطيف .. مهذب.. يميل للسلام..أذكر مرة وأنا أحمل كاميرتي الصغيرة داخل غابة سحرتني جدا ولم أجد نفسي الا وأنا وسط معسكر لجنود أو شرطة من الجنسين فهنا اثنان يفككان بندقية رشاشة ومجموعة آخرى عاكفة على عمل لم أتبينه .. .. هكذا ببساطة دون اختراق رأسي برصاصة .. ودون سر الليل .. ودون تفتيش .. ودون ايقافي .. أو حتى تقريعي لاقتحام المعسكر هكذا ومعي كاميرتي.. ارتبكت وانا أحاول أن أجد طريق الخروج الذي ضاع من بين قدمي وابتساماتهم الخجولة تودعني حتى خرجت..
ومرة أريت زميلي النرويجي عددا من الصور التي التقطها بعض المارة لي فقال بفخر وهو يشير الى بناية كانت خلفية لي في احدى الصور: هذه بناية البرلمان !!! حسنا اذن.. لم يعتقلني أحد لتصويري بناية برلمانه.
في أحد الأيام دخلت متجرا كبيرا (مول) لأشتري معطفا فأعجبني أحد المعاطف المعلقة فلبسته لأقيس حجمه وكان مناسبا جدا ولم أكتف بذلك فوقفت أمام المرآة لأرى ملبسه علي فكان رائعا جدا فخلعته ووضعته على يدي ثم ذهبت لأجمع أشياء آخرى لأشتريها دفعة واحدة..كل هذا ورجل أنيق ينظر الي وابتسامة لا تفارق وجهه..لم أعره اهتماما حتى أكملت تسوقي.. وما ان ذهبت الى عاملة آلة النقود كي أدفع الثمن حتى تقدم الرجل نحوي قائلا :
He: Can I go home back?
I: Why not, Sir?
He: What would I tell my wife, if she would see me back without my coat?
سألني بلطف ان كان يستطيع العودة للبيت فأجبته لم لا .. فكان رده غاية في اللطف والطرافة : ما الذي سأقوله لزوجتي ان رجعت الى البيت بدون معطفي ؟
عرفت تلك اللحظة لماذا كان يراقبني.. لقد التقطت معطفه المعلق على الحائط من ضمن مشترياتي دون أن الحظ ذلك ودون أن يزعجني !!! لكم أن تتصوروا مدى الاحراج الذي وقعت فيه فأرجعت له معطفه وأنا أكرر اعتذاري.. لقد كان من الطبيعي ان يعلق الناس معاطفهم وقبعاتهم وما شابه ذلك عند دخولهم لدفء الجو داخل المتجر .. لقد كانت المرة الأولى في حياتي التي أدخل فيها مثل هذه المتاجر الكبيرة.. وأحسب انني تعلمت شيئا حينها.
وعند عودتي الى مطار بغداد ونزول الركاب وقفنا في طابور أمام اللافتة التي كتب عليها للعراقيين وكانت هناك لافتتان احداهما للعرب والآخرى للاجانب.. وقف أمامي شخص يرتدي بنطلونا قصيرا ويضع قبعة على شعره الأشقر ويتدلى غليون من فمه.. هذا الأجنبي المسكين لم ينتبه الى ان طابورنا مخصص للعراقيين فقط فنبهته قائلا :
I: Sir, this queue is not for foreigners, but that one.
فأجاب بعصبية والغليون لا يزال في فمه : منو كالك آني فورينر؟
" من الذي قال لك انني أجنبي؟ "
أسقط في يدي من شدة الاحراج .. لقد كان عراقيا مثلي.. ولو كان اسكندنافيا لشكرني على التصحيح.



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الثالث
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الثاني
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الأول
- هل يستحق عبد الهادي المجبل الفرعون كل ذلك ؟
- قوادون .. لصوص .. متسولون .. وخمارون من الزمن الجميل
- الجاسوسان
- أنا .. ومعي الآخرون


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الرابع