أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الثاني














المزيد.....

مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الثاني


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 11:41
المحور: كتابات ساخرة
    


مصر جميلة .. والقاهرة بزحامها أجمل ما في مصر ..ومن يستطيع قول غير ذلك؟
كان الوقت عصرا عندما اقتحمت أذني كلمات باللهجة العراقية الدارجة.. استدرت لأجد خلفي شابين كان المتحدث منهما الأصغر اذ كان لا يتجاوز الثامنة عشر من عمره .. كان يحاول وبسذاجة أن يغلب ( جدعا ) مصريا يبيع ألبومات صور مغلفة بغطاء شفاف من النايلون الخفيف .. كان منظر الفرعون بلحيته المستعارة والشمس على يمينه يبدوا رائعا جدا من تحت التغليف.. طلب البائع المتجول خمسة جنيهات عن الألبوم متذرعا بأنه من الجلد الطبيعي والشاب يلح عليه بقبول اربعة جنيهات ونصف .. كان ذلك مبلغا كبيرا جدا اذ كنا في العام 1977 فمابالك ان كان الألبوم مصنوعا من جلد صناعي لا يساوي شيئا ؟
تحركت عندي رغبة الاصطفاف مع هذا العراقي الذي يكاد أن يغلب على أمره بعد افتتانه بالألبوم .. فقلت للبائع بلهجة مصرية أجيدها : " أنا حشتريه منك بجنيه واحد بس " نظر البائع ومعه الشاب العراقي باستغراب فأضفت : " مش بس كده .. حأفتحه من النايلو ( النايلون باللهجة المصرية ) بس عشان أتأكد انو جلد صحيح "...تراجع الشاب عن الشراء وبقيت الشاري الوحيد وعندما أيقن البائع من افلاسه من الجنيهات الخمس أجابني : " طب تاخدو بجنيه بس ما تفتحوش من النايلو " ..
تأكد لي لحظتها ان جلد الألبوم صناعي ولا يستحق حتى الجنيه الواحد .. فلويت للبائع بوزي واستدرت راجعا فلحق بي قائلا " طب خدو بنص جنيه " فأجبت ببرود شديد : " ولا حتي بتلاته ساغ " .. حدث كل ذلك ولا زال ذلك الشاب ومعه صديقه ينظران الي بدهشة شديدة ..
تمشيت مع الاثنين ونصحتهما بالتأكد من أي بضاعة قبل شراءها والابتعاد عن اللهجة العراقية قدر الامكان والشراء من المحلات وليس من بائعي الشوارع .. ثم عرفت ان أحدهما سيغادر غدا عائدا الى بغداد ويحتاج الشاب لشخص آخر يشاركه الشقة المؤجرة لتقليل عبء الايجار وكنت أرغب من ناحيتي بتغييرسكني في فندق قصر النيل حيث يتصدع رأسي بعد منتصف كل ليلة بسبب أصوات طبول ودفوف وألحان رقص شرقي لا أعرف من أين يأتي فوافقت على الفور وانتقلت لأشاركه الشقة خلال الشهر الذي أرغب بقضاءه في القاهرة ..
عرفت لاحقا ان الشاب واسمه كاظم من عائلة نجفية ثرية ولم يستطع الحصول على معدل جيد في السنة المنتهية من دراسته الاعدادية وأرسله أبوه الى مصرللبحث عن قبول في احدى الجامعات المصرية ..ومن الطريف أن أذكر لكم انه وخلال شهر تقريبا قضيناه معا لم يذهب الى أي جامعة للحصول على قبول في احدى الكليات على نفقته الخاصة ولم أسأله عن سبب ذلك قط فقد حدست السبب ..
أعتقد ان الوقت قد حان لأحدثكم قليلا عن شخصيته قبل الاسترسال في الحديث .. كان كاظم شابا بارد الطبع .. ساذجا الى درجة كبيرة ....وكان ذا ثقافة سطحية جدا..قليل الاطلاع ..تبهره أتفه المواقف أو المشاهدات فما بالك اذ كان يسافر مثلي للمرة الأولى خارج وطنه؟
ذهبنا معا مرة للاهرامات فأوصيته ان لا يتحدث الا عند الضرورة .. لحق بنا حينها شخص بلدياتي بجلبابه العريض وسحنته التي لوحتها الشمس كثيرا محاولا ان يكون دليلنا السياحي وبالطبع لن يكون ذلك مجانا فرفضت فألح علي كثيرا ولحق بنا حد الالتصاق فضايقني ذلك جدا وقادني للاصرار على رفض دلالته لنا في الموقع .. وعندما وجدته يلتصق بي كالغراء ويأبى الا أن يكون دليلا سياحيا فقلت له : " مفيش فايده ياخونا من شرحك .. أصل زميلي أجنبي وما يفهمش عربي " .. اعتقدت اعتقادا جازما بأنني قد ألقيت عليه الحجة وسينسحب فما كان منه الا ان بادر بالشرح باللغة الانكليزية وبلكنة مصرية .. ففغمزت كاظم ان لا يفوه بكلمة وقلت للرجل الصمغي : " ياسيدي ما قولت لك ما فيش فايدة .. أصل زميلي فرنساوي وما يفهمش انكليزي .. " ان ما شجعني على قول ذلك هو الشعر الأصفر لكاظم.. فما كان من الدليل الا ان بدل موجته الاذاعية بسرعة البرق وطفق يشرح لكاظم باللغة الفرنسية .. فقلت ممتعضا ويائسا من ان يطلق سراحنا من دلالته الغرائية: " انت حتشرح بمزاجك محدش حيديك ولا مليم " .. فقال لي : " يابيه أنا عايز أخدم وبس ده أنا مش عايز فلوس .."
أسقط في يدي .. تبعتهما وهو يشرح بالفرنسية ويقتاد كاظم الذي تحول بفعل قادر الى أخرس .. وبالطبع لم أفهم كلمة مما قاله لعدم فهمي للغة الفرنسية.......وبعد اعتقاله لنا لنصف ساعة أطلق سراحنا وهو يطالب بعشرة جنيهات .. لكنني لم أعطه مليما فقلت وأنا أسحب كاظم من الجولة : " محدش ضربك على ايدك ياعم .."
حدث كل ذلك وكاظم المسكين لم ينبت ببنت شفة ..للمرة الأولى أصبح مطيعا لي ..
هل سيبقى على تلك الطاعة والسكون ؟ أم سيردني ونفسه في تهلكة مع الفرنسيين ؟ هذا ما سأحدثكم عنه في الجزء الثالث ..



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الأول
- من نوري السعيد الى غرو هارلم
- مشاهدات من المانيا - الجزء الثامن
- مشاهدات من المانيا - الجزء السابع
- مشاهدات من المانيا - الجزء السادس
- مشاهدات من المانيا - الجزء الخامس
- مشاهدات من المانيا - الجزء الرابع
- مشاهدات من المانيا - الجزء الثالث
- مشاهدات من المانيا - الجزء الثاني
- ما الذي ستقدمه بغداد لأمريكي وايطالي وفرنسية ؟
- مشاهدات من المانيا - الجزء الأول
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السابع والأخير
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السادس
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الخامس
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الرابع
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الثالث
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الثاني
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الأول
- هل يستحق عبد الهادي المجبل الفرعون كل ذلك ؟
- قوادون .. لصوص .. متسولون .. وخمارون من الزمن الجميل


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الثاني