أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس حميد أمانة - نساء فقدن أسمائهن














المزيد.....

نساء فقدن أسمائهن


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4210 - 2013 / 9 / 9 - 13:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قبل أربعين عاما كان أخي الأصغر لا يتجاوز الثامنة من عمره عندما شاكسه أحد أصدقائي قائلا له انه يعرف اسم أمه .. وقد أضمر أخي أن يعرف اسم أم صديقي حيث انسحب من الغرفة هو محمر الوجه خجلا من صاحبي .. في اليوم التالي دخل علينا أخي الصغير زاعقا وهو يكاد يطير من شدة الفرح : "غالب .. لقد عرفت اسم أمك" .. ووسط دهشة الجميع أكمل أخي الصغير قائلا : "اسمها أم حسين" .. انفجر الجميع مقهقهين حتى ان أحدهم انقلب من الكرسي ساقطا على الأرض وأخي يدور بعينيه وهو محمر الوجه متسائلا عن سبب القهقهات المنطلقة من الحناجر .. كان موقفا لا ينسى ..
تعتبر اسماء الأناث الصريحة في مجتمعاتنا خطا أحمر لا يجوز تجاوزه .. بل وربما يعتبر شيئا محرجا أو حتى مهينا.. ولا أدري من أين أتت وتكرست تلك الثقافة السقيمة والغريبة في آن واحد .. وأذكر ان الكثير من نسائنا عندما كن يراجعن الأطباء على سبيل المثال كن يسجلن باسماء غير صريحة مثل أم فلان أو أم فلانة وكنت أشاكسهن عندما يضطررن لاعطاء الأسماء الصريحة في المعاملات الرسمية فيتحججن عند ذاك بالاضطرار ..
قبل أيام لفتت انتباهي لافتة لسيدة متوفاة حيث كتب على اللافتة اعلان عن وفاة السيدة الفاضلة عقيلة السيد فلان الفلاني وأم كل من فلان وفلان وفلان ..كثرت الأسماء في اللافتة واختفى اسم السيدة المتوفاة صاحبة الشأن .. فقلت في نفسي ان هذه السيدة الفاضلة قد سلبت اسمها في حياتها ثم سلبته لآخر مرة عندما علقت لافتة وفاتها ..
صحيح ان الظاهرة في انحساربطيء نوعا ما بسبب انخراط الفتيات والنساء في العمل الوظيفي حكوميا كان أو غير حكومي الا ان تلك الظاهرة السلبية والمستمرة منذ قرون طويلة لابد وان نتوقف عندها ونحاربها بكل الوسائل المتاحة .. لماذا نعرف أسماء النساء اللامعات على مر التاريخ ونخجل من ذكر اسم الأنثى الصريح لدينا ونحن نعبر الألفية الثانية الى عصر التحرر المفترض ؟ لماذا لا نفتخر بأسماء أمهاتنا وأخواتنا أو بناتنا ؟ هل ان اسم الأنثى عورة ؟ هل ان هذه الأسماء سبب من أسباب الاثارة لدى الرجل ؟ هل انحدرنا الى مستويات حيوانية يكون فيها مجرد نطق الاسم مثيرا للعواطف والخيالات ؟ هل ان الأنثى أدنى من الذكر ؟ ان معايشة الخطأ اليومية تحوله الى ظاهرة مألوفة يمر الانسان بها دون ان تكون شيئا غريبا أو محفزا يلفت الانتباه .. هذا ما أعرفه .. ولذلك فقد تعودت الكثير من نسائنا الواقعات تحت تأثير تلك الجزئية السلبية من المجتمع على ان يكون الاسم غير الصريح هو المعتاد وان يكون الأسم الصريح شيئا غريبا أو غير مقبول ..
من المعتاد ان يكنى الرجل باسم ابنه حتى وان كانت لديه ابنة كبرى فيقال له أبو فلان بدلا من أبو فلانة .. وهنا تكون الأنثى قد فقدت الأولوية رغم كونها ولدت قبل أخيها متأثرة بتلك الثقافة السقيمة وهي كون مجتمعاتنا مجتمعات ذكورية تفضل الذكر على الأنثى أو تتفاخر بالذكر مستعيبة من الأنثى .. أجد ذلك اصرارا على دفع الأنثى للشعور بالدونية والنقص ودفع الذكر للشعور بالفوقية تحت تأثير مكتسبات مسروقة .. وقد تطرقت الى ذلك مسبقا في مقالتي "ضعف الأنثى وقوة الرجل وزوربا اليوناني" والتي نشرت في وقت سابق في موقع المحور المتمدن هذا ..
قبل سنتين وعندما كنت أحدث ابن عم أبي "طالب" الذي قضى أكثر من أربعين عاما في أوربا ومخاطبا اياه باسم ابنته قائلا " يا أبا ليلى " وذلك من باب الاحترام وليس لسبب آخر رد علي منزعجا بشدة وطالبا مني أن أناديه باسمه الصريح وهو " طالب " .. لم ألمه بل اعتذرت متعللا بفارق العمر بيني وبينه حيث يكبرني بثمانية أعوام .. الا انه أصر على مناداتي له باسمه الصريح الذي يعتبره شيئا يفتخر به حيث الاسم جزء منه ومن شخصيته .. وقد لاحظت ان ابنته من طليقته تنادي زوجته الحالية باسمها الصريح " Cvetca " كما ان ابنة زوجته من زواجها السابق تناديه باسمه الصريح "طالب" .. كان ذلك شيئا رائعا جدا حيث ان المناداة بالاسم الصريح لا تعني عدم الاحترام ..
حسبت حينها اني تعلمت في ذلك الصباح البارد من صباحات سلوفينيا شيئا جديدا ورائعا ..



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهدات من المانيا - الجزء التاسع
- عذاب آل كشموش .. شخصية لن تتكرر
- قوة الرجل .. وضعف المرأة .. وزوربا اليوناني
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الرابع
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الثالث
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الثاني
- مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الأول
- من نوري السعيد الى غرو هارلم
- مشاهدات من المانيا - الجزء الثامن
- مشاهدات من المانيا - الجزء السابع
- مشاهدات من المانيا - الجزء السادس
- مشاهدات من المانيا - الجزء الخامس
- مشاهدات من المانيا - الجزء الرابع
- مشاهدات من المانيا - الجزء الثالث
- مشاهدات من المانيا - الجزء الثاني
- ما الذي ستقدمه بغداد لأمريكي وايطالي وفرنسية ؟
- مشاهدات من المانيا - الجزء الأول
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السابع والأخير
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السادس
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الخامس


المزيد.....




- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...
- “قدمي الآن” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل في ا ...
- شروط صرف منحة الزواج ومقدارها والمستندات المطلوبة من التأمين ...
- تطابق الحمض النووي.. شقيقان مراهقان يوجهان تهمًا بـ-الاعتداء ...
- “سجل الآن واحصل على 1350 ريال” التسجيل في منفعة دخل الأسرة ف ...
- ضحايا الأسيد في مصر .. جرائم عنيفة وقوانين غير رادعة
- عربيا وعالميا.. ترتيب الدول من حيث تعداد أفراد الأسرة الواحد ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس حميد أمانة - نساء فقدن أسمائهن