أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - -2- عراقيات - ومضات قصصية














المزيد.....

-2- عراقيات - ومضات قصصية


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1238 - 2005 / 6 / 24 - 12:08
المحور: الادب والفن
    


-5-
في صميم مؤتمر دولي للدول المانحة للمساعدات ، كان الرجل الممتليء يجول بحقيبته على الوفود
يبكي ... يتعرق ... يتحرق ... ينظر بشغف إلى العيون وحركة الأيادي وهي تمتد إلى الجيوب
يبكي ... يغضب ... يتعذب ... يشكر ... يستنكر
ينهض فرحا ..
ينهض حزينا ..
ينضح عرقا...
في نهاية المؤتمر رفع حقيبته أمام الصحفيين ..
كانت ممتلئة....
هتف بهم ، بحمد الله نجحت دبلوماسيتنا في مؤتمر الدول المانحة وهذه هي شهادة النجاح

**
على هامش المؤتمر ...
كان وكيل الوزير يهرول خلف الدبلوماسي الزنجي الأممي وهو يتعثر
يتحشرج صوته ... يتعرق ... يتوسل
- يجب يا سيدي أن تلزموا حكومتنا بأن تدفع التعويضات المليارية لإيرا.....
- لماذا ندفع للكو... حسب ...؟
- هل لأنهم
Sunni

****

-6-

کان الحسين صبيا فی حجره
کان الحسن صبيا فی حجره
کان علی وعمر وعثمان حوله
وکانوا جميعا يتطلعون بشعف إلى المشهد العراقي

**
الطريق البري الموصل إلى مثلث الموت
فجأة تخرج من بين النخل ثلة من الرجال
لحى سوداء ... وجوه كالحة ... عيونٌ مخمورة ... شفاه متقرحة
دشاديش قصيرة بحجم تنورات الأسكتلنديين
- قف ... قف ..
- السلام عليكم
- إلى أين السفر إنشاء الله
إلى النجف المق...
- أعوذ بالله من غضب الله
وزخ رصاصٌ بطش بالعجوز وأبنتها الحامل والوليد الذي كان على حجرها
في المدخل الآخر لمثلث الموت
- قف ... قف ...
- السلام عليكم ورحمة الله و...
- كفى .. إلى أين السفر إنشاء الله
إلى ال... المقدسة
ما شاء الله الشباب من دليم وجبور وشمر
والنعم ... والنعم ...
وزخ رصاصٌ أطاح بالرجال الخمسة

**
أجهش الرجل بالبكاء .. تقدم صوبه
الثلاثة فطردهم شرّ طردة
ضم الصغيرين إلى صدره وعاود البكاء ... !

***

-7-

الغريب أنه كان متهلهلا هذا اليوم أكثر من المرات السابقة أستقبل محاميه بالأحضان وتدفقت كلمات الود والشوق من بين شفتيه :
- كيف حالك ، والعائلة والويلاد
- كلهم بخير يا سيدي الرئي....
- عال ... عال
وهمّ الرجل بأن يؤتي بما عنده من أخبار المحاكمة وتفاصيلها وشؤون المقاومة الشريفة و...
- لا تشغل بالك ، أدري بيش تفكر ، خلينه من هلأمور ما عاد تهمني
وفرك يديه مبتهجاً .
عندي فقط رسالة أريدك توصلهه للجهلة المجو....
صعق المحامي
- وهاي كيف أوصلهه ...
- مالك شغل ... بس حطه بأذان الشيخ ض... وهوه يوصلهه
- أسمع ... أنطيني إذانك ...
في الإسبوع التالي ، كان الوفد ينزل في مطار ط.... الدولي
شيخ وثلاثة سيدات ومشايخٌ خمسٌ آخرون
يستقبلهم من الطرف الآخر شيخٌ وعشر سيدات وكمّ من المشايخ
عراقيون وإيرانيون وأفغان وباكستانيون ولبنانيون
عراقيات وإفغانيات وباكستانيات ولبنانيات وإيرانيات
عمائم سوداء وعباءات سوداء ووجوه مغلفة بالكامل بالأسود هنا
عقل سوداء وعباءات سوداء ووجوه سوداء وأغلفة سيلفون أسود هناك
الهابطون يحملون صورا كبيرة لوجوه منتفخة ولحى سوداء وعيون عسلية وكوفيات خضراء
المستقبلون يحملون صورا لوجوه معافاة وعيون عسلية وكوفيات خضراء .
يتعانق الجمعان ... الرجال مع الرجال والنساء مع النساء والصور مع الصور... !
ويتم الأتفاق بكفالة الأمير ........... والأميرة موز... والشيخ شعيفان والشيخة حصة الهريبطان و...و...

***
مما تسرب من نصوص الأتفاق أن يحرر السيد .............. السابق من أسره
ويمنح له منصب فخري وتؤمن له حياته مقابل أن تتوقف ال............ الشريفة ويصوت كل الس......
لصالح قائمة حجة الإسلام ............ ويعلن أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام على منهج ..... الأطهار

***
في الزيارة التالية ، كان المحامي يحمل معه البشرى وحفنة كتب طلبها الرفيق المناضل .....
- الكليني والمفيد والبرجوردي والشهروردي والطهراني والبهبهاني
وكتاب تعلم اللغة الفارسية بدون معلم ...!!!
- هذا كل ما بعثه الرفاق آيات الله البينات يا سيدي ، وهم يقرؤنك السلام ...!
- وعليك وعليهم السلام ...
تهلل وجهه بشرا وأنشغل بتقليب الكتب الصفراء العتيقة .
وجد المحامي أن لا ضرورة بعد لبقاءه فهتف مودعا :
- أودعناكم سيدي
أجابه السجين المناضل دون أن يرفع رأسه عن كتابه :
- خدا حفيز ... !!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقيات - ومضات قصصية
- ستلد الوطنية العراقية ولو بعد حين ...فلا تيأسوا أيها الطيبون
- إحتفالية رفاهية البترول توشك على الإنتهاء عالميا
- دروس المرحلة المنصرمة وآفاق المستقبل
- 2-باقة منتخبة من الشعر العاطفي
- باقة منتخبة من الشعر العاطفي
- إشكاليات الحال العراقية - عودة إلى الجذور
- العنصرية والطائفية ثمار إسلامية خالصة
- لحظة من فضلك - نصوص مترجمة من الشعر النرويجي الحديث
- أحزان - شعر نرويجي
- اهلأ بدرة أعياد نيسان - شعر
- معيب والله أن نترك العرب الأحوازيون وحدهم
- مرحى للأحوازيون إذ أنتفظوا
- المجد لأنتفاضة الشعب الأحوازي الشقيق واللعنة على المحتلين ال ...
- ذات فجرٍ ولد في ذاكرة الله عراق
- كانت على طرف اللسان وقالها الدراجي الرائعُ فالح - قصيدة ومقا ...
- وأنتصر العراق الجديد بأرتقاء الطالباني دفة الحكم
- ورحل الغالي المناضل نمير شابا - قلوبنا معك يا نسرين شابا
- رحل الرجلُ الطفلُ الأجملْ - شعر
- مؤسسة الذاكرة العراقية - مقترحات لإغناء المشروع


المزيد.....




- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - -2- عراقيات - ومضات قصصية