أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - ورحل الغالي المناضل نمير شابا - قلوبنا معك يا نسرين شابا














المزيد.....

ورحل الغالي المناضل نمير شابا - قلوبنا معك يا نسرين شابا


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1162 - 2005 / 4 / 9 - 12:43
المحور: الادب والفن
    


لا...
ما كان يجب أن تطوي يا صاح سريعا ...
قلبك كالدفتر ...
ثم تغادرنا فجأة ...
ما كان يجب ...
يا هذا الطيب ...
أن تتوقف في درب الخيبة عند السفح...
لتهبط ثانية في الجبّ...
أعلم أنك فاض بك الكأس ...
وما عادت فيه ثمالات تُشرب ..
أعلم أنك عشت تعيسا ...
محروما من فهمٍ أو حبْ...
أعلم أن الدنيا لم ترحمك ...
وأن همومك قد بلغت حداً لا يُغلب ...
لكن ...
ما كان يجب ...
أن تُطفيء قنديلك فجأة ...
تقفل باب القلب بوجه الأحباب وتغربْ..
قد كُنت نميرا يا غالي ..
حقا...فعلاً..
كُنتَ ...وكنا نحن الباغون عليكَ...
تركناك تذوب ...تذوبُ وتشحبْ...
وتمادينا في الإنكار ...
جحدناك ...
تجاهلنا همك يا صاح ..
بغير سببْ...
الآن فقط ...
أحسسنا حقاً...صُدقا بالذنب ...

________________________________________________________________

وأخيرا رحل العراقي النبيل الدكتور نمير شابا -
قلوبنا معك أيتها الطيبة نسرين شابا



وها هو عراقي آخر يفارقنا ...ها هو عراقي نبيل طيب آخر يلملم فتات قلبه ويرحل على عجل .
ها هو منفيٌ آخر يرحل ...حبيبنا وصديقنا الدكتور نمير شابا ...!
عقب حياة قاسية عاشها في المنفى الروسي ، وبعد أن تكالبت الهموم عليه ، وبعد أن راوح زمنا طويلا بين اليأس والرجاء ، أزمع أمره على أن ينتصر لليأس فيرحل وهو في أوائل خمسينه .
رحل نمير شابا فجر هذا اليوم في أحد مستشفيات موسكو بعد صدمة عصبية حادة أفضت إلى نزف في الدماغ ، لم يتمكن الأطباء من إيقافه .
كان المرحوم عراقيا مناضلا شريفا تقدمي النهج والرؤية ، خرج من العراق باكرا مع بواكير صعود الفاشية البعثية وعمل في الجزائر أستاذا جامعيا ولسنين عديدة ثم أنتقل إلى روسيا في زمن خراب روسيا ، فأضطربت حياته وتلاحقت الهموم عليه حتى أسلمته إلى فراش الموت وهو في سن الرابعة والخمسين .
حمل العراق في قلبه قرابة الربع قرن ، وأنتظر يوم التحرير بلهفة ، وكان يزمع العودة في القريب لو لم يكن الموت أسرع منه ، فباغتة على حين غرة .
لم يعرف المرحوم سعادة مذ غادر الوطن .
عاش غربة مضاعفة في الداخل والخارج .
غربة الوطن وغربة البيت الذي لم يفهمه .
راوح سنينا بين اليأس والرجاء ، وأنتصر اليأس عليه فأخذه إلى حضنه .
كان يأمل في أن يعم السلام في العراق وأن يجد مكانه في بلده ، ولكن متاعبه الأسرية حرمته من العودة السريعة إلى حضن الوطن .
ورحل دون أن تتكحل عيناه بتراب الوطن .
رحل ليترك في قلوب أهله وأصدقاءه وتلاميذه حسرة ما بعدها حسره .
المرحوم نمير شابا هو شقيق الدكتورة الفنانة التشكيلية المعروفة نسرين شابا والمقيمة في إلمانيا ، والتي خدمت العراق والقضية العراقية بريشتها التي كان مدادها دمها ودموعها .
ومن منا لا يعرف الفنانة نسرين ، والتي كانت أما وأختا لكل عراقي وعراقية ، وكم من كتاب عراقيون مبتدئون ومحترفون خدمتهم السيدة نسرين وسهرت الليالي لترسم لهم أجمل الأغلفة واللوحات لكتبهم ونصوصهم .
العزيز نمير والسيدة نسرين هم أبناء المناضل الشيوعي العراقي المعروف حنا شابا والذي جايل الشهيد فهد وتعرض للأعتقال والسجن والتعذيب لسنوات عديدة في نقرة السلمان .
أما المرحوم نمير شابا فكان رجل علم خدم العلم مربيا ومدرسا وخدم العراق مناضلا تقدميا شريفا ، ولم يكتفي بهذا بل كان يكتب وينشر المقالات السياسية في صحافة الإنترنت العراقية .
رحل العزيز نمير شابا إلى جوار ربه ، غريبا مظلوما حزينا ممزق القلب .
رحل نمير شابا ولكن ذكراه ستبقى حية بيننا إلى أبد الدهر .
وداعا أيها الرجل النبيل ....وداعا أيها العراقي الكلداني الشريف .
وداعا أيها الشيوعي الطيب الأمين على مبادئه وقيمه .
وسلاما على روحك الطاهرة .



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحل الرجلُ الطفلُ الأجملْ - شعر
- مؤسسة الذاكرة العراقية - مقترحات لإغناء المشروع
- الفساد المالي والإداري في الدولة العراقية
- دعوا الرجل ( علاوي ) يكمل المشوار ...أليسَ هذا أفضل ..؟
- إلتفتوا إلى الأحواز أيها الأمريكان
- خذوا البترول وأتركوا لنا الخمر والقمر
- لقد بالغت قيادات الأخوة الكرد في لي الذراع ، حتى أوشك أن ينك ...
- بؤس الخطاب السوري المدعوم بهستيريا حزب الله اللبناني الإيران ...
- إرهابيات - الجزء الثاني -السادس عشر من آذار من عام الجراد- ق ...
- أرحمونا وأرحموا العربية يا بعض كتاب الحوار المتمدن
- إرهابيات - ثلاث قصص قصيرة
- تأثير التصورات الذهنية في إنتاج السلوكيات المختلفة - مقال سي ...
- عن الثامن من آذار والحوار ونسرين إذ تزهو عند عتبة الدار
- تعرف على ذاتك - الجزء الثاني
- عراكََََََية وسلوته الدمعة - شعر شعبي عراقي
- المهمة العاجلة لقوى التحرر والتقدم - الوقوف مع البرنامج الشر ...
- أسطورة - قوى - اليسار والديموقراطية في عراق ما بعد الفاشية
- ضعف النضج العاطفي لدى الإنسان الشرقي - مقال سيكولوجي
- عيناها ...غابتا نخيلي - شعر
- احمد الجلبي - الإختراق الجميل والمرشح الأفضل لرئاسة الوزارة ...


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - ورحل الغالي المناضل نمير شابا - قلوبنا معك يا نسرين شابا