أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - ساحة الشعراء














المزيد.....

ساحة الشعراء


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 19:04
المحور: الادب والفن
    



نحن في الجوارِ
وإلى جوارِ حديقةٍ في الجوارِ
يأتي الأعرابُ
بخسائرِهم الكثيرةِ وأحلامِهم المُنْسَلّةِ مِن سلالٍ منسوجةٍ مِن وهمِ الذاكرةِ
وتأتي القبائلُ :
إيلخانيون كانوا قد زرعوا الفجيعةَ في أزقةِ بغداد
مثلما يفعلُ الآن السادةُ الأمريكان
جلائريون يفرشون لأبناءِ جلدتِهم زهوَ الحدائقِ
مازالوا بمودتِنا يطمعون وإلى قيادِنا ثانيةً يتشوقون
وعن أسلافِهم فصلتْهُم لغةٌ عذراء
ثم يأتي السلافيون عراةً بلا خميرةٍ مِن أطيانِ الماضي
ويأتي السكيرون
إلى حدائقَ في الجوارِ
يأتي كما يأتي الخلقُ الألمانُ
يتوسدون غيوماً مُتعبةً سمراء
مِن حولِهم يسدلون ستاراً مائياً
وتحت وهجِ الشمسِ يتعرّون
ويستغرقون في تنفُّسِ حَيْرَةِ الأقوامِ
يأتي الجوريُّ بألوانٍ شتّى
بلا طيبٍ أو هويةِ انتماء
يدخلُ غابةً تتغنّجُ ظِلالاً كأنها هطلت مِن آخرِ المطافِ
ثم يأتي الفلُّ العدنيُّ يتشّهى نحورَ الصبايا
أيها الحمامُ الهاربُ مِن ديارِهِ
لا تندهشْ بزئبقِ الأجسادِ
ولا بزحفِ الساحات :
" هانا زوبك " ساحةٌ بها يتربّصُ المارّةُ
ويقطعُها عَمْداً سيفُ الطريقِ
وعلى مصاطبِها الحجريةِ يلقي الشعراءُ رحالَهُم ويبثونها شكواهُم
وللطيرِ الآبقِ يُناجون
وبلا إباحةٍ تأتي الميدانَ أقوامٌ مُسالِمةٌ
وتأتي " الكودام "
هل يأتي الطيرُ ؟
أنحن على ساحلِ بحرٍ نتقاسمُ لذّةَ المنفى ؟
هل تأتي " أمُّ البروم "
بلا عمّالِ المسطرِ وبلا " جوادٍ " تأتي التحرير ؟
هل تصمتُ حقولُ الجوريِّ بوجهِ الزائرِ والولهان
وتنطلقُ حزناً آهةُ زيزفونةٍ ؟
هل تُنتهكُ علانيةً نخلةٌ على شاطئ الفرات ؟
هل ؟
ما أصعبَ السؤالَ !
إلى حدائق " هامبولدت "
تأتي مخلوقاتٌ لم ندرِ عنها في هذي الأنحاء :
بناتُ آوى
السناجبُ البيضاء
وذئبٌ يبحثُ في أعلى التلِّ عن مأوى وأنثى
وتأتي أطيارٌ مِن كلِّ القارّاتِ
كفّت حناجرُها عن الغناء
إلى حدائقَ في الجوارِ
نأتي بورقةٍ وقلمٍ
ونأتي بزجاجةِ نبيذٍ وقنينةِ ماء
إلى ساحةٍ في الجوارِ أشعلتْ صمتي
يأتي مِن آخرِ القرى المنطويةِ على نفسِها في أطرافِ أوروبا " الشاعرُ المناضلُ العنيدُ "
يُنازعُني المكانَ الذي لا يعرفُ اسمَه
ولا يعرفُ أسرارَ الرائحةِ المُشتعلةِ فيه
أُنازِعُهُ المكانَ .
يسحرُهُ المكانُ
إلى ساحةٍ أمَّها الطيرُ والشعراءُ
الشاعرُ يأتي
أيها الشاعرُ
أيها الطائرُ
أخذوا السماءَ وصادروا الأرضَ
وتركوا لنا القصيدةَ
ثم قالوا أبحروا إنْ شئتم
فكيف تُحلِّقُ بنا القصائدُ
وأين نحطُّ بعد سفرٍ طويلٍ ؟
إلى جوار حديقةٍ
لا نعلمُ عن سحرِ الزيزفونِ شيئاً
ولا عن عطرِ المساء
نأتي نحن والنساء
كي نكتبَ معاً
شهقةَ القصيدة


17 ـ 07 ـ 2010 برلين



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تغلقْ بوجهِ الريحِ باباً 1
- مِن المتن إلى الهامش
- ابن الرمال
- لا تَرْمِي كلَّ الأقمارِ
- مِن أجلِها لا تنمْ أيها الليل
- هذا الشاعر العظيم
- الضابط الصغير
- ذاكرة للمسافة
- امرأة الكوثر
- أنتِ مَن يقود البحر
- غيمةٌ في شرفة
- النَسْر
- خَيَالُ النَّجمة
- الحَفِيْد
- طه
- خلف الجدار رجاءُ
- غمام المعنى
- سقط البناء يا أبي
- وهمٌ سلجوقيٌّ
- هو البحر فلا تذهب بعيداً


المزيد.....




- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - ساحة الشعراء