أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - غيمةٌ في شرفة














المزيد.....

غيمةٌ في شرفة


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 09:34
المحور: الادب والفن
    



بالقربِ مِن سماء
التي بالزّاجلِ مِن الحمامِ ازْدَحَمَتْ ومِن دخانِ سيجارتي تكدّرتْ
مرّتْ غيمةٌ بيضاء
كانت مُتْعَبةً فقيلَ إنّها خَزَعَتْ مِن سرْبِ غُيومٍ
دَهَمَنا ذاتَ طَقْسٍ خريفيٍّ أو ذاتَ شتاء
دَعوتُها فتوقّفت
خَلَعَتْ معطفَها الجلديَّ وقُبّعةَ المُسافر
وللهواءِ أسْلَمتْ جناحيها
وغادرتْ زمنَ الطّيرانِ
ثم تركتْ رشيقَ ريشِها يتساقطُ ريشةً .. ريشةً
في شُرْفتي ، التي تخدّرت مِن أنفاسِ الطيرِ
وأنغامِ هديلٍ عابر ،
انْفلتَ عارياً جسدُ الغيمةِ
ومنّي فلتت صيحةٌ :
هذا جسدُ عاهرةٍ إلى سمائنا
جاءت تصطاد الرّيحَ ولأنهارِنا تتعشّقُ
هذا جسدُ ضيفتي العابرة
هي تدري ما تُريد
وأنا في الشُرْفةِ أسترُ بالدّهشةِ عورتَها
وأنا في الشُرفةِ أطلُّ
منذُ نعومةِ الشمسِ وغنجِ الضياء
على ماءِ نبعٍ يجهشُ بأفخاذِ النساء
أنا مِن الشُرفةِ
أرى الأجسادَ تسبحُ بالبهاء
أنا مِن الشُرْفةِ
أتلمّظُ للزغبِ المفزوعِ
في شفقِ الرؤيةِ
غيمةٌ تعرّت في صمتِ الرؤيا
كنتُ في بَرْزَخٍ مِن نوم
أُرَتِّبُ في أقفاصِ الماءِ أحلامَ يقظةٍ
عصفتْ بنشوتي ذاتَ غياب
وعلى رأسِ أشواقي أُثَبِّتُ تاجَ أُقْحوانةٍ فاجرةٍ
هي أشواقي التي بها غدرَ البحرُ والبحّارُ
هي أشواقي التي هجرتْها السفينة
دارت بي الأرضُ
وعن شُرفتي التي زارتْها الكائناتُ تهتُ
دارت بي الأرضُ
وعني نأيتَ حبيبي ووراء عالمٍ مِن ضبابٍ تواريتَ
هل كنتَ في العتمةِ موغلاً ؟
هل دخلتَ في انطفاءِ البصيرةِ ؟
هل كنتَ متوارياً خلف غَلاَئِل حنينٍ ؟
غيمةٌ في البعيدِ
غيمةٌ في القريبِ تعرّت
لم ترَ جبالاً
ولا غيوماً برعودٍ وبروقٍ
وليست هي السماءُ ما رأيتَ
إنّها الصحراءُ تلوذُ بالسّرابِ
والبحارُ تصهلُ بالضّياعِ
سألونا :
مَنْ يسألُ المَرْجانَ عن عُذوبةِ الأعماقِ ؟
مَنْ يسألُ الحيتانَ التي ما فرّطت بحبيبٍ عن شهقةِ القُبلةِ الأولى ؟
سألونا :
مَن يسألُ الخالقَ عن مخلوقِهِ ؟
ونسألُ :
ما تخفي وراءك أيّها الخالقُ ؟
هي شُرفتي التي عليها دائماً تهبّ الرّيح
ولا يَعْبرُها في كلِّ أسفارِهِ قمرٌ
هي شُرفتي التي تآخي الموجَ
هي مقهى السحائبِ التي أنهكها الرّحيلُ
هي حانةُ الأكوانِ
هنا منضدةٌ للنجومِ العاشقةِ
تلك للزهرةِ المُغتلمةِ
وعلى مسافةٍ يحتسي نبتون
كأساً مِن نقيعِ المشمشِ
ومِن رحيقِ حوريةٍ تفجّرتْ شهوةً هذا النهار
هنا تدبُّ الأحياءُ
هل غادرْنا زهوَ المكانِ أم غادرتْنا الأحياءُ ؟
هل نامتْ في فراشي فرسٌ نافرة ؟
هل كانت ضيفتي غيمة آبقة ؟
كنتُ في برزخٍ مجهولٍ
تأخذُني سنّةٌ مِن نوم


3 ـ 5 ـ 2009 برلين




#صبري_هاشم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النَسْر
- خَيَالُ النَّجمة
- الحَفِيْد
- طه
- خلف الجدار رجاءُ
- غمام المعنى
- سقط البناء يا أبي
- وهمٌ سلجوقيٌّ
- هو البحر فلا تذهب بعيداً
- خسرتَ الرّهانَ
- العابر نحو الشام
- العودة الأخيرة لصلاح الدين
- أصيح بالغيوم امطريني
- جفّت مياهُكَ
- ذاكرة أرخبيل
- صباح الخير أيُّها المُرْتَحِلُ
- حجرٌ في المتاهة
- بكلِّ الانكساراتِ ارتحلي
- موحشات الشارتيه
- حديثٌ لعليٍّ


المزيد.....




- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - غيمةٌ في شرفة