أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - كيف .. صار الجلاد مجاهداً














المزيد.....

كيف .. صار الجلاد مجاهداً


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العراق كل شيء مختلف ، وكل شيء فيه يختلف عن الأخريات من الدول ، ففي كون نظام حكمه شمولياً أيام الطاغية وديكتاتورياً فهو عندها ليس ككل النظم الشمولية والديكتاتورية في العالم ، فقد قتل أولائك بالسيف ضحاياهم ، ورمياً بالرصاص مناوئيهم ، وديكتاتورنا وطاغيتنا وضع أشقائنا وأولادنا بأحواض التيزاب ، وآخرون قطع ألسنتهم تبعها بقطع رؤوسهم ، وآخرون نالوا منه رحمة من عذاب التيزاب وألم قطع اللسان ، فأراحهم بطريقة الطغاة عن طريق دفنهم أحياءاً في مقابر جماعية لكي يرى كل منهم صورته وأقرانه من خيرة شباب الأمة يموتون سوية في مصير واحد ومآب إلى الله واحد ومآل إلى جنانه واحد .. ليبقى مصير الطاغية وأزلامه الخائبين إلى ذل النفس ومهانة الذنب والأحساس المميت بخسّة الفعل وشنيعة الجرم ، وليذوي بعدها في إزمة نفسية تطارده ليل نهار لاتبرح منامه فتقض مضجعه وتؤرّقه حتى ضياء الفجر الأول ، فيصبح يومه أسوداً مهووساً ، فينفض عنه رفاق السوء وأنصار الشر غبرة ذلك الهم بأستشارة جديدة ليوم مناسباتي جديد يبتدع عنوانه أحدهم من أولائك أراذل الناس ونجاسة ماثقل من الماء ، فيشرع أراذلهم في مناطق العراق يطرقون الأبواب ويأخذون بقياد الشباب والكهول إلى مسيرات يتصنّعونها وطنية ليرفعوا الهم والغم عن قائدهم البغل والضرورة ، وهكذا قضى العراقيون أحلك أيام حياتهم في جحيم ظلام دامس وحيف ظلامة ليس بعدها ظلامة .
وبعد إنجلاء الغبرة بفضل العم سام ولاغير ، ودخول المهزومين من الطاغية على خط الأنجلاء ذلك وإدعائهم الجهاد والكفاح ضد الطاغية وإسقاطهم إياه زيفاً وسط رضى وغض نظر من العم سام عن تفاهات تلك الأدعاءات وترّهات خطاباتهم التي عرّكوها بخضم النضال الجهادي وتم تضخيمه وضخّها حزماً تلو أخرى صوب أسماع ومشاهد الشعب المجروح بل والذي مازال جرحه ينزف من هول آلة الطاغية وعذابات أزلامه وأرجاسه الأنجاس ، والذي وقف ومازال مبهوراً من غرابة المشهد فهو يرى كيف أن الجلاد بالأمس يتظلّم اليوم بدماء أبناء عمومته الذي أعدمهم بنفسه ، وبما أبدعت أنامله من عبارات نمّقها لسيّده ومولاه طاغية العراق فتعلّق على أثرها أبناء عمومته على صلبان الحرية وأعواد الكرامة ليعود بعد التغيير ليدعي الظلامة لنفسه بدم أولائك الأحرار من ضحاياه والأنتساب لهم بشرف بعد أن كان يعاف الأنتساب لهم بالأمس وتنكر لقرابتهم له ، وصار يذرف الدموع لأعدام ضحاياه من قبل النظام السابق ، وإنهالت أثر ذلك عليه المكرمات من النظام الجديد ، وتسابقت إليه الحوافز والأمتيازات ، وصار ينظر إلى الأشراف من القوم ومن عليتهم على أنهم هم الجلادون بالأمس ، ولم ينالوا شيئاً من إنصاف أومكرمة في عدل ، وهكذا ترى الناس سكارى وماهم بسكارى ، وقد إختلط عليهم الحابل بالنابل وهم يرون حكومتهم نفسها تستنجد بأزلام نظام الأمس وتعطيهم الجاه والمال وتمنحهم المناصب ، وأشراف القوم ونزيهي الجانب والضمير منسيين على الرفوف وتغييب ومسغبة ، وهم مازالوا والآخرون من أبناء الأمة مذهولون وينتظرون .. ولكن ماذا ينتظرون وقد أسس أولائك لهم داخل الدولة دولة أخرى ربما هي أكبر سطوة وأمضى قوة من ذي قبل .



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا .. نريدها دولة مدنية
- كيف .. للحاكم أن يكون عادلاً
- الظلم .. في العراق سيبقى أزلياً
- سياسيّوا الغلس ... والغلاسة
- قراءة مبكرة ... في نتائج الأنتخابات القادمة
- العراق .. بين إزمة القيادة ......... وقيادة الأزمة
- العلوجيون ... وديماغوجية الفرصة
- ماذا نحن فاعلون ... وشعبنا يستغيث وهو يعيش ميّتاً
- لاحجاً مبرور .. ولاسعياً مشكور
- الطبقية ... ومعاييرها في المجتمع
- الطرش ... مرض جديد يصيب النواب العراقيين
- تركيا وأردوغان .. وأذنابهم من العرب المتخاذلين
- ماجرى في ذي قار إنتخاب .. أم إنقلاب ؟ ..
- تأشيرة دخول .. ولماذا ؟ ..
- البطاقة التموينية .. تنظيم إرهابي جديد
- مؤشرات .. وأسئلة بعد الأجتماع الرمزي
- الوطنية .. معيار أخلاقي
- الحداثوية .. مظهر تجديد حقيقي أم مظهر إنحرافي خطير
- مسلسل القتل في العراق .. إلى أين ؟ ..
- مامعنى ان يكون الكاتب مبدعاً .. وأن يكون مأجوراً ومنافقاً


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - كيف .. صار الجلاد مجاهداً