أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - تركيا وأردوغان .. وأذنابهم من العرب المتخاذلين















المزيد.....

تركيا وأردوغان .. وأذنابهم من العرب المتخاذلين


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 17:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عانى الشعب التركي نفسه كثيراً من سياسات السلاطين العثمانيين فما بال الشعوب التي كانت ترزح تحت نير الأحتلال العثماني البغيض وسياساتهم الرعناء وحال التخلف المزري الذي كانوا عليه ، فمن التخلف وذل المستعمر وأنات أجدادنا من وطأة سوط الانكشارية البغيض ، وجثامين شبابنا الذين قضوا بحروب السلاطين ، والتي أصبحت طعاما للهوام ودواب البحر على حدود السلطنة المترامية الأطراف ، فضلاً عن خيرات بلادنا التي نهبت لتتحول إلى قصور وأملاك طائلة في عاصمتهم المترفة إسطنبول أو الإستانة ، وماذا سينسى الشعب العربي وخيرة شبابه وأبنائه علّقوا على أعواد مشانق جمال السفاح في بيروت ودمشق ، فضلاً عن إستباحة المدن من قبل جيش الأنكشارية جيش الجهلة ، وماذا نتذكر من جرائمهم بالأقليات الدينية والتي لازالت وصمة عار في جبين تاريخ العثمانيين ألا وهي جرائمهم بحق مواطنيهم من الأرمن ، وماذا يتذكر العرب من أعمال السخرة والتجنيد الإجباري لحروب السلاطين للحصول على المزيد من الجواري والغلمان لترفه عن السلطان الحالم ، وما أن حطت الحرب العالمية الأولى أوزارها حتى أراحتنا من هذا الوبال ، وذهب الألم مرة واحدة وبلا رجعة ، وإرتاحت البلاد والعباد من الرجل المريض الذي أكل الأخضر واليابس تحت ستار الدين والجهاد ، ولم يسلم من سوء تلك السياسات العفنة المتعجرفة حتى أبناء الشعب التركي نفسه ، ولذا وجدنا الضابط التركي مصطفى كمال أتاتورك بعد وصوله للسلطة في أنقرة وعزله إسطنبول بسلطانها أول الأمر ومن ثم تجريد السلطان من كامل صلاحياته وتنازله عن العرش ، وأسس الجمهورية التركية وهذا مايشكل بحد ذاته إنقلاباً على الواقع الفاسد الذي يعيشه الشعب التركي والمرارة التي يعانيها جراء تلك السياسات ورفضه الكبير لهذا النوع من الحكم الشمولي والأستبدادي ، ولذا رأينا كيف أن ردة الفعل لم تكن طبيعية وإنّما تعدّتها إلى ماهو أبعد من ذلك بحيث أن مصطفى كمال أتاتورك بالغ في التغيير مستغلاً الرغبة الجامحة للشعب التركي في الحداثة والتغيير ، وركوب موجة من الأنعتاق والتحرر من كابوس الرهبنة والطقوس الخاصة في تقديم فروض الولاء والطاعة للسلاطين الأتراك والتي مقتها الشعب وعانى منها الأمرّين ، فجاء هذا الأمر متماشياً بذات الوقت مع رغبات مصطفى كمال أتاتورك الشخصية وأهوائه التي كانت بعيدة جداً عن الأسلام ، والمنفتح جداً على الغرب ، فأصدر تعليماته الجديدة مبوبة على هيئة قانون جديد لايسمح مطلقاً لأحد بأختراقه ومن يحاول ذلك لابد سيلقى العقاب الصارم ، وتعدّى ذلك أيضاً إلى ماهو أبعد منه إيغالاً بالكره للعرب والحقد على الأسلام من خلال إلغاء الكتابة بالحرف العربي التي كانت تكتب بها اللغة التركية ، وجعل بدلاً منها الحرف اللاتيني ، وهو هنا دق أسفيناً كبيراً بين تركيا والأسلام وجيرانه العرب ويمعن في التقرّب من الغرب المسيحي ، وهكذا ومنذ عشرينيات القرن المنصرم باتت معقل الخلافة العثمانية مركزاً لكل الأفكار العلمانية ، وبات أشبه بالمحظور كل من يتكلم عن الأسلام أويذكره بخير ، وشجع أتاتورك الذي لقب بباني تركيا الحديثة كل أسباب الأنفتاح على أوربا ، وفتح الباب على مصراعيه أمام كل موجات المودرن ، ووصلت الحداثة التركية حداً أقصى ، ولجأت تركيا لأجل التقرب أكثر إلى أحضان الغرب ومغازلتهم في جعل نظام الحكم برلمانياً وبممارسة ديمقراطية ، ولكن برعاية العسكر خوفاً من عودة النظام إلى الوراء منتفضاً على الواقع التركي الجديد الذي يتنافى تماماً وأنظمة الحكم الأسلامية ، فأستغل أتاتورك المؤسسة العسكرية من خلال إعطائها دعماً غير محدود ، وبمديات بعيدة بحيث أنها أصبحت كالسيف المسلّط على الأنظمة الديمقراطية المتعاقبة والأحزاب الفائزة لغرض تشكيل وزاراتها والتي لابد لها أن تجاري أنظمة الحكم العلمانية وإلاّ فهي مهددة بأنقلاب عسكري ، وقد مرّت فعلاً تركيا في واحدة من مراحلها بعد التغيير إيّاه بأنقلابات عسكرية متكررة ومتعددة في غضون سنوات قلائل جداً ، ومن الأخطاء التي وقع فيها الساسة الأتراك حينذاك أن بالغوا في إقصاء قطاع كبير متديّن من أبناء الشعب التركي وتهميشه ، وكانت المؤسسة العسكرية والطبقة العلمانية التقليدية رافضتان وبشدة وغير متفهّمتين لضرورة توسيع المشاركة السياسية والتمثيل السياسي ليشمل قطاعاً كبيراً متديّناً في المجتمع التركي ، وهكذا مرّت تركيا والشعب التركي بحالات مد وجزر كبيرين ، وبأتجاه أوربا فقد بقيت محاولات الساسة الأتراك وعلى تعاقب الحكومات تتأرجح متمايلة بأغصان من زيتون تلوّح بها أمام الأوربيين بغية إستعطافهم وإستمالتهم للموافقة على قبول تركيا عضواً في النادي الأوربي ، وخاب ظن تركيا بكل مافعلته مع الأوربيين رغم محاولات لاعد لها ولاحصر في إعادة الكرّة كل حين وكل مناسبة لذلك ، ولم تفلح كل تلك المحاولات مع الغرب المتفهّم جداً لأبعاد إنضمام تركيا إلى سوقهم الأوربية المشتركة ، ولم تجدي محاولات كل الساسة الكبار من أمثال بولند أجويد وسليمان ديميريل وغيرهم كثار .
وما يثير الاستغراب مواقف تركيا اليوم من البلدان العربية وخاصة بعد الأحداث الأخيرة التي عصفت ببعض البلدان العربية والتي ظهرت بمظهر حامي حمى الإسلام والمدافع عن الحرية والديمقراطية في الوقت الذي دفنت رأسها في التراب إزاء العدوان الصهيوني على غزة ولبنان ، وبدأ هذا التغيّر خاصة بعد مجيء حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان ، فقد توهّم برسم سياسة بعيدة لواقع تركي جديد ، وتوهم أكثر بمحاولات أحترافه فرض هذا الواقع على الخريطة السياسية الجديدة من خلال الأبتعاد ظاهراً عن كل أهداف ومرامي السياسة التركية التي قامت عليها تركيا بعد التغيير في التقرب من أوربا ، وبحسب خطته أنه يوهم الأوربيين المحنّكين في باع السياسة ، والذين ينظرون بأحترام وإجلال لكل قوي في مدارات الفلك السياسي ، فتوجه بأهداف سياسية ظاهرها جمع شمل الأمة الأسلامية والظهور والبروز بها كقوة إقليمية عالمية بقيادة تركيا تفرض هيبتها ووجودها ، وتستبطن أهدافاً وأموراً أخرى بعيدة عن العرب والعالم الأسلامي ، ولكن ليستعرض قوة تركيا الجديدة أمام الغرب ، ووفق منظوره بكونها المحور القوي وقطب الرحى في العالم الأسلامي في الخريطة السياسية العالمية الجديدة ، وهو بهذا المنظور ربما يثير حوله إهتمام الأوربيين من خلال النظر له من جديد على أنه الحليف القوي الجديد القادم ، فيتوقع بعد ذلك دعوته من قبلهم ومن موقع قوة للأنضمام إلى السوق الأوربية المشتركة كحليف قوي يفرض إحترام شركائه له في الميدان الأوربي ، وهذا هو الحلم التركي بدلا من المحاولات البائسة القديمة التي كانت تستدر العطف منهم .
وكان أردوغان ليس غافلاً وحسب بل كان مغفّلاً تماماً ، وفشل بشدة في هذا الميدان إبتداءاً من لحظة حظوره بنفسه مراسيم الشعائر الحسينية التي تقيمها الطائفة الشيعية في تركيا لأستدرار عواطف أنصار هذه الطائفة ، ولتحشيد الجهود وتكريسها بأتجاه يصب في خدمة مشروع تركيا الجديد في بادرة تزعم العالم الأسلامي من جديد ، وإحياء أحلام إستعادة أمجاد إمبراطورية عجوز بالية عفا عليها الزمن ، فبلغت الأسلمة في تركيا حداً غير مقبول من خلال إستبعاده لمكونات عريضة جداً في المجتمع التركي وإن لم تشكل إلى الآن أغلبية إنتخابية بعد ، فسرعان ما تنبّه الشعب التركي إلى خطورة سياسات أردوكان ، وما حصل في تظاهرات ميدان تقسيم ليس معركة بل هو مساراً جديداً ، وعادة مايواجه مثل هذا المسار بالرفض الشديد من قادة بمثل أردوغان ، وهو الذي قاد تغييراً في شخصية النظام السياسي لبلده ، ولذلك يرى المراقبون أنه من الصعب جداً لأردوغان أن يقبل بأتهامه بالنقص في معرفته بتحولات تركيا الأجتماعية ، فأصبح أسيراً لعدم تقديره أوبالأحرى عدم تفهمه لأرادات الجيل الجديد الذي ساهم في صناعة أردوغان نفسه ، وبسبب سرعة وعجالة أردوغان في إتخاذ قرارات غير مناسبة وفي الوقت الغير مناسب أنقلب السحر على الساحر ، وبان للناس جميعاً كل ماكان مخفياً في دهاليز الأجندات الأردوغانية بالتزامن مع تحالفه مع القزم القطري القذر ، ومن خلال إحتضانهم لأرهابيي جبهة النصرة السيّئة الصيت في سوريا ، ورعايتهم علنا وجهرة لكل العمليات الأرهابية التي تقوم بها القاعدة وأذنابها في العراق وسوريا وإقامة جسور مد العون اللوجستية ، وتمادوا أكثر في فتح معسكرات تدريب على التفخيخ والقتل والذبح ، وبسبب التفجيرات التي وقعت في المناطق التركية القريبة من الحدود السورية ، وكلها جاءت بسبب تلك السياسة الأردوكانية ، وأمام هذا الوضع الجديد المريب تنبه الشعب التركي إلى خطورة سياسات أردوغان ، وكان لابد من الشعرة التي ستقصم ظهر البعير لتكون سبباً في إيقاف أردوغان ومن بمعيته عن سياساته الرعناء الهوجاء ، ووضع حد لمثل أولائك المهووسين في ميادين وسوح السياسة ، فجاءت أحداث تقسيم لترسم خارطة جديدة في الوضع السياسي التركي ، وكان أردوغان قبل ذلك وبوقت غير قليل قد صرح لأجهزة الأعلام التركية متبجّحاً قائلاً : إن أي نظام في العالم يتظاهر عليه شعبه ، فأنه ولاشك قد فقد شرعيته من لحظة التظاهر عليه ، ووقع هو نفسه في شر أعماله ، وقد خرج الشعب التركي بعفوية وبشكل منقطع النظير رافضاً حكم أردوغان ورافضاً لكل سياساته .
والغريب في الأمر أن الأغبياء من الذيليين والمبتذلين العرب اللاهثين وراء أردوغان وهم ينكتون له بالأمس أكتافه بل ويحز في نفوس البعض منهم أن يمسح له جزمته كونهم علّقوا عليه الآمال في التآمر معه على كل ماهو عربي ، وشاء الله أن تخيب بهم آمالهم المريضة تلك ولم يشعروا إلى الآن بالخجل من مواقفهم ، فكانوا في واد وأحداث تركيا أخذت عنهم أردوغانهم المريض في واد آخر ، ولم يجدوا بداً من دعوة بذرة الأرهاب العالمي طالبان ، وهي الرحم الذي ولدت منه القاعدة ليستضيفوهم على أراضي الدولة العظمى ( القزم قطر المخبولة ) ، وعليهم إن كانوا في شيء تبقى لهم من شرف أوغيرة أن ينتحروا جماعة لأنهم فقدوا وببساطة الكثير من رجولتهم فلايصلحون بعد اليوم قادة لشعوبهم المغلوب على أمرها ، فختم الأمير على نفسه بدلاً من ذلك بالتنازل عن العرش ، وتسليم هموم العمالة إلى نجله تميم ولانعرف هذه المرة سيخالف فرخ البط طبيعة أهله أم أنه سيبقى عوّاماً .



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماجرى في ذي قار إنتخاب .. أم إنقلاب ؟ ..
- تأشيرة دخول .. ولماذا ؟ ..
- البطاقة التموينية .. تنظيم إرهابي جديد
- مؤشرات .. وأسئلة بعد الأجتماع الرمزي
- الوطنية .. معيار أخلاقي
- الحداثوية .. مظهر تجديد حقيقي أم مظهر إنحرافي خطير
- مسلسل القتل في العراق .. إلى أين ؟ ..
- مامعنى ان يكون الكاتب مبدعاً .. وأن يكون مأجوراً ومنافقاً
- إنتهاك الدستور والقانون .. منهج إحترافي أم حذاقة لصوص
- الأكراد .. هل هم قادمون ؟
- الأنفجارات .. وثقافة الأستقالة
- المحافظات .. ونتائج الأنتخابات
- مشاركة وطنية .. أم شراكة حرامية ؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - تركيا وأردوغان .. وأذنابهم من العرب المتخاذلين