أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - البطاقة التموينية .. تنظيم إرهابي جديد














المزيد.....

البطاقة التموينية .. تنظيم إرهابي جديد


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 01:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لاشك فيه أن سلطان البطاقة التموينية وقوة نفوذها باتت مزعجة للدولة العراقية الجديدة جداً حتى خال الكثير من أبناء البلد أن الحكومة تخاف البقاء على نظام البطاقة ، وربما لأنّها مرعبة لحدود لايعرفها المواطن البسيط بقدر مايعرفها العرّافون الذين تعتمد الدولة العراقية الجديدة على فلسفاتهم وعرفانياتهم في جدوى بقاء هذه البطاقة المنعشة لآمال الفقراء والمعدومين من عدمها ، وأمل الشرائح المتعبة الوحيد الباقي لهم على قيد الحياة ، والمميتة والقاتلة في آن معاً لآمال رجال الدولة في وزارة التجارة العراقية وتطلّعاتهم ، ولذا نجد الدولة العراقية جادة هذه المرة في مكافحة إرهاب البطاقة الغذائية ، وتنظيماتها الغذائية الأرهابية المرعبة بسبب سوء مفرداتها الغير صالحة للأكل ، وتاركة بنفس الوقت الجهاد الحقيقي في مكافحة تنظيم القاعدة الأرهابي الذي صار بين عشية وضحاها حسب فلسفات وزارة التجارة العراقية ومنظروها أقل خطراً من إرهاب تنظيم البطاقة الغذائية ( سلة الفقراء والمعدومين في العراق ) ، وربما وجد هؤلاء المنظرون التجاريون والمفلسفون لرؤى الدولة أن مقاتلة إرهاب البطاقة الغذائية أكثر جدوى ونجاعة من مقاتلة جنود تنظيم االقاعدة الأرهابي وأذنابهم في العراق ، وربما هذا النوع من القتال الجديد على صعيد مكافحة البطاقة الغذائية والقضاء عليها سيعيد الأمن والأستقرار ونشر حالة من الأطمئنان في ربوع بلدنا الحبيب بعد أن حرم منه سنوات طويلة .
وفي إقتراح مني شخصياً كمواطن عراقي بسيط لعلّه يجد صداه في دوائر الدولة المعنية بالتجارة ، ووزارتها الموقرة حسنة الصيت وطيّبة السمعة في إستبدال إسم وزارة التجارة إلى إسم جديد أكثر منه جمالية ، وأكثر منه ملائمة وواقعية ، وهو أن نسميها وزارة مكافحة البطاقة الغذائية ، فأن كلمة وزارة التجارة ليس فيها من التجارة الرابحة للمواطن شيء بل بالعكس أنها أصبحت له وزارة الضياع والخسران المبين ، لأن المواطن وبسببها ، وبصراحة خسر الكثير من مفردات بطاقته الغذائية ، وأضاع الكثير من حصّته التموينية في أتون تلك الوزارة المجحفة لحقوق المواطنين والآكلة بنهم لموادهم الغذائية ، وهي وزارة أصبحت من آكلات غذاء البشر ، وأما الأسم الجديد الذي يتناغم تماماً مع وضع الوزارة الحالي ، وجهدها الدؤوب ليل نهار بحسب ماصرّح به أخيراً أحد المسؤولين من أن الدولة جادة هذه المرة في إستبدال البطاقة الغذائية بنظام رعاية جديد يكفل حق المواطن ، والمضحك هنا هو كيف سيصدّق هذا المواطن المسكين وسط هذا الكم الكبير ، والسيل الهادر من الكذب الجارف والقفز على الحقائق ، فبات حتى الصادق من المسؤولين عنده قبيحاً لفيض موارد الكذب عليه وبلا حدود ، فكيف تريدون له أن يطمئن لكلام ساذج يدعي فيه المسؤول ضمان حق رعاية المواطن ، وهل أنتم رعوتموه في شيء قبل هذا ليصدق منكم القول هذه المرة ، ولكن قالها سيد البلغاء والمتكلمين (ع) : إن لم تستحي فافعل ماشئت . أن الأسلوب الملتوي هذه المرة فيه شيئاً من ذكاء بحيث جاء فيه من قبيل التلاعب بالألفاظ ضحكاً على ذقون المواطنين ، وضمان عدم إثارة حفيظة الشارع العراقي كما حدث أول مرة بسبب صراحة البيان قبلاً في إلغاء البطاقة وتعويض المواطن بدلاً منها بمبلغ حتى أنه من المعيب أن يقال فيه زهيداً وهو (15) خمسة عشر ألف دينار ، ولو أن المواطن المغدور من الفقراء والمسحوقين فكر في الجلوس على الرصيف والأستجداء من المارة لجمع كل يوم مايعدل هذا المبلغ أضعافاً مضاعفة بدلاً منه لمرة واحدة في الشهر ، والسادة الأجلاّء يبتلعون نفط أمة بكاملها في بطونهم ويبتاعون لهم كل يوم عقاراً جديداً وسعفة جديدة في دبي وشرم الشيخ ، فيخرج هذه المرة أحد المسؤولين ليصرّح بديبلوماسية ماكرة لألغاء هذه البطاقة ، ولكن هذه المرة بلهجة إستبدالها بنظام رعاية يضمن حقوق المواطن ، ولو كان هذا المسؤول صادقاً هذه المرة ( قيل قديماً في المأثور من الأقوال : يفوتك من الكاذب صدق كثير ) لما جعل نظام الرعاية هذا مجهولاً ، وغير واضح ولأفاض في تفاصيل وكيفية ضمان رعاية المواطن ، وبأي سبيل وأي طريق وكيف يكفل القانون ضمان إنسيابية هذه الرعاية وحفظ الحقوق ، وقد بات والله على المسؤولين عاراً آخر في محاربة ضعفاء هذه الأمة وفقراؤها ، وكفاكم عنهم مهاترة بحقوقهم ومزايدات ، وبدلاً من أن تعتذر وزارة التجارة كونها إبتلعت حقوق الأمة بكاملها في مفردات البطاقة إياها لعشر سنوات خلون ، وبدلاً من أن تتعهّد بزيادة مفرداتها والأهتمام الجدي بتحسين نوعية تلك المفردات ، فأنها مازالت إلى الآن مصرّة على توزيع أردأ الأنواع من الرز والزيت وبأرخص الأسعار ، ومن أردأ المناشيء العالمية مع أنها تستلم مبالغ أرقى المناشيء العالمية ، وأرقى الأنواع وأعلاها جودة من الرز والزيوت ، ومع كل ذلك فهي مازالت كذلك وإلى الآن تجتهد ليل نهار في كيفية محاربة هذا العدو المرعب والمخيف الذي إسمه الجديد على غرار تنظيم القاعدة الأرهابي .. تنظيم البطاقة الغذائية الأرهابي .



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤشرات .. وأسئلة بعد الأجتماع الرمزي
- الوطنية .. معيار أخلاقي
- الحداثوية .. مظهر تجديد حقيقي أم مظهر إنحرافي خطير
- مسلسل القتل في العراق .. إلى أين ؟ ..
- مامعنى ان يكون الكاتب مبدعاً .. وأن يكون مأجوراً ومنافقاً
- إنتهاك الدستور والقانون .. منهج إحترافي أم حذاقة لصوص
- الأكراد .. هل هم قادمون ؟
- الأنفجارات .. وثقافة الأستقالة
- المحافظات .. ونتائج الأنتخابات
- مشاركة وطنية .. أم شراكة حرامية ؟


المزيد.....




- إيران توجه تهديدا لأي -طرف ثالث- يعتزم التدخل في الصراع مع إ ...
- كيف تجهل عدد سكان بلد تريد الإطاحة بحكومته؟-.. جدال حاد بين ...
- بيسكوف: الكرملين لا يعدل أجندته لتناسب الغرب
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد وحدة الصواريخ المضادة للد ...
- نتنياهو يعلق على تأجيل حفل زفاف ابنه
- ترامب: تعطيل منشأة -فوردو- الإيرانية أمر ضروري
- إيران تعلن تفكيك شبكة جواسيس إسرائيلية تشغل طائرات مسيرة في ...
- مقتل 76 فلسطينيا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع ...
- -ميتا- تستقطب علماء الذكاء الاصطناعي من المنافسين
- أمنستي تناشد الهند وقف عمليات الترحيل غير القانونية للاجئي ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - البطاقة التموينية .. تنظيم إرهابي جديد